هل يجوز قطع صلة الرحم بسبب المشاكل؟، سؤال أجابه الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، من خلال برنامج "اسأل المفتي"، حيث سؤال: ما حكم الخصام وقطيعة الرحم من أجل الخلافات ؟

هل يجوز قطع صلة الرحم بسبب المشاكل؟

وقال المفتي إننا نحتاج إلى وقفة صادقة في شهر رمضان لنعيد حساباتنا في مسألة الخصام والخلافات، ونحتاج إلى وقفة شجاعة لترتيب الأوراق لإنهاء الخصام والقطيعة، وعلينا الاستفادة من نفحات هذا الشهر الكريم لنعالج أي جفاء أو قطيعة موجودة وكذلك ينبغي تقليل التخاصم في المحاكم.

وقد حثَّ الشرع الشريف على صلة الأرحام؛ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» رواه مسلم، وعلى الأبناء أن لا يرثوا أخطاء الآباء ونزاعاتهم، فاعملي على صلة الرحم ولو بإلقاء السلام أو رده، مع الحرص على أن يكون ذلك بطريقة لا تستجلب غضب أبويك عليك، وسدِّدي وقاربي، وليكن نبراسك في ذلك قوله تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن: 16].

أستاذ بالأزهر يحسم الجدل: هذه الحالات يجوز قطع صلة الرحم معها ضابط صلة الرحم وحكم عدم طاعة الابن لأبيه في ذلك

وقالت دار الإفتاء في جواب سائل يقول: أرجو الإفادة الشرعية عن عدم طاعة ابني في بر ابنة أخي في زواجها؛ وذلك بسبب إساءتها، إن صلة الرحم ليست مكافأة على معروف، ولا جزاء على حسنات، وإنَّما هي واجب ديني وإنساني حث عليه الإسلام؛ لقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ۝ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ [فصلت: 33- 34]، ويقول صلوات الله وسلامه عليه: «لَيْسَ الوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنِ الوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا» رواه البخاري، وفي "صحيح مسلم" جاء رجل إلى رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم فقال: "يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ.." فامتدحه صلوات الله وسلامه عليه وحثه على التزامه وعدم العدول عنه، وفي "صحيح ابن حبان": «ومَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَجَلِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ».

وقد أمر الله سبحانه وتعالى بطاعة الوالدين؛ قال تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [الإسراء: 23].

وكان من الواجب على ابن السائل أن يطيع والده فيما أمره به؛ لما في ذلك من حث على صلة الأرحام، ودفع السيئة بالحسنة، ولا شك في أنَّ ابن السائل آثمٌ شرعًا في عصيانه لوالده، وعدم تنفيذ ما أمره به، ومن الواجب عليه أن يستغفر الله سبحانه وتعالى، وأن يستعطف والده ويسترضيه بكل وسيلة مشروعة حتى يرضى عنه، وعليه أن يتقرب إلى الله ما استطاع إلى ذلك سبيلًا، وأن يلجأ إلى الله طالبًا عفوه وغفرانه والله سبحانه وتعالى يقول بصدد هذا: ﴿رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا﴾ [الإسراء: 25]. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: صلة الرحم مفتى الجمهورية الدكتور شوقي علام الله سبحانه وتعالى

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية يُشيد بموقف المصريين في رفض التهجير ودعم القضية الفلسطينية

أشاد فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عيَّاد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بالموقف المصري الثابت في التعامل مع القضية الفلسطينية.

ويؤكد عيَّاد أن مصر كانت ولا تزال الحصن المنيع في مواجهة محاولات تهجير الشعب الفلسطيني، وأنها تبذل جهودًا كبيرة على المستويات السياسية والدبلوماسية والإنسانية لدعم الحقوق الفلسطينية المشروعة.

مصر والقدس.. موقف ثابت لا يتغير

أكد فضيلة المفتي أن الدولة المصرية بقيادتها الحكيمة تتعامل بحسم مع أي محاولات لفرض واقع جديد على الفلسطينيين، مشيدًا بالدور الحيوي الذي تقوم به في الدفاع عن حق الفلسطينيين في العيش على أرضهم بحرية وكرامة. 

وأشار إلى أن هذا الموقف نابع من الثوابت الوطنية والتاريخية لمصر في دعم القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

تكاتف الشعب المصري في دعم فلسطين

وشدد مفتي الجمهورية على أهمية تلاحم كافة مؤسسات الدولة، والهيئات الوطنية، والأحزاب السياسية، ومنظمات المجتمع المدني، وأطياف الشعب المصري، لدعم الموقف الوطني الرافض لتهجير الأشقاء الفلسطينيين.

 كما أكد أن هذا الدعم يعكس مبادئ مصر الراسخة في نصرة المظلومين والحفاظ على حقوق الشعوب، ويعزز دورها القيادي في الدفاع عن قضايا الأمة العربية والإسلامية.

دعاء بالتحرير والاستقرار لفلسطين

وفي ختام تصريحه، دعا فضيلة المفتي الله سبحانه وتعالى أن يحفظ مصر قيادةً وحكومةً وشعبًا من كل مكروه وسوء، وأن يوفقها دائمًا لنصرة الحق وإعلاء راية العدل، كما تمنى لفلسطين التحرير العاجل والأمن والاستقرار.

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية يُشيد بموقف المصريين في رفض التهجير ودعم القضية الفلسطينية
  • كيف أتوب من ذنوبي الكثيرة وقد عاهدت الله مرارا على تركها.. علي جمعة يرد
  • مفتي الجمهورية يثمن الموقف المصري الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني ودعم القضية الفلسطينية
  • مفتي الجمهورية: القرآن الكريم أولى عناية كبرى بما يحقق مصالح الناس
  • مفتي الجمهورية: رسالة سيد المرسلين عامة وخاتمة ومعجزتها القرآن الكريم خالدة باقية
  • مفتي الجمهورية: القرآن أولى عناية كبرى بما يحقق مصالح الناس
  • محافظ بورسعيد يستقبل مفتي الجمهورية ووزيرَ الأوقاف بديوان عام المحافظة
  • مفتي الجمهورية: التقوى أساس الاستقامة والتزام الإنسان في حياته
  • مفتي الجمهورية: التقوى ركيزة أساسية تميز الإنسان وتدفعه إلى الخير
  • مفتي الجمهورية: الصوم سر بين العبد وربه ويسهم في بناء الإنسان