للمرة الثانية يصل الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش إلى معبر رفح المصري ليقف صارخا أمام كل سكان الأرض مطالبا بوقف الحرب ومؤكدا أن الفلسطينيين من أطفال ونساء ورجال يعيشون "كابوسا لا ينتهي"
مابين صرخة جوتيريش واندفاعات جيش الاحتلال الإسرائيلي مسافات زمنية واسعة بين التحضر البربرية.
زيارة الأمين العام للأمم المتحدة تأتي في وقت تتصاعد فيه النبرة الإسرائيلية بتنفيذ عملية عسكرية كبيرة في مدينة رفح واجتياحها بهدف تصفية أربعة كتائب حمساوية تتمركز هناك، وتتجاهل إسرائيل معلومة أساسية وهي أن رفح باتت تضم أكثر من مليون ونصف مواطن غزاوي جاؤا إليها بعد نزوح من مناطقهم هربا من نيران العدو، هي تريدها مجزرة بحجة إعلان النصر النهائي والتخلص من الكتائب الأربعة، هي تريدها تطوير جديد لخطة التهجير حيث لا يفصل رفح الفلسطينية عن رفح المصرية سوى بضعة أمتار.
جوتيريش المسالم قال على المعبر أنه أتى إلى مدينة رفح المصرية "حاملا أصوات الغالبية العظمى من دول العالم التي سئمت من ما يحدث" في غزة، ولكن منذ متى والعدو الإسرائيلي يهتم بأصوات العالم؟.. هو لا يرى إلا تحت قدميه مدعوما من أمريكا التي لا تعرف سوى لغة الرصاص والدم والتفاوض الذليل.. الأمين العام للأمم المتحدة كان حريصا على لقاء المصابين المدنيين الفلسطينيين في مستشفى العريش وكأنه يعتذر لهم عن عجز أكبر منظمة دولية وعدم قدرتها على حمايتهم وتوفير أدنى مقومات الحياة الإنسانية لهم، المدنيون هم حطب المعارك هكذا يفهم جوتيريش لأنه وبينما يعتصر قلبه على ما وصلت إليه الأمور في غزة لا يتسامح مع حماس حيث شدد في تصريحاته على أنه "لا شيء يبرر هجمات حماس يوم السابع من أكتوبر"
وبشكل يراه متوازنا يقول الأمين العام "حان الوقت لالتزام صارم من إسرائيل بالسماح لوصول المساعدات إلى جميع أنحاء غزة، وكذلك الإفراج الفوري عن جميع الأسرى".
وعن المساعدات الغذائية والطبية يتوقف جوتيريش طويلا راصدا المفارقة التي تشبه الفضيحة وهي وقوف الشاحنات على جانب من المعبر بينما المجاعة على الجانب الآخر، معتبرا أن "منع دخول المساعدات فضيحة أخلاقية".
إسرائيل لا يهمها صورتها أمام الضمير العالمي هي تعرف جيدا أن استمرار وجودها بالمنطقة يرتبط ارتباطا مباشرا بإضعاف أصحاب الأرض وتشريدهم في أنحاء العالم، لذلك هي لا تمل من تكرار إعلانها عن مخطط تلو الآخر لتهجير الفلسطينيين مرة نحو سيناء والأخرى نحو دول إفريقية ذكرتها بالإسم.
ولأن الأمين العام للأمم المتحدة يعرف تلك المخططات جيدا، لذلك إختار الوقوف على معبر رفح المصري وكأنها رسالة يرفض مضمونها أي عبث مع الجانب المصري، رافعا صوته مؤكدا على ضرورة الوقف الشامل لتلك الحرب المجنونة.
رسائل الأمين العام للأمم المتحدة يجب التعامل معها بجدية وليس معنى عجز المنظمة الدولية أن لا تستفيد القضية الفلسطينية من تضامن الرمز الدولي الكبير أنطونيو جوتيريش.
كل يوم يمر والحال هكذا يعني مزيد من الضحايا الأبرياء، يعني تصاعد مؤشر عداد الشهداء الذي تجاوز الثلاثين ألف، الدم على الأرض والجثث لا تجد مقابر لدفنها، وإيقاف الحرب سواء بشكل مؤقت أو دائم بات ضرورة يفرضها العقل والضمير.. الشعب الفلسطيني يريد الحياة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأمين العام للأمم المتحدة جوتيريش جيش الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين الشعب الفلسطيني الأمین العام للأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
بوليتيكو: واشنطن تنسحب من مجلس حقوق الإنسان وتوقف تمويل الأونروا
قالت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية اليوم الاثنين إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أصدر أمرا تنفيذيا يقضي بانسحاب الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ووقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وفقا لوثيقة حصلت عليها بوليتيكو.
ووفقا لما تذكر الصحيفة، فإن هذه الخطوة تعكس إعادة تنفيذ السياسات التي كانت سارية خلال إدارة ترامب السابقة، إذ كان قد تم اتهام مجلس حقوق الإنسان مرارا من قبل الولايات المتحدة بالانحياز ضد إسرائيل، وتوفير حماية للدول التي ترتكب انتهاكات لحقوق الإنسان.
وتأتي هذه الإجراءات قبل يوم واحد من اجتماع ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن.
ومجلس حقوق الإنسان هو هيئة حكومية دولية تابعة لمنظمة الأمم المتحدة، ويضم المجلس 47 دولة، وهو مسؤول عن تعزيز وحماية حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
أما وكالة الأونروا فتأسست عام 1949 بموجب تفويض من الجمعية العامة للأمم المتحدة لتقديم الدعم الإغاثي والتعليم والصحة للاجئين الفلسطينيين في 5 مناطق هي الأردن ولبنان وسوريا، والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة. وقد قدمت منذ تأسيسها خدمات حيوية لنحو 5.7 ملايين لاجئ فلسطيني.
إعلان