جهود مصرية مستمرة لإعادة الاهتمام بالتشجير.. أبرزها «100 مليون شجرة»
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
لا يتميز شهر مارس بما يشهده من احتفالات عالمية ومحلية خاصة بالمرأة والأم فقط، وإنما يشهد أيضاً عدداً من المناسبات للاحتفال بالأشجار والغابات، إيماناً بدورها الكبير فى الحفاظ على الحياة وجودتها واستمرارها، ومن بين هذه المناسبات «يوم الشجرة» الذى يوافق الاحتفال به فى مصر 15 مارس، و«يوم الغابات الدولى» الموافق 21 مارس، حيث تجرى محاولات للاحتفال بهما عبر زراعة أشجار فى أماكن متفرقة، من بينها المدارس والجامعات والحدائق العامة، والتوعية بأهمية دور الأشجار والغابات للحياة واستمرارها.
وعن تاريخ الاحتفال بـ«يوم الشجرة»، تقول الدكتورة مها فاروق، أستاذ ورئيس قسم بحوث الأشجار الخشبية والغابات بمعهد بحوث البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية، إن «أول من اقترح اليوم العالمى للشجرة هو الصحفى ورجل السياسة الأمريكى جوليوس سترلينج مورتون، حيث اقترح يوماً لزراعة الأشجار فى ولاية نبراسكا بتاريخ 7-1-1872م، وكان الغرض الأساسى تحفيز الناس على زراعة الأشجار العالية لإيمانه بأهميتها فى حماية المحاصيل الزراعية، والحد من سرعة هبوب الرياح مع إمكانيتها توفير مصدر وقود، ومواد لبناء البيوت. ومنها انتشرت الفكرة إلى دول العالم من الغرب إلى الشرق. وتفاوتت الدول بدرجة الاهتمام واستغلال هذا اليوم فى الأغراض التى تحتاج إليها من زراعة الأشجار، كما اختلف تاريخ هذا اليوم تبعاً للوقت المناسب لغرس الأشجار فى كل بلد».
«بحوث الأشجار»: الدولة بدأت الاحتفال بـ«عيد الشجرة» 15 مارس 67.. وأطلقت «100 مليون شجرة» وندعمها فنياً بـ«شجّرها صحأما عن الاحتفال بهذا اليوم فى مصر، كما تضيف «فاروق»، «فقد تم إصدار طابع بريدى بمناسبة أول احتفال بعيد الشجرة فى مصر فى 15 مارس 1967، وكان الغرض منه الاهتمام بغرس الأشجار فى كل أنحاء الجمهورية، لتحقيق الفوائد البيئية والجمالية للأشجار»، لكن مرت سنوات قلَّ فيها الاهتمام بهذا اليوم وأصبح لا يذكر عنه شىء على المستوى الرسمى للدولة. إلى أن قام قسم بحوث الغابات والأشجار الخشبية بمعهد بحوث البساتين بمحاولات فى السنوات الأخيرة لإحياء الاحتفال بهذا اليوم ومحاولة مشاركة هذا الاحتفال بزراعة الأشجار بصفة خاصة فى المدارس والجامعات لتوصيل الاهتمام بزراعة الأشجار والمحافظة عليها بين أوساط النشء الصغير والشباب باعتبار أنهم من سيقودون المستقبل، وكذا زراعة الأنواع الشجرية النادرة والمهمة فى محطات البحوث الزراعية والحدائق للمحافظة عليها، بالإضافة إلى إلقاء ندوات وتنظيم ورش عمل للتوعية بأهمية زراعة الأشجار والمحافظة عليها.
وبالتزامن مع الاستعدادات لانعقاد مؤتمر المناخ فى شرم الشيخ فى نوفمبر 2022 (COP27)، كما تستطرد الدكتورة مها فاروق: زاد الاهتمام بغرس الأشجار وأطلقت المبادرة الرئاسية «زراعة 100 مليون شجرة»، ولاحقاً تم إطلاق مبادرة قسم بحوث الغابات والأشجار الخشبية «شجّرها صح» بهدف تقديم الدعم الفنى للمبادرة وزراعة نماذج من الأنواع الشجرية المناسبة لتأدية وظيفة بيئية يتطلبها كل موقع بالجمهورية، كما يساهم القسم والمعهد بتنفيذ المبادرة تزامناً مع يوم الشجرة «15 مارس» واليوم الدولى للغابات الموافق 21 مارس.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت فى عام 2012، يوم 21 مارس يوماً دولياً للغابات، كما تقول الدكتورة مها فاروق، وذلك للتشجيع على المزيد من حملات التشجير والاهتمام بالأشجار فى الغابة وخارج الغابة على السواء، ونشر الوعى ودق ناقوس الخطر لإزالة الغابات على نطاق واسع، ونتيجة الحرائق والأمراض المرتبطة بانتشار الآفات مما يتسبب فى فقدان التنوع الإحيائى حيث تؤوى الغابات أكثر من 70% من الكائنات الحية، كما تعد مصدراً أساسياً للعقاقير الطبية، ومصدراً للغذاء وتمثل سبل العيش لحوالى 1.6 مليار إنسان، كما أنها أهم عناصر التخفيف من الآثار الضارة للتغيرات المناخية. وامتد الاحتفال بـ«يوم الشجرة المصرى» إلى جهات أهلية وحزبية مصرية أيضاً، فحسبما يقول نبيل محروس، رئيس مجلس أمناء «مؤسسة ازرع شجرة»، فقد بدأت مؤسسته الاحتفال بيوم الشجرة منذ العام قبل الماضى، وبالتزامن مع استضافة مصر لمؤتمر الأطراف لمواجهة تغير المناخ (كوب 27)، بالتعاون مع عدد من المهتمين بالبيئة وقيادات وأعضاء فى «حزب الخضر المصرى»، فى محاولة لإحياء الاحتفال بهذا اليوم. ويضيف «محروس» أنه فى هذه المناسبة نُنظم فعاليات للاحتفال بهذا اليوم، نزرع فيها الأشجار، ونقوم بحملات توعية فى الشارع لإعادة تذكير الناس بقيمة وأهمية الأشجار، وارتباطها بمقاومة التغيرات المناخية، وأنواع الأشجار المفيدة ذات المردود البيئى والاقتصادى، ومن بينها تلك المرتبطة بالهوية المصرية كشجرة الجميز وغيرها.
ومن ناحيته يشير خالد جوشن، رئيس حزب الخضر المصرى، إلى أن مصر بدأت الاهتمام بزراعة الأشجار فى وقت مبكر للغاية، حتى إنه كان هناك على سبيل المثال مشروع لزراعة 100 مليون شجرة فى عهد الخديو إسماعيل، بعد أن عرض إسماعيل باشا المفتش، مدير الجفالك والعهد السنية، هذا المشروع عام 1863، وتبناه الخديو، وأمر بمكافآت لمفتشى الجهات ومأموريها ونظّارها بنسبة الأشجار التى ستمتد جذورها فى الأرض وتنمو بها.
«الخضر المصرى»: آن الأوان لتتبوأ الشجرة مكانها الممتاز كرمز للخضرة والاستدامة والعطاء ومكافحة التلوثوأضاف «جوشن»: «آن الأوان لتتبوأ الشجرة مكانها الممتاز كرمز للخضرة والاستدامة والعطاء ومكافحة التلوث ونشر صور الجمال، وبالفعل فقد بدأ الاهتمام يعود للشجرة مرة أخرى، حيث تتبنى الدولة مشروعاً طموحاً لزراعة مائة مليون شجرة، ونحن ندعو شعبنا، سواء فى شكل أفراد أو جمعيات أو أحزاب، إلى تبنى زراعة الأشجار فى أى مكان فى مصر، ولتكن الشجرة المزروعة هدية وصدقة جارية لأمواتنا وأحبائنا ووطننا الغالى مصر».
وقال رئيس «حزب الخضر» إن حزبه لا يتوانى عن مد يد العون لكل مهتم بزراعة الأشجار فى مصر، وقد قام بالفعل بنفسه ومن خلال مبادرة مع عدد من الجمعيات الأهلية، بزراعة مئات الأشجار فى المدارس والحدائق العامة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأشجار الغابات البيئة التغيرات المناخية زراعة الأشجار فى بزراعة الأشجار یوم الشجرة ملیون شجرة بهذا الیوم هذا الیوم فى مصر
إقرأ أيضاً:
صور.. زراعة 2000 شتلة ضمن المبادرة الرئاسية 100 مليون شجرة بالأقصر
أعلن الدكتور ياسر الصاوي مدير الإدارة العامة للحدائق والبساتين بمحافظة الأقصر، زراعة عدد 2000 شجرة وشتلة من إنتاج مشتل إدارة الحدائق والبساتين التابع للمحافظة، بمناطق حوض 18 وشارع التلفزيون بمدينة الأقصر.
وأوضح مدير الإدارة العامة للحدائق والبساتين بمحافظة الأقصر، أنه تم تجميل عدد 30 حوض زراعات منها 17 حوض زراعات بمنطقة حوض 18، وزراعة عدد13 حوض زراعات بشارع التليفزيون بإجمالي عدد 2000 شجرة وشتلة من إنتاج مشتل إدارة الحدائق والبساتين التابع للمحافظة.
ومن جانبه أكد المهندس عبد المطلب عمارة محافظ الأقصر، على ضرورة الاهتمام بالمسطحات الخضراء بالميادين والمسارات السياحية وكافة شوارع الأقصر والحفاظ عليها ورعايتها بما يليق بمكانة الأقصر السياحية، مشددا على ضرورة المراجعة الدقيقة والمتابعة الدورية لخطة ري الأشجار والحرص على اظهار كافة مدن ومراكز المحافظة بالمظهر الجمالي اللائق بها والطابع الحضاري المميز للمحافظة السياحية.
في إطار توجيهات المهندس عبد المطلب عمارة محافظ الأقصر، بتكثيف جهود تنفيذ أعمال المبادرة الرئاسية 100 مليون شجرة وزيادة المساحات الخضراء وخلق بيئة أكثر نقاءًا للمواطنين بما يليق بمكانة الأقصر كوجهة سياحية عالمية.
IMG-20241220-WA0073 IMG-20241220-WA0070 IMG-20241220-WA0067 IMG-20241220-WA0065