الوطن:
2024-06-29@22:24:42 GMT

مجدي صابر يكتب.. حصاد رمضاني وفير

تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT

مجدي صابر يكتب.. حصاد رمضاني وفير

يعتبر الموسم الدرامى الأخير من أكثر مواسم رمضان غزارة فى الإنتاج الدرامى، فهناك ما يقرب من أربعين مسلسلاً تم تقديمها على الشاشة الصغيرة، منها ما يقارب الثلاثين مسلسلاً من إنتاج الشركة المتحدة والبقية هى إنتاج لشركات وقنوات خاصة، والملاحظ أن الوجبة الدرامية الدسمة التى قدمت هذا العام تنوعت ما بين الدراما الاجتماعية والكوميديا ومسلسلات المطاردات والهروب والانتقام، إضافة إلى عمل تاريخى وحيد، إذا جاز لنا أن نطلق عليه دراما تاريخية، وهو مسلسل «الحشاشين»، وهو أكثر المسلسلات التى أثارت الجدل هذا العام.

. وهذا الجدل يعكس أهمية المسلسل وأهمية القضايا التى يناقشها والتى لم تجعله يمر مرور الكرام.

وقد تنوعت الأعمال ما بين مسلسلات الخمس عشرة حلقة والثلاثين حلقة.. ويلاحظ زيادة مسلسلات الخمس عشرة حلقة هذا العام عما قبله.. وهو اتجاه محمود.. ذلك لأن كثيراً من مسلسلات الثلاثين حلقة التى كانت تُنتج من قبل كانت لا تحتمل أكثر من خمس عشرة حلقة.. بل ومنها ما كان يجب ألا يزيد على سباعية.. ذلك لأن أغلب كتّاب المسلسلات فى الوقت الحالى هم من أصحاب ورش السيناريو.. والبعض منهم ذو خبرة قليلة.. ما يجعل أعمالهم تقع فريسة للمط والتطويل وعدم القدرة على رسم الشخصيات والأحداث وتتابعها وتدفقها فى إيقاع سريع، ولذلك جاءت مسلسلات الخمس عشرة حلقة لتعالج الكثير من هذه العيوب.. كما أنها تفسح المجال لأعمال أخرى قصيرة للعرض فى الموسم الرمضانى، وهو ما لاحظناه فى هذا العام.

كما وجدت الدراما الشبابية بقوة هذا الموسم.. وهى أعمال يكون أبطالها من الشباب وتُعنى بمناقشة قضاياهم وطموحهم وأحلامهم.. وهى ظاهرة جيدة، وأرى أن الفضل فيها يعود إلى المنصات التى تضاعف عددها واهتمت أن تقدم لجمهورها -وهو فى الغالب من الشباب- مسلسلات تخاطب هذا الجمهور.. والشىء المدهش والجيد فى هذا الأمر أن مسلسلين من هذه المسلسلات الشبابية، وهما «مسار إجبارى» و«أعلى نسبة مشاهدة»، كانا من ضمن أفضل الأعمال فى الموسم الرمضانى.. والأكثر جمالاً أنه ليس فقط أبطال هذين العملين من الشباب، بل وحتى كاتبا السيناريو ومخرجا المسلسلين من الشباب أيضاً.. وأعتقد أن نسبة المسلسلات المعنية بقضايا الشباب سوف تتضاعف فى السنوات المقبلة، خاصة أن الساحة الدرامية تبرز كل عام مزيداً من النجوم والنجمات الشباب.

وهناك ظاهرة أخرى برزت بقوة فى الموسم الدرامى الأخير؛ وهى مسلسلات المطاردات والانتقام، والبطل المظلوم المطارد طوال حلقات المسلسل.. فهناك ستة أو سبعة مسلسلات تعتمد على تيمة واحدة.. وهى الظلم الذى يقع على البطل أو البطلة، أو قتل أقرب الأقارب له.. ويتم اتهامه بارتكاب هذه الجريمة.. فيهرب من الاتهام والسجن، ويظل هارباً مطارداً طوال الحلقات حتى تأتى النهاية السعيدة فيتمكن البطل، أو البطلة، من إثبات براءته، والانتقام ممن كانوا وراء اتهامه الظالم.. وأغلب هذه المسلسلات جاءت متوسطة المستوى.. لا تقدم قضايا اجتماعية حقيقية.. ويغلب عليها النمطية والتكرار وحتى الاقتباس من أعمال أخرى.

أما المسلسلات الكوميدية فقد زادت جرعتها هذا العام، فهناك نحو خمسة أو ستة أعمال كوميدية؛ منها الجزء الثامن من «الكبير أوى»، الذى يصر صناعه على إضافة المزيد من الأجزاء له بالرغم من أن الكثيرين يرون أنه قد استنفد أغراضه ولم يعد بقوة الأجزاء الأولى، خاصة أن صناع العمل، وعلى رأسهم أحمد مكى، قادرون على ابتكار أعمال كوميدية طازجة.. وهذا هو ما فعله بالضبط صناع مسلسل «أشغال شقة» الذى قدم كوميديا هادفة راقية بسيطة كانت هى سر جمال العمل.. إضافة إلى تألق هشام ماجد وعدم سقوطه فى فخ المبالغة.. وساعده فى ذلك سيناريو محبوك وإخراج متميز.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الدراما السباق الرمضانى دراما تاريخية هذا العام من الشباب

إقرأ أيضاً:

طارق الخولي يكتب: 11 سنة ثورة

تمر فى عمر الأوطان دهور وأعوام لا تتوقف إلا قليلاً عند أيام يتغير فيها مجرى تاريخها، فتسطر أمجاداً لا تمحى أبداً من ذاكرة الشعوب، قبل ثورة الـ30 من يونيو كانت حقب ومراحل كثيرة، شهدت انتصارات وانكسارات، أمجاداً وإحباطات، لنتوقف جميعاً ونترقب ماذا سيحدث يوم 30 يونيو 2013؟!

فقد مرت أيام ثقيلة على الوطن من المعاناة فى ظل نظام المرشد، الذى حاول أن يستخدم الزيف والكذب باسم الدين على البسطاء من الناس، لترجع مصر إلى عصور الظلمات، ويهدم حلم المصريين حينها فى إقامة الدولة القوية الديمقراطية الحديثة.

لقد ابتلينا فى عامى 2012 وحتى منتصف عام 2013 بنظام قادته لا يترددون رغم مظهرهم الدينى فى أن يرتكبوا كل ما يخالف الإسلام، فيكذبون ويظلمون ويقتلون باسم الدين، ويستخدمون أعضاء جماعتهم الذين لا يفهمون أو يدركون شيئاً سوى أوامر قيادتهم، الذين سيطروا عليهم بمعتقدات نصرة الإسلام، والجهاد فى سبيل الحق.

فقد بات واضحاً أننا وصلنا قبل 30 يونيو 2013 إلى عنق الزجاجة، فى الصراع ما بين قوى الحق التى ضحت كثيراً بالعرق والدماء من أجل مصر، وقوى الباطل التى استخدمت الدين، فقدمت التنازلات وعقدت الصفقات مع شياطين الأرض للبقاء فى الحكم لمئات السنين.

فالطريق إلى 30 يونيو مهده المصريون، لنحمل فوق أعناقنا مصر الحبيبة، ونصل بها إلى بر الأمان، فنخلصها من الاحتلال الإخوانى الماسونى، وتسقط دولة النفاق والعجز، لتقام الدولة الوطنية الحديثة، فماذا لو كان قد انتصر نظام الإرهاب والرجعية، لتنحدر مصر إلى نفق مظلم من الصراعات التى لا تنتهى، لنشهد يوماً تقسم فيه الدولة.

فكل ما كنا نسعى إليه هو بناء الجمهورية الجديدة، دولة قائمة على قيم العدل والمساواة، فقد تعلم الثوار من أخطائهم السابقة، ووضعوا تصورات لما بعد سقوط حكم الإخوان، بإسناد رئاسة الجمهورية لرئيس المحكمة الدستورية العليا، وتشكيل حكومة تكنوقراط وطنية واسعة الصلاحيات، لإدارة الدولة خلال المرحلة الانتقالية، وتشكيل جمعية تأسيسية، تُخرج دستوراً توافقياً للبلاد، يتم من بعده إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.

فخروجنا فى 30 يونيو لم يكن لإسقاط شرعية مرسى، التى قال إنها أتت بالصناديق، وإنما لاستعادة الشرعية التى اغتصبها مرسى، حينما خالف وعوده بإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية، وأصدر إعلاناً دستورياً اعتدى به على كل الأعراف الدستورية والقانونية، ليخرج لنا دستوراً مشوهاً وُضع خلسة فى جنح الظلام، ويحاصر المحكمة الدستورية العليا، وتبدأ قيام شرعية الغاب، ليغتصب الوطن وينتهك أبناؤه. فقد خرجنا فى الـ 30 من يونيو 2013 وأرواحنا على أكفنا، لإنقاذ الوطن من الخائنين، فلم ترهبنا تهديدات القتل التى كانت تطلق من جماعة الخزى والخيانة، فكنا قد كسرنا حاجز الخوف، ولم يستطيعوا أن يشيدوه بعدها.

فقد حسم الـ30 من يونيو مصير مصر ومسارها على مدار عشرات بل مئات الأعوام المقبلة، فماذا لو فشلت هل كنا سنشهد بعدها حملات اعتقال للثوار، وتنكيل بالإعلام، وعصف بالقضاء؟ لكن انتهت الجماعة التى جثمت على أنفاس الوطن، ونما سرطانها فى جسد مصر، ليودع الإخوان وأتباعهم فى السجون من جراء ما اقترفت أيديهم من جرائم، وإن كان يجب أن يتم إيداعهم فى مصحات الأمراض النفسية، ليعالجوا من كل الأمراض التى تمكنت منهم.

لنتخلص من شخوص أرادوا لأنفسهم متع الدنيا وسلطانها باسم الدين، أرادوا الشهرة والمال والحكم، ليتحولوا إلى فاسدين جدد غلبوا فى أفعالهم وأقوالهم كل ما سبق، فهم التلاميذ الذين تفوقوا على الأساتذة، ليعطوا دروساً فى كيفية نهب الوطن، وإسكات المعارضين، وإنهاء أحلام الملايين، بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.

لقد خرج علينا محمد مرسى، دمية جماعة الإخوان المتأسلمين، ليتحدث على مدار ما يقرب من ساعتين ونصف فى خطابه الشهير فى عام 2013، ليطلق علينا كل عقده، ويصف نفسه أكثر من مرة، بأنه رئيس الجمهورية، وأحياناً بأنه القائد الأعلى للقوات المسلحة والرئيس الأعلى لجهاز الشرطة، فهو لم يكن ليتوقع يوماً أن يصبح رئيس دولة بحجم مصر، فقد كانت أقصى طموحاته وهو منحنٍ أمام مرشده ومقبل يده، أن يصير رئيس قسم فى الجامعة التى يدرس بها.

فتعظيم سلام إلى الشعب المصرى، صانع المعجزات، حائط الصد لكل المؤامرات عبر الأزمان، سند الوطن وشريان حياته، فقد كنا فى مفترق طرق من التاريخ إما الدخول فى نفق مظلم من الحكم الثيوقراطى البغيض المنافق الذى فيه تبعية لدول إقليمية، وإما أن ننقذ مصر كدولة وطنية بهويتها ومكانتها، فما صنعه المصريون فى الـ30 من يونيو غير وجه التاريخ فى المنطقة ككل.

فالتاريخ لمئات السنين سيذكر موقف الجيش المصرى العظيم فى 2013 من الاستماع لصوت الجماهير الغفيرة وإنفاذ إرادة الشعب، التى أنقذت مصر والمنطقة من السقوط فى براثن حكم سيطرت فيه الجماعة التى كانت تتعامل بمنطق الاستبداد الدينى، وكان الأخطر للمصريين أنه كان يجلس فى الاتحادية رجل ارتكب جرائم توصف بالخيانة العظمى وتحول إلى دمية يتحكم فيها مكتب الإرشاد.

فجماعة الإخوان كانت تدفع الدولة لمصير تتقاتل فيه عناصر الأمة، وكانوا يزعمون الأقاويل الاستبدادية تحت شعار الدين والدين منهم براء، فـ 30 يونيو هى ثورة الهوية المصرية التى أنقذت مصر كمنارة وسطية، لتأتى تضحيات الجيش المصرى استجابة لإرادة المصريين فى حماية الثورة والدولة ومواجهة تخريب جماعات الإرهاب والتطرف، فلولا شجاعة وتضحيات أبناء الشعب والجيش والشرطة فى التصدى لمستقبل مظلم لكانت مصر فى طريق ثان الآن 

مقالات مشابهة

  • خالد ميري يكتب: حكايتي مع «الإخوان»
  • د. علي جمعة يكتب: سنوات التحدي والإنجاز
  • جوميز يضم مدافع فريق الشباب لقائمة الزمالك أمام سيراميكا كليوباترا
  • مجدي البدوي يكتب: ثورة بناء
  • باسم حلقة يكتب: لهذه الأسباب شاركنا في الثورة
  • طارق الخولي يكتب: 11 سنة ثورة
  • ميركاتو 2024.. رومان سايس يرحل عن الشباب السعودي
  • 6 ميداليات حصاد منتخب الكاراتيه في اليوم الأول من دوري الشباب العالمي
  • توقعات بموسم وفير… أكثر من 900 ألف شجرة كرز تنتشر في قارة بريف دمشق
  • ناشطون: استحداث المناصب في حكومة صلاح الدين هدفه ارضاء الكتل السياسية وهدر للمال العام