"إذاعة القرآن الكريم من القاهرة تقدم".. شعار إذاعة من أقدم  الإذاعات التي يمتزج صوتها بالبيوت المصرية التي لا ينقطع عنها أثير إذاعة القرآن الكريم بترتيلات أعظم الشيوخ المصريين وأناشيد أعظم المرتلين الذين مروا عبر التاريخ وقدمتهم مصر للعالم العربي.

في مثل هذا اليوم 25 مارس من عام 1964 تحل ذكرى إنشاء الإذاعة الأقدم على مستوى العالم بين إذاعات القرآن الكريم، أو الإذاعات الدينية بشكل عام، مما يكشف عن الدور الحضاري والثقافي لمصر في محيطها العربي والإسلامي.

60 عاما على الإنشاء

واليوم ونحن نحتفل بمرور 60 عاما على انشاءها، ما زالت كمستمع يآثرك صوت محمد صديق المنشاوي ومحمود الحصري ومحمد رفعت وسيد النقشبندي وعبدالباسط عبدالصمد ومحمود البنا، شيوخ عظماء التف العالم العربي حول تسجيلاتهم يوميا.

ومن أشهر رؤسائها: "كامل البوهي"، "عادل القاضي"، "محمد الشناوي"، و"هاجر سعد الدين". 

ومن أشهر مذيعيها: "عبد الخالق بحيري"، "محمد عبد العزيز عبد الدايم " وهما يعدان من أكبر وأقدم المؤسسين لإذاعة القرآن الكريم المصرية.

 ومن أشهر مقدمي برامجها المتميزين: " عبد البديع قمحاوي"، " عبد الناصر حسين أبو زيد".

تحريفات خبيثة للقرآن الكريم

تقول  هاجر سعد الدين أول سيدة ترأس إذاعة القرآن الكريم عام 1997، والتي تحكي عن أسباب إنشاء إذاعة القرآن الكريم قائلة: في 25 مارس 1964 ظهر نسخة من المصحف وفيها آيات مغلوطة وكانت مذهبة وتباع بسعر زهيد، وكانت أهم فكرة أن يتم ضحد هذا الأمر ومحاربته فتم في الأخير إنشاء إذاعة القرآن الكريم.

ولكن قبل صدور موافقة الرئيس جمال عبد الناصر لقرار نشأتها نتيجة هناك عدة خطوات تم فعلها لإنقاذ تحريف القرآن الكريم، فمثلا تمثلت جهود  وزارة الأوقاف والشؤون الاجتماعية  وقتذاك ومعها الأزهر وكبار أئمته بتسجيل صوتي للمصحف المرتل بصوت القارئ الشيخ محمود خليل الحصري، على أسطوانات توزع نسخ منه على المسلمين في أنحاء العالم الإسلامي، وكافة المراكز الإسلامية في العالم، باعتبار ذلك أفضل وسيلة لحماية المصحف الشريف من الاعتداء عليه، وكان هذا أول جمع صوتي للقرآن الكريم بعد أول جمع كتابي له في عهد خليفة رسول الله - ﷺ - أبي بكر الصديق.

 ولكن بمرور الوقت تبين أن هذه الوسيلة لم تكن فعالة في إنجاز الهدف المنشود من ورائها؛ نظرًا لعجز القدرات والإمكانات المادية في الدول الإسلامية في ذلك الوقت عن إيجاد الأجهزة اللازمة لتشغيل هذه الأسطوانات على نطاق شعبي، فضلًا عن عدم توفر الطاقة الكهربائية اللازمة لها بحكم الوضع الذي كانت عليه دول العالم الإسلامي في أوائل الستينيات من القرن العشرين.

وفي نهاية الأمر انتهى الرأي والنظر في هذا الشأن من قبل وزارة الثقافة والإرشاد القومي - المسئولة عن الإعلام في ذلك الوقت، وعلى رأسها الإعلامي الدكتور عبد القادر حاتم - إلى اتخاذ قرار بتخصيص موجة قصيرة، وأخرى متوسطة لإذاعة المصحف المرتل الذي سجله المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

بداية الإرسال

 ومن ثم بدأ إرسال "إذاعة القرآن الكريم" في الساعة السادسة من صبيحة الأربعاء 11 من ذي القعدة لسنة 1383هـ الموافق 25 مارس لسنة 1964م، بمدة إرسال قدرها 14 ساعة يوميًّا من السادسة حتى الحادية عشرة صباحًا، ومن الثانية حتى الحادية عشرة مساءً على موجتين: إحداهما قصيرة والأخرى متوسطة، لتكون أول صوت يقدم القرآن كاملًا بتسلسل السور والآيات.

 وكانت بذلك أنجح وسيلة لتحقيق هدف حفظ القرآن الكريم من محاولات تحريفه، حيث يصل إرسالها إلى الملايين من المسلمين في الدول العربية والإسلامية في آسيا وشمال أفريقيا، وعلى منوال هذه السابقة المصرية المباركة توالى إنشاء عدة إذاعات للقرآن الكريم في داخل العالم العربي، بل وفي خارجه كما في أستراليا على سبيل المثال. 

أصوات مميزة 

"قطوف من حدائق الإيمان يعده ويقدمه شحاتة العرابي"  ما يزيد على 35 عاما قدمها العرابي بصوته المميز داخل إذاعة القرآن الكريم.

كما تعد الدكتورة هاجر سعد الدين من أشهر الأصوات النسائية التي عملت في إذاعة القرآن الكريم، فهي أول امرأة تتولى منصب الرئيس عام 1997 بعد تسيير أعمال الإذاعة لمدة 7 أشهر وقبلها كانت نائب للإذاعة ومدير برامج المرأة بها، كما أن صوتها علق بأسماع متابعي برامجها "براعم الإيمان"، و"فقه المرأة"، و"موسوعة الفقه الإسلامي"، و"مسلمات حول الرسول".

ولا ننسى الإذاعي عبدالصمد دسوقي، مقدم برنامج "الهدي النبوي"، كما سبق له تقديم برنامج "أضواء على العالم الإسلامي، كما سبق له تولي رئاسة المحطة في الفترة ما بين عامي 1994 حتى 1998.

وعلى المنوال ذاته سار الإذاعي إبراهيم خلف، الذي قدم برنامج "خواطر الإمام"، الخاص بتفسير الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي للقرآن الكريم، والتي ما زالت من أهم ما تم في أرشيف إذاعة القرآن الكريم.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: اذاعة القران الكريم القرآن الكريم أثير إذاعة محمد صديق المنشاوي محمود الحصري محمد رفعت محمود البنا إذاعة القرآن الکریم للقرآن الکریم من أشهر

إقرأ أيضاً:

الأوقاف تبين أهم محطاتها للعناية بالقرآن الكريم وأهله في 2024

بينت وزارة الأوقاف المصرية أهم محطاتها للعناية بالقرآن الكريم وأهله في خلال عام 2034

حيث كثفت الأوقاف المصرية جهودها في عام ٢٠٢٤ في مجال العناية بالقرآن الكريم وأهله، ما يؤكد التزامها الدائم بتعزيز الثقافة القرآنية، ونشر علوم القرآن بين مختلف فئات المجتمع. جاءت هذه الجهود من خلال سلسلة من البرامج والمبادرات المتنوعة التي شملت المقارئ القرآنية، ومجالس الإقراء، ومراكز التلاوة، وحلقات التحفيظ، والمبادرات النوعية، والمسابقات القرآنية، والأمسيات الابتهالية.

استهدفت الوزارة تنظيم المقارئ القرآنية بمختلف أنواعها لتلبية احتياجات الأئمة والأعضاء والجمهور على حد سواء، إذ بلغ إجمالي عدد المقارئ خلال العام (٢٢١٢٤٠) مقرأة موزعة بين مقارئ «الأئمة، والأعضاء، والجمهور، والنموذجية، والسيدات، والواعظات». وتمثل هذه المقارئ منصة حيوية لنشر علوم القرآن الكريم، وتنوعت أهدافها بين تعزيز مهارات التلاوة والإقراء والتدبر.

وكثفت الوزارة جهودها في مجال مجالس الإقراء التي تمثل إحدى أبرز الوسائل للحفاظ على الإتقان في تلاوة القرآن الكريم؛ فعقدت (٩٠٠) مجلس إقراء على أيدي كبار القراء، إضافة إلى مقرأة الفجر اليومية التي عُقدت بـ(١١) مسجدًا، ومقرأة سورة الكهف في مسجدَي الإمام الحسين والسيدة زينب. هذه المجالس أسهمت في تيسير وصول العلوم القرآنية لجميع الفئات العمرية والاجتماعية.

كما وسَّعت الوزارة نطاق خدماتها من خلال مراكز التلاوة التي بلغ عددها (١٤) مركزًا، فعقدت (٧١٠) مجلسًا لتعليم أحكام التلاوة والتجويد؛ ما أتاح فرصة للراغبين في تحسين تلاواتهم تحت إشراف متخصصين. كما أكدت الوزارة أهمية التحفيظ المباشر عبر مكاتب التحفيظ التي عُقدت بها (١١٥٢٧٤) حلقة، موزعة بين «مكاتب التحفيظ المعتمدة، ومكاتب التحفيظ بالمكافأة»، التي أفرزت آلاف الحفظة الجدد في خلال العام.

ولم تغفل الوزارة توظيف التقنية الحديثة في دعم جهودها لخدمة للقرآن الكريم، إذ استحدثت برامج التحفيظ عن بُعد، التي شهدت تنظيم (١١٤٢٤) حلقة تحفيظ إلكترونية. كما أطلقت مبادرة «حصن طفلك بالقرآن» التي استهدفت الأطفال في إجازة نصف العام الدراسي، فعقدت أكثر من (١٠٨٠٠٠) جلسة تحفيظ في (٦٠١٤) مسجدًا.

وعززت الوزارة جهودها بمبادرة «صحح قراءتك» التي انطلقت في (١٥٠٣) مسجدًا موزعة على مستوى الجمهورية، وشملت النساء أيضًا عبر جلسات خاصة بمسجد السيدة نفيسة. أسهمت هذه المبادرة في تحسين مهارات التلاوة وتصحيح الأخطاء الشائعة لدى المشاركين، إذ تم عقد (٣٦٠٧٢٠) جلسة في خلال العام.

وعلى صعيد العناية بالمواهب الصوتية، نظمت الوزارة مقرأة كبار القراء التي عُقدت أربع مرات شهريًّا بمسجد مصر الكبير؛ ما أتاح الفرصة لتلاقي كبار المقرئين وتبادل الخبرات، إضافة إلى الأمسيات الابتهالية التي بلغت (٢٣٨) أمسية، أضافت بُعدًا روحانيًّا وثقافيًّا مميزًا لجهود الوزارة.

فيما تميزت جهود الوزارة أيضًا بتنظيم مسابقات قرآنية متنوعة شملت مسابقات محلية ودولية، أبرزها المسابقة العالمية الحادية والثلاثين للقرآن الكريم بمشاركة (١٠٠) متسابق من (٦١) دولة، بجوائز مالية تجاوزت (١١) مليون جنيه. كما شملت مسابقات «لحفظ القرآن الكريم والقراءات القرآنية، والأصوات الذهبية، والمسابقة الثقافية الكبرى لمراكز إعداد محفظي القرآن الكريم».

أطلقت الوزارة مبادرات فريدة مثل أول مقرأة للفتيات الفائزات في المسابقات العالمية، وأخرى للأسر القرآنية وذوي الهمم؛ ما يؤكد اهتمام الوزارة بكل فئات المجتمع ودعم المتميزين في المجال القرآني. كما عُقدت ختمات قرآنية جماعية بمناسبة استقبال شهري شعبان ورمضان في المساجد الكبرى والمقارئ النموذجية.

وحرصت الوزارة على دمج الجهود الميدانية مع التقنيات الحديثة في تعليم وتحفيظ القرآن الكريم، ما جعل الوصول إلى علومه أكثر سهولة ومرونة. ولم تغفل الوزارة تأهيل المحفظين الجدد، إذ تم اعتماد (١٤٨) محفظًا جديدًا بالتعاون مع وزارة التضامن ليصل العدد الإجمالي إلى (٢٨٧٢) محفِّظًا معتمدًا.

وشددت الوزارة على دور المساجد في تعزيز الروحانية ونشر ثقافة القرآن الكريم، من خلال المقارئ والجلسات التحفيزية والمبادرات التي ركزت على غرس قيم القرآن الكريم في نفوس المشاركين.

تؤكد الجهود المبذولة نجاح الوزارة في تحقيق رؤيتها الشاملة لدعم الحفظة، وتشجيع التفوق القرآني، وخلق بيئة تعليمية متكاملة تتناسب مع مختلف الأعمار والمستويات؛ كما أسهمت في إبراز مصر بوصفها منارة عالمية في علوم القرآن الكريم.

وواصلت الوزارة تعاونها المثمر مع المحافظات المختلفة لإقامة مسابقات قرآنية محلية في «سيناء، والوادي الجديد، ومطروح، والمنيا»، إلى جانب مسابقة النوابغ الدولية بالتعاون مع محافظة جنوب سيناء؛ ما عزز انتشار الأنشطة القرآنية في جميع أنحاء البلاد.

بذلك تؤكد الوزارة التزامها بالمضي قدمًا في تطوير منظومة العناية بالقرآن الكريم من خلال تعزيز الشراكات، وإطلاق مبادرات جديدة تخدم أهل القرآن، وتوفير جميع الإمكانيات اللازمة لدعم أنشطتها المتنوعة، واستدامة مكانة مصر الرائدة في هذا المجال، والوفاء برسالة الوزارة في خدمة الدين والمجتمع على السواء. 

مقالات مشابهة

  • أغانٍ منسية .. مسيرة جليل البندارى على إذاعة القاهرة الكبرى
  • «الأوقاف» تكرم 300 من حفظة القرآن الكريم في محافظة مطروح
  • حكم قراءة القرآن الكريم وكتابته بغير العربية.. الإفتاء توضح
  • أهمية تفسير القرآن الكريم في حياتنا اليومية
  • فضل مصر وكم مرة ذكرت في القرآن الكريم وكيف وصفها سيدنا نوح؟
  • الأوقاف تبين أهم محطاتها للعناية بالقرآن الكريم وأهله في 2024
  • جهود وزارة الأوقاف في العناية بالقرآن الكريم وأهله في 2024
  • جهود وزارة الأوقاف في العناية بالقرآن الكريم وأهله خلال العام
  • افتتاح قمة منظمة الدول الثماني النامية بآيات من القرآن الكريم
  • أوحيدة: القرآن الكريم سر صمود اللغة العربية