شمسان بوست / متابعات:

بعد العقبات التي استجدت في طريق التوصل إلى اتفاق سياسي ينهي الأزمة اليمنية ويؤسس لحل سياسي جامع وفق خريطة الطريق الأممية، التي كشف عنها المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في 23 ديسمبر/كانون الأول الماضي، تبدو السعودية مستمرة بجهودها التي بذلتها خلال الفترة الماضية لطيّ صفحة الأزمة اليمنية وتجاوز العقبات في طريق التوقيع على الاتفاق.



وكانت الهجمات التي شنّها الحوثيون في البحر الأحمر، والتطورات التي أعقبتها، وفي مقدمتها تصنيف الإدارة الأميركية الحوثيين “جماعة إرهابية”، وتشكيل تحالف دولي لحماية طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، قد جمّدت مساعي حل الصراع اليمني في الأشهر الأخيرة.

وبرز الخميس، الماضي، لقاء وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان مع رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، لبحث الجهود القائمة لدعم سير العملية السياسية بين الأطراف اليمنية، ومسار السلام، لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن.

وكشف وزير الدفاع السعودي أنه استعرض مع رئيس الوزراء اليمني التطورات في اليمن، ومساعي استكمال وتنفيذ خريطة الطريق برعاية الأمم المتحدة، مؤكداً موقف المملكة الثابت بدعم الحكومة والشعب اليمنيين، بما يلبي تطلعاتهم ويسهم في تنمية اليمن وازدهاره.

الموقف السعودي جاء مختلفاً عن موقف الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، الذي أعلنه بن مبارك، الاثنين الماضي، حين قال إن خريطة الطريق المعلن عنها من قبل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، والتي سبق أن رحبت بها الحكومة، توقفت بسبب التصعيد الحوثي في البحر الأحمر وتهديد الملاحة الدولية، مشيراً إلى أن توقف خريطة الطريق أدى إلى تراجع أفق الحل السياسي.


خريطة طريق الأزمة اليمنية
وكان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان قد قال، الشهر الماضي، إن بلاده مستعدة للتوقيع على خريطة الطريق، التي أعلنت عنها الأمم المتحدة في ديسمبر الماضي، بشأن الأزمة اليمنية.

وأكد بن فرحان، في تصريحات صحافية، التزام بلاده التام بخريطة الطريق التي وضعتها الأمم المتحدة واستعداد بلاده للتوقيع عليها في أقرب فرصة، نافياً توقف جهود التوصل إلى اتفاق سلام في اليمن والتخلي عن الخريطة بفعل التوترات في البحر الأحمر جراء هجمات الحوثيين على السفن التجارية.

التناقض في المواقف المعلنة يكشف عن وجود عقبات في طريق التوقيع على اتفاق ينهي الحرب في اليمن ويؤسس لحل الأزمة اليمنية، لكن متابعين للشأن اليمني يتوقعون قرب التوقيع على الاتفاق نتيجة حرص الإدارة السعودية على إنهاء الحرب في اليمن بعد تسع سنوات من اندلاعها، وعدم تأثير الأحداث في البحر الأحمر على مسار السلام في اليمن.

حول هذه التطورات، قال الباحث في مركز اليمن والخليج للدراسات عدنان هاشم، لـ”العربي الجديد”، إن السعودية تريد إبقاء جهود إنهاء حرب اليمن قائمة، واعتبار خريطة الطريق الأممية نافذة مهمة لتحقيق هذه الغاية، لكن يبدو أن ضغوطاً أميركية وعدم رغبة إيرانية تضغط على إبقاء مسار السلام متوقفاً، وهو أمر ينعكس على الداخل اليمني، إذ يريد الحوثيون رفع سقف مطالبهم مع ما يعتبرونه تغيّر الديناميكيات الإقليمية والدولية لصالحهم بفعل هجمات البحر الأحمر.

وأضاف هاشم: “الأمر ذاته بالنسبة للحكومة المعترف بها دولياً وحلفائها الذين يأملون بدعم غربي عسكري من أجل ترجيح كفة الحكومة العسكرية، التي تضاءلت خلال العامين اللذين سبقا الهدنة، وبناءً على آمال الأطراف اليمنية، لا يبدو أن الظروف مهيأة للنجاح ما لم يحدث تغيير في المعطيات الحالية”.

وأشار هاشم إلى أن عدم عودة الحرب والهجمات الحوثية العابرة للحدود هي أولوية بالنسبة للسعودية، كما أن من مصلحتها إبعاد شبه الجزيرة العربية عن الاستقطاب في فوضى النظام الدولي”.

ورأى أنه إذا كان هناك اتفاق ورغبة إقليمية ودولية في الوصول إلى خريطة طريق، فإن التوقيع ممكن والوقت مناسب له، وسبق أن تجاوزت السعودية المحظورات الأميركية عندما رغبت بذلك، ومع ذلك، هناك صعوبة بالتكهن بالمسار الحالي للأحداث، متوقعاً أن “الجمود سيستمر حتى انتهاء حرب غزة، بعدها ستتضح معالم الصورة في المنطقة وما نحن قادمون عليه”.

أهداف السعودية في اليمن
من جهته، قال الكاتب وسام محمد، لـ”العربي الجديد”، إن “السعودية تسعى للخروج من المستنقع اليمني، ويبدو أنها حسمت قرارها، وأصبح كل همها توفير شروط الأمان اللازمة لمشاريعها الاقتصادية ضمن خطة 2030”.

وأضاف أن “التطورات الأخيرة في البحر الأحمر تجعل السعودية مغتربة عن الواقع، خصوصاً إذا ما عرفنا أن أبرز دوافع الحوثيين من وراء رفع عنوان نصرة غزة واستهداف السفن، في الأساس كان من أجل تجاوز التسوية والمفاوضات التي ذهبت إليها جماعة الحوثي بدفع من إيران بعد إعادة الأخيرة علاقاتها مع السعودية”.

ورأى محمد “أن الحوثي اليوم سيرفع من سقف شروطه إلى الحد الذي تكون معه التسوية تتجاوز المرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن، وتقوم التسوية أيضا بتسليم حكم اليمن للحوثيين”.

وأعرب عن اعتقاده “أن السعودية ماضية في خياراتها في الخروج من الحرب في اليمن، غير أنها لن تستطيع إنجاز تسوية مع الحوثي، ما سيعيد طرح المسألة على طاولة اليمنيين أنفسهم، ولا يوجد أحد في صفوف القوى المناهضة للحوثيين بإمكانه أن يقبل بمشروع الولاية الذي هو في صميم الأيديولوجيا الحوثية”.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر الأزمة الیمنیة خریطة الطریق فی الیمن

إقرأ أيضاً:

أردوغان: الديمقراطية الليبرالية تمر بمنعطف خطير ويجب إنهاء الأزمة الأوكرانية

تركيا –  صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عقب ترؤسه اجتماع الحكومة، امس الاثنين، إن الديمقراطية الليبرالية دخلت في أزمة خطيرة، مؤكدا على ضرورة إيجاد حل للأزمة الأوكرانية.

وأشار أردوغان خلال خطابه في العاصمة أنقرة، إلى “تحذيره منذ مدة من صعود الحركات اليمينية المتطرفة المناهضة للهجرة والإسلام في الدول الغربية لا سيما في أوروبا”، موضحا أن “صوابية مخاوفه ظهرت في العديد من الانتخابات الأخيرة التي جرت في هذه البلدان”.

وأضاف أن “الحركات اليمينية المتطرفة أصبحت هي اللاعب الحاسم في السياسة في أوروبا، مشيرا إلى أن فشل السياسة المركزية الأوروبية في قراءة روح العصر بشكل صحيح هو أحد الأسباب الرئيسية لذلك، إلى جانب العوامل الاقتصادية”.

وأفاد أردوغان بأن “الديمقراطية الليبرالية التي تمثل الأيديولوجية الأكثر جاذبية في القرن الماضي دخلت في أزمة خطيرة، كما فقدت الديمقراطية الليبرالية، التي كان يُنظر إليها في وقت ما على أنها الدواء الشافي لجميع المشاكل، قوتها وسمعتها ونفوذها السابق”.

وأوضح أن “الانتخابات الأخيرة في ألمانيا أثبتت أن الفراغ الذي نشأ في الديمقراطيات الأوروبية يتم ملؤه من قبل اليمينيين المتطرفين”.

وقال أردوغان: “بالطبع يتعين علينا أن نضيف إلى هذا الأمر، الموقف المتردد الذي اتخذه الغرب تجاه الإبادة الجماعية التي استمرت 471 يوما في غزة، كما أن المنظمات والقادة الغربيين الذين شاهدوا مذبحة راح ضحيتها أكثر من 61 ألف مدني أغلبهم من الأطفال والنساء بغزة فشلوا في الاختبار الإنساني”.

وأردف: “اتضح مجددا أن القيم الغربية، التي تم اعتبارها نموذجا يحتذى به للعالم على مدى سنوات، ليس لها هدف مشترك لتحقيق منفعة للبشرية. ليس من الممكن استعادة السمعة والثقة المفقودة في وقت قصير”.

كما أوضح أن “بلاده تتابع التطورات عن كثب للتأكد من أن الواقع اليميني المتطرف لا يشكل تهديدا للأتراك والمسلمين الأوروبيين”.

وأكد أن “تركيا هي الوحيدة القادرة على إنقاذ الاتحاد الأوروبي من المأزق الذي وقع فيه بدءا من الاقتصاد والدفاع وصولا إلى السياسة والسمعة الدولية، مضيفا: “عضوية تركيا الكاملة في الاتحاد هي القادرة على الإنقاذ”.

واستطرد: “تركيا، وعضويتها الكاملة، هي التي ستمنح الحياة لأوروبا، التي يعاني اقتصادها وبنيتها الديموغرافية من الشيخوخة السريعة.. كلما أسرع الاتحاد الأوروبي في مواجهة هذه الحقائق، كان ذلك أفضل له. ونحن نرغب في المضي قدما في مسار عضويتنا، كما كان الحال دائما، من خلال نهج بنّاء يقوم على المنفعة والاحترام المتبادلين”.

وفيما يخص الأزمة الأوكرانية، قال أردوغان إن “بلاده سعت منذ اليوم الأول إلى إحلال السلام، متخذة شعارها لا غالب في الحرب ولا مغلوب في السلام”. كما رحب أردوغان من حيث المبدأ بإرادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الأزمة عبر المفاوضات.

وأكد أردوغان أن “نهج إنهاء الأزمة على طاولة المفاوضات يتطابق أيضا مع السياسة التي تنتهجها تركيا منذ 4 سنوات، ومع ذلك لا ينبغي تجاهل الحقيقة التالية هنا، لا يمكن فتح الطريق إلى سلام عادل ودائم إلا بمعادلة يتم فيها تمثيل جميع الأطراف المعنية”، مشيرا إلى “استعداد تركيا لاستضافة محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا وتقديم كل أشكال الدعم لتحقيق السلام الدائم”.

وأضاف الرئيس التركي: “نريد أن تنتهي الأزمة الأوكرانية التي أودت بحياة مئات الآلاف، ودفع البلدان أثمانا باهظة”.

وأجرى الرئيس رجب طيب أردوغان يوم الاثنين محادثات مطولة مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بالعاصمة أنقرة.

وأفادت الرئاسة التركية بأن الرئيس رجب طيب أردوغان استقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والوفد المرافق له في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، كما اجتمع لافروف، مع نظيره التركي هاكان فيدان، وبحثا عددا من القضايا، بينها التسوية في أوكرانيا والأوضاع في الشرق الأوسط.

 

المصدر: RT + “الأناضول”

مقالات مشابهة

  • “البحر الأحمر الدولية” توفر وقود الطيران المستدام لأول مرة في السعودية
  • وصول الطائرة الإغاثية السعودية الـ 57 لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة
  • قائد أيزنهاور: صواريخ اليمن غير مسبوقة.. لم نشهد مثلها من قبل
  • قائد “أيزنهاور”.. صواريخ اليمن لم نرى مثلها من قبل
  • قائد أيزنهاور.. صواريخ اليمن لم نرى مثلها من قبل
  • مدرب ليفربول يقدم لصلاح خريطة الطريق نحو الكرة الذهبية
  • مركبات الغاز في اليمن... قنابل موقوتة على الطريق
  • أردوغان: الديمقراطية الليبرالية تمر بمنعطف خطير ويجب إنهاء الأزمة الأوكرانية
  • كابوس تطوُّر القدرات اليمنية يطاردُ قادة الجيش الأمريكي بعد هزيمة البحر الأحمر
  • محافظ أسوان يُشدد على سرعة إنهاء مشروع الطريق الدائري بلانة بنصر النوبة