أيام فقط تفصلنا عن «الأول من أبريل»، الذي يعتبره البعض يومَ «الكذب» أو «المزاح» ـ كما جَرَت العادة في كل عام ـ لارتباطه بالحماقة والخداع والتدليس في أذهان الكثيرين.
وسواء أكانت تلك العادة، تقليدًا أوروبيًا، يعود للقرن الرابع عشر أم التاسع عشر، فإنها انتشرت حول العالم، وأصبحت واحدة من التقاليد الشعبية، باستخدام «الكذبات»، ولذلك يُسمى مَن يُصدقها «السمكة» أو «الضحية»!
ومهما تكن «كذبةٌ» أم «عادةٌ»، فقد أطلقها الغرب، كنوعٍ من الفكاهة، لتنتقل إلى عالمنا العربي، الذى أدمنها بشكل مختلف، حتى باتت مرتبطة بالكذب، وأصبحت «الكذبات»، مسلسلًا مستمرًا على مدار العام، وليس أول أبريل فقط!
للأسف، لقد استقر «الكذب» في نفوس البعض، ليصبح عندهم «عبادة» وليس «عادة»، فيما كثيرون يعتبرونه نوعًا من الذكاء الاجتماعي، أو منهجية للتكسب والارتزاق، رغم علمهم المسبق أن «حبل الكذب قصير»!
خلال النصف الأول من شهر رمضان المبارك ـ وكعادتي منذ عقد من الزمان ـ لا أتابع تلك الجرعة الزائدة من «السخافات»، التي تُعرض على الشاشات، ربما لقناعتي الشخصية بأنها نوع آخر من «الكذب» الذي يتكرر كل عام.
وبما أننا نتحدث عن «الكذب»، فقد شاهدتُ مؤخرًا فيلم «أنا لا أكذب ولكنِّي أتجمَّل»، الذي أنتجه التليفزيون المصري عام 1981، حيث أبدع «إحسان عبدالقدوس»، في وصف عقلية وعُقَد وتناقضات شخصية الكاذب المُتجمّل.
الآن، ربما نعيش واقعًا مشابهًا تمامًا لما فعله بطل الرواية والفيلم، لكن ثمّة فارق جوهري، بين كذب البطل الرومانسي الحالم، والكذبة الكبرى التي نحياها.. الأول يكذب على نفسه بالأساس، ويعيش الوهم حتى يكاد يصدِّقه، أما النوع الآخر، فهو عبارة عن تصريحات «وردية»، لهؤلاء المسؤولين الذين يُدركون جيدًا ماذا يفعلون، ويُجَمِّلون الواقع المرير.. ربما لتجاوز أزمة أو خروج ـ مؤقت ـ من مأزق، أو لمداراة إخفاقات متتالية.
لعل أصدق تعبير عن حياتنا البائسة، تلك الجُمَل الحوارية التي بَرَع فيها «محمود أبوزيد»، في فيلم «البيضة والحجر»، الذي تم إنتاجه عام 1990، بين «مُستطاع الطَّعْزي» و«توالي جنيح»: «وتضمن منين إنك تنجح في خداع الناس كل مرة؟»، ليردَّ عليه: «النجاح مضمون»، ثم يسأله: «طب إزاي؟»، ليُجيب: «خوف الناس من المستقبل بيسببلهم قلق، والقلق بيزوِّد استعدادهم لتقبل الإيحاء، وفي ظل الإيحاء، الناس بتصدق أي حاجة»!
أخيرًا.. نعتقد أن «الكذب» هو «الكذب».. كله سُوء، وإثمه أكبر من نفعه، ولا يوجد له مبرر أو منطق، ولذلك فإن أشدَّ أنواعه ضررًا، ما قد يُطلق عليه «الكذب السياسي»، أو «سياسة الكذب»، التي صارت مدرسة فريدة، لها أساتذتها ومناهجها وروّادها وخريجوها وعباقرتها وأغبياؤها.. وهم كثر!
فصل الخطاب:
التقى صديقه بعد غياب، فسلَّم عليه وسأله متعجبًا: «يقولون إنك ميتٌ؟ فأجابه: كذبوا، وها أنا واقفٌ أمامكَ حيٌّ أكلمك.. فقال له: لكن الناقل ثقة»!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كذبة أبريل أبشع الجرائم محمود زاهر الكذب السياسي سياسة الكذب شهر رمضان المبارك افلام ومسلسلات
إقرأ أيضاً:
مدير مديرية الأمن العام في محافظة دير الزور لـ سانا: سنقوم باتخاذ سلسلة من الإجراءات الهادفة إلى تحسين الوضع الأمني في المحافظة، وإزالة مظاهر تهديد الأمن والاستقرار التي خلفها النظام البائد، حيث قمنا في الفترة الماضية بإعادة فتح بعض الطرقات جزئياً، وسننتق
2025-02-05hadeilسابق السنوات الماضية بإنشاء وتشكيل العديد من نقاط التفتيش المنتشرة في محافظة دير الزور، إضافة إلى إغلاق بعض الطرق الرئيسية بشكل كاملالتالي مدير مديرية الأمن العام في محافظة دير الزور لـ سانا: كما سنعمل على إعادة تشكيل وتموضع نقاط التفتيش التي كانت مصدراً لنشر الخوف والتوتر، والاعتقالات التعسفية، والتعذيب، والإجراءات القمعية الأخرى التي كانت تمارسها حواجز النظام البائد داخل المدن والقرى وخارجها، لتتحول إلى نقاط تفتيش جديدة تساهم في ضمان أمن وأمان أهلنا في دير الزور، وحماية حقوقهم وممتلكاتهم انظر ايضاًمدير مديرية الأمن العام في محافظة دير الزور لـ سانا: نؤكد أن هذه الخطوات تأتي ضمن مساعينا المستمرة لتوفير بيئة آمنة وهادئة لجميع المدنيين، وضمان حقوقهم الأساسية، بما يساهم في إعادة البناء والاستقرار في المحافظة
آخر الأخبار 2025-02-05السنوات الماضية بإنشاء وتشكيل العديد من نقاط التفتيش المنتشرة في محافظة دير الزور، إضافة إلى إغلاق بعض الطرق الرئيسية بشكل كامل 2025-02-05الأمم المتحدة تدين التفجير الإرهابي في منبج 2025-02-05بمشاركة 88 شركة.. انطلاق معرض خان الحرير النسيجي التخصصي غداً 2025-02-05مباحثاتٌ سوريّة بحرينية لتعزيز التعاون المالي والمصرفي 2025-02-05رفد مشفى يبرود بريف دمشق بـ 20 طبيباً مقيماً 2025-02-05الرئيس الشرع: نتطلع إلى تعزيز التنسيق بين سوريا وتركيا على كافة الأصعدة 2025-02-05جهودٌ مكثفة للحفاظ على تراث حلب القديمة 2025-02-05مواجهة قوية بين ميلان وروما في كأس إيطاليا لكرة القدم 2025-02-05الرئيس أردوغان: الشعب السوري الذي ألهم المنطقة بعزيمته على المقاومة قادر على إعادة إحياء بلده 2025-02-05أكثر من 9 آلاف طن التقديرات الأولية لإنتاج محاصيل البيوت المحمية بحمص
صور من سورية منوعات تيك توك تستأنف خدماتها في الولايات المتحدة بفضل ترامب 2025-01-20 الصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الصناعية إلى الفضاء 2024-12-05فرص عمل جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23 الخارجية تعلن برنامج اختبارات المرحلة الرابعة في مسابقتها لتعيين عاملين دبلوماسيين 2024-12-05حدث في مثل هذا اليوم 2024-12-077 كانون الأول-اليوم العالمي للطيران المدني 2024-12-066 كانون الأول 2004- اقتحام القنصلية الأمريكية في جدة بالمملكة العربية السعودية 2024-12-05 5 كانون الأول – اليوم الوطني في تايلاند 2024-12-033 كانون الأول 1621- عالم الفلك الإيطالي جاليليو جاليلي يخترع التلسكوب الخاص به 2024-12-022 كانون الأول- اليوم الوطني في الإمارات العربية المتحدة 2024-12-011 كانون الأول 1942 – إمبراطور اليابان هيروهيتو يوقع على قرار إعلان الحرب على الولايات المتحدة
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |