لمصلحة من استبعاد نصف المرشحين للرئاسة في تشاد؟
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
نجاميناـ بعد 3 سنوات من مقتل الرئيس التشادي السابق إدريس ديبي واستيلاء الجيش على الحكم في البلاد وبعد خارطة طريق لم تكن خالية من التحديات، باتت تشاد على بُعد خطوة من العودة إلى الحكم المدني من جديد، بإعلان المجلس الدستوري القائمة النهائية للمرشحين للانتخابات الرئاسية المقررة في 6 مايو/أيار المقبل.
الانتخابات جاءت بعد المفاوضات التي رعتها دولة قطر بين الحكومة والمعارضة السياسية والحركات المسلحة والتي أسفرت عن التوقيع على اتفاقات السلام بين معظم فصائل المعارضة والحكومة الانتقالية، ثم توجه التشاديون إلى العاصمة "نجامينا" لاستكمال الحوار عبر المؤتمر الوطني الشامل الذي أفرز تأسيس لجنة دستورية من أجل كتابة دستور جديد للبلاد.
وتوالت الخطوات الإيجابية حتى الإعلان عن موعد إجراء الانتخابات الرئاسية في السادس من مايو/أيار المقبل. وتضمنت خارطة الطريق التشادية أيضا إقرار الشعب للدستور بعد استفتاء عام، ويسمح هذا الدستور بترشح أعضاء الحكومة الانتقالية في الانتخابات المقبلة.
واستبعد المجلس الدستوري 10 مرشحين من ضمن 20 مرشحا في الانتخابات، وسط اتهامات بأن هذا الاستبعاد يستهدف تمهيد الطريق أمام الجنرال محمد إدريس ديبي للوصول إلى السلطة.
أبرز المرشحين: محمد إدريس ديبيالجنرال محمد إدريس ديبي "رئيس المرحلة الانتقالية الحالية" وهو أبرز المرشحين وأكثرهم حظا بالفوز بالانتخابات المقبلة نظرا للدعم الكبير الذي يحظى به من قبل أنصار ائتلاف "تشاد موحدة" بقيادة الحركة الوطنية للإنقاذ وحلفائه الذين تجاوزوا 200 حزب، والتي تسيطر على الحكم في تشاد منذ عام 1990.
ومحمد إدريس ديبي هو ابن الرئيس السابق إدريس ديبي اتنو وهو جنرال في الجيش التشادي وعمل قائدا للقوات التشادية لمكافحة الإرهاب في الساحل والصحراء، وقائدا للحرس الرئاسي إبان حكم والده، وقاد الابن المرحلة الانتقالية التي شهدت تحديات جمة إلى أن وصلت لمرحلة الانتخابات.
ويقدم محمد ديبي نفسه من خلال برنامج رئاسي مبني على وحدة تشاد والأمن والاستقرار ومواصلة التنمية وتوفير الحياة الكريمة والعدالة للشعب التشادي.
سيكسا مسراثاني أبرز المرشحين رئيس الوزراء الحالي الاقتصادي الدكتور سيكسا مسرا رئيس حزب "المحولون" المعارض سابقا والذي قدّم نفسه بشكل فاعل خلال السنوات الماضية إبان حكم ديبي الأب، ووجد قبولا ودعما غربيا واسعا.
كانت حظوظ سيكسا مسرا كبيرة لمنافسة حزب الحركة الوطنية للإنقاذ برئاسة محمد ديبي، لولا تحالف مسرا مع ديبي لقيادة الجزء الأخير من المرحلة الانتقالية والتي أفقدت حزب "المحولون" الكثير من جمهوره بعد عقد صفقة لتقاسم السلطة مع الحكومة الانتقالية التي قمعت أنصار الحزب في أكتوبر/تشرين الأول 2022.
وبالرغم من تدني شعبيته فإنه الأكثر قبولا من قبل سكان جنوب تشاد وفئة الشباب في عموم تشاد، ويبني مسرا برنامجه الرئاسي على الاهتمام بالتعليم والصحة والتنمية الاقتصادية للبلاد وتوفير الأمن والعدالة لكل التشاديين.
بونغورو ثيوفيلثالث المرشحين في القائمة الرئاسية هو المحامي بونغورو ثيوفيل مرشح حزب التجمع والمساواة في تشاد والذي أسسه بونغورو عام 2018 وكان مرشح المعارضة في انتخابات 2021 والتي فاز بها الرئيس الراحل إدريس ديبي بـ79.3%.
برنامج بونغورو الانتخابي مبني على تشاد واحدة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، ويرتكز برنامجه الانتخابي على إنشاء أمة جديدة يشكلها العمل، وجمهورية تقوم على القيم، مع التركيز بشكل خاص على التعليم والصحة والأمن، وخدمة الشعب.
ألبرت بهايمي باديكيأما رابع المرشحين -عن حزب التجمع الوطني للديمقراطيين التشاديين- فهو رئيس الوزراء الأسبق في المرحلة الانتقالية المحامي ألبرت بهايمي باديكي، والذي حل ثانيا في آخر انتخابات جرت في البلاد قبل مقتل ديبي 2021.
يعد ألبرت باديكي أحد السياسيين المخضرمين في هذا السباق الانتخابي فقد شغل عدة مناصب في الحكومات التشادية السابقة حيث عمل وزيرا للمالية ووزيرا للتجارة ووزيرا للطاقة والمعادن، ورئيسا للوزراء في حكومة إدريس ديبي.
حظوظ ألبرت باديكي في هذه الانتخابات قد تكون أفضل من بونغورو، لكن لا تتفوق على رئيس وزراء الحكومة الحالي سيكسا مسرا، الذي ينحدر وإياه من المنطقة الجنوبية نفسها.
ليدي بيسميداومن بين المرشحين الذين تم قبول ترشحهم من قبل المجلس الدستوري سيدة واحدة وهي ليدي بيسميدا، وقد تولت حقيبة وزارة الزراعة والمياه والإنتاج في عهد الرئيس السابق إدريس ديبي ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي سابقا في الحكومة الانتقالية الحالية، كما أنها أول سيدة تترشح للانتخابات الرئاسية في تشاد وذلك في انتخابات 2021 حين نالت تقريبا 3% من الأصوات.
أبرز المبعدينفيما أبطل المجلس الدستوري قبول ترشح 10 مرشحين للانتخابات أبرزهم:
الدبلوماسي أحمد حسب الله صبيان، وهو سياسي محنك ووزير وسفير سابق لدى حكومة إدريس ديبي قبل أن يلتحق بالمعارضة المسلحة عام 2007 ومن ثم العودة إلى تشاد وعقد صلح مع ديبي الأب، وهو جنرال في الجيش التشادي، وتم رفض طلب ترشحه بدعوى عدم استقالته من الجيش كشرط للقبول في الترشح للانتخابات الرئاسية. الدكتور نصور كورسامي، تم رفض ترشحه أيضا، وهو محام عمل مديرا للمدرسة الوطنية للإدارة، وقال المجلس الدستوري إن نصور لديه ازدواجية في الجنسية ويملك جنسيات بريطانية وسودانية وتشادية كما أنه من مواليد الجنينة في السودان؛ لذا تم رفض قبوله وإحالته إلى النيابة للتحقيق في تهم تزوير.وفي حديث للجزيرة نت، ذكر الدكتور إبراهيم اليفيمي المتحدث الرسمي لحزب المجلس الوطني للمقاومة من أجل الديمقراطية في تشاد، أن رفض قبول جل المرشحين من شمال تشاد، وقبول مرشحين محسوبين على النظام التشادي الحالي وكذلك قبول مرشحين جلهم من الجنوب يعد بمثابة بطاقة مرور للرئيس الانتقالي محمد إدريس ديبي للفوز بالانتخابات المقبلة.
وأضاف أن الحكومة الانتقالية لديها مخاوف من منافسة شخصيات معارضة شمالية للرئيس الانتقالي محمد ديبي خشية تفرق أصوات الناخبين بين موال ومعارض، لذا أبطلت الحكومة عبر المجلس الدستوري الذي نصبه محمد ديبي قبول ترشح أهم المعارضين من الشمال.
مرشحو الشمالومن جانبه، قال الصحفي موسى نجيدمباي، إن الحكومة الانتقالية استخدمت إستراتيجية واضحة لاستبعاد المنافسين الأقوياء وقبول ملفات منافسين لا يشكلون خطرا على فوز مرشح الحكومة الانتقالية محمد ديبي، لافتا إلى أن استبعاد مرشحي الشمال التشادي الذين لديهم خبرة سياسية وتحالفات في الشمال يعد تمهيدا لفوز محمد ديبي في الانتخابات المقبلة.
وأضاف موسى، في حديث للجزيرة نت، أن الحكومة الانتقالية اتخذت إستراتيجية "فرّق تسد" بين مرشحي جنوب تشاد الذين تم قبول معظم مرشحيهم وتستطيع الحكومة استخدام أدوات المال السياسي من أجل تفريق أصوات المرشحين من الجنوب، مشددا على أن طريق محمد ديبي أصبح خاليا من أي تحديات بعد تحييد المنافسين الحقيقيين في الانتخابات.
وتعتبر انتخابات تشاد المقبلة هي الأولى في دول الساحل بعد عدة انقلابات عسكرية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر وانقلاب على الدستور في تشاد، وستكون تشاد أول دولة في الساحل تعود إلى الحكم المدني بعد 3 سنوات من المرحلة الانتقالية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات الانتخابات المقبلة المرحلة الانتقالیة الحکومة الانتقالیة المجلس الدستوری محمد إدریس دیبی فی الانتخابات محمد دیبی فی تشاد
إقرأ أيضاً:
ترامب يعيّن ليندا ماكمان لتولّي حقيبة التعليم والجراح محمد اوز في منصب صحي رئيسي
واشنطن"أ.ف.ب": اختار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الجرّاح محمد أوز الذي طارت شهرته بفضل برنامجه التلفزيوني "عرض الدكتور أوز" لتبوؤ منصب صحّي رئيسي في الولايات المتحدة إذ عيّنه مديرا لبرنامج التأمين الصحي العمومي العملاق.
وقال الرئيس المنتخب في بيان إنّ "الولايات المتحدة غارقة في أزمة صحة عامة وما من طبيب أهل أكثر من الدكتور أوز لكي يعيد لأميركا صحّتها".
وأكّد ترامب أنّ هذا التعيين "سيؤدّي أيضا إلى تقليل الهدر والاحتيال في الوكالة الحكومية الأكثر كلفة في بلادنا".
وأوز المولود قبل 64 عاما لأبوين مهاجرين تركيّين حقّق نجّاحا باهرا في عالم التلفزيون لدرجة أنه حاز نجمة على "ممشى المشاهير" في هوليوود.
بالمقابل، فشل هذا الجرّاح في دخول عالم السياسة من بوابة الانتخابات بعد أن ترشّح في 2022 بدعم من ترامب لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية بنسلفانيا.
وسارع معارضو الملياردير الجمهوري إلى انتقاد قراره تعيين هذا النجم التلفزيوني في مثل هكذا منصب حسّاس.
وهذا ليس أول تعيين من نوعه يقدم عليه ترامب، إذ سبق لقطب العقارات ونجم تلفزيون الواقع السابق أن اختار مقدّم البرامج السابق في شبكة فوكس نيوز بيت هيغسيث لتولّي منصب وزير الدفاع، في قرار لقي انتقادات حادّة.
وتعليقا على اختياره أوز وهيغسيث، قال النائب الديموقراطي جيم هايمز "نحن بصدد أن نصبح أول برنامج لتلفزيون الواقع في العالم لديه أسلحة نووية".
ويدين دكتور أوز بشهرته إلى الأيقونة التلفزيونية الأمريكية أوبرا وينفري التي استضافته في برنامجها كخبير في مطلع العقد الأول من القرن الحالي.
لكنّ توصياته الصحية التي تتخلّلها أحيانا عبارات مثل "سحر" و"معجزة"، أثارت انتقادات من زملاء له، كما اتّهمه آخرون بالترويج لعلاجات أو مكمّلات غذائية غير فعّالة وربّما خطرة، ولا سيّما نصائحه المتعلّقة بكوفيد.
من جهة ثانية، اختار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ليندا ماكمان، الرئيسة السابقة لاتحاد المصارعة العالمية الترفيهية "دبليو دبليو إي"، لتولّي حقيبة التعليم، الوزارة التي يعتزم إلغاءها والتي يدور حولها نزاع شرس بين التقدميين والمحافظين.
وقال ترامب في بيان إنّ ماكمان هي "مدافعة شرسة عن حقوق الوالدِين"، مضيفا "سنعيد التعليم إلى الولايات المتحدة، وليندا ستقود هذا الجهد".
ومنذ فوزه في الانتخابات التي جرت في الخامس من نوفمبر، بدأ الرئيس السابق الذي سيتسلم السلطة مجددا في 20 يناير، بتعيين كوادر إدارته المقبلة، وقد اختار لملء بعض المراكز أسماء فاجأت كثيرين.
وفي بيانه اعتبر ترامب أنّه "بصفتها وزيرة للتعليم ستكافح ليندا بلا كلل" من أجل منح كل ولاية أميركية مزيدا من الحريات التعليمية و"تمكين الآباء من اتخاذ أفضل القرارات التعليمية لعائلاتهم".
وتشهد الولايات المتحدة انقساما حادا حول موضوع التعليم إذ ترفض الولايات التي يقودها جمهوريون نشر المبادئ التي يدافع عنها الديموقراطيون من مثل حقوق المرأة والأقليات وحقوق المثليين.
وماكمان، سيدة الأعمال البالغة من العمر 76 عاما، سبق لها وأن شغلت منصب وزيرة شؤون الشركات الصغيرة وذلك في مستهل ولاية ترامب الأولى، وتحديدا بين العامين 2017 و2019.
وتعتبر هذه المرأة أحد أركان الحلقة الضيقة لترامب الذي اختارها أيضا لتكون أحد قادة فريقه الانتقالي الذي سيتولى السلطة من الديموقراطيين.
ولا تتردّد ماكمان في وصف ترامب بـ"الصديق"، وهي مانحة رئيسية للحزب الجمهوري وقد ساهمت ماليا في دعم ترشيح ترامب للسباق الرئاسي منذ 2016، أولاً في الانتخابات التمهيدية الحزبية ومن ثم في الانتخابات الوطنية.
وهذه السيدة متزوجة من فينس ماكمان، وريث اتحاد المصارعة العالمية الترفيهية "دبليو دبليو إي".
وهذا الاتحاد هو شركة عملاقة تأسّست في خمسينيات القرن الماضي، قبل أن تصبح ماكمان في 1993 رئيستها ومن ثم مديرتها العامة في 1997.
واستقالت ماكمان من هذه المنظمة في 2009 لتجرب حظها في عالم السياسة.