لا يتميز شهر مارس بما يشهده من احتفالات عالمية ومحلية خاصة بالمرأة والأم فقط، وإنما يشهد أيضاً عدداً من المناسبات للاحتفال بالأشجار والغابات، إيماناً بدورها الكبير فى الحفاظ على الحياة وجودتها واستمرارها، ومن بين هذه المناسبات «يوم الشجرة» الذى يوافق الاحتفال به فى مصر 15 مارس، و«يوم الغابات الدولى» الموافق 21 مارس، حيث تجرى محاولات للاحتفال بهما عبر زراعة أشجار فى أماكن متفرقة، من بينها المدارس والجامعات والحدائق العامة، والتوعية بأهمية دور الأشجار والغابات للحياة واستمرارها.

وعن تاريخ الاحتفال بـ«يوم الشجرة»، تقول الدكتورة مها فاروق، أستاذ ورئيس قسم بحوث الأشجار الخشبية والغابات بمعهد بحوث البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية، إن «أول من اقترح اليوم العالمى للشجرة هو الصحفى ورجل السياسة الأمريكى جوليوس سترلينج مورتون، حيث اقترح يوماً لزراعة الأشجار فى ولاية نبراسكا بتاريخ 7-1-1872م، وكان الغرض الأساسى تحفيز الناس على زراعة الأشجار العالية لإيمانه بأهميتها فى حماية المحاصيل الزراعية، والحد من سرعة هبوب الرياح مع إمكانيتها توفير مصدر وقود، ومواد لبناء البيوت. ومنها انتشرت الفكرة إلى دول العالم من الغرب إلى الشرق. وتفاوتت الدول بدرجة الاهتمام واستغلال هذا اليوم فى الأغراض التى تحتاج إليها من زراعة الأشجار، كما اختلف تاريخ هذا اليوم تبعاً للوقت المناسب لغرس الأشجار فى كل بلد».

«بحوث الأشجار»: الدولة بدأت الاحتفال بـ«عيد الشجرة» 15 مارس 67.. وأطلقت «100 مليون شجرة» وندعمها فنياً بـ«شجّرها صح

أما عن الاحتفال بهذا اليوم فى مصر، كما تضيف «فاروق»، «فقد تم إصدار طابع بريدى بمناسبة أول احتفال بعيد الشجرة فى مصر فى 15 مارس 1967، وكان الغرض منه الاهتمام بغرس الأشجار فى كل أنحاء الجمهورية، لتحقيق الفوائد البيئية والجمالية للأشجار»، لكن مرت سنوات قلَّ فيها الاهتمام بهذا اليوم وأصبح لا يذكر عنه شىء على المستوى الرسمى للدولة. إلى أن قام قسم بحوث الغابات والأشجار الخشبية بمعهد بحوث البساتين بمحاولات فى السنوات الأخيرة لإحياء الاحتفال بهذا اليوم ومحاولة مشاركة هذا الاحتفال بزراعة الأشجار بصفة خاصة فى المدارس والجامعات لتوصيل الاهتمام بزراعة الأشجار والمحافظة عليها بين أوساط النشء الصغير والشباب باعتبار أنهم من سيقودون المستقبل، وكذا زراعة الأنواع الشجرية النادرة والمهمة فى محطات البحوث الزراعية والحدائق للمحافظة عليها، بالإضافة إلى إلقاء ندوات وتنظيم ورش عمل للتوعية بأهمية زراعة الأشجار والمحافظة عليها.

وبالتزامن مع الاستعدادات لانعقاد مؤتمر المناخ فى شرم الشيخ فى نوفمبر 2022 (COP27)، كما تستطرد الدكتورة مها فاروق: زاد الاهتمام بغرس الأشجار وأطلقت المبادرة الرئاسية «زراعة 100 مليون شجرة»، ولاحقاً تم إطلاق مبادرة قسم بحوث الغابات والأشجار الخشبية «شجّرها صح» بهدف تقديم الدعم الفنى للمبادرة وزراعة نماذج من الأنواع الشجرية المناسبة لتأدية وظيفة بيئية يتطلبها كل موقع بالجمهورية، كما يساهم القسم والمعهد بتنفيذ المبادرة تزامناً مع يوم الشجرة «15 مارس» واليوم الدولى للغابات الموافق 21 مارس.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت فى عام 2012، يوم 21 مارس يوماً دولياً للغابات، كما تقول الدكتورة مها فاروق، وذلك للتشجيع على المزيد من حملات التشجير والاهتمام بالأشجار فى الغابة وخارج الغابة على السواء، ونشر الوعى ودق ناقوس الخطر لإزالة الغابات على نطاق واسع، ونتيجة الحرائق والأمراض المرتبطة بانتشار الآفات مما يتسبب فى فقدان التنوع الإحيائى حيث تؤوى الغابات أكثر من 70% من الكائنات الحية، كما تعد مصدراً أساسياً للعقاقير الطبية، ومصدراً للغذاء وتمثل سبل العيش لحوالى 1.6 مليار إنسان، كما أنها أهم عناصر التخفيف من الآثار الضارة للتغيرات المناخية. وامتد الاحتفال بـ«يوم الشجرة المصرى» إلى جهات أهلية وحزبية مصرية أيضاً، فحسبما يقول نبيل محروس، رئيس مجلس أمناء «مؤسسة ازرع شجرة»، فقد بدأت مؤسسته الاحتفال بيوم الشجرة منذ العام قبل الماضى، وبالتزامن مع استضافة مصر لمؤتمر الأطراف لمواجهة تغير المناخ (كوب 27)، بالتعاون مع عدد من المهتمين بالبيئة وقيادات وأعضاء فى «حزب الخضر المصرى»، فى محاولة لإحياء الاحتفال بهذا اليوم. ويضيف «محروس» أنه فى هذه المناسبة نُنظم فعاليات للاحتفال بهذا اليوم، نزرع فيها الأشجار، ونقوم بحملات توعية فى الشارع لإعادة تذكير الناس بقيمة وأهمية الأشجار، وارتباطها بمقاومة التغيرات المناخية، وأنواع الأشجار المفيدة ذات المردود البيئى والاقتصادى، ومن بينها تلك المرتبطة بالهوية المصرية كشجرة الجميز وغيرها.

ومن ناحيته يشير خالد جوشن، رئيس حزب الخضر المصرى، إلى أن مصر بدأت الاهتمام بزراعة الأشجار فى وقت مبكر للغاية، حتى إنه كان هناك على سبيل المثال مشروع لزراعة 100 مليون شجرة فى عهد الخديو إسماعيل، بعد أن عرض إسماعيل باشا المفتش، مدير الجفالك والعهد السنية، هذا المشروع عام 1863، وتبناه الخديو، وأمر بمكافآت لمفتشى الجهات ومأموريها ونظّارها بنسبة الأشجار التى ستمتد جذورها فى الأرض وتنمو بها.

«الخضر المصرى»: آن الأوان لتتبوأ الشجرة مكانها الممتاز كرمز للخضرة والاستدامة والعطاء ومكافحة التلوث

وأضاف «جوشن»: «آن الأوان لتتبوأ الشجرة مكانها الممتاز كرمز للخضرة والاستدامة والعطاء ومكافحة التلوث ونشر صور الجمال، وبالفعل فقد بدأ الاهتمام يعود للشجرة مرة أخرى، حيث تتبنى الدولة مشروعاً طموحاً لزراعة مائة مليون شجرة، ونحن ندعو شعبنا، سواء فى شكل أفراد أو جمعيات أو أحزاب، إلى تبنى زراعة الأشجار فى أى مكان فى مصر، ولتكن الشجرة المزروعة هدية وصدقة جارية لأمواتنا وأحبائنا ووطننا الغالى مصر».

وقال رئيس «حزب الخضر» إن حزبه لا يتوانى عن مد يد العون لكل مهتم بزراعة الأشجار فى مصر، وقد قام بالفعل بنفسه ومن خلال مبادرة مع عدد من الجمعيات الأهلية، بزراعة مئات الأشجار فى المدارس والحدائق العامة.

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأشجار الغابات البيئة التغيرات المناخية زراعة الأشجار فى بزراعة الأشجار یوم الشجرة ملیون شجرة بهذا الیوم هذا الیوم فى مصر

إقرأ أيضاً:

العيش داخل جذع الشجرة في السويد

البلاد ــ وكالات

تقع مجموعة من النُزل البيئية، «STF Kolarbyn» في أعماق غابات السويد الساحرة، وتقدم تجربة فريدة بعيدًا عن نظيرتها التقليدية، فإذا كنت من الذين يحلمون بالعيش داخل جذع شجرة، فإن هذ النُزل البيئي يقدم تجربة مشابهة، إن لم تكن تمامًا كذلك.

تم بناء كل كوخ من مواد طبيعية بالكامل، ويحتوي على مدفأة تعمل بالحطب، من دون توفير للكهرباء، أو المياه الجارية، وكون الكوخ مصنوعًا بالكامل من الخشب وأغصان الأشجار، يمنح الزائر تجربة استثنائية، سواء داخل الكوخ، أو خارجه، ووسائل الراحة تشمل الشموع والكبريت والحطب الذي يجب تقطيعه ذاتيًا، أما بالنسبة إلى المياه فهي تُجلب من نبع قريب، إضافة إلى وجود عدة حفر نار للطهي في الهواء الطلق.

وتُقدم وجبة إفطار عضوية ذاتية الخدمة، مكونة من أطعمة محلية عضوية خلال مواسم الخريف، والربيع، والصيف، أما الأنشطة المتاحة في الموقع فتشمل ساونا عائمة، وركوب الدراجات، والمشي لمسافات طويلة. في عام 2004، أطلقت شركة كولاربين مشروعًا للحفاظ على تقاليد السويد التي تعود إلى 400 عام، في مجال إنتاج الفحم النباتي، والعملية تتضمن استخراج الحديد عن طريق إنتاج الفحم النباتي، ويُدعى الضيوف لمشاهدة العملية، أو حتى العمل مع الفرن، مع العلم أن جزءًا من أموالهم يذهب لصيانة هذه الممارسة التقليدية.

مقالات مشابهة

  • حتى نهاية ولايته.. جهود بلينكن مستمرة لإنهاء الحرب في لبنان وغزة
  • الاتحاد الأوروبي يخصص 900 مليون يورو لإعادة بناء المناطق المنكوبة بالفيضانات في إسبانيا
  • صحة «شمال سيناء» تطلق حملة «ازرع شجرة».. والوزارة تُعمم الفكرة في القرى
  • حصيلة 24 ساعة.. ضبط 4043 قضية سرقة تيار كهربائي
  • حظك اليوم برج الأسد الخميس 7 نوفمبر.. تغيرات في الحياة العاطفية
  • العيش داخل جذع الشجرة في السويد
  • في اليوم 397 لحرب الإبادة على غزة: المجازر الإسرائيلية مستمرة
  • اليوم .. أربع مواجهات بدوري نجوم العراق أبرزها ديربي الزوراء والطلبة
  • سماء بريطانيا تُضاء في هذا اليوم.. ما سر الاحتفال بليلة «البون فاير»؟
  • "شرقيتنا خضراء".. مبادرة لغرس 3 مليون زهرة و500 ألف شجرة بالدمام