الوطن:
2025-02-07@10:26:31 GMT

مجدي صابر يكتب.. حصاد رمضاني وفير

تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT

مجدي صابر يكتب.. حصاد رمضاني وفير

يعتبر الموسم الدرامى الأخير من أكثر مواسم رمضان غزارة فى الإنتاج الدرامى، فهناك ما يقرب من أربعين مسلسلاً تم تقديمها على الشاشة الصغيرة، منها ما يقارب الثلاثين مسلسلاً من إنتاج الشركة المتحدة والبقية هى إنتاج لشركات وقنوات خاصة، والملاحظ أن الوجبة الدرامية الدسمة التى قدمت هذا العام تنوعت ما بين الدراما الاجتماعية والكوميديا ومسلسلات المطاردات والهروب والانتقام، إضافة إلى عمل تاريخى وحيد، إذا جاز لنا أن نطلق عليه دراما تاريخية، وهو مسلسل «الحشاشين»، وهو أكثر المسلسلات التى أثارت الجدل هذا العام.

. وهذا الجدل يعكس أهمية المسلسل وأهمية القضايا التى يناقشها والتى لم تجعله يمر مرور الكرام.

وقد تنوعت الأعمال ما بين مسلسلات الخمس عشرة حلقة والثلاثين حلقة.. ويلاحظ زيادة مسلسلات الخمس عشرة حلقة هذا العام عما قبله.. وهو اتجاه محمود.. ذلك لأن كثيراً من مسلسلات الثلاثين حلقة التى كانت تُنتج من قبل كانت لا تحتمل أكثر من خمس عشرة حلقة.. بل ومنها ما كان يجب ألا يزيد على سباعية.. ذلك لأن أغلب كتّاب المسلسلات فى الوقت الحالى هم من أصحاب ورش السيناريو.. والبعض منهم ذو خبرة قليلة.. ما يجعل أعمالهم تقع فريسة للمط والتطويل وعدم القدرة على رسم الشخصيات والأحداث وتتابعها وتدفقها فى إيقاع سريع، ولذلك جاءت مسلسلات الخمس عشرة حلقة لتعالج الكثير من هذه العيوب.. كما أنها تفسح المجال لأعمال أخرى قصيرة للعرض فى الموسم الرمضانى، وهو ما لاحظناه فى هذا العام.

كما وجدت الدراما الشبابية بقوة هذا الموسم.. وهى أعمال يكون أبطالها من الشباب وتُعنى بمناقشة قضاياهم وطموحهم وأحلامهم.. وهى ظاهرة جيدة، وأرى أن الفضل فيها يعود إلى المنصات التى تضاعف عددها واهتمت أن تقدم لجمهورها -وهو فى الغالب من الشباب- مسلسلات تخاطب هذا الجمهور.. والشىء المدهش والجيد فى هذا الأمر أن مسلسلين من هذه المسلسلات الشبابية، وهما «مسار إجبارى» و«أعلى نسبة مشاهدة»، كانا من ضمن أفضل الأعمال فى الموسم الرمضانى.. والأكثر جمالاً أنه ليس فقط أبطال هذين العملين من الشباب، بل وحتى كاتبا السيناريو ومخرجا المسلسلين من الشباب أيضاً.. وأعتقد أن نسبة المسلسلات المعنية بقضايا الشباب سوف تتضاعف فى السنوات المقبلة، خاصة أن الساحة الدرامية تبرز كل عام مزيداً من النجوم والنجمات الشباب.

وهناك ظاهرة أخرى برزت بقوة فى الموسم الدرامى الأخير؛ وهى مسلسلات المطاردات والانتقام، والبطل المظلوم المطارد طوال حلقات المسلسل.. فهناك ستة أو سبعة مسلسلات تعتمد على تيمة واحدة.. وهى الظلم الذى يقع على البطل أو البطلة، أو قتل أقرب الأقارب له.. ويتم اتهامه بارتكاب هذه الجريمة.. فيهرب من الاتهام والسجن، ويظل هارباً مطارداً طوال الحلقات حتى تأتى النهاية السعيدة فيتمكن البطل، أو البطلة، من إثبات براءته، والانتقام ممن كانوا وراء اتهامه الظالم.. وأغلب هذه المسلسلات جاءت متوسطة المستوى.. لا تقدم قضايا اجتماعية حقيقية.. ويغلب عليها النمطية والتكرار وحتى الاقتباس من أعمال أخرى.

أما المسلسلات الكوميدية فقد زادت جرعتها هذا العام، فهناك نحو خمسة أو ستة أعمال كوميدية؛ منها الجزء الثامن من «الكبير أوى»، الذى يصر صناعه على إضافة المزيد من الأجزاء له بالرغم من أن الكثيرين يرون أنه قد استنفد أغراضه ولم يعد بقوة الأجزاء الأولى، خاصة أن صناع العمل، وعلى رأسهم أحمد مكى، قادرون على ابتكار أعمال كوميدية طازجة.. وهذا هو ما فعله بالضبط صناع مسلسل «أشغال شقة» الذى قدم كوميديا هادفة راقية بسيطة كانت هى سر جمال العمل.. إضافة إلى تألق هشام ماجد وعدم سقوطه فى فخ المبالغة.. وساعده فى ذلك سيناريو محبوك وإخراج متميز.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الدراما السباق الرمضانى دراما تاريخية هذا العام من الشباب

إقرأ أيضاً:

منير أديب يكتب: ترامب ما بين صفقة لم يحققها وحلم يسعى لتحقيقه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ليس كل ما تُريده الولايات المتحدة الأمريكية تستطيع أن تفعله، فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يستطع إقرار صفقة القرن التي طرحها قبل أكثر من 4 سنوات، صحيح نقل السفارة الأمريكية كما وعد إلى القدس، ولكن بقيت إسرائيل في عزلتها الإقليمية.

صفقة القرن التي طرحها ترامب في هذا التوقيت لم تنل إسرائيل منها شيئًا غير نقل السفارة، وهو أمر يبدو شكليًا، فواشنطن منحازة لإسرائيل منذ إنشائها في العام 1948، بل وتعتبرها الولاية 51، وكان هذا واضحًا من حجم التسليح الذي قدمته أمريكا في الحرب الإسرائيلية الأخيرة.

ربما فشل دونالد ترامب في إقرار هذه الصفقة في ولايته الأولى في العام 2016، وهو ما جعله يُعيد الحلم مرة ثانية، ولعل المسمى تغير من مجرد صفقة للقرن إلى حلم القرن، ولعل الصفقة تحولت إلى صفعة على وجه واشنطن لم تتخف منها حتى الآن.

والسؤال الذي يطرح نفسه، هل تحولت الصفقة إلى مجرد حلم غير قابل للتمكين أو التنفيذ؟ فعندما تتحول الأحلام الممكنة إلى أحلام مستحيلة تظل في طور الحلم، ويبدو أن هذا ينطبق على ما طرحه دونالد ترمب وأصر عليه.

أمريكا دولة كبيرة اقتصاديًا وعسكريًا، وهناك تحالف استراتيجي بين نيويورك والقاهرة، ولكن هذا التحالف مبنى على المصلحة، ومحددات الأمن القومي المصري، وهذا ما يدفعنا إلى القول، إن القاهرة سوف تظل على موقفها من رفض تهجير الفلسطينيين إلى أراضيها.

رفض القاهرة ليس مرتبطًا برفض تهجير الفلسطينيين إلى أراضيها وفقط، ولكن رفض مبدأ التهجير عمومًا حتى ولو كان لدولة ثالثة بخلاف القاهرة والأردن، وهذا الموقف مرتبط بدفاع القاهرة عن القضية الفلسطينية ورفض أي محاولات لتصفيتها.

لا تستطيع واشنطن أن تفرض وجهة نظرها على القاهرة فيما يضر بأمنها القومي، ولا أحد يملك قرار القبول من عدمه، ولذلك السعي للضغط على القاهرة لن يأتي بأي نتائج سوى مزيد من التشدد في موقفها.

صحيح القاهرة تعيش ظروفًا اقتصادية ليست على ما يُرام، لكن الجبهة الداخلية تُدعم وتؤيد القيادة السياسية في كل قرارتها التي تتعلق برفض التهجير وما يترتب عليها، إيمانًا منها بضرورة هذا الدعم، ولأن الرأي العام المصري لديه مواقف حادة من إسرائيل على خلفية الحروب التي خضناها معها على مدار سبعين عامًا ويزيد.

لن تستجدي القاهرة المواقف العربية، ولن تنتظر مزيدًا من الدعم والتأييد لموقفها من رفض التهجير، ولكنها ستظل تواجه أي محاولات من شأنها تصفية القضية الفلسطينية، مهما تعرضت لتشويه سواء من أصحاب القضية أو من بعض المنتفعين.

الموقف الأمريكي الذي يُراهن على مزيد من الضغوط، لكن يجد أمامه إلا قيادة وشعب سوف يتمسكان بالثوابت الوطنية؛ فهما على نفس اتحادهما في حرب العام 1973، هذه ليست شعارات ولكنه واقع على الأرض.

الموقف الأمريكي يُشجع على مزيد من الفوضى في المنطقة العربية، وإسرائيل سوف تكون مضطرة لأنّ تحصد ثمار غرسها، دولة معزولة لديها عدوات مع الشرق والغرب، ولن يظل ميزان القوة لصالحها طوال الوقت.

وأي قوة نتحدث عنها؟ إذا أنها فشلت فشلًا ذريعًا في مواجهة المقاومة الفلسطينية بعد حرب دامت خمسة عشرة شهرًا، فلم تُحقق أي هدف لها، لا تحرير الأسرى ولا القضاء على حماس ولا على حكمها، واضطرت في النهاية لاستجداء خروج هؤلاء الأسرى عبر طاولة المفاوضات.

دخلت تل أبيب في عداء مع الجميع، وباتت مرفوضة وملفوظة أيضًا من الجميع، بل تستجدي عداء القاهرة، وهي تعلم حجم مصر وقوتها وقدرتها، ولذلك سوف تقطف إسرائيل ثمار التصعيد مع القاهرة كما قطفته من قبل مع الشعب الفلسطيني عندما هاجمتها حماس في 7 أكتوبر عام 2023.

سيظل ما طرحه دونالد ترامب مجرد حلم، وهو ما سيؤثر على العلاقات المصرية الأمريكية، وستكون تل أبيب أكثر ضعفًا مما كانت عليه بسبب إصرارها على تهجير الفلسطينيين، وأقصد هنا المواجهات الأخيرة التي خرجت منها صفر اليدين رغم قوتها الباطشة.

مقالات مشابهة

  • مسلسلات رمضان 2025.. أبطال العتاولة 2 يكشفون أسرار المسلسل
  • حصاد «معرض الكتاب».. صورة مُشرفة للثقافة المصرية
  • أعمال درامية مكونة من 15 حلقة في رمضان 2025.. بينها مسلسل «الغاوي»
  • قائمة مسلسلات رمضان 2025 الـ 15 حلقة | تعرف عليها
  • عادل عزام يكتب: «يا كولر ارفع إيدك.. شعب مصر هو سيدك»
  • مسلسلات رمضان 2025 .. البوستر الرسمي لـ قهوة المحطة
  • حجاب الفنانات موضة رمضان
  • منير أديب يكتب: ترامب ما بين صفقة لم يحققها وحلم يسعى لتحقيقه
  • د.حماد عبدالله يكتب: قراءة فى صفحات تاريخ الوطن !!
  • محمد عبدالقادر يكتب عن رحلة المخاطر والبشريات