ملتقى الظهر بالجامع الأزهر: السلبية كانت سببا في إصابة بني إسرائيل باللعنة
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
عقد الجامع الأزهر، اليوم الاثنين، فعاليات ملتقى الظهر بعنوان: "الإيجابية"، بمشاركة الدكتور مصطفى شيشي، الباحث بالجامع الأزهر الشريف، وفضيلة الشيخ علي السيد، الواعظ بمجمع البحوث الإسلامية.
قال الدكتور مصطفى شيشي إن الله تبارك وتعالى خلق الإنسان وأسكنه الأرض لأجل الاستخلاف فيها مصداقا لقوله تعالى: "إني جاعل في الأرض خليفة"، والاستخلاف لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كان الإنسان إيجابيا تجاه دينه ومجتمعه، موضحا أن الإيجابية كانت سببا في خيرية هذه الأمة مصداقا لقوله تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله"، ولذلك أكد النبي صلى الله عليه وسلم على مسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان".
وأضاف الباحث بالجامع الأزهر أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لنا أن من الأسباب الرئيسة في اللعنة التي أصابت بني اسرائيل سلبيتهم المتمثلة في عدم أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: «إن أول ما دخل النقصُ على بني إسرائيل أنه كان الرجل يَلْقَى الرجل، فيقول: يا هذا، اتق الله ودع ما تصنعُ فإنه لا يَحِلُّ لك، ثم يَلْقَاهُ من الغَدِ وهو على حاله، فلا يمنعه ذلك أن يكون أَكِيلَهُ وشَرِيبَهُ وقَعِيدَهُ، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض» وقوله تعالى: "لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم".
وأوضح الدكتور مصطفى شيشي أن مقياس الخيرية للإنسان ليس بحجم العمل الذي يقدمه فلا يشترط أن يكون العمل عظيما حتى يكون إيجابيا وإنما مقياس الخيرية أن يقدم الإنسان أي عمل حتى وإن كان صغيرا لكنه يبذل فيه الجهد والطاعة ولذلك نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشجع الأعمال الصغيرة ويثيب عليها، ومثال على ذلك تلك المرأة التي كانت تقم المسجد- أي تنظف المسجد- افتقدها النبي صلى الله ذات يوم فسال عنها فاخبروه أنها توفيت فغضب النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم لم يخبروه بوفاتها وذهب لزيارة قبرها بل وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم عليها بعدما دفنت، موضحا أن خيرية الإيجابية أيضا لا تقاس بمدى استفادة الناس من العمل الذي تقدمه فحتى لو غلب على ظن الإنسان أنه لن يستفيد أحد من هذا العمل فعليه ألا يمتنع عن أدائه والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن قامتِ الساعةُ وفي يدِ أحدِكم فسيلةً، فإن استطاعَ أن لا تقومَ حتى يغرِسَها فليغرِسْها".
ومن جانبه، بين الشيخ علي السيد أن الإيجابية أصل عظيم من أصول الإسلام، وميزة ميز الله بها المسلم، لأن الإسلام قام علي الجد والإجتهاد والفاعلية والإيجابية فمنذ أن خاطب الله نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله "يا أيها المدثر قم فأنذر" إلي قوله "ولربك فاصبر" قام النبي صلى الله عليه وسلم وجاهد في تبليغ رسالة ربه فلم يهدأ له جسد حتي بلغها للعالمين ونحن علي ذلك من الشاهدين، مضيفا أن الإيجابية خلق من الأخلاق التي دعا إليها الإسلام وحث علي التحلي به بل وبين أنها صفة من صفات المؤمنين، مصداقا لقوله تعالى: "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض".
واختتم الواعظ بمجمع البحوث الإسلامية بأن المتأمل في القرآن الكريم يجد أن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم كانوا يجدون ويجتهدون في الدعوة إلي الله تعالي بهمة عالية وإيجابية ملموسة، ويقفون بجوار المحتاج والفقير، ومن أمثلة ذلك قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الفتاتين، مضيفا أنه ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم عضوا فعالا في المجتمع فهو الذي رعى الأغنام وشارك في بناء الكعبة المشرفة وشارك في حرب الفجار وشارك في حلف الفضول ولما هاجر شارك الصحابة في بناء المسجد النبوي وفي حفر الخندق وإلي غير ذلك.
ويواصل الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: (١٣٠ مقرأة- ٥٢ ملتقى بعد الظهر- ٢٦ ملتقى بعد العصر- صلاة التراويح بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث الإسلامية ٢٠ ركعة يوميا بالقراءات العشر- ٣٠ درسًا مع التراويح- صلاة التهجد بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث في العشر الأواخر- تنظيم ٧ احتفالات متعلقة بمناسبات الشهر الكريم- ٥٠٠٠ وجبة إفطار يوميًّا للطلاب الوافدين، لتصل الوجبات لـ ١٥٠ ألف وجبة طوال الشهر الكريم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: ملتقى الظهر بالجامع الأزهر الكعبة المشرفة مجمع البحوث الاسلامية بني اسرائيل خلق الإنسان النبي صلي الله عليه وسلم القراءات العشر النبی صلى الله علیه وسلم بالجامع الأزهر
إقرأ أيضاً:
صحابيات في عهد النبي| أكرم الناس أصهارا للرسول.. تعرف عليها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
متابعة للحديث عن الصحابيات اللاتي عشن في عهد رسول الله نختار اليوم أكرمهن صهرًا وأعزهن قدر وأيضا ممن بشرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة “أم الفضل”.
أولا: مكانتهاعرفت بأنها أكرم الناس أصهارًا وأنها من نساء الجنه.كما أنها من عليه قومها فضلا عن أنها تجلت حكمتها وحبها للحق وإيمانها عندما ضربت أبي لهب في العمود فشقته كاد بعدها أن يهلك دفاعا عن الرسول صلى الله عليه وسلم بعدما ضربه.
نسبهايقول فيه الإمام الذهبي إنها ابنة الحارث بن حزن بن بجير الهلالية الحرة وزوجه للعباس بن “عم النبي صلى الله عليه وسلم ”وأمها هند بنت عوف بن الحارث ويعد أبو بكر الصديق زوجة “أختها أسماء بنت عميس ”
أولادها
تزوجت من العباس رضي الله عنه وأنجبت منه أبناءها الستة رجال منهم "عبد الله ومعبد وعبيد الله وعبد الرحمن وبنتها أم حبيب.
إسلامهاقيل في اسلامها انها لم يسبقها في الإسلام سوى السيدة “خديجة رضي الله عنها وأرضاها ” وذلك طبقا لما جاء بصحيح البخاري حينما أشار في كتابه أنها من المسلمات الأوائل ودلل على ذلك بقول عبد الله بن العباس ابنها حين قال "أنا وأمي من المستضعفين من النساء والوالدان وذلك ما وضحه الإمام الذهبي إذ أشار إليها بأنها من عليه القوم.
كرامتهاقال "رسول الله صلى الله عليه وسلم لعباس عن كرامتها "لعل الله أن يقر أعينكم "ذلك عندما كانت حبلى بابنها عبد الله فكان النبي محاصرًا بشعيب بن هاشم فجاءه العباس رضي الله عنه وقال يا محمد اوي أم الفضل قد اشتملت على الحمل فقال رسول الله لعل الله أقر عينكم.
مكانتهاكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتردد على زيارتها فأخبرته بأنها حلمت كأن عضو من أعضائه في بينها فقال لها" رسول الله صلى الله عليه وسلم" “خيرا رأيت وعنها ولدت” فاطمة رضي الله عنها" غلاما فارضعته أم الفضل إذ كان شبيه بالنبي صلى وهو الحسين رضي الله عنها فتجلى ذلك في كرامتها وبلوغ مكانتها عند سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إذ استبشرت بمولد الحسين رضي الله عنه وأرضاه، كأول أحفاد الرسول صلى الله عليه وسلم.
وفاتهاتوفيت في عهد عثمان بن عفان في ٦٥٠ م.