كاتب إسرائيلي: الجدال بين بايدن ونتنياهو يعرض إنجازات الجيش للخطر
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
استعرض مقال للبروفيسور "الإسرائيلي" ايتان غلبوع" نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، خطة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإنهاء الحرب في غزة.
وذكر غلبوع، "أن الجدال بين إدارة الرئيس جو بايدن وبين حكومة بنيامين نتنياهو على إدارة الحرب واليوم التالي تعاظم في الأيام الأخيرة، وهو يعرض إنجازات الجيش الاسرائيلي في غزة وأمن إسرائيل للخطر".
وأضاف، "يتركز الجدال في مسألة العملية في رفح، لكنه أوسع بكثير. في نظر الإدارة الأمريكية، فإن المفاوضات التي تجري بين إسرائيل وحماس على صفقة ثانية لتحرير مخطوفين هي خطوة أولى حرجة لتحريك مسيرة لإنهاء الحرب في غزة".
وتابع، "غير أن نتنياهو يواصل تحدي سياسة بايدن ويمس بفرص الوصول الى تفاهمات تجدي مصالح الطرفين. تعارض الإدارة بكل حزم استمرار الحرب في رفح، وتخشى من أن تتسبب عملية عسكرية بقتل مدنيين كثيرين وتصفي تماما الشرعية الداخلية والدولية للتأييد الأمريكي لإسرائيل الذي يتدهور منذ الآن".
وقال غلبوع. "لقد كان هذا هو التحذير الخطير الذي أطلقه وزير الخارجية أنطوني بلينكن في ختام زيارته إلى البلاد في نهاية الأسبوع، وقالت نائبة الرئيس كاميلا هاريس أمس إن الدخول إلى رفح سيكون خطأ".
وبحسب الكاتب، "فإن الجدال على رفح يخفي نوايا أمريكية بعيدة الأثر تجاه إسرائيل وغزة، فبخلاف حكومة نتنياهو، طورت إدارة بايدن استراتيجية لإنهاء الحرب، وهي تقوم على أساس سلسلة خطوات تبدأ بصفقة ثانية لتحرير مخطوفين مقابل وقف نار طويل".
وأشار إلى أن "صفقة كهذه ستسمح بالامتناع عن خطوة عسكرية في رفح ستقلص الأزمة الإنسانية من خلال إغراق غزة بالمساعدات، ستسمح لقسم من النازحين بالعودة إلى بيوتهم في شمال ووسط القطاع وستمنح مساحة زمنية لتحقيق اتفاق لإنهاء الحرب يخلي حماس من غزة، يؤدي إلى تجريد القطاع ويدخل جهة سلطوية بديلة".
وأردف، "بالتوازي لن يكون مبرر آخر لحزب الله لمواصلة الهجمات على إسرائيل في الشمال وللحوثيين في الهجمات من الجنوب".
وأكد، "أن وقف الحرب في الشمال سيسمح باستئناف مهمة الوسط عاموس هوكشتاين لتحقيق حل دبلوماسي في جنوب لبنان يزيح قوات حزب الله إلى ما وراء الليطاني".
وقال غلبوع، "وليس أقل أهمية: تحرير المخطوفين ووقف النار سيشطب المسألة عن جدول اعمال الانتخابات للرئاسة ويوقف ضغط المحافل المناهضة لإسرائيل على بايدن للكف عن دعمه لإسرائيل".
وبين، "أن الخطة الأكبر يفترض أن تنفذ بمشاركة دول عربية مؤيدة لأمريكا، فخلال الأسبوع الماضي بحث بلينكن في القاهرة مع ست دول كهذه".
وأوضح، "أن الفكرة هي لتقسيم العمل بحيث تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل في موضوع المخطوفين واليوم التالي، بينما تضغط الدول العربية على حماس وعلى الفلسطينيين".
وذكر، "أن صفقة لتحرير المخطوفين ووقف نار طويل هما شرطين أساسيين لتنفيذ الخطة الاستراتيجية الكبرى".
وتعتقد إدارة بايدن وفق الكاتب، "بأن حكومة نتنياهو والجهات المتطرفة فيها تفشل الصفقة لتحرير المخطوفين، المتعلقة بوقف النار".
وأشار، "إلى أن هذا السبب الذي يجعلهم يركزون انتقادهم على نتنياهو فهم يقدرون بأن اتفاقا لتحرير المخطوفين ووقف النار سيؤدي إلى تفكيك الحكومة واستبدالها – مع أو بدون انتخابات بايدن يقول لنتنياهو - سيتعين عليك أن تختار بين بن غفير وسموتريتش وبيني".
وقال غلبوع، "إن إسرائيل متعلقة تماما بالولايات المتحدة، وفي الجو تحوم تهديدات وقف أو إبطاء تزويد الذخيرة والعتاد العسكري، لكن نتنياهو لا يهتم إلا ببقائه وبالتالي ليس واضحا ماذا سيفعل".
ورد نتنياهو على تحذير بلينكن بقوله، "إن إسرائيل ستدخل إلى رفح – مع أو بدون دعم الولايات المتحدة".
وبرأي الأكاديمي الإسرائيلي، فقد يكون هذا تكتيك يستهدف كسب بضع نقاط في أوساط القاعدة الليكودية، لكنه استفزاز بالأساس يفاقم الازمة مع بايدن فقط.
وخلص الكاتب للقول، "بالضغط على حماس وعلى حكومة نتنياهو، تعتقد إدارة بايدن أن بضربة واحدة يمكنها تحييد المتطرفين – سواء في أوساط الفلسطينيين أم في أوساط الإسرائيليين – الذين يعتبرون العوائق الأكبر في الطريق الى تحقيق الخطة الأكبر".
وختم، "يحتمل أن يكون بايدن يبالغ في قوة الدبلوماسية الامريكية لإبعاد حماس عن القطاع وحزب الله عن جنوب لبنان لكن بغياب بدائل أخرى، لعله من المجدي اعطاؤه الفرصة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية بايدن غزة نتنياهو رفح غزة نتنياهو الاحتلال بايدن رفح صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لإنهاء الحرب الحرب فی
إقرأ أيضاً:
كل فلسطيني هدف يجب تدميره.. كاتب إسرائيلي يفضح عقيدة قوات الاحتلال
أثار الكاتب الإسرائيلي روغل ألفر في مقال ناري نشرته صحيفة "هآرتس" تساؤلات لاذعة حول المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في رفح جنوبي قطاع غزة ليلة 23 مارس/آذار الماضي، عندما أطلقت النار على قافلة إغاثة فلسطينية تضم سيارة إسعاف وعددا من سيارات الدفاع المدني، ما أدى إلى استشهاد 15 من عمال الإغاثة.
وأكد الكاتب أن جيش الاحتلال لن يقدم على الاعتراف بهذه الجريمة علنًا، لأن ذلك سيقيد عمله، كما أن ثقافته التي تتطابق مع ثقافة المجتمع الإسرائيلي ترى أن الفلسطيني هدف يجب تدميره.
جريمة حرب وعقيدة متوحشةويقول ألفر إن ما حدث في تلك الليلة لم يعد محل جدل أو رواية متضاربة، بل أصبح من "الحقائق المتفق عليها عالميا"، مشيرا إلى أن القافلة كانت تتحرك بأضواء الطوارئ الساطعة عندما اقتربت من جنود الجيش الإسرائيلي، الذين أطلقوا النار عليها وقتلوا من فيها.
ويضيف "بعد أيام قليلة، تم العثور على الجثث والسيارات المحطمة مدفونة في الرمال"، وهو ما يعد دليلا على محاولة التستر على الجريمة، حسب وصفه.
وبررت قوات الاحتلال الجريمة بالقول إن المركبات كانت تتحرك بشكل مريب، وإن معظم القتلى ينتمون إلى حركة حماس، زاعمة أن الجنود دفنوا الجثث مؤقتا حتى لا تلتهمها الكلاب والضباع.
إعلانبَيد أن هذه الادعاءات، بحسب ألفر، لم تصمد أمام شهادات شهود عيان فلسطينيين وصور ومقاطع فيديو نشرتها وسائل إعلام أميركية وبريطانية، أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن القافلة كانت تحمل علامات واضحة لمركبات الطوارئ، وأن "الضحايا أُعدموا بإطلاق النار من مسافة قريبة، وبعضهم عُثر عليه مكبل الأيدي أو الأقدام".
وسلط ألفر الضوء على الفيديو الذي عُثر عليه في هاتف أحد المسعفين القتلى، ونشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، وهو يوثق لحظة إطلاق النار قبل أن يُعثر عليه -لاحقا- قتيلًا برصاصة في الرأس. وعلق على ذلك بقوله "تشير الشهادات إلى وقوع مذبحة بحق عمال الإغاثة. جريمة حرب. لكن جيش الدفاع الإسرائيلي يواصل إنكاره".
ويُحمل الكاتب مسؤولية هذه الجريمة لِلواء غولاني، الذي أُسندت إليه مهام تنفيذ العملية، مشيرا إلى أن قائد كتيبة في هذا اللواء قال لجنوده عشية دخولهم إلى غزة: "كل من تقابلونه هو عدو. تحديد شخصية – تدميرها."، وهي عبارة يرى فيها ألفر تعبيرا واضحا عن العقيدة القتالية المتوحشة التي تحكم سلوك الجنود في الميدان.
الجيش الإسرائيلي لن يعترفورغم إعلان رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير عن فتح تحقيق في الحادث، يشكك الكاتب في قدرة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية على الاعتراف بالجريمة علنا، متسائلا "هل يستطيع المتحدث باسم الجيش الظهور على شاشة التلفزيون والقول بالعبرية أو بالإنجليزية إن الجيش يعتذر عن مقتل 15 من عمال الإغاثة الأبرياء؟ هل يستطيع الاعتراف بأن بعضهم أُعدموا من مسافة قريبة؟ هل هو قادر على الاعتراف بأن الجنود كذبوا؟".
ويضيف ألفر أنه في حال صدور مثل هذا الاعتراف، فإنه سيجبر الجيش الإسرائيلي على التوقف عن التعامل مع فرق الإغاثة كأهداف عسكرية، وسيقيد حرية تحركه الميداني.
ويتابع "مثل هذا الاعتراف سيصعّب كثيرا على رئيس الأركان أن يتصرف كما فعل في ليلة 18 مارس، حين أمر بقصف جوي مكثف أسفر عن مقتل مئات الفلسطينيين الأبرياء، من نساء وأطفال ورجال، دون تمييز".
إعلانولم يكتف ألفر بتوجيه اللوم للجيش، بل وسع دائرة الاتهام لتشمل المجتمع الإسرائيلي بأكمله، الذي يرى فيه "شريكا في الجريمة"، إذ يرى أن "الرأي العام الإسرائيلي مستعد دوما لتبرير الفظائع، ولن يحتمل فكرة تقييد حرية الجيش تحت أي ذريعة قانونية"، مستشهدا بردود الفعل التي حدثت في قضية الجندي إيلور عزاريا، الذي أعدم شابا فلسطينيا جريحا عام 2016.
سكان غزة وحوشويذهب ألفر إلى أبعد من ذلك في تشريحه للموقف الإسرائيلي من سكان غزة، "بحسب الرؤية الإسرائيلية فإن جميع سكان غزة هم وحوش. حتى أولئك الذين يعملون في منظمات الإغاثة. وأطفالهم أيضًا. يستحق الجميع رصاصة في الرأس من مسافة قريبة، أو صاروخًا في غرفة المعيشة".
ويضيف "بما أن الجيش يزعم أن حماس تستخدم مركبات الإنقاذ لنقل المسلحين، فإن كل مركبة إنقاذ هي تلقائيا هدف يجب تدميره، سواء كانت مزودة بأضواء ساطعة أم لا. لا يوجد أي تعاطف مع أهل غزة".
ويختم الكاتب مقاله باعتراف شخصي يعكس حجم القطيعة الأخلاقية بين الإسرائيليين وسكان غزة، حيث يقول "لم يجرؤ أحد على تصديق أن المسعف كان يعمل بالفعل في منظمة إغاثة، وأن ساقيه كانتا مقيدتين بالفعل، وأنه تعرض لإطلاق نار في رأسه من مسافة قريبة بينما كان يصلي من أجل حياته!".
ويقول "المشكلة العميقة، والتي لن يحلها أي تحقيق، هي أن المجتمع الإسرائيلي لا ينظر إلى المذبحة باعتبارها جريمة حرب، بل باعتبارها دفاعا عن النفس".