أيمن رشدي سويد: القرآن العظيم دستور البشرية وترتيب آياته وسوره مدهش
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
يتطرق أستاذ علم التجويد والقراءات القرآنية الدكتور أيمن رشدي سويد في برنامج "الشريعة والحياة في رمضان" إلى بداية نزول القرآن العظيم على محمد -صلى الله عليه وسلم- وتدوينه وحفظه، بالإضافة إلى الحكمة من ترتيب آياته وسوره.
والقرآن العظيم هو كلام الله -عز وجل- أنزله على قلب النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- عن طريق أمين الوحي جبريل عليه السلام، وقال تعالى في سورة الحجر ﴿إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾.
وطالما أن القرآن الكريم هو كلام الله -كما يواصل الدكتور أيمن رشدي- فهو مخالف لكلام البشر من كل النواحي، وهو كلام من جنس كلام العرب، لكنه مخالف لكلامهم، ولذلك قال بعض أئمة اللغة إن الكلام العربي ثلاثة: نثر وشعر وقرآن.
وفور نزول القرآن العظيم بلّغه النبي -صلى الله عليه وسلم- للأمة منطوقا صوتيا ومكتوبا، وليس بعد فترة أو بعد سنين كما يزعم بعض المستشرقين.
وعن ترتيب الآيات والسور والحكمة من ذلك، يؤكد الدكتور أيمن رشدي أن القرآن الكريم هو دستور البشرية، ولذلك لم يترك الله -عز وجل- لعباده كي يرتبوه كما يشاؤون، وقد اتفقت الأمة على أن ترتيب الآيات في السورة الواحدة توقيفي.
وآخر آية نزل بها جبريل عليه السلام على النبي -صلى الله عليه وسلم- جاءت في سورة البقرة ﴿واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون﴾، وقال جبريل -عليه السلام- ضعها على رأس 280 من البقرة.
فالسور والآيات مرتبة من عند الله -عز وجل- لأنه لا يوجد تفسير لهذا الترتيب المدهش، كما أن المسلمين لم يختلفوا في ترتيب الآيات والسور كما يوضح الدكتور أيمن رشدي في حديثه لحلقة (2024/3/25) من برنامج "الشريعة والحياة في رمضان".
ويؤكد أستاذ علم التجويد والقراءات القرآنية أن القرآن الكريم فيه أنوار وأسرار، ويعطي مثالا بقول النبي صلى الله عليه وسلم "إن هناك 30 آية في القرآن تدافع عن صاحبها"، فسورة الملك لا يوجد فيها ما يدل على أنها تدافع عن العبد الذي يداوم على قراءتها يوم يوضع في قبره، وكذلك سورة الواقعة لا يوجد فيها ما يؤكد أن من يداوم على قراءتها لا يصيبه الفقر (الفاقة) كما قال النبي الكريم.
كما أن النبي الكريم لم يفسر معنى الحديث الشريف "إن هذا القرآن أنزل على 7 أحرف شاف كاف.."، كما أن الصحابة الكرام لم يسألوه عنه.
وعن سبب جمع الخليفة أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- القرآن الكريم وليس النبي -صلى الله عليه وسلم- من قام بذلك، يوضح الدكتور أيمن رشدي أن اكتمال نزول القرآن الكريم كان إلى قبيل وفاة النبي الكريم، وقال العلماء إنه لم يفعل ذلك خشية من أن ينزل شيء جديد، مبرزا أنه لما آلت الخلافة لأبي بكر اقترح الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- موضوع جمع القرآن المكتوب.
واختار أبو بكر -رضي الله عنه- زيد بن ثابت لجمع القرآن الكريم، وقال له "إنك شاب عاقل لا نتهمك، وكنت تكتب الوحي لرسول الله".
وجمع زيد كل القرآن الكريم إلا آيتين وجدهما مكتوبتين عند صحابي اسمه خزيمة بن ثابت.
وكتب زيد بن ثابت القرآن الكريم على صحف من جلد الغزال، وبقيت الصحف عند الخليفة أبو بكر رضي الله عنه، ثم انتقلت إلى الخليفة عمر رضي الله عنه، ثم إلى أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب، ثم انتقلت إلى الخليفة عثمان رضي الله عنه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات صلى الله علیه وسلم القرآن العظیم القرآن الکریم رضی الله عنه
إقرأ أيضاً:
من النبي الوحيد الذي يعيش قومه بيننا حتى الآن؟ علي جمعة يكشف عنه
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، أن سيدنا محمد هو النبي الوحيد، بل هو الوحيد من البشر من بقي أهله إلى الآن، يعيشون بيننا، ونعرفهم ويعرفوننا، حتى الذين انتقلوا وسبقونا إلى دار الحق، هذه مراقدهم الطاهرة، تركوا لنا منهاجًا واضحًا نتبعه في هذه الحياة الدنيا.
وقال علي جمعة، في منشور له على فيس بوك: هذا هو الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن رضي الله تعالى عنه وأرضاه، ابن سيدنا علي المكرم، كرم الله وجهه ورضي الله عنه، وابن فاطمة الزهراء عليها السلام -كما يحرص البخاري في صحيحه أن يقول قالت فاطمة عليها السلام- فاطمة البتول، فاطمة بنت رسول الله، وأسوة للبيت الذين أمرنا ربنا - سبحانه وتعالى - أن نحبهم والذين مَنَّ الله عليهم وعلينا أن نعرف مقامهم من الطُّهر والطَّهارة والتَّطهير{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا }، { قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } وهذه هي التي لا يسامح فيها رسول الله.
وأشار علي جمعة، إلى أن حب الله وحب رسوله وحب أهل بيته من أركان الإيمان، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله: (أَحِبّوا الله لما يَغْذوكم بِهِ مِنْ نِعَمِهِ وَأَحِبّوني لِحبّ الله وَأَحِبّوا أَهْلَ بَيْتي لِحُبّي) وهذا هو الحاصل الآن؛ فهذه مصر قد شرفها الله بأكثر من أربعين من أهل البيت الكبار، مراقدهم تزار، نلتمس سننهم، ونلتمس مناهجهم، نلتمس ما تركوه لنا من خير، نلتمس بركتهم، نلتمس الدعاء إلى الله - سبحانه وتعالى - بهم، وأهل البيت الكرام نوروا الديار ظاهرًا وباطنا حتى سميت هذه الديار بمصر المحروسة.
يقول: (كُلُّ سَبَبٍ ونَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ القِيَامَةِ إِلاَّ سَبَبِي ونَسَبِي).
وتابع: علموا أبناءكم حب رسول الله، وعلموا أبناءكم حب أهل البيت لحبكم لرسول الله، يا آل بيت رسول الله حبكم فرض عظيم إله العرش أنزله يكفيكم من جليل القدر أنكم من لم يَصَلِّ عليكم لا صلاة له، هكذا يقول الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
وأوضح أن أهل البيت منحة من منح الله، حباهم الرحمن من النفحات الربانية والمنح الصمدانية ما الله به عليم، فتمسكوا بمحبتهم، وأدوا حقهم، والحمد لله الذي جعلنا خير خلف لخير سلف، نعمر مساجد الله، وبخاصة هذه المنسوبة إلى أولئك الأكابر؛ حتى لا ننسى هذا المعنى الجليل من معجزات النبي الأمين، وحتى لا ننسى هذا المعنى الجميل من سِيَر الصالحين، وحتى لا ننسى معنى البركة، ومعنى الدعاء، ومعنى الذكر.