في قلب مصر، على بعد رحلة قصيرة من القاهرة، تقع منطقة تونة الجبل، بوابة عبور عبر الزمن إلى عالم غني بالتاريخ والأسرار، هنا بين رمال الصحراء، تُخفي الجبال كنوزًا من حضارات عريقة تُروي حكايات شعوب قديمة.

تُعد منطقة تونة الجبل موطنًا لمعبد تحت، إله العصر المتأخر، والذي ازدهر خلال العصر البطلمي واستمر عهده خلال العصر الروماني، وبعيدًا عن المعابد المألوفة فوق سطح الأرض، تُخفي تونة الجبل سرًا فريدًا: نظام غامض من الصالات تحت الأرض، حيث تم دفن العديد من الحيوانات المختلفة.

تم استخدام هذه المنطقة المقدسة كحديقة حيوان مقدسة لتربية الحيوانات، خاصةً طائر الأيبس، المعروف حاليًا باسم بابوقردان، وهو الطائر المقدس للإله "تحت" وبالإضافة إلى ذلك، يُعتقد بوجود معبد آخر لم يتم اكتشافه بعد يقع على حافة الجبل غربًا، مُطلًا على موقع تونة الجبل بأكمله.

تضم تونة الجبل أيضًا مقبرة ضخمة في المنطقة الجنوبية، حيث تتواجد معابد على هيئة مقابر بنيت من الأحجار المحلية، ومنازل على هيئة مقابر بنيت من قوالب الطمي، وتم حفر أعمدة المقبرة لزيادة مساحة الدفن، كما تم إنشاء صور لفصل المقبرة عن منطقة المعبد المقدس وساقيته من الناحية الغربية.

يُمكنك التجول في شارعين متسعين في القطاع الشمالي، يتخللهما العديد من الطرق الضيقة، متجهين مباشرة من وادي النيل إلى المنطقة المقدسة للإله تحت والصالات الموجوده بالأسفل.

يقع القطاع الجنوبي، الذي يُعرف باسم مقبرة الكاهن بيتوسيرس، جنوب طريق دائري يقودنا إلى معبد الساقية. وقد أثبتت الدراسات الأخيرة أن 10% فقط من المقبرة تم اكتشافها حتى الآن، بينما لا تزال مساحة تبلغ 400 إلى 500 متر مربع لم يتم التنقيب عنها.

تُعد تونة الجبل رحلة مثيرة عبر الزمن، رحلة تُحيك خيوطها من أسرار حضارات عريقة، رحلة تُعيد إحياء حكايات شعب عاش على هذه الأرض منذ آلاف السنين.

المصدر: البوابة نيوز

إقرأ أيضاً:

المجدد علي عزت بيجوفيتش

علي عزت بيجوفيتش ليس مجرد سياسي قاد البوسنة نحو الاستقلال، بل هو فيلسوف ومفكر إسلامي حاول أن يجد جسراً بين التراث الإسلامي والحداثة الغربية.

عُرف بكتاباته العميقة، مثل “الإسلام بين الشرق والغرب” و”البيان الإسلامي”، التي تناقش إمكانية بناء حضارة إسلامية معاصرة دون انغلاق أو قطيعة مع العصر. أحد أبرز أقواله المثيرة للجدل هو: المسلمون لا يؤمنون بقداسة القرآن كمنهج بل بقداسته كشيء”

وُلد بيجوفيتش في البوسنة ، وعايش تحولات القرن العشرين من الحرب العالمية الثانية إلى سقوط يوغوسلافيا. سُجن مرتين بسبب دفاعه عن الهوية الإسلامية في ظل النظام الشيوعي، مما عمق إيمانه بضرورة الجمع بين الفكر والممارسة. لم يكن بوقوفتش مفكراً منعزلاً، بل رأى أن الفكر الإسلامي يجب أن يتحول إلى مشروع حضاري قادر على مواجهة تحديات العصر، وهو ما حاول تطبيقه كرئيس بعد الاستقلال.

المنهج القرآني في فكر بيجوفيتش: نحو حضارة إسلامية معاصرة

يرى بيجوفيتش أن القرآن يقدم مبادئ كلية(كالتوحيد، العدل، الشورى، المساواة) قابلة للتطبيق في كل زمان، لكن تطبيقها يحتاج إلى اجتهاد عقلي يتناسب مع ظروف العصر. هنا يلتقي مع مفكرين إصلاحيين مثل محمد إقبال، الذين دعوا إلى إحياء “الحركة الاجتهادية” لتحويل النص إلى مشروع نهضوي.

في كتابه “الإسلام بين الشرق والغرب”، يُقارن بيجوفيتش بين الرؤية الإسلامية والرؤيتين المادية (الغربية) والروحية (المسيحية)، مؤكداً أن الإسلام يجمع بين “الروح والمادة”، وبالتالي يجب أن يُنتج حضارةً متوازنة. لكن هذا لا يحدث لأن المسلمين توقفوا عن قراءة القرآن كـمنهج تفكير،

نقد بيجوفيتش الجمود الفكري بين التقديس والتجديد

لم يكن انتقاد بيجوفيتش للمسلمين سلبياً، بل كان دعوة للصحوة، فهو يرى أن الجمود في فهم القرآن أدى إلى تهميش دور الإسلام في تشكيل الحضارة الإنسانية، بينما التاريخ الإسلامي المبكر شهد ازدهاراً عندما تعامل المسلمون مع القرآن كمرشدٍ للعقل والعمل.

في “البيان الإسلامي”، يطرح بيجوفيتش رؤيةً لإقامة نظام سياسي إسلامي حديث، يقوم على مبادئ الشورى وحقوق الإنسان، مستلهماً القرآن كمصدر للإلهام وليس كنصوص جامدة.

هنا، يظهر الفرق بين التمسك بالشكل دون المضمون والتقديس الفعال (استخراج القيم وتطويرها).

كانت رؤية بيجوفيتش الى الاسلام انه رسالة إلى المستقبل، فعلي عزت بيجوفيتش لم يكن مجرد فيلسوف، بل كان صاحب مشروع أراد إثبات أن الإسلام يمكن أن يكون أساساً لدولة عادلة وحديثة. قولته عن القرآن تُلخص أزمة العالم الإسلامي ، الانشغال بالمظهر على حساب الجوهر. إن دعوته إلى تحويل القرآن من “شيء مُقدس” إلى “منهج مقدس” هي إعادة تعريف للتدين نفسه : ليس طقوساً فحسب، بل فعلٌ أخلاقي وحضاري.

عندما حوصرت سراييفو، كانت الحرب الخيار الأصعب لفلسفته، لم يتحول بيجوفيتش إلى خطاب الكراهية، بل ظل يؤكد أن الحرب “ليست صراعاً بين الإسلام والمسيحية، بل بين الحضارة والهمجية”. هنا، تجلت قدرته على تحويل المأساة إلى فرصةٍ لتعريف العالم بقضية الإسلام الوسطي، مستخدماً المنصات الدولية لتوضيح أن المسلمين البوسنيين “يدافعون عن حق أوروبا في التنوع، لا عن تعصب ديني”. لقد حوَّل المعاناة إلى رسالةٍ عالمية: الإسلام ليس عدواً لأوروبا، بل جزءٌ من نسيجها الإنساني.

اليوم، وفي ظل تحديات العولمة والهويات المتنازعة، تظل أفكار بيجوفيتش منارةً لكل من يبحث عن إسلام يجمع بين الأصالة والابتكار، بين الإيمان وإنجازات العصر.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

مقالات مشابهة

  • سبايس إكس تستعد لإطلاق أول رحلة مأهولة فوق قطبي الأرض
  • في رحلة تجريبية.. تحطم اول صاروخ مداري يطلق من اوربا
  • إسرائيل توسع شبكة طرق في أكبر مستوطنات الضفة
  • بعيداً عن تهويل صفحات فيسبوك.. صحف يونانية تكشف تفاصيل حادثة سير أوناحي
  • الأرصاد: سقوط أمطار على الجبل الأخضر وفي المناطق من رأس جدير لمصراتة
  • المجدد علي عزت بيجوفيتش
  • “برج الساعة” يحتضن أكبر صالون حلاقة عالمي لخدمة ضيوف الرحمن
  • "رجل الظل".. تحقيق استقصائي يكشف عن أكبر شبكة مالية حوثية إيرانية في المنطقة (فيديو)
  • العلامة ياسين: المطلوب مواقف سيادية وليس جبانة
  • نشوى مصطفى: نزلت قبر زوجي ونمت مكانه علشان أشوف هيحس بإيه