وزير الديوان: الأعمال الإستراتيجية للأكاديمية السلطانية تُجسّد الرؤية السامية للاهتمام بالمجتمعات القيادية
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
◄ استعراض مبادرات الأكاديمية الموجّهة إلى المجتمعات القيادية والإدارية
◄ مناقشة موعد إطلاق برنامج "مستقبل العمل في الحكومة"
مسقط- الرؤية
عقد مجلس أمناء الأكاديمية السُلطانية للإدارة اجتماعه الثالث برئاسة معالي السيد خالد بن هلال البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني رئيس المجلس؛ حيث رحّب معاليه في بداية الاجتماع بأعضاء المجلس، وأشاد باحتفاء الأكاديمية بالذكرى السنوية الأولى للزيارة السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله- للأكاديمية الذي تضمّن الكشف عن الخطة الإستراتيجية لبرامج عام 2024، إضافة إلى تدشين الطابع البريدي الذي يرمز إلى سعي الأكاديمية لتكون منارة علمية رائدة في القيادة والإدارة التنفيذية الحديثة، بالتكامل مع مختلف القطاعات، كما أشاد معاليه في بداية الاجتماع بالجهود المبذولة من فرق العمل والقائمين على تنفيذ برامج ومبادرات الأكاديمية.
وقال معالي السيد إن الأعمال الإستراتيجية للأكاديمية لعام 2024 التي أُعلِن عنها مؤخرًا تُجسّد الرؤية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظّم- حفظه الله ورعاه- بأهمية تطوير رأس المال البشري من أجل السعي إلى جعل سلطنة عُمان في مصاف الدول المتقدمة، موضحًا معاليه بأن فلسفة عمل الأكاديمية ترتكز على التوجيهات السامية بالاهتمام بالمجتمعات القيادية عبر برامج وحوارات ممنهجة؛ تُعزز من التواصل والتكامل، وتُسهم في إعداد محتوى فكري يُعزز من جاهزية سلطنة عمان للمستقبل.
وناقش الاجتماع ما تم إنجازه في خطط الأكاديمية وبرامجها خلال الفترة الماضية، من أبرزها البرامج القيادية، وبرامج اللامركزية في المحافظات (برنامج المحافظين، وبرنامج الولاة)؛ حيث نجحت الأكاديمية في تعزيز الثقة ببرامجها، واستقبلت طلبات برامج من جهات عديدة. واستعرض الاجتماع الأعمال الإستراتيجية المُعلن عنها لعام 2024، وكذلك المبادرات المُزمع إطلاقها خلال الفترة القادمة، والتي تواصل بها الأكاديمية جهودها لتحقيق الأولويات التي تهدف إلى تطوير القيادات الوطنية بمختلف مستوياتها، ورفد القطاعين العام والخاص بالقيادات المُمَكّنة والكفاءات المؤهلة.
واستعرض الاجتماع مبادرات الأكاديمية الموجّهة إلى المجتمعات القيادية والإدارية المتمثلة في القطاع الحكومي، وقطاع الأعمال، والإدارة المحلية، والقيادات المستقبلية؛ حيث تضمنت خطة الأكاديمية لعام 2024 شريحة جديدة هي "القيادات المستقبلية"؛ تأكيدًا على أن الأكاديمية تحتضن جميع المجتمعات القيادية المرتبطة بتطوير رأس المال البشري في مختلف القطاعات وفق منظور شامل يلبي الاحتياجات الحالية ويراعي الطموحات الوطنية المستقبلية.
وتطرق الاجتماع كذلك إلى برنامج "مستقبل العمل في الحكومة" وموعد إطلاقه؛ حيث يسعى البرنامج- الذي يستهدف مديري العموم في القطاع الحكومي بدول مجلس التعاون الخليجي- إلى تزويد القيادات الحكومية بالمعارف والمهارات والمفاهيم والأدوات اللازمة لتحويل الرؤى والإستراتيجيات إلى واقع ملموس.
وأكد الاجتماع أهمية "مبادرات الجاهزية للمستقبل" للأكاديمية التي تتضمن ملتقيات وحوارات حول التوجهات المستقبلية التي تهدف إلى تمكين القيادات من التعمق في فهم التطورات والاتجاهات الناشئة التي ترسم ملامح مستقبل الدول، وتعزيز جاهزية القيادات للتعامل مع التطورات المستقبلية واغتنام الفرص الناتجة منها، وكذلك الاستفادة من التجارب والمبادرات التي أحدثت تأثيرًا إيجابيًا على الاقتصاديات العالمية؛ حيث تشتمل مبادرات الجاهزية للمستقبل على موضوعات مستقبل الحكومات والاقتصاد ومؤسسات التعليم العالي، وتستهدف قيادات القطاعين العام والخاص والشركاء في الجهات المعنية بالقطاعات المختلفة.
يُشار إلى أن مجلس أمناء الأكاديمية السلطانية للإدارة التي تتشرف بالرعاية الفخرية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- يرأسه معالي السيد خالد بن هلال البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني، وعضوية معالي الدكتور سعيد بن محمد الصقري وزير الاقتصاد (نائبًا للرئيس)، ومعالي الدكتور محاد بن سعيد باعوين وزير العمل، والشيخ وليد بن خميس الحشار الرئيس التنفيذي لبنك مسقط، وخولة بنت حمود الحارثية الرئيسة التنفيذية لمؤسسة إنجاز عُمان، والدكتور حاتم بن بخيت الشنفري عضو هيئة التدريس بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الرؤيةُ الاستراتيجيةُ لأنصار الله.. الهُوية والمقاومة
فاطمة السراجي
تعد قيادة أنصار الله، وعلى رأسها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، عنصرًا محوريًّا في التحولات السياسية والأمنية التي تشهدها اليمن، خَاصَّة في ظل الصراع المُستمرّ منذ عام 2014.
وتقدم الرؤية الاستراتيجية لأنصار الله نموذجًا يتجاوز الأبعاد السياسية التقليدية؛ مما يمكّنهم من تعزيز قضيتهم، والدفاع عن السيادة الوطنية.
تأسَّست حركةُ أنصار الله في بداية التسعينيات كأحد الحركات الدينية والاجتماعية، ولكن سرعان ما تطورت إلى حركة سياسية تأخُذُ على عاتقها مقاومةَ التدخلات الخارجية والفساد الداخلي.
وفي خضم الصراع المسلح، تعززت هذه الرؤية لتجعل من “أنصار الله” محورًا رئيسيًّا في الصراع ضد العدوان.
تركز الرؤية الاستراتيجية لـ “أنصار الله” على تعزيزِ الهُوية الوطنية والدينية، حَيثُ تتجلَّى في سياستهم للتمسك بالقيم الإسلامية والهُوية اليمينة.
يرى “أنصار الله” أن مواجهة التحديات الخارجية تتطلَّبُ الحفاظ على هذه الهُوية؛ مما يجعل المقاومة جزءًا لا يتجزأ من رؤيتهم؛ فالمقاومة ليست مُجَـرّد خيار عسكري، بل هي تعبير عن الوجود والموقف المشروع ضد الاحتلال والهيمنة.
تفهم حركة أنصار الله القضايا الاجتماعية والاقتصادية كعواملَ مؤثرة في السياق اليمني؛ فتعمل الحركة على تعزيز العدالة الاجتماعية وتقليل الفجوة بين الشرائح الاجتماعية من خلال برامج اجتماعية واقتصادية تهدفُ إلى تطوير الظروف المعيشية للمواطنين.
وهذا الأُسلُـوب يعكس الوعي العميقَ بأن الاستقرار الداخلي هو ركيزةٌ أَسَاسية لمواجهة التحديات الخارجية.
تتميز رؤية أنصار الله أَيْـضًا بالقدرة على بناء تحالفات استراتيجية مع قوىً محلية وإقليمية، بغضِّ النظر عن الاختلافات الأيديولوجية؛ فالحركةُ تسعى إلى توحيدِ صفوف القوى المناهضة للهيمنة الخارجية؛ مما يعكسُ فهمًا عميقًا لمتطلبات المرحلة الحالية. وهذا التحالف لا ينحصر في البُعد العسكري بل يتجاوز إلى الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
تعتبر السيادة الوطنية مفهومًا محوريًّا في رؤية أنصار الله؛ إذ يرَون أن الحفاظَ على استقلالية القرار السياسي والاقتصادي هو السبيل للتغلب على تأثيرات الخارج. تتجلى هذه الرؤية في التصدِّي للتدخلات الأجنبية، والعمل على بناء دولة قوية وقادرة على الدفاع عن حقوقها ومصالحها.
على الرغم من التوجُّـهات العسكريةِ لحركة أنصار الله، تتمتعُ الرؤيةُ السياسية لأنصار الله بالقدرة على استكشاف الحلول السلمية. يتجلى ذلك في التفاعلات مع المبادرات الدولية والعربية؛ مِن أجلِ التوصل إلى تسويات؛ مما يعكس استراتيجيتهم تسعى إلى استثمار أية فرصة للحوار.
تتعدى الرؤية الاستراتيجية لقيادة أنصار الله البُعدَ السياسي التقليدي، حَيثُ تدمج بين الهُوية الوطنية، والمقاومة، والعدالة الاجتماعية، وبناء التحالفات.
وتستند هذه الرؤية على فهم عميق لسياق الصراع اليمني؛ مما يساعد الحركة على تعزيز وجودها واستمرار تأثيرها في الأوضاع الإقليمية والدولية.
وإذَا نجحت هذه الاستراتيجية في تحقيق أهدافها، فقد تسهمُ في إعادة تشكيل المشهد السياسي في اليمن بما يخدم تطلعات الشعب اليمني في السلام والاستقرار.