بوابة الوفد:
2024-09-18@08:02:57 GMT

تأملات

تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT

 

إنه تعبير موجز معبر فى ايجاز عن حالة كثير من الناس الذين أفلسوا إفلاساً حقيقياً، وذلك هو الإفلاس الذى يستحق التأمل والتدبر فى حالة هؤلاء الذين شغلوا أنفسهم بباطل جعلهم يسيرون فى طريق الشيطان الذى زين لهم سوء أعمالهم فأغواهم وأعماهم عن رؤية الحق وختم على سمعهم وأغشى أبصارهم فأدمنوا المعاصى وظلوا عليها عاكفين دون أوبة وتوبة والمصيبة المجلجلة أنهم يتكلمون بعد ذلك عن المغفرة وقد ضحك عليهم شيطانهم حتى قضوا حياتهم وهم على حالة الإفلاس هذه دون أن ينتبهوا ويعودوا إلى ربهم يائبين راجعين إلى الله.

وما أجمل ما قاله الحسن البصرى رضى الله عنه: إن قوماً ألهتهم الأمانى حتى خرجوا من الدنيا وما لهم حسنة ويقول أحدهم: إنى أحسن الظن بربى وكذب، ولو أحسن الظن لأحسن العمل، وتلا قول الله تعالى: «وذلكم ظنكم الذى ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين».

 إنه سر هذا الداء وذلك الإفلاس الذى جعلهم يعكفون على تلك الآثام لا ينفكون عنها ولا يستطيعون الفكاك عنها تلك الأمانى التى كانوا يمنون أنفسهم بها وذلك الظن الذى ظنوه ولم يترجموا ذلك عملا صالحا إذ الإيمان والعمل صنوان لا يفترقان ولا قيمة لقول لم يتبعه صاحبه بعمل بل الأدهى من ذلك وأمر ذلك الذى أدمن المعصية ولا يتوب من تلك المعصية وربما تاب عليها وبعد ذلك يتكلم عن مغفرة الله ورحمته وقد سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه فى قول الله تعالى: «وذلكم ظنكم الذى ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين» هؤلاء قوم كانوا يدمنون المعاصى ولا يتوبون عنها ويتكلمون على المغفرة حتى خرجوا من الدنيا مفاليس ثم قرأ الآية.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

(الإجراءات الجنائية).. وإجراءات الحوار!!

(كما يقال الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية )، نأمل ان تحكمنا هذه القاعدة الذهبية عند الحوار فى الجلسة العامة لمجلس النواب، حول تعديلات قانون الاجراءات الجنائية التى ولدت من مناقشات الحوار الوطنى، فى شكل توصيات رفعت للقيادة السياسية، فانحازت لها على الفور وطالبت البرلمان بتقنينها، وعلى رأسها تضييق الحبس الاحتياطى، وتصحيح تشابه الاسماء، وضمان حماية حق الدفاع والقضاة عند ممارسة عملهم.

ورغم ان اللجنة التشريعية فتحت أبواب الحوار من البداية عند المناقشة، حيث أخذت ببعض تعديلات نقابه المحامين، واسقطت المادة 267 التى اعترضت عليها نقابة الصحفيين، وارجأت بعض التعديلات الأخرى التى طالبت بها النقابتان، الا ان بيانها عقب موافقتها المبدئية على القانون، جاء حادا يحمل بين ثناياه لوما بطريق غير مباشر (لنقابة الصحفيين) على وجه الخصوص، فى محاولة لاثنائها عن رؤيتها، فى حين ان التوافق على هذه التعديلات بين كل الأطراف يعود بالفائدة على الجميع، ويرسخ العدالة الناجزة فى الممارسة القانونية.

واذا كنا نشيد بدور اللجنة التشريعية فى البداية، باشراك كافة الأراء حول تعديل القانون، فاننا بنفس القدر نلومها على الانحياز لرؤيتها فقط مع اغفال الأراء التى تخالفها أو تتعارض معها، خاصة حول بدائل الحبس الاحتياطى كالمراقبة الالكترونية، وحق نشر المعلومات عن سير الجلسات، وكذلك قيمة التعويض عن الحبس الخاطئ إلى جانب حق الدفاع عن المتهم وتمكينه من عرض وجهة نظره دون تضييق من المحكمة.

فى الحقيقة نحن أمام قانون يمثل العمود الفقرى لحقوق الإنسان، ويحتاج إلى مزيد من التروى فى النقاش خلال عرضه بالجلسة العامة، مع الأخذ بإجراءات موضوعية عند فتح المناقشات ووضع اليات منطقية للاخذ بها، اسوة بالقوانين المشابهة فى هذا المجال، حتى لا يصدر القانون بعيدًا عن الدستورية، كما أشار إلى ذلك الفقيه القانونى عصام الاسلامبولى الذى عدد 25 طعنا فى دستوريته ينبغى الرد عليها وتفنيدها، قبل أن نلجأ مرة أخرى إلى تعديل التعديل، عندما تفاجئنا ثغرة عند التطبيق لا يمكن تجاوزها!!

والحال هكذا فإن ذلك يتطلب نقاشًا واسعًا داخل مجلس النواب عند عرضه فى مع توسيع دائرة الضمانات، وتمديد فترة طرحه، حتى يأخذ حقه فى المناقشة قبل التصويت النهائى خاصة ونحن فى رحاب مجلس النواب الذى ينبغى ان يتسع صدره، للرأى والرأى الآخر تجسيدا الديمقراطية الشعبية الذى يتخذها شعارًا، بدلًا من الانحياز لرؤية لجنته التشريعية وما عداها محل تشكيك ونقد، حتى لو جاءت هذه التعديلات من الأطراف الخاصة بتطبيقه، الأمر الذى يتطلب اجراءات موضوعية لسلامة الحوار، حول قانون الاجراءات الجنائية، قبل صدوره فى شكله النهائى.

مقالات مشابهة

  • جدى إخناتون!!
  • دار الإفتاء توضح حكم صلاة الفريضة على كرسي
  • (الإجراءات الجنائية).. وإجراءات الحوار!!
  • «عمر أفندى»
  • قيمة شعرية أم قيمة أخلاقية؟
  • «اتش اي جي» تستثمر 50 مليون يورو في «تسيجرت» الألمانية للتطوير العقاري
  • عبادة بسيطة عقب كل صلاة تغفر جميع الذنوب.. لا تغفل عنها
  • كوارث عمر أفندى!
  • التسامح
  • في ذكرى مولده.. تعرف على أمهات المؤمنين