#سواليف

جوهانسبرغ- أكدت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا غريس ناليدي باندور أن لدى إسرائيل “نية قاتلة” لإبادة الشعب الفلسطيني، معتبرة أن المعونات العسكرية التي تتلقاها إسرائيل من بعض دول العالم تجعلها تتجاهل القرارات والقوانين الدولية، كما سخرت باندور من الاتهامات الإسرائيلية الموجهة لبلادها ولها شخصيا على خلفية موقفها من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة .

وتاليا نص الحوار الذي أجرته الجزيرة نت مع باندور:

هل ستتحقق العدالة للفلسطينيين من محكمة العدل الدولية بعد قضية جنوب أفريقيا؟
آمل أن تساعد قرارات محكمة العدل الدولية على تحقيق العدالة، لا أعتقد أنه سيكون هناك رد إيجابي تماما كما رأينا من حكومة إسرائيل، لأننا نعتقد أن هناك نية قاتلة للإبادة الجماعية تجاه الشعب الفلسطيني، وبالنظر إلى هذه النية والدعم الهائل للأسلحة الذي تتمتع به إسرائيل من أجزاء من المجتمع الدولي، أرى أنهم يعتقدون أن بإمكانهم أن يتجاهلوا الجميع، ويفعلوا ما يحلو لهم.

مقالات ذات صلة فيديو يظهر وقوع جنود الاحتلال الإسرائيلي في كمين للمقاومة 2024/03/25

لقد مرت عقود عديدة من الانتهاكات من دون أن يستجيب العالم حقا وبطريقة إيجابية لجذب البلدين نحو التسوية. واتخذت محكمة العدل الدولية مجموعة مهمة من القرارات، وأكدت اعتقادنا بأنه من المعقول أن تكون عملية إبادة جماعية جارية، فإن الرد من الحكومة الإسرائيلية حتى الآن لا يوحي بتقدير واعتراف جديين بجريمة الإبادة الجماعية.

يتردد أن إسرائيل قالت إن جنوب أفريقيا هي الذراع القانونية لحركة حماس، ما رأيك في ذلك؟
لقد كانوا يقولون إنني أتلقى أوامري من إيران، وإنني من مؤيدي “داعش” (تنظيم الدولة الإسلامية). ولا أعرف حتى ما الذي تمثله أحرف اختصار كلمة داعش، ولكن هذه بعض الأخبار الكاذبة، والإهانات التي يتم تداولها حتى إنهم ذهبوا إلى عائلتي وزوجي وأولادي، ولكن لا بأس سنسعى جاهدين، ولن نتعب وآمل أن نتمكن من العمل والقيام بما نستطيع.

لقد أرسلنا بعض المساعدات من وزارتنا وحكومتنا، ولدينا حزم ثانية أخرى موجودة بالقرب من الحدود الأكثر قسوة والتي نود عبورها، ولكن الآن تزايدت الأكاذيب بشكل أكبر، فهم الآن يتهمون عمال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة بأنهم لعبوا دورا في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي الذي شنته حماس، ولذا فقد أوقفوا تمويل الأونروا التي كانت تدعم الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة.

لذلك دعوت زملائي في جنوب شرق آسيا وأميركا اللاتينية والبلدان الأفريقية التقدمية إلى وضع أيدينا معا للعمل لتمويل هذه الوكالة، ولنتأكد من وصول المساعدات إلى هناك، لا يمكن أن نجلس مكتوفي الأيدي ونشاهد الأحداث، فهذه ليست ثقافتنا، يجب أن نكون نشطين، وأن نحاول أن نحدث فرقا.

ما السبب الذي دفع جنوب أفريقيا إلى رفع دعوى قضائية ضد إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية؟
إن مدة تقديمنا للمحكمة أدت إلى استعادة الثقة بمؤسسات الأمم المتحدة الرئيسية إلى حد ما، كما لفتت انتباه العالم إلى الحاجة إلى إصلاح المنظمة الدولية أيضا. وعبر نهج جنوب أفريقيا المبني على أساس حقوق الإنسان، واستعادة السلام، وإنهاء العدوان، فتح موضوع البت في قضية الإبادة الجماعية أمام العالم. وما أردنا فعله هو أن القضية يجب أن تكون في المحكمة. ويجب على المحكمة التحقيق بها.

وكل الأدلة، عن الفظائع ستكون متاحة لنا جميعا وللمجتمع العالمي. وهذا انتصار مهم. فعندما تكون في معركة جبارة، فإنك تبحث عن نصر تلو الآخر، قد تكون بعض الانتصارات صغيرة، وبعضها الآخر قد يكون كبيرا، ولكن يجب ألا نقوض أي خطوة.

لقد فعلت جنوب أفريقيا شيئا كبيرا في هذه القضية، وعلينا أن نستمر في ذلك، وألا نقول إن إسرائيل لم تفعل هذا أو ذاك. نريد أن يتحرر شعب فلسطين. أقول لحكومة جنوب أفريقيا، واصلوا، واجعلوا الدول الأخرى تدعمكم وأنتم تدعمون السلام.

في 26 يناير/كانون الثاني الماضي أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بوقف أي أعمال إبادة جماعية. ومع ذلك رأينا العكس تماما. لقد كان هناك تصاعد في أعمال العنف ضد الفلسطينيين، والدول القوية تواصل تسليح إسرائيل، ولا تزال تحميها من أي مساءلة، لماذا؟

هذا هو الألم الحقيقي، وباعتقادي أنه يمكنك تغيير هذه الديناميكية، ونعتقد في جنوب أفريقيا أنه يجب علينا أن نواصل استخدام مؤسسات مثل الأمم المتحدة. وعلينا أن نواصل دفع أعضاء مجلس الأمن الدولي نحو اتخاذ قرارات ملزمة. وبالمناسبة، فقد أشارت محكمة العدل الدولية في أوامرها لإسرائيل إلى أن قرارها بشأن التدابير المؤقتة ملزم قانونا بموجب الاتفاقية. إنهم لا يحتاجون إلى تأكيد من مجلس الأمن الذي يضم 5 دول فقط تتمتع بحق النقض (الفيتو) الذي يستخدمونه ليس لصالح السلام والأمن، ولكن في المقام الأول فيما يتعلق بمواقفهم السياسية.

المصدر : الجزيرة

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف محکمة العدل الدولیة جنوب أفریقیا

إقرأ أيضاً:

«الظّل» الذي طاردته إسرائيل لعقود.. من هو «محمد الضيف»؟

أعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب “القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس”، في وقت سابق أمس الخميس، مقتل قائد هيئة أركان الكتائب القائد محمد الضيف خلال معركة “طوفان الأقصى”، إلى جانب أربعة آخرين من كبار قادتها خلال الحرب بين إسرائيل والحركة في قطاع غزة، فمن هو محمد الضيف الذي طاردته إسرائيل لعقود؟

ويعد الضيف صاحب المسيرة الطويلة والمحاطة بالغموض في حماس، حيث كانت له قدرة كبيرة على التخفي والإفلات من مطاردة إسرائيل التي وضعته على رأس قائمة المطلوبين منذ عقود، فمن هو الضيف؟

ارتبط اسم محمد الضيف، منذ التسعينيات بفصائل “المقاومة الفلسطينية”، ويعتبر أحد أبناء الجيل الأول من “القساميين”.

منذ أكثر من ثلاثة عقود، قاد الضيف كتائب “الشهيد عز الدين القسام”، متجاوزا محاولات الاغتيال المتكررة التي جعلته أشبه بالشبح الذي يؤرق إسرائيل ويعيد صياغة معادلات الصراع في كل مواجهة، وصولا إلى معركة “طوفان الأقصى”.

نشأته وبداية حياته العسكرية:

وُلد محمد دياب إبراهيم المصري، المعروف بـ”محمد الضيف”، عام 1965 في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة، لعائلة هجّرت من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، ليستقر بها المقام في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة.

تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس مخيم خان يونس كما بقية اللاجئين الفلسطينيين الذين هجِّروا من ديارهم وأرضهم وممتلكاتهم.

تأثر منذ صغره بواقع “الاحتلال وظروف اللجوء القاسية”، وهو ما دفعه للانخراط في صفوف “حماس” خلال دراسته في الجامعة الإسلامية بغزة، حيث درس العلوم وكان من الناشطين في الكتلة الإسلامية.

انضم إلى حركة “حماس” منذ صغره وكان عنصرًا نشيطا فيها.

شارك في فعاليات الانتفاضة الكبرى التي اندلعت نهاية عام 1987 واعتقل في إطار الضربة الأولى التي وجهتها القوات الإسرائيلية للحركة في صيف عام 1989 بتهمة الانضمام إلى الجناح العسكري للحركة الذي كان الشيخ صلاح شحادة (قتل في صيف 2002) قد أسسه آنذاك، وكان يحمل اسم “حماس المجاهدين” قبل أن يطلق عليه اسم “كتائب القسام”، وأمضى عاما ونصف العام في السجن.

أفرجت إسرائيل عام 1991 عن الضيف من سجونها ليلتحق بالمجموعات الأولى لكتائب “القسام” التي أعيد تشكيل الجهاز العسكري من خلالها، وذلك من خلال مجموعة خان يونس، والذين قتل معظمهم مثل ياسر النمروطي وجميل وادي، هشام عامر، وعبد الرحمن حمدان، ومحمد عاشور، والأسير حسن سلامة وغيرهم من المقاومين.

أصبح الضيف مطلوبا لإسرائيل، بعد مشاركته في تنفيذ العديد مما يسمى بـ”العمليات الفدائية” والاشتباك مع قواتها.

بدأت عملية مطاردته بعد أن رفض تسليم نفسه. وتمكن خلال هذه الفترة ومن خلال إتقانه للتخفي والبقاء في مكان واحد لفترة طويلة، من ألا يقع في قبضة القوات الإسرائيلية حيا أو ميتا.

برز دور الضيف بعد اغتيال عماد عقل الذي برز اسمه في سلسلة “عمليات فدائية” في نوفمبر من عام 1993، حيث أوكِلت إليه قيادة “كتائب القسام”.

خلال هذه الفترة، استطاع الضيف أن يخطط وينفذ عدة عمليات نوعية، وكذلك تمكن من الوصول إلى الضفة الغربية وتشكيل العديد من “الخلايا الفدائية” هناك، والمشاركة في تنفيذ عدة “عمليات فدائية” في مدينة الخليل والعودة إلى قطاع غزة.

لعب محمد الضيف دورا كبيرا في التخطيط لعملية خطف الجندي الإسرائيلي نخشون فاكسمان عام 1994 في بلدة بير نبالا قرب القدس والذي قتِل وخاطفيه بعد كشف مكانهم.

وظهر الضيف وهو يحمل بندقية وبطاقة هوية فاكسمان التي هربت من الضفة الغربية إلى قطاع غزة، حيث كان ملثما بالكوفية الحمراء.

ومع اشتداد الخناق على المطلوبين لإسرائيل في قطاع غزة، رفض الضيف طلبا بمغادرة قطاع غزة خشية اعتقاله أو اغتياله، لا سيما في ظل سياسة قصف المنازل التي يعتقد أن بها أيا من المطلوبين، وقال كلمة مشهورة آنذاك: “نحن خلقنا لمقاومة الاحتلال إما أن ننتصر أو نستشهد”، وذلك على الرغم من موافقة عدد من زملائه على الخروج من القطاع.

تمكن الضيف من أن يؤمن وصول المهندس يحيى عياش، أحد خبراء المتفجرات في الضفة الغربية إلى قطاع غزة بعد تضييق الخناق عليه في الضفة الغربية، وللاستفادة من خبرته في صناعة المتفجرات، حيث تم اغتياله بواسطة هاتف مفخخ مطلع عام 1996.

وقف الضيف وراء عمليات الثأر لعياش، من خلال إرسال حسن سلامة إلى الضفة الغربية للإشراف عليها، حيث قتل في هذه “العمليات الفدائية” حوالي ستين إسرائيليا.

لاحقا، بدأ بالاستعداد لتنفيذ المزيد من العمليات حتى اندلعت انتفاضة الأقصى في سبتمبر من عام 2000 .

ومع إفراج السلطات الإسرائيلية عن الشيخ صلاح شحادة عام 2001، سلّم الضيف الشيخ شحادة قيادة الجهاز العسكري، حيث كلف شحادة الضيف بالمسؤولية عن الصناعات العسكرية للكتائب.

تعرض الضيف لمحاولة الاغتيال الأولى بعد عام من اندلاع الانتفاضة، حيث كان برفقة عدنان الغول (قتل في 22 أكتوبر 2004) خبير المتفجرات في كتائب القسام ونجله بلال، إ أطلقت عليهم طائرة إسرائيلية صاروخا في بلدة “جحر الديك” وقد نجيا من الاغتيال بأعجوبة بعد مقتل بلال في القصف ليغطي على والده ورفيق دربه.

قيادة الجهاز العسكري:

وبعد اغتيال شحادة في صيف عام 2002، أعادت قيادة الحركة المسؤولية للضيف لقيادة الجهاز العسكري.
في 26 سبتمبر من عام 2002، نجا الضيف من محاولة اغتيال ثانية بعد قصف السيارة التي كانت تقله في حي الشيخ، حيث قتل مرافقاه وأصيب بجراح خطيرة للغاية.

وأشارت مصادر فلسطينية إلى تعرض الضيف لمحاولة اغتيال ثالثة في قصف أحد المنازل في صيف 2006 خلال العملية العسكرية “لإسرائيلية بعد أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، حيث قيل إنه أصيب بجراح خطيرة. دون أن تؤكد ذلك كتائب “القسام”.

وكانت أخطر محاولات اغتيالاته في عام 2014، خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث استهدفت الطائرات الحربية منزله وقتلت زوجته وابنه، لكن الضيف خرج من تحت الركام ليواصل قيادة المعركة.

منذ توليه القيادة، أدار الضيف العديد من العمليات الفدائية ضد إسرائيل، وكان من أبرز المهندسين الذين عملوا على تطوير القدرات العسكرية لـ”حماس”، بما في ذلك تصنيع الصواريخ المحلية وإنشاء شبكة الأنفاق العسكرية.

دوره في “طوفان الأقصى”:

أطل محمد الضيف في السابع من أكتوبر 2023، ليعلن انطلاق معركة “طوفان الأقصى” التي أشرف عليها وحضر في ميدانها حتى قتل فيها.

ومن أبرز أسباب الطوفان سلوك الاحتلال الصهيوني، ومخططاته القائمة على حسم الصراع، وفرض السيادة على القدس بمقدساتها، تمهيداً للتقسيم المكاني والزماني، ولبناء الهيكل المزعوم.

محمد الضيف لم يظهر في الإعلام، ولم يُعرف له سوى تسجيلات صوتية معدودة، لكن يُنظر إليه باعتباره العقل المدبر للتكتيكات العسكرية التي غيرت طبيعة المواجهة بين “فصائل المقاومة” وإسرائيل.

فخلال معركة “سيف القدس” عام 2021، كان الضيف وراء استراتيجية استهداف تل أبيب بالصواريخ ردا على الاعتداءات الإسرائيلية في القدس والمسجد الأقصى.

ووضعت إسرائيل، على مدار عقود، محمد الضيف على رأس قائمة المطلوبين، وعدّته أخطر شخصية فلسطينية تهدد أمنها. ورغم كل الجهود الاستخباراتية، لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من الوصول إليه، حتى رحل كما “يحب شهيدا في ميدان أعظم معركة شارك في التخطيط لها وفي قيادتها وهي المعركة التي أثبتت هشاشة كيان الاحتلال وقابليته للهزيمة”، وفق المركز الفلسطيني للإعلام.

مقالات مشابهة

  • تدشين معبد هندوسي ضخم في جنوب أفريقيا
  • صندوق النقد الدولي يختتم مشاورة المادة الرابعة مع جنوب أفريقيا
  • أشرف العشري: تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين غير واقعية وتتعارض مع الشرعية الدولية
  • عضو بالحوار الوطني: مصر تقود معركة الشرعية الدولية لحل القضية الفلسطينية
  • وزيرا خارجية مصر وجنوب أفريقيا يؤكدان أهمية تعزيز التعاون المشترك بين البلدين
  • وزير الخارجية يؤكد عمق العلاقات التاريخية بين مصر وجنوب أفريقيا
  • ماليزيا وجنوب أفريقيا تقودان مجموعة دولية لمنع إسرائيل من تحدي القانون الدولي
  • جنوب أفريقيا وماليزيا تشكّلان “مجموعة لاهاي” لدعم محكمتي العدل والجنائية الدولية 
  • «الظّل» الذي طاردته إسرائيل لعقود.. من هو «محمد الضيف»؟
  • إسرائيل: لا نتوقع فشل الدفعات التالية من صفقة التبادل ولكن..