رسالة من الراعي لمناسبة خميس الأسرار.. ماذا فيها؟
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
وجه البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي رسالة إلى الكهنة لمناسبة خميس الأسرار 28 آذار 2024 بعنوان "أحبّهم إلى الغاية" (يو12:1)، جاء فيها:
"في عشائه الفصحي الأخير مع تلاميذه الأثني عشر، قبل آلامه وموته على الصليب في اليوم التّالي، "أحب يسوع خاصّته الذين في العالم، أحبّهم إلى الغاية". من فيض هذا الحب أسّس سرّي القربان والكهنوت، من أجل استمراريّة ذبيحة ذاته لفداء العالم، ووليمة جسده ودمه للحياة الإلهية فينا.
يُسعدني أن أنضمّ إليكم في هذا اليوم المملوء أسراراً، وأنتم متحلّقون حول أساقفتكم، حسّياً أو روحيّاً، في لبنان والنّطاق البطريركي وأبرشيّات الإنتشار، لتجدّدوا مواعيد كهنوتكم والطّاعة لرعاتكم، والأمانة للمسيح "الكاهن الأسمى" الذّي ائتمننا على تقدمة ذاته ذبيحة عنّا وعن البشر أجمعين، واجلسنا الى مائدة وليمة جسده ودمه، قوتاً لنا وللبشرية جمعاء. وهكذا تبنون جسد المسيح السّري مع المؤمنين في أبرشياتكم ورعاياكم.
فيطيب لي ان اهنّئكم، اخواني السادة المطارنة وكهنتكم الأبرشيين والرهبان بعيد تأسيس كهنوتنا، وبنظرة الحبّ الخاصة التي بها دعا المسيح الرب كل واحد منا. ونحن إذ أجبناه بحبّ في يومنا الأول، نجدد اليوم هذا الحبّ خاشعين امام سرّ حضوره في سرّ القربان المقدّس، الذي يسجد امامه المؤمنون والمؤمنات طيلة هذه الليلة المقدسة، ملبّين دعوة يسوع لرسله، ليلة آلامه، قائلاً: "اسهروا وصلّوا، لئلا تدخلوا في تجربة. فالروح راغب ومستعدّ، ولكن الجسد ضعيف" (مر38:14). بهذا الكلام يعلمنا أن ننتصر على تجربة الضعف والتراجع والقنوط بالسهر والصلاة.
كهنوتنا ليس منا، ولا طوع ارادتنا ورغبتنا. بل هو هبة ثمينة مجانية من قلب المسيح الذي يأتمننا عليها، فتصبح مسؤولية ثقيلة لأننا قبلناها بحريتنا وبفعل حبّ. بالكهنوت أقامنا الروح وسطاء حبّ بين الله والشّعب: كوسطاء لدى الشعب نحمل لهم العطايا الالهية، وكوسطاء لدى الله نحمل له صلاة الشعب، ونعوّض بشكل ما عن خطاياهم. هذه الوساطة هي مشاركة في وساطة المسيح الوحيدة والاساسية.
الكاهن كوسيط مشارك مدعو ليعكس وجه المسيح بأُبوّته وقربه من شعبه وبحنانه ومشاعره الإنسانيّة. هذه الأبوّة يطلبنا منا شعبنا. وينتظرها مجسّدة في المسلك وطريقة التعاطي والممارسة والخدمة والكلام والعلاقات. ويطلب الشعب منا ان نكون كهنة صلاة وتفانٍ وجهوزيّة لكلّ خدمة وتأديتها بفرح. لذا يحتاج الكاهن الى نعمة الهية تقدّسه، ليكون أهلاً للوساطة المشاركة لدى الله والشعب، فلا يقيم الاسرار معتمداً فقط على "قوتها بفعل ذاتها"، بل من واجبه ان يتقدس هو بها اولاً لكي يمارس اسرار الكنيسة الخلاصية. الشعب بنتظرنا شهوداً للخلاص الذي نلناه، قبل ان يريدنا معلّمي الكلمة، وخادمي الأسرار، ورعاة مسؤولين لخلاص شعبنا.
اكتب اليكم، يا أحباءنا، لكي اهنئكم تكراراً بعيد ينبوع كهنوتنا راجياً لكم من الله، بشفاعة امنا مريم العذراء ام الكهنة نعمة تقدسنا جميعاً وبها نجدّد مواعيد كهنوتنا".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
محمد بن سعود يزور خميس النقبي في منطقة دفتا
زار سموّ الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، السبت، المواطن خميس محمد الوالي النقبي، في منطقة دفتا برأس الخيمة.
وتبادلا الأحاديث الودية، وعبر النقبي عن شكره لسموّ ولي عهد رأس الخيمة، على زيارته واهتمامه بالمواطنين والاطمئنان عليهم. كما أعربت أسرته، عن بالغ امتنانهم لهذه الزيارة الكريمة.
رافق سموّ ولي عهد رأس الخيمة، الشيخ أحمد بن سعود بن صقر القاسمي، رئيس دائرة الخدمات العامة، والشيخ ارحمة بن سعود بن خالد القاسمي، مدير مكتب سموّ ولي العهد، والشيخ الدكتور محمد بن سعود بن خالد القاسمي، السكرتير الخاص لسموّ ولي العهد. (وام)