رئيس «شئون البيئة» السابق: يجب التوسع أفقيًا.. والرجوع للطبيعة في تصميم المنشآت
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
أكدت د. إيناس أبوطالب، رئيس جهاز شئون البيئة السابق، أن ارتفاع الحرارة وتسارع تغير المناخ سببهما زيادة غازات الاحتباس الحرارى نتيجة للثورة الصناعية والوقود الأحفورى، مشيرة إلى أن تأثير التغيرات المناخية أصبح عابراً للحدود، والتغير الدرامى فى المناخ بات سمة عامة بمعظم دول العالم الآن. وأشارت «أبوطالب»، فى حوارها مع «الوطن»، إلى أن الدولة قامت بأشياء إيجابية كثيرة لتقليل الانبعاثات الضارة، لافتة إلى أنه يتبقى تشجير الطرق الجديدة والتوسع أفقياً باستخدام تطبيق تقنيات «العمارة الخضراء».
ما الأسباب التى تقف وراء الارتفاعات الأخيرة فى درجات الحرارة؟
- ارتفاع درجات الحرارة وتسارع معدلات تغير المناخ الحالى، نتيجة طبيعية لزيادة معدل تولد غازات الاحتباس الحرارى نتيجة للثورة الصناعية واستخدام الوقود الأحفورى. ونظراً لأن تأثير تغير المناخ عابر للحدود، لذلك أصبح التغير الدرامى فى المناخ سمة عامة فى معظم دول العالم، وفى الوقت الحالى تعانى أغلب الدول من ارتفاع كبير فى درجات الحرارة، ويعزى ذلك إلى ظاهرة القبة الحرارية، وهى ظاهرة يحدث فيها أن تتسبب منطقة ضغط جوى مرتفع فى طبقات الجو العالية بحبس الهواء الساخن أسفل منها كما لو كانت غطاء أو قبة، ليتسبب ذلك فى تسخين هذا الهواء، وتنشأ عن ذلك كتلة هوائية ساخنة سطحية تختلف شدتها بحسب المنطقة وشدة المرتفع الجوى، وهى مرتبطة بظاهرة الاحتباس الحرارى وتغير المناخ.
هل الممارسات البشرية تسببت فى تسارع معدلات تغير المناخ؟
- هناك ممارسات كثيرة للإنسان على الأرض ساعدت على زيادة معدل التغيرات فى المناخ ودرجات الحرارة، منها قطع الغابات وعدم الاهتمام بالتشجير، فلو نظرنا لدرجة الحرارة فى أرض شارع به أشجار سنجدها تقل حوالى 10 درجات عن حرارة الأرض المكشوفة للشمس، وبالتالى فنحن مُحتاجون للتشجير، مع الأخذ فى الاعتبار اختيار أنواع الأشجار المناسبة، لأن لدينا أزمة مياه، وليس بالضرورة أن تكون كل الأشجار مثمرة، فهناك أماكن يمكن أن نزرع فيها أشجاراً تعطى ظلاً، وأماكن أخرى للشجر المثمر، ويتم اختيار الأشجار طبقاً لملاءمتها للظروف البيئية من حيث استهلاكها للمياه ونوعية المياه المستخدمة فى ريها، ونستبعد الأشجار التى تستهلك كميات من المياه كبيرة، والتى لا تعطى الظل المناسب، وهنا نحتاج للمختصين فى الزراعة ليحددوا أنواع الأشجار المناسبة، بالإضافة لما سبق، أصبح استخدام «أجهزة التكييف» من الضروريات فى أماكن كثيرة كالمستشفيات والمعامل.. ولذلك لا بد من استخدام أجهزة التكييف الحديثة التى تلتزم باستبدال الفيريون بمواد صديقة للبيئة أقل فى الانبعاثات التى تزيد معدلات تولد غازات الاحتباس الحرارى.
وماذا عن مشكلة «التوسع الرأسى» أو «المبانى الشاهقة»؟
- لا يمكن التعميم فى مميزات أو عيوب، حيث إن كل توسع له أهدافه، ولكن عندما نبنى بشكل خاص فى صحراء بها امتدادات ومساحات خالية، فإننا نستبعد المبانى الشاهقة، كونها تستهلك كهرباء أكبر نظراً لاحتياجها للإضاءة، وأسانسيرات، ناهيك عن التكييفات المركزية. وفى المقابل، فإنه من المهم التوسع أفقياً نظراً لأن لدينا صحراء مع استخدم أساليب العمارة الخضراء الذكية فى البناء، علماً بأن التوسع الأفقى يسمح لنا بذلك، مع استخدام القباب وما شابه، والرجوع للطبيعة فى تصميمنا للمنشآت، وبناء مبانٍ تحافظ على وجود مسارات الهواء متجددة وتؤدى لراحة حرارية للموجودين داخل المبنى، مع استخدام نوعيات من الطوب على سبيل المثال تجعل درجة الحرارة داخل المبنى أقل من خارجه أو تحتفظ بدرجة حرارة.
وماذا عن مسألة تخفيف الانبعاثات على مستوى الدولة المصرية؟
- على مستوى مصر، نحن نسير فى أكثر من طريق وقمنا بأشياء إيجابية كثيرة، أولاً بدأت الدولة تستبدل السيارات القديمة بالجديدة، حيث إن السيارات الجديدة مستوى الانبعاثات التى تخرج منها أقل.
ويتبقى أن نُشجر الطرق الجديدة بأشجار تسمح بأن تمتص الحرارة وثانى أكسيد الكربون وتُنتج لنا أكسجين، وهذا يقلل الحرارة بدرجة كبيرة. والشىء الآخر المهم هو أن نبنى بمبانٍ تتناسب مع بيئتنا، وحجم المبانى يكون صغيراً وحوله أشجار كثيرة، والمساحات بين المبانى وبعضها تكون مناسبة لتسمح بتجديد الهواء، مما يحسن من صحة المواطنين ويحد من ارتفاع درجات الحرارة، وبشكل عام علينا أن نسعى دائماً للبحث عن الطرق الطبيعية البديلة، للحد من ارتفاع درجات الحرارة.
يفضل البناء كذلك وفقاً للاشتراطات الخاصة بالمجتمعات العمرانية التى تعيش فى بيئات صحراوية، من تحديد ارتفاع المبانى، ومساحات الشبابيك والبلكونات، ونوع الطوب المستخدم وشكله، ووضع مسارات الهواء داخل المبنى وتجددها فى الحسبان، وهو ما من شأنه فى النهاية أن يساعد على تقليل درجات الحرارة داخل المبانى بشكل طبيعى، ويحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى، والتكيف طبيعياً مع درجات الحرارة. وفى هذا الإطار أيضاً، لا بد أن تزيد أيضاً المساحات الخضراء يجب أن نبنى على 60% منها ونزرع 40% منها، فالمساحات الخضراء رئة تعطى فرصة للتنفس، وتمتص ثانى أكسيد الكربون وتزيد نسبة الأكسجين وتقلل درجة الحرارة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأشجار الغابات البيئة التغيرات المناخية
إقرأ أيضاً:
وزيرة البيئة تناقش مع شركة صينية توطين تكنولوجيا زراعة الغابات بمصر
عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة اجتماعا مع ممثلي شركة سينوواي الصينية العاملة بمجال التشجير وتنفيذ واستعادة الغابات، لمناقشة سبل التعاون في تنفيذ مشروعات زراعة الغابات والتشجير، وذلك بحضور الدكتور على أبو سنة رئيس جهاز شؤون البيئة والدكتور محمد سالم استشارى قطاع حماية الطبيعة، و سها طاهر رئيس الإدارة المركزية للتعاون الدولي والتغيرات المناخية ، والسيد تيان تشي تشيانغ، مدير عام غابة سينواي - السيد بانغ مدير المشروع، وليد أبو رية مدير عام الشركة فى مصر.
استمعت الدكتورة ياسمين فؤاد إلى عرض تقديمي من الشركة حول رؤية توسيع نطاق عملها في مصر من خلال تنفيذ مشاريع رائدة في مجال تشجير واستعادة البيئة للأراضي الرطبة والمناطق المتدهورة وتقليل انبعاثات الكربون، واستعادة الأراضي المتدهورة، والتشجير الصناعي وإدارة الغابات، بالإضافة إلى برامج تبادل الخبرات في مجال علوم الأراضي والغابات والتنوع البيولوجي.
وتعرفت الدكتورة ياسمين فؤاد على التكنولوجيا التي تقدمها الشركة في مجال زراعة الغابات والتشجير، ومنها تقنية كرات البذور والتي تساعد على زراعة الغابات مع الاستفادة من الرطوبة الموجودة في التربة والهواء كمصدر للمياه، بما يتصدى لآثار تغير المناخ ويواجه التصحر في ذات الوقت، كما تم عرض نماذج لمشروعات التشجير وزراعة الغابات التي تنفذها الشركة في العديد من البلدان ومنها إمارة ابوظبي بالإمارات العربية والمملكة العربية السعودية وموريتانيا وتونس.
وأكدت وزيرة البيئة على أهمية ان تتوافق التكنولوجيا المستخدمة في زراعة الغابات في مصر مع تحدي ندرة المياه بما لا يمثل عبئا جديدا يزيد من حدته، وآليات الاستفادة من هذا المشروع في مجال شهادات الكربون خاصة مع إطلاق مصر لأول سوق طوعي للكربون بها.
ولفتت لأهمية هذا النوع من التكنولوجيا في تحقيق اهداف استعادة الأراضي وزيادة المساحات الخضراء، كأحد آليات مواجهة تحدي تغير المناخ وآثاره، وايضاً مكافحة التصحر واستعادة الأراضي.
ومن جانبه، اكد ممثل الشركة الصينية ان زراعة الغابات تعد من الحلول الفعالة في تقليل الانبعاثات الكربونية، وهذا ما لجأت له الصين خاصة مع مواجهة تحدي خسارة مليون هكتار من الأراضي المنزرعة كل عام مما يزيد من حدة تحدي المناخ والتصحر، ومع تأكيد مؤتمري المناخ والتصحر الاخيرين على أهمية الاعتماد على تكنولوجيا زراعة الغابات واستعادة الأراضي كأحد الحلول الفعالة والمستدامة.
واكد ان شركة سينواي تتعاون مع الحكومات المحلية لاستعادة النظم البيئية الطبيعية بشكل سريع، وتحسين أنماط هطول الأمطار وتعزيز الاستدامة البيئية، وتعزيز أهداف الحياد الكربوني من خلال الشراكة مع أصحاب المصلحة في الصناعة، وتداول شهادات الكربون في الغابات بما يساهم في أهداف الحياد الكربوني.