لمصلحة من استبعاد نصف المرشحين للرئاسة في تشاد؟
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
نجاميناـ بعد 3 سنوات من مقتل الرئيس التشادي السابق إدريس ديبي واستيلاء الجيش على الحكم في البلاد وبعد خارطة طريق لم تكن خالية من التحديات، باتت تشاد على بُعد خطوة من العودة إلى الحكم المدني من جديد، بإعلان المجلس الدستوري القائمة النهائية للمرشحين للانتخابات الرئاسية المقررة في 6 مايو/أيار المقبل.
الانتخابات جاءت بعد المفاوضات التي رعتها دولة قطر بين الحكومة والمعارضة السياسية والحركات المسلحة والتي أسفرت عن التوقيع على اتفاقات السلام بين معظم فصائل المعارضة والحكومة الانتقالية، ثم توجه التشاديون إلى العاصمة "نجامينا" لاستكمال الحوار عبر المؤتمر الوطني الشامل الذي أفرز تأسيس لجنة دستورية من أجل كتابة دستور جديد للبلاد.
وتوالت الخطوات الإيجابية حتى الإعلان عن موعد إجراء الانتخابات الرئاسية في السادس من مايو/أيار المقبل. وتضمنت خارطة الطريق التشادية أيضا إقرار الشعب للدستور بعد استفتاء عام، ويسمح هذا الدستور بترشح أعضاء الحكومة الانتقالية في الانتخابات المقبلة.
واستبعد المجلس الدستوري 10 مرشحين من ضمن 20 مرشحا في الانتخابات، وسط اتهامات بأن هذا الاستبعاد يستهدف تمهيد الطريق أمام الجنرال محمد إدريس ديبي للوصول إلى السلطة.
أبرز المرشحين: محمد إدريس ديبيالجنرال محمد إدريس ديبي "رئيس المرحلة الانتقالية الحالية" وهو أبرز المرشحين وأكثرهم حظا بالفوز بالانتخابات المقبلة نظرا للدعم الكبير الذي يحظى به من قبل أنصار ائتلاف "تشاد موحدة" بقيادة الحركة الوطنية للإنقاذ وحلفائه الذين تجاوزوا 200 حزب، والتي تسيطر على الحكم في تشاد منذ عام 1990.
ومحمد إدريس ديبي هو ابن الرئيس السابق إدريس ديبي اتنو وهو جنرال في الجيش التشادي وعمل قائدا للقوات التشادية لمكافحة الإرهاب في الساحل والصحراء، وقائدا للحرس الرئاسي إبان حكم والده، وقاد الابن المرحلة الانتقالية التي شهدت تحديات جمة إلى أن وصلت لمرحلة الانتخابات.
ويقدم محمد ديبي نفسه من خلال برنامج رئاسي مبني على وحدة تشاد والأمن والاستقرار ومواصلة التنمية وتوفير الحياة الكريمة والعدالة للشعب التشادي.
سيكسا مسراثاني أبرز المرشحين رئيس الوزراء الحالي الاقتصادي الدكتور سيكسا مسرا رئيس حزب "المحولون" المعارض سابقا والذي قدّم نفسه بشكل فاعل خلال السنوات الماضية إبان حكم ديبي الأب، ووجد قبولا ودعما غربيا واسعا.
كانت حظوظ سيكسا مسرا كبيرة لمنافسة حزب الحركة الوطنية للإنقاذ برئاسة محمد ديبي، لولا تحالف مسرا مع ديبي لقيادة الجزء الأخير من المرحلة الانتقالية والتي أفقدت حزب "المحولون" الكثير من جمهوره بعد عقد صفقة لتقاسم السلطة مع الحكومة الانتقالية التي قمعت أنصار الحزب في أكتوبر/تشرين الأول 2022.
وبالرغم من تدني شعبيته فإنه الأكثر قبولا من قبل سكان جنوب تشاد وفئة الشباب في عموم تشاد، ويبني مسرا برنامجه الرئاسي على الاهتمام بالتعليم والصحة والتنمية الاقتصادية للبلاد وتوفير الأمن والعدالة لكل التشاديين.
بونغورو ثيوفيلثالث المرشحين في القائمة الرئاسية هو المحامي بونغورو ثيوفيل مرشح حزب التجمع والمساواة في تشاد والذي أسسه بونغورو عام 2018 وكان مرشح المعارضة في انتخابات 2021 والتي فاز بها الرئيس الراحل إدريس ديبي بـ79.3%.
برنامج بونغورو الانتخابي مبني على تشاد واحدة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، ويرتكز برنامجه الانتخابي على إنشاء أمة جديدة يشكلها العمل، وجمهورية تقوم على القيم، مع التركيز بشكل خاص على التعليم والصحة والأمن، وخدمة الشعب.
ألبرت بهايمي باديكيأما رابع المرشحين -عن حزب التجمع الوطني للديمقراطيين التشاديين- فهو رئيس الوزراء الأسبق في المرحلة الانتقالية المحامي ألبرت بهايمي باديكي، والذي حل ثانيا في آخر انتخابات جرت في البلاد قبل مقتل ديبي 2021.
يعد ألبرت باديكي أحد السياسيين المخضرمين في هذا السباق الانتخابي فقد شغل عدة مناصب في الحكومات التشادية السابقة حيث عمل وزيرا للمالية ووزيرا للتجارة ووزيرا للطاقة والمعادن، ورئيسا للوزراء في حكومة إدريس ديبي.
حظوظ ألبرت باديكي في هذه الانتخابات قد تكون أفضل من بونغورو، لكن لا تتفوق على رئيس وزراء الحكومة الحالي سيكسا مسرا، الذي ينحدر وإياه من المنطقة الجنوبية نفسها.
ليدي بيسميداومن بين المرشحين الذين تم قبول ترشحهم من قبل المجلس الدستوري سيدة واحدة وهي ليدي بيسميدا، وقد تولت حقيبة وزارة الزراعة والمياه والإنتاج في عهد الرئيس السابق إدريس ديبي ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي سابقا في الحكومة الانتقالية الحالية، كما أنها أول سيدة تترشح للانتخابات الرئاسية في تشاد وذلك في انتخابات 2021 حين نالت تقريبا 3% من الأصوات.
أبرز المبعدينفيما أبطل المجلس الدستوري قبول ترشح 10 مرشحين للانتخابات أبرزهم:
الدبلوماسي أحمد حسب الله صبيان، وهو سياسي محنك ووزير وسفير سابق لدى حكومة إدريس ديبي قبل أن يلتحق بالمعارضة المسلحة عام 2007 ومن ثم العودة إلى تشاد وعقد صلح مع ديبي الأب، وهو جنرال في الجيش التشادي، وتم رفض طلب ترشحه بدعوى عدم استقالته من الجيش كشرط للقبول في الترشح للانتخابات الرئاسية. الدكتور نصور كورسامي، تم رفض ترشحه أيضا، وهو محام عمل مديرا للمدرسة الوطنية للإدارة، وقال المجلس الدستوري إن نصور لديه ازدواجية في الجنسية ويملك جنسيات بريطانية وسودانية وتشادية كما أنه من مواليد الجنينة في السودان؛ لذا تم رفض قبوله وإحالته إلى النيابة للتحقيق في تهم تزوير.وفي حديث للجزيرة نت، ذكر الدكتور إبراهيم اليفيمي المتحدث الرسمي لحزب المجلس الوطني للمقاومة من أجل الديمقراطية في تشاد، أن رفض قبول جل المرشحين من شمال تشاد، وقبول مرشحين محسوبين على النظام التشادي الحالي وكذلك قبول مرشحين جلهم من الجنوب يعد بمثابة بطاقة مرور للرئيس الانتقالي محمد إدريس ديبي للفوز بالانتخابات المقبلة.
وأضاف أن الحكومة الانتقالية لديها مخاوف من منافسة شخصيات معارضة شمالية للرئيس الانتقالي محمد ديبي خشية تفرق أصوات الناخبين بين موال ومعارض، لذا أبطلت الحكومة عبر المجلس الدستوري الذي نصبه محمد ديبي قبول ترشح أهم المعارضين من الشمال.
مرشحو الشمالومن جانبه، قال الصحفي موسى نجيدمباي، إن الحكومة الانتقالية استخدمت إستراتيجية واضحة لاستبعاد المنافسين الأقوياء وقبول ملفات منافسين لا يشكلون خطرا على فوز مرشح الحكومة الانتقالية محمد ديبي، لافتا إلى أن استبعاد مرشحي الشمال التشادي الذين لديهم خبرة سياسية وتحالفات في الشمال يعد تمهيدا لفوز محمد ديبي في الانتخابات المقبلة.
وأضاف موسى، في حديث للجزيرة نت، أن الحكومة الانتقالية اتخذت إستراتيجية "فرّق تسد" بين مرشحي جنوب تشاد الذين تم قبول معظم مرشحيهم وتستطيع الحكومة استخدام أدوات المال السياسي من أجل تفريق أصوات المرشحين من الجنوب، مشددا على أن طريق محمد ديبي أصبح خاليا من أي تحديات بعد تحييد المنافسين الحقيقيين في الانتخابات.
وتعتبر انتخابات تشاد المقبلة هي الأولى في دول الساحل بعد عدة انقلابات عسكرية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر وانقلاب على الدستور في تشاد، وستكون تشاد أول دولة في الساحل تعود إلى الحكم المدني بعد 3 سنوات من المرحلة الانتقالية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات الانتخابات المقبلة المرحلة الانتقالیة الحکومة الانتقالیة المجلس الدستوری محمد إدریس دیبی فی الانتخابات محمد دیبی فی تشاد
إقرأ أيضاً:
هل يُمكن لأكرم إمام أوغلو المعتقل الترشح للرئاسة؟
قرار الاعتقال الصادر بحق إمام أوغلو كان مبنيًا على التحقيقات المتعلقة بـ"الفساد"، وليس الإرهاب.
في ساعات الصباح الباكر من يوم الأربعاء 19 مارس-آذار، وفي تطور دراماتيكي، تم اعتقال أكرم إمام أوغلو، عمدة بلدية إسطنبول الكبرى (IBB)، ضمن تحقيقات تتعلق بـ"الفساد" و"الإرهاب".
وبعد أربعة أيام من الاحتجاز الاحتياطي، أحيل إمام أوغلو إلى هيئة قضاء الصلح الجزائي في 23 مارس/آذار، حيث أصدرت المحكمة قرارًا باعتقاله وإرساله إلى سجن مرمرة في سيليفري.
ووفقًا لتصريحات محامي إمام أوغلو، فكرت إلكيز ، لـ"يورونيوز تركي"، فإن طلب المدعي العام باعتقال موكله على خلفية التحقيق بقضية "الإرهاب" قد رُفض. وأشار المحامي إلى أن قرار الاعتقال الصادر بحق إمام أوغلو كان مبنيًا بالفعل على التحقيقات المتعلقة بـ"الفساد"، وليس الإرهاب.
وفي مشهد سياسي غير مسبوق، أجرى حزب الشعب الجمهوري (CHP) يوم 23 مارس/آذار انتخابات تمهيدية لاختيار مرشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، بالتزامن مع اعتقال إمام أوغلو. وكان إمام أوغلو المرشح الوحيد لهذه الانتخابات التمهيدية، ليصبح رسميًا مرشح الحزب للرئاسة في نفس اليوم الذي تم فيه اعتقاله. وأعلن رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزيل، أن حوالي 1.6 مليون عضو من أعضاء الحزب شاركوا في التصويت.
ومع السماح لجميع المواطنين بالمشاركة "تضامنًا" مع إمام أوغلو، بلغ عدد الأصوات التي حصل عليها ما يقرب من 15 مليون صوت.
هل يشكل اعتقاله عقبة أمام ترشحه للرئاسة؟على الرغم من اعتقاله، لا يوجد حاليًا ما يمنع أكرم إمام أوغلو، الذي أعلن كمرشح لرئاسة الجمهورية عن حزب الشعب الجمهوري (CHP)، من الترشح للانتخابات الرئاسية أو الفوز بها.
وفقًا للدستور التركي، تشترط الترشح لمنصب الرئاسة وشغل المنصب توفر ثلاث شروط أساسية: الحصول على شهادة جامعية، عدم الإدانة بأي جريمة سابقة، والوصول إلى سن الأربعين عامًا.
وحتى الآن، لم يصدر أي حكم قضائي نهائي بحق إمام أوغلو، مما يعني أن وضعه القانوني الحالي لا يشكل عائقًا أمام ترشحه أو انتخابه رئيسًا. ومع ذلك، أكد محامي إمام أوغلو، في تصريح لـ "يورونيوز تركي"، أن فريق الدفاع يتوقع تقديم لائحة اتهام ورفع دعوى قضائية ضد موكله بناءً على التحقيقات الجارية، لكنهم غير قادرين على تحديد المدة الزمنية التي قد تستغرقها هذه العملية.
وفي حال إدانة إمام أوغلو بأي من التهم الموجهة إليه ضمن التحقيقات الحالية، سواء كانت متعلقة بـ"الفساد" أو "الإرهاب"، وفرض حظر سياسي عليه، فقد يفقد حقه في الترشح لمنصب الرئاسة. ومع ذلك، فإن وضعه القانوني الحالي لا يزال سليمًا، حيث لم يتم اتخاذ أي قرار قضائي نهائي ضده.
وتجدر الإشارة إلى أن مشاركة إمام أوغلو في الانتخابات التمهيدية لحزب الشعب الجمهوري، والتي أُجريت يوم 23 مارس/آذار، لا تعني أنه أصبح مرشحًا رسميًا بعد. فالانتخابات التمهيدية ليست سوى خطوة داخلية للحزب لتحديد مرشحه. أما الترشح الرسمي للانتخابات الرئاسية، فلن يتم إلا بعد أن يعلن المجلس الأعلى للانتخابات (YSK) الجدول الزمني للانتخابات، وعندها يجب على مجموعة نواب حزب الشعب الجمهوري في البرلمان تقديم اسم إمام أوغلو رسميًا كمرشح.
وفي نهاية هذه العملية، يمكن لإمام أوغلو أن يصبح مرشحًا رسميًا لحزب الشعب الجمهوري شريطة استيفائه جميع الشروط الدستورية المطلوبة، بما في ذلك عدم وجود أي أحكام قضائية نهائية صادرة ضده وقت تقديم طلب الترشح.
هل يعد إلغاء شهادة جامعة إسطنبول عائقاً أمام الترشح؟تقدم أكرم إمام أوغلو، الحاصل على شهادة في إدارة الأعمال من جامعة إسطنبول، بطلب للترشح في الانتخابات التمهيدية التي يعتزم حزب الشعب الجمهوري (CHP) إجراءها لاختيار مرشحه الرئاسي. ووفقًا للدستور التركي، يتطلب الترشح للرئاسة الحصول على شهادة جامعية كشرط أساسي.
وفي 18 مارس/آذار، أصدرت جامعة إسطنبول قرارًا بإلغاء شهادات 28 خريجًا، من بينهم إمام أوغلو، بدعوى "الغياب" و"وقوع خطأ واضح". ومع ذلك، أكدت المصادر القانونية أن هذا القرار لا يؤثر فورًا على أهلية إمام أوغلو للترشح للرئاسة.
واستأنف إمام أوغلو قرار الجامعة أمام المحكمة الإدارية، وفي حال تم تأييد إلغاء الشهادة من قبل المحكمة، يمكنه الطعن في الحكم مرة أخرى. إذا استمرت العملية القانونية حتى النهاية وأسفرت عن إبطال شهادته نهائيًا بعد استنفاد جميع طرق الطعن، فقد يفقد إمام أوغلو شرط الأهلية المطلوب للترشح للرئاسة.
وأعلن الفريق القانوني لإمام أوغلو عزمهم تقديم طلب إلى المحكمة الدستورية التركية والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، معتبرين أن قرار إلغاء الشهادة يشكل انتهاكًا لحقوقه الأساسية.
وفي حالة إجراء الانتخابات خلال سير العملية القانونية وتقدم إمام أوغلو بطلب رسمي للترشح، فإن المحكمة الدستورية العليا ستكون الجهة المختصة بالبت النهائي في أهليته كمرشح رئاسي.
Relatedهل يعيد اعتقال إمام أوغلو خلط الأوراق في تركيا قبل الانتخابات المقبلة؟خامس ليلة من الاحتجاجات في تركيا بعد أن أمر القضاء بسجن خصم أردوغان أكرم إمام أوغلوغضبٌ لا يهدأ في تركيا.. مظاهرات حاشدة تندد باعتقال عمدة اسطنبول أكرم إمام أوغلوقصة الشهادةوأثيرت ادعاءات حول وقوع "مخالفات" تتعلق بعملية تحويل أكرم إمام أوغلو من قسم إدارة الأعمال باللغة الإنجليزية في جامعة جيرن الأمريكية في قبرص، حيث درس بين عامي 1988 و1990، إلى القسم نفسه في جامعة إسطنبول في عام 1990.
على خلفية هذه الادعاءات، طلب مكتب المدعي العام في إسطنبول من مجلس الإشراف على مجلس التعليم العالي (YÖK) إجراء تحقيق شامل بشأن رئاسة جامعة إسطنبول وأكرم إمام أوغلو. أظهر تقرير التحقيق الذي أعده المجلس أن إمام أوغلو استوفى الشروط المطلوبة للتحويل خلال الفترة التي تم فيها قبوله. ومع ذلك، خلُصت التقييمات إلى أن إجراءات قبول التحويل التي اتبعتها كلية إدارة الأعمال في جامعة إسطنبول لم تتم وفقًا للإجراءات والقرارات الصادرة عن YÖK.
من جانبه، أكد الأستاذ الدكتور أدم سوزور، وهو محامٍ جنائي ضمن الفريق القانوني لإمام أوغلو، أن الأخير تم قبوله في جامعة إسطنبول في سبتمبر 1990 بعد استيفائه جميع الشروط التي كانت الجامعة قد حددتها للتحويل. وفي نوفمبر 1991، أي بعد مرور 14 شهرًا على نقل إمام أوغلو، أصدر مجلس التعليم العالي (YÖK) قرارًا يقضي بعدم الاعتراف بجامعة جيرن الأمريكية كمؤسسة تعليمية معتمدة.
بناءً على هذه التطورات، أعلنت جامعة إسطنبول في 18 مارس/آذار عن إلغاء شهادات 28 خريجًا، بمن فيهم أكرم إمام أوغلو، مشيرة إلى "الغياب" و"وقوع خطأ واضح" كأسباب لهذا القرار.
اعتقال إمام أوغلووتم نقل إمام أوغلو إلى محكمة تشاغليان في اسطنبول صباح يوم الأحد، بعد أن قضى أربعة أيام في حجز مديرية أمن المدينة. وعقب استكمال إجراءات الاستماع إلى أقواله، تم إلقاء القبض عليه في نفس اليوم وإرساله إلى سجن مرمرة في سيليفري.
وأفاد بيان صادر عن مكتب المدعي العام في اسطنبول بأن التحقيقات التي أجراها الادعاء الجنائي المالي كشفت عن توجيه عدة تهم للمشتبه به إمام أوغلو، من بينها "تأسيس وقيادة منظمة إجرامية"، و"تلقي الرشاوى والابتزاز"، و"تسجيل البيانات الشخصية بطريقة غير مشروعة"، و"التلاعب في العطاءات". وأضاف البيان أنه على الرغم من وجود شبهة قوية حول ارتكاب جريمة "مساعدة منظمة إرهابية مسلحة"، لم يتم اعتبار طلب الاعتقال ضروريًا في هذه المرحلة، حيث كان قد تم بالفعل اتخاذ قرار باعتقال إمام أوغلو بتهم تتعلق بجرائم مالية.
وفي السياق نفسه، أحيل 91 مشتبهاً به إلى المحكمة مع طلب الاعتقال، بينما تم الإعلان عن قرارات الاعتقال الأولى في الساعات الأولى من الصباح. كما قضت محكمة الصلح الجزائية المناوبة بإصدار أوامر اعتقال بحق 18 شخصًا إضافيًا في إطار التحقيق الذي يجريه مكتب التحقيقات.
وفيما يلي الأسماء الأخرى التي صدرت بحقها مذكرات اعتقال بحقهم من بين الأشخاص المتورطين شخصيات بارزة مثل مراد أونغون، رئيس مجلس إدارة شركة ميديا ش.م. ومستشار إمام أوغلو؛ والأستاذ المشارك الدكتور بورا جوكجه، رئيس وكالة تخطيط إسطنبول (İPA)؛ وتونجاي يلماز، المدير العام لشركة إمام أوغلو للإنشاءات؛ ومراد عباس، المدير العام لشركة IBB Kültür A.Ş. بالإضافة إلى رجال أعمال بارزين مثل علي نوح أوغلو، وعديم تونجاي، وعلي إيلباك، وأحمد كوكسال.
كما تم اعتقال رجل الأعمال سردار هايدنلي الذي كان على قائمة الاعتقال والذي أدلى زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل ببيان عنه في 22 مارس/آذار.
حظر التظاهراتعقب اعتقال إمام أوغلو يوم الأربعاء، اندلعت احتجاجات في إسطنبول امتدت لاحقًا إلى مختلف أنحاء البلاد. وفي نفس اليوم، أصدرت محافظة اسطنبول قرارًا بحظر التظاهر لمدة أربعة أيام.
وإلى جانب اسطنبول، شهدت مدينتا أنقرة وإزمير تنظيم احتجاجات كبيرة، لكن السلطات فرضت حظر تظاهر مشابهًا في هاتين المدينتين أيضًا. تبع ذلك قرار بحظر الوصول إلى منصات وسائل التواصل الاجتماعي في إطار الإجراءات الأمنية.
ووفقًا للتقارير، استهدفت العملية الأمنية، التي شارك فيها أكثر من 100 شخص، تحقيقات متعددة تتعلق بمناقصات شركة "ميديا ش.م"، والمصالحة الحضرية، وقضايا الإرهاب.
التحقيق الأول ضد إمام أوغلويتعلق التحقيق الأول الموجه ضد إمام أوغلو بمنظمة تُعرف باسم "الإجماع الحضري". في إطار هذا التحقيق، تم اعتقال كل من نائب الأمين العام لحزب الشعب الجمهوري ماهر بولات ورئيس بلدية شيشلي السابق مصطفى رسول أكرم شاهان، إلى جانب إمام أوغلو. وجاءت الاتهامات لتؤكد أن المتهمين قاموا بـ "تجنيد أعضاء ومتعاطفين مع المنظمات الإرهابية داخل الشركات التابعة لبنك الاعتماد والتجارة الدولي (İTİM) ووكالة تخطيط إسطنبول (IPA)".
تضمنت بيانات مكتب المدعي العام في اسطنبول الاتهامات التالية:
- أفادت وسائل الإعلام الموالية للمنظمة الإرهابية بأن إمام أوغلو شارك في تحالف مع منظمة المؤتمر الشعبي الديمقراطي (HDK) الإرهابية تحت مظلة "الإجماع الحضري".
- شارك في نشاط "الإجماع الحضري" كل من إمام أوغلو، ونائب الأمين العام لحزب الشعوب الديمقراطي ماهر بولات، ورئيس بلدية شيشلي السابق مصطفى رسول أكرم شاهان، بالإضافة إلى رئيس معهد الإصلاح جاليشكان، والمشتبه به الهارب (أ.ب)، الذي يُعتبر أحد الناشطين الأساسيين في الهيكل الميداني الأيديولوجي لمنظمة حزب العمال الكردستاني/المؤتمر الديمقراطي الكردستاني (PKK/KCK). كما ضم النشاط أيضًا الموظف في بيت سبكترم هاوس (ح.أ)، المملوك لـ(أ.ب)، ونائب رئيس بلدية شيشلي أوزدمير.
- ارتكب إمام أوغلو بالتعاون مع المشتبه بهم الآخرين جريمة دعم منظمة حزب العمال الكردستاني/المؤتمر الديمقراطي الكردستاني الإرهابية من خلال المشاركة الواعية في نشاط "الإجماع الحضري"، والذي يهدف إلى تعزيز فعالية المنظمة الإرهابية في المدن. وقد أكدت قيادة المنظمة الإرهابية نفسها هذه الأهداف، مشيرة إلى أن قوائم أعضاء المجالس البلدية تم تحديدها بموافقة إمام أوغلو خلال الانتخابات المحلية.
التحقيق الثاني الفساديتعلق الاتهام الثاني الموجه ضد إمام أوغلو وفريقه بمزاعم فساد مالي وإداري. وقد تضمن بيان صادر عن مكتب المدعي العام في اسطنبول الاتهامات التالية:
- اتهام إمام أوغلو وعدد من الأشخاص المرتبطين به بابتزاز رجال الأعمال للحصول على أموال، وتحقيق مكاسب غير قانونية من خلال تعاملاتهم مع بعض الشركات، بالإضافة إلى إجراء عمليات شراء وبيع عبر أطراف مرتبطة بشكل غير شفاف.
- تعيين إمام أوغلو لأشخاص كانوا يعملون معه خلال فترة رئاسته لبلدية بيليك دوزو في مناصب داخل بنك الاستثمار الدولي (İTİM).
- منح عطاءات بأثمان مبالغ فيها من قبل شركتي "ميديا A.Ş" و"كولتور A.Ş"، التابعتين لبلدية إسطنبول الحضرية، حيث تم تحديد الأسعار النهائية بشكل غير شفاف من قبل المسؤولين.
- مطالبة العديد من الشركات العاملة بالفعل بدفع رشاوى، إلى جانب محاولات ابتزاز أموال من الضحايا الذين رفضوا الرضوخ لهذه الطلبات.
- تحويل الأموال التي حصلت عليها شركات مثل "ميديا A.Ş"، "كولتور A.Ş"، "KİPTAŞ"، و"İSFALT" من المناقصات البلدية إلى شركات الإنشاءات المرتبطة بإمام أوغلو مباشرة بعد تلقي الدفعات الأولى من البلدية.
في إطار هذا التحقيق، أصدرت السلطات مذكرات اعتقال بحق 100 شخص، من بينهم شخصيات بارزة مثل مراد أونغون، نجاتي أوزكان، تونجاي يلماز، فاتح كيليش، وإرتان يلديز، بالإضافة إلى 95 مشتبهاً بهم آخرين مرتبطين بهذه القضية.
إقالة وإيقاف مسؤولين بارزين في حزب الشعب الجمهوريفي 31 مارس 2024، خلال الانتخابات المحلية، تم القبض على عدد من الشخصيات البارزة في حزب الشعب الجمهوري (CHP) ضمن إطار تحقيق يتعلق بـ"التوافق الحضري"، الذي أعلن كاستراتيجية انتخابية من قبل الحزب. شملت الاعتقالات ماهر بولات، نائب الأمين العام للحزب، ورئيس بلدية شيشلي مصطفى رسول شاهان، ومحمد علي جاليشكان، رئيس معهد الإصلاح.
وفي سياق هذا التحقيق، وجهت النيابة العامة تهمًا للمشتبه بهم تتعلق بـ"تجنيد أعضاء أو متعاطفين مع المنظمات الإرهابية داخل الشركات التابعة لوكالة تخطيط إسطنبول (IPA) وبنك الاعتماد والتجارة الدولي (İTİM)".
وفي تطور لاحق، نشرت وزارة الداخلية بيانًا رسميًا على حسابها بموقع "إكس" يوم الأحد، أعلنت فيه إقالة إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول الكبرى (IBB). كما تم إيقاف كل من محمد مراد جاليك، رئيس بلدية بيليك دوزو، ورسول شاهان، عن العمل.
وفقًا للبيان، تم تعيين أمين جديد لرئاسة بلدية شيشلي خلفًا لشاهان، بينما لم يتم الإعلان عن تعيين بديل لإمام أوغلو أو جاليك. وأشار البيان إلى تعيين جودت إرتوركمان، حاكم مقاطعة شيشلي، نائبًا لرئيس بلدية شيشلي.
من جانبه، علّق رسول شاهان على اعتقاله قائلًا: "لقد تم اعتقالي ظلمًا وبشكل غير قانوني، دون وجود أي دليل ضدي. ومع ذلك، سأواصل نضالي بعزيمة وإخلاص لأهالي شيشلي".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أسعار النحاس تبلغ مستويات قياسية.. ما العوامل التي تقف وراء صعودها؟ تصعيد عسكري في الجنوب السوري: قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على بلدة كويا لليوم الثاني.. تركيا تقصف مواقع حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا والعراق.. ردا على هجوم أنقرة توقيفأنقرةمظاهراتاسطنبول، تركيا