شهر رمضان المبارك، هو شهر العطاء والخيرات، حيث تتجلى فيه أبرز صور التكافل الاجتماعى، الذى يعد أحد أهم معالم الشهر الفضيل، «ولتكن منكم أمة يَدْعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهَوْن عن المنكر وأولئك هم المفلحون».
وفى هذا الإطار، تواصل الدولة المصرية منذ سنوات، وضع الخطط والاستراتيجيات وإطلاق المبادرات، على مدار العام، خصوصًا فى شهر الرحمات والمغفرة، لضمان حقوق المواطنين البسطاء عمومًا، وفى القلب منها الفئات الأولى بالرعاية.
وفى ظل ما نعانيه من أزمة اقتصادية حادَّة، لا تخفى على أحد، طالت الجميع بلا استثناء، فإن الدولة المصرية لا تدخر جهدًا فى تكوين بوتقة واحدة تضم حقوق كافة فئات المجتمع، من مرأة وطفل وشباب وكبار سن وذوى همم وغيرهم، لأن بناء الجمهورية الجديدة يستند فى الأساس إلى نهج التكافل والمشاركة، لتعزيز التعاون بين القطاع العام والخاص ومنظمات المجتمع المدنى.
لعل أبرز مبادرات الدولة والحكومة المصرية خلال الفترة الأخيرة، كانت سنّ القانون رقم 171 لسنة 2023 بشأن التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، الذى تم إنشاؤه بشكل غير هادف للربح، وله الشخصية الاعتبارية، ويتمتع بالاستقلال الفنى والمالى والإدارى، ثم قرار رئيس الوزراء بإصدار لائحته التنفيذية.
هذا التحالف يستهدف بالأساس تعميق مفهوم التطوع فى العمل الأهلى وتنمية المجتمع، إضافة إلى تعبئة الجهود الفردية والجماعية لإحداث مزيد من التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالتعاون مع أجهزة الدولة المعنية.
كما يستهدف إنشاء هذا التحالف، إقامة المشروعات الخدمية والتنموية على المستوى القومى، ودعم تنفيذ أعمال مشروعات المبادرات الاجتماعية التنموية، بالتعاون مع منظمات المجتمع المدنى، وأجهزة الدولة المعنية.
ومعلوم أن التحالف الوطنى ينظم عمله من خلال توحيد جهود مؤسسات المجتمع المدنى تحت مظلة واحدة، لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه، وهو ما يعد مؤشرًا إيجابيًا نحو تعزيز حقوق الإنسان، ليكون التضافر مؤثرًا لتكامل الجهود، بما يحد من ازدواجية المعايير وتداخل المهام.
وقد لاحظنا فى الفترة الأخيرة، خصوصًا قبل وأثناء شهر رمضان المبارك أن التحالف الوطنى يعمل على توسيع نطاق مبادراته لتشمل قطاعات إضافية، إضافة إلى تطوير الهيكل الإدارى للتحالف، ليضم لجانًا، تكون فيها كل لجنة مسئولة عن أحد الملفات، إلى جانب أن يكون للتحالف مقرَّات فى جميع المحافظات لتسهيل مهام عمله داخلها.
ما تابعناه خلال الأسابيع الأخيرة هو نجاح مؤسسات التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، فى تعزيز التكافل الاجتماعى، من خلال تقديم كراتين رمضان وملابس وإعانات للأسر الأولى بالرعاية خلال الشهر الكريم، حيث بلغ إجمالى عدد المستفيدين ما يقارب العشرين مليونًا، بإجمالى تكلفة تقترب من المليارى جنيه، ولذلك نتمنى أن تسود روح التكافل فى المجتمع، كما أوصى بذلك رسولنا الكريم، ليس فى الشهر الفضيل فحسب، وإنما على مدار العام.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رضا سلامة شهر رمضان المبارك الدولة المصرية الجمهورية الجديدة التحالف الوطنى
إقرأ أيضاً:
«التنمية المحلية» توقع 4 بروتوكولات للتعاون مع التحالف الوطني للعمل الأهلي
شهدت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، اليوم، التوقيع على 4 بروتوكولات للتعاون بين الوزارة ومؤسسة صناع الخير للتنمية، وعدد من المؤسسات الأهلية والمجتمعية، على هامش مشاركتها في فعاليات المؤتمر السنوي للمؤسسة عضو التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي.
جاء ذلك تحت رعاية الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء في مؤتمر بعنوان «الشراكات الفعالة للطريق نحو الاستدامة» بحضور محمد جبران وزير العمل والسفيرة نبيلة مكرم رئيس الأمانة الفنية للتحالف الوطني للعمل الأهلي، والدكتور مصطفى زمزم رئيس مجلس أمناء مؤسسة صناع الخير، والدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بنى سويف، والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء السابق.
وقع البروتوكول الأول الخاص بالوزارة مع مؤسسة صناع الخير للتنمية، الدكتور خالد قاسم مساعد وزيرة التنمية المحلية للتطوير المؤسسي ودعم السياسات، وهاني عبدالفتاح المدير التنفيذي لمؤسسة صناع الخير، بهدف دعم التدريب على ريادة الأعمال والشمول المالي، بمقتضاه يجري التعاون بين الطرفين لدعم التمكين الاقتصادي، والتعريف بمفاهيم الشمول المالي والتحول الرقمي، لإظهار الدور الإنتاجي في المجتمع المصري، من خلال برنامج تدريبي متكامل تم تصميمه وفقا للمعايير الدولية، التي تضمن تحقيق أهدافه، ويستهدف الشباب على مستوى المحافظات والمراكز والقرى، ضمن المشروع القومي لتطوير الريف المصري المبادرة الرئاسية «حياة كريمة».
إطلاق استراتيجية صناع الخيرأعربت الدكتورة منال عوض عن سعادتها، بأن نشهد اليوم توقيع عدد من بروتوكولات التعاون التي تعزز من فاعلية العمل التنموي، إلى جانب إطلاق استراتيجية «صناع الخير» للسنوات الخمس المقبلة، التي نأمل أن تكون خطوة جديدة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة في وطننا العزيز.
إعادة إعمار المنازل المتهالكةكما تضمنت باقي بروتوكولات التعاون التي شهدتها وزيرة التنمية المحلية والوزراء، بروتوكول تعاون بين صناع الخير مع مؤسسة البنك التجاري الدولي لمواصلة تنفيذ مبادرة لمصر، نبني أجيال لتقديم الدعم الطبي الشامل لطلاب المدارس في مواجهة الأمراض الأكثر تاثيرا على تحصيلهم الدراسي.
وجاء بروتوكول التعاون الثالث مع مجموعة إي فينانس للاستثمارات المالية والرقمية، ويستهدف مواصلة التعاون في مجال التمكين الاقتصادي، من خلال دعم مراكز استدامة بمحافظتي الفيوم والجيزة، ومواصلة التعاون في الارتقاء بالقرى الأشد احتياجا، من خلال إعادة إعمار المنازل المتهالكة بها، ومواصلة التعاون فى دعم 200 طالب من طلاب الجامعات التكنولوجية النابغين غير القادرين، من خلال مبادرة تكافؤ بمنحهم منح دراسية تغطي مصروفاتهم الدراسية.
وجاء البرتوكول الرابع بين صناع الخير مع مؤسسة بنك مصر لمواصلة تنفيذ مبادرة عنيك في عنينا لدعم أعداد أكبر من المواطنين غير القادرين فى الحد من مسببات العمى من خلال تنظيم القوافل الطبية المتخصصة في مجال الكشف على أمراض العيون.