ما هي علامات إجابة الدعاء وصورها؟ وزير الأوقاف يكشف عنها
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن القرآن الكريم تحدث عن أهمية الدعاء، وبخاصة في هذا الشهر العظيم، شهر رمضان الفضيل، وشهر إجابة الدعاء، والحديث عن الدعاء في القرآن الكريم جاء في أثناء الحديث عن آيات الصيام.
واستشهد وزير الأوقاف، خلال برنامج: "في رحاب القرآن الكريم" بعنوان: "الدعاء في القرآن الكريم" يوم الاثنين 15 رمضان 1445هـ، الموافق 25 / 3/ 2024م والذي يذاع على قناة النيل الثقافية، بقول سبحانه وتعالى: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ"، ويقول جل وعلا: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ"، فرب العزة سبحانه يدعوك لدعائه، قال بعض المفسرين: المقصود بالعبادة الدعاء، وذلك في قوله تعالى: "إن الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ"، يستكبرون عن عبادتي أي عن دعائي، قال نبينا (صلى الله عليه وسلم): "الدعاء مخ العبادة".
وأضاف وزير الأوقاف، أن الإنسان قد يسأل أحدًا من البشر شيئًا ولا يكون مالكًا للشيء المسئول عنه، فالملك الحقيقي لله تعالى، فإذا سألت فاسأل الله تعالى، وإذا استعنت فاستعن بالله تعالى، لذا قالوا: من اعتمد على ماله قل، ومن اعتمد على علمه ضل، ومن اعتمد على سلطانه ذل، ومن اعتمد على الناس مل، ومن اعتمد على عقله اختل، ومن اعتمد على الله تعالى فلا قل ولا ضل ولا ذل ولا مل ولا اختل.
ويقول سبحانه: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ"، مبينًا معاليه روعة ودقة هذا التعبير القرآني من خلال التعبير المماثل في القرآن الكريم، حيث يقول تعالى: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ"، ويقول سبحانه: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا"، ويقول جل وعلا: "وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ"، ويقول تعالى: "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ"، ويقول تبارك وتعالى: "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى"، ويقول سبحانه: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ".
كما يقول تعالى: "يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ"، ويقول سبحانه: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ"، ويقول الحق سبحانه: "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي"، ويقول جل وعلا: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ قُلِ الْأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ"، ويقول سبحانه: "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا"، حيث جاء التعبير بالفاء "فَقُلْ" في سورة "طه"، وفي كل الأسئلة "قل"، قال بعض العلماء: لأن السؤال قد وقع في كل المواطن ما عدا موضع طه، فالسؤال لم يقع بعد، فإذا سألوك "فقل"، فالفاء واقعة في جواب شرط مقدر، أما في آية الدعاء فلم يرد فيها "قل" أو "فقل"، فكأن الله تعالى يقول لحبيبنا سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) إذا سألك عبادي عني فإني قريب، فأنا أخبرهم بنفسي عن ذاتي: "فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ".
كما ذكر وزير الأوقاف، أن دعاء المسلم مستجاب، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عنهُ من السُّوءِ مثلَها “, فقالوا يا رسول الله إذًا نكثر، فقال (صلى الله عليه وسلم): "الله أكثر"، أي ما عند الله أعظم، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "إن الله حييٌّ كريمٌ يستحيي إذا رفعَ الرجلُ إليه يديه أن يرُدَّهما صِفْرًا خائبتين".
وتابع: وليس شرطا أن تكون الإجابة بعين الدعوة، بل لا شك أن نعم الله في الإجابة واسعة، إما بإجابة دعوة الداعي، أو أن يدفع عنه من السوء مثلها، أو أن يدخرها له يوم القيامة، وسمع نبينا (صلى الله عليه وسلم) رجلًا يدعو يقول: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ، وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ"، فَقَالَ (صلى الله عليه وسلم): لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الأعظم الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ"، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "إن لله (عز وجل) ملكًا موكلا بمن يقول: يا أرحم الراحمين، فمن قالها ثلاثًا قال الملك: إن أرحم الراحمين قد أقبل عليك فاسأل".
وأوضح، أن من عوامل إجابة الدعاء: التبرك ببدء الدعاء بالصلاة والسلام على سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وختام الدعاء بمثل ذلك فإن الله (عز وجل) أكرم من أن يقبل الصلاتين على الحبيب (صلى الله عليه وسلم) ويردّ ما بينهما، إضافة إلى طيب المطعم، وصدق اللجوء إلى الله تعالى.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزير الاوقاف الدعاء القرآن إجابة الدعاء صلى الله علیه وسلم القرآن الکریم وزیر الأوقاف ویقول سبحانه ی س أ ل ون ک من اعتمد على الله تعالى
إقرأ أيضاً:
علي جمعة يعدد مواطن النفحات الإلهية المخفية خارج شهر رمضان
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن بعض الناس يعتقد أن العبادة في رمضان قاصرة على هذه الأيام؛ بالرغم أن الله سبحانه وتعالى كما يقول بعض العارفين: قد أخفى ثمانية في ثمانية، ومن ضمنها واحدة فقط في رمضان والسبعة في خارج رمضان.
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ان الله عز وجل أخفى ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان حتى يشوق الناس إلى العبادة ويدفعهم إلى أن يقوموا العشر كلها أو الوتر على الأقل إذا فاتهم شيء منها.
وأخفى اسمه الأعظم في أسمائه الحسنى حتى يذكر الناس ويدعون الله سبحانه وتعالى بهذه الأسماء كلها.
وأخفى الله سبحانه ساعة الإجابة في الثلث الأخير من الليل.
وأخفى السبع المثاني في القرآن العظيم.
وأخفى الصلاة الوسطى في الصلوات كلها.
وأخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة.
وأخفى الكبائر في الذنوب بأسرها.
وأخفى الأولياء في عوام الناس حتى لا يحتقر أحدٌ أحدًا من الناس ويكون التسامح والرحمة والود، ولا يتكبر بعبادة أو بغيرها، لا بدنيا ولا بغير دنيا على خلق الله.
لو لاحظنا هذه الأشياء لا نجد إلا ليلة القدر وحدها هي التي تختص برمضان، وسائر الأشياء التي شوقنا الله سبحانه وتعالى فيها بتلاوة القرآن، أو بإقامة الصلاة، أو بالذكر، أو بغير ذلك من الدعاء والالتجاء إليه سبحانه وتعالى، كلها في خارج رمضان.
حقيقة ينبغي لكل مسلم أن يعلمها أن الله سبحانه وتعالى باقٍ بعد رمضان، وأنه إذا فات رمضان فإن الله لا يفوت ولا يموت؛ فالله سبحانه وتعالى باقٍ مع المسلمين وعليهم أن يلجأوا إليه؛ فهو سبحانه وتعالى الذي يقلب القلوب، وندعوه سبحانه وتعالى أن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى، وأن يغيِّر حالنا إلى أحسن حال، وأن يوفقنا أن نغير أنفسنا حتى يغير الله سبحانه وتعالى ما بنا.