بعد أكثر من ٦ أشهر، استطاع مجلس الأمن أن يخرج بقرار يحفظ ماء وجهه أمام التاريخ وحركته التي لا تتوقف، ووافق على قرار بوقف فوري لإطلاق النار على غزة خلال ما تبقّى من شهر رمضان المبارك.. ورغم أن وقف إطلاق النار ليس دائمًا إلا أن العالم يرجو أن يتحوّل إلى وقف دائم. وامتنعت الولايات المتحدة التي طالما استخدمت حق الفيتو لمنع تمرير الكثير من القرارات التي طالبت بوقف إطلاق النار في غزة عن التصويت دون أن تستخدم حق الفيتو الأمر الذي أغضب إسرائيل التي أشارت إلى أنها ستمنع وفدًا كان من المفترض أن يغادر إسرائيل متوجهًا إلى واشنطن.
وأكدت دولة الاحتلال أن امتناع واشنطن عن استخدام الفيتو لإحباط قرار تبناه مجلس الأمن يدعو إلى «وقف فوري لإطلاق النار» في قطاع غزة «يضر بالمجهود الحربي وجهود إطلاق سراح الرهائن». ويطلب القرار الذي تبناه مجلس الأمن الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن. ويشدد قرار مجلس الأمن أيضا على «الحاجة الملحة إلى توسيع نطاق تدفُّق المساعدة الإنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة بأكمله وتعزيز حمايتهم، ويكرر مطالبته برفع جميع الحواجز التي تحول دون تقديم المساعدة الإنسانية على نطاق واسع».
رغم ذلك ليس من الواضح ما إذا كانت إسرائيل ستنصاع للقرار وتوقف الحرب ولو إلى حين، خاصة أنها تستعد كما تقول لاجتياح برّي لمدينة رفح التي نزح إليها أكثر من مليون ونصف فلسطيني خلال الأشهر الستة الماضية. ورغم نشوة مجلس الأمن بهذا القرار إلا أن أداء المجلس منذ أن بدأت الحرب كشف للعالم أجمع أن الأوان قد آن لإصلاح مجلس الأمن وغيره من المؤسسات الأممية التي ظهرت في أعقاب الحرب العالمية الثانية؛ لأنها لم تعد قادرة على الخروج من عباءة الدول العظمى التي أعطيت حق الفيتو وتستخدمه للتسلُّط على دول العالم الثالث بشكل خاص. وإلا كان من الممكن أن يوقف مجلس الأمن هذه الحرب العبثية منذ أيامها الأولى حينما بدا واضحا أن إسرائيل تخوض حرب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين العزّل من السلاح ومن كل مقومات الحياة. إن المرحلة التي تلت الحرب العالمية الثانية قد انتهت وظهرت أجيال جديدة بوعي مختلف وبطموحات تجاوزت حدود طموحات ما بعد الحرب العالمية أو حتى ما بعد الحرب الباردة، وإذا لم تستطع دول العالم أن تخرج بتصورات جديدة لمنظمات جديدة تلبّي حاجات جميع الدول وترعى العدالة فإن زمن الحروب الكونية سيعود مرة أخرى ولن تستطيع قارة مثل أوروبا أن تحتمل مرة أخرى حربا عالمية باتت تحوم حولها.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
ترامب يكشف عن المواضيع التي سيناقشها مع بوتين
كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الاثنين، عن المواضيع التي سيناقشها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين عندما يجريان اتصالا هاتفيا مرتقبا.
وقال ترامب إنه سيتحدث إلى بوتين، غدا الثلاثاء، بشأن إنهاء الأزمة في أوكرانيا، ومن المرجح أن تكون تنازلات كييف عن أراض والسيطرة على محطة زابوريجيا للطاقة النووية من أبرز القضايا في المحادثات.
وقال ترامب، للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية في رحلة من فلوريدا إلى واشنطن "نريد أن نرى مدى قدرتنا على إنهاء هذه الحرب. ربما نستطيع، وربما لا، لكنني أعتقد أن لدينا فرصة جيدة للغاية... سأتحدث مع الرئيس بوتين الثلاثاء. تحقق الكثير من العمل في مطلع الأسبوع".
ويريد ترامب كسب دعم بوتين لمقترح وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما الذي قبلته أوكرانيا الأسبوع الماضي.
وحين سُئل عن التنازلات، التي يُنظر فيها في مفاوضات وقف إطلاق النار، قال ترامب "سنتحدث عن الأرض. سنتحدث عن محطات الطاقة... نحن نتحدث بالفعل عن ذلك، وعن تقسيم بعض الأصول".
وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، اليوم الاثنين، أن بوتين سيتحدث مع ترامب عبر الهاتف لكنه امتنع عن التعليق على تصريحات ترامب بشأن الأراضي ومحطات الطاقة.
وقال الكرملين إن بوتين أرسل رسالة إلى ترامب بشأن خطته لوقف إطلاق النار عبر المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الذي أجرى محادثات في موسكو، وعبر عن "تفاؤل حذر" بإمكانية التوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات.
وفي لقاءات مختلفة في برامج تلفزيونية، أمس الأحد في الولايات المتحدة، أكد ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار ترامب للأمن القومي مايك والتز أنه لا تزال هناك تحديات يتعين تذليلها قبل أن توافق روسيا على وقف إطلاق النار وقبل التوصل لحل سلمي للحرب.