تونة الجبل أكبر جبانة يونانية رومانية عرفتها مصر
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
في قلب مصر، على بعد رحلة قصيرة من القاهرة، تقع منطقة تونة الجبل، بوابة عبور عبر الزمن إلى عالم غني بالتاريخ والأسرار، هنا بين رمال الصحراء، تُخفي الجبال كنوزًا من حضارات عريقة تُروي حكايات شعوب قديمة.
تُعد منطقة تونة الجبل موطنًا لمعبد تحت، إله العصر المتأخر، والذي ازدهر خلال العصر البطلمي واستمر عهده خلال العصر الروماني، وبعيدًا عن المعابد المألوفة فوق سطح الأرض، تُخفي تونة الجبل سرًا فريدًا: نظام غامض من الصالات تحت الأرض، حيث تم دفن العديد من الحيوانات المختلفة.
تم استخدام هذه المنطقة المقدسة كحديقة حيوان مقدسة لتربية الحيوانات، خاصةً طائر الأيبس، المعروف حاليًا باسم بابوقردان، وهو الطائر المقدس للإله "تحت" وبالإضافة إلى ذلك، يُعتقد بوجود معبد آخر لم يتم اكتشافه بعد يقع على حافة الجبل غربًا، مُطلًا على موقع تونة الجبل بأكمله.
تضم تونة الجبل أيضًا مقبرة ضخمة في المنطقة الجنوبية، حيث تتواجد معابد على هيئة مقابر بنيت من الأحجار المحلية، ومنازل على هيئة مقابر بنيت من قوالب الطمي، وتم حفر أعمدة المقبرة لزيادة مساحة الدفن، كما تم إنشاء صور لفصل المقبرة عن منطقة المعبد المقدس وساقيته من الناحية الغربية.
يُمكنك التجول في شارعين متسعين في القطاع الشمالي، يتخللهما العديد من الطرق الضيقة، متجهين مباشرة من وادي النيل إلى المنطقة المقدسة للإله تحت والصالات الموجوده بالأسفل.
يقع القطاع الجنوبي، الذي يُعرف باسم مقبرة الكاهن بيتوسيرس، جنوب طريق دائري يقودنا إلى معبد الساقية. وقد أثبتت الدراسات الأخيرة أن 10% فقط من المقبرة تم اكتشافها حتى الآن، بينما لا تزال مساحة تبلغ 400 إلى 500 متر مربع لم يتم التنقيب عنها.
تُعد تونة الجبل رحلة مثيرة عبر الزمن، رحلة تُحيك خيوطها من أسرار حضارات عريقة، رحلة تُعيد إحياء حكايات شعب عاش على هذه الأرض منذ آلاف السنين.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
كشف أثري في الإمارات يعود إلى العصر الحديدي قبل 3 آلاف عام
أعلنت السلطات الإماراتية اليوم الاثنين عن كشف أثري في منطقة العين يعود إلى العصر الحديدي قبل 3,000 عام، ويرجح أنها تضم أكثر من مئة مدفن مع مجموعة غنية من المقتنيات الجنائزية، ما يكشف فصلاً غير معروف من تراث الدولة الغني.
كشف أثري في الإماراتوجاء الإعلان عن الكشف الأثري في الإمارات، بحسب البيان الصادر عن دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي وهو أول كشف لمدافن تعود إلى العصر الحديدي في منطقة العين، والتي اكتشفت من خلال متابعة المشاريع التطويرية في المنطقة، بالتعاون مع الحرس الوطني في تحديث السياج الحدودي مع سلطنة عمان.
وفي هذا السياق، قال مدير إدارة البيئة التاريخية في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي جابر صالح المري،: "يُسهم هذا الاكتشاف في تغيير فهمنا لتاريخ الإمارات، لطالما كانت تقاليد الدفن في العصر الحديدي لغزاً بالنسبة إلينا، والآن، باتت بين أيدينا أدلة ملموسة من شأنها أن تُتيح الفرصة لاستكشاف والتعرُّف على حياة وعادات الأشخاص الذين عاشوا هنا منذ 3,000 عام. وتدعم هذه الأدلة جهودنا للحفاظ على تراث أبوظبي وتعزيزه وحمايته، وضمان استمراره للأجيال المقبلة".
وتعرَّضت المدافن المكتشَفة لعمليات نهب في عصور قديمة، ما أدّى إلى العثور على الرفات في حالة هشة، ولضمان التعامل معها بأقصى درجات العناية والاحترام، شارك فريق متخصِّص في دراسة العظام البشرية في عمليات التنقيب والحفظ.
وستكشف التحاليل المخبرية معلوماتٍ تتعلَّق بالعمر والجنس والصحة، ويُتوقَّع أن تسلِّط تحاليل الحمض النووي الضوء على العلاقات الأسريَّة وحركات الهجرة في ذلك الوقت.
وتشير بعض قطع المجوهرات الذهبية الصغيرة التي نجت من السرقة في العصور القديمة إلى نوعية المقتنيات الجنائزية المدفونة، وهي تشمل عناصر مزخرفة وغنية، تشكِّل جزءاً من الزوادة الجنائزية، وهي تُظهِر حِرفية عالية الجودة في مجموعة متنوّعة من المقتنيات تشمل الفخار والحجر الناعم المنحوت والأعمال المعدنية.
أدّى العصر الحديدي دوراً محورياً في تشكيل البيئة الحضرية لواحة العين.
ومنذ نحو 3,000 عام، أسهم ابتكار نظام الفلج – نوعٌ من القنوات المائية الجوفية – في استمرارية الاستيطان والتوسُّع الزراعي، ما أنتج مشهداً مميّزاً لواحات العين.
واكتشف خبراء الآثار في منطقة العين، الذين يعملون فيها لأكثر من 65 عاماً، مجموعة من القرى والحصون والمعابد والأفلاج وبساتين النخيل القديمة التي تعود إلى العصر الحديدي. لكن موقع مدافن ذلك العصر وعادات الدفن المتعلقة به بقيت غير معروفة حتى وقت قريب.