جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-16@00:52:34 GMT

أيمن السالمي وثقافة الاختلاف

تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT

أيمن السالمي وثقافة الاختلاف

 

زكريا الحسني

 

كلمة للذين يهاجمون الدكتور أيمن السالمي، فأقول لهم حينما اخترع صمويل كولت المسدس، قال "اليوم يتساوى الشجاع والجبان"، وعندما اخترع مارك زوكربرج فيسبوك قال: "اليوم يتساوى الجاهل والعالم".

ينبغي أن نواجه الحجة بالحجة، والبرهان بالبرهان، والفكرة بالفكرة، ليحدث منهج الموضوعية والمنطقية، أما إذا اتجهنا للشخصنة والهجوم على الأشخاص في ذواتهم، فهنا يبدأ انحراف مسار منهج الاختلاف؛ فالاختلاف وارد وسُنة كونية، لكن نناقش ونحاور للمقاربة والتبيان؛ فاختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.

مواقع التواصل الاجتماعي أتاحت للجميع التعبير عن رأيهم، لذلك نرى الغث والسمين، ونرى التنمر بكافة مستوياته وأشكاله جليًا بالظهور واستعراض ما يفقده الإنسان من قيمة ومعنى على شكل هجوم أو استنقاص من الآخرين. يا أيها الإنسان إذا كنت تعاني فهذا لا يعطيك الحق في تصنيف الآخرين كما تشاء عاملوا الناس بما يظهرونه لكم، والله يتولّى مافي صدورهم.

ليس من الذوق ولا من الأعراف ولا الإنسانية التعبير بهذه الألفاظ التي تقع في الحضيض، ولكن كثيرا من الناس استساغوا مواقع التواصل الاجتماعي في التنفيس عن مشاعرهم المضطربة على هيئة انتقاد وآراء.

يقول المولى عز وجل: "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ" (الرعد: 17)، لكن مهما علا هذا الباطل، فإن ما يبقى وينجح دائمًا في النهاية، هو العمل والقول والفعل الحق الذي ينفع الناس، أما ما لا قيمة له فيذهب جفاء.

معظم البشر يرون الآخرون من منطلق أفكارهم ومشاعرهم وتجاربهم، وهذا التصنيف يخلق حالة من الاستنقاص والتقليل من شأن الآخرين.

هذا السلوك لا يتوافق مع المنطق والتفكير الإنساني السليم؛ حيث يجب على الإنسان أن يحكم على الآخرين بناءً على معايير موضوعية وليس انطباعات شخصية قد تكون مشوهة بسبب التجارب الذاتية.

ثقافة الاختلاف معنا أصبحت كالعلاف فإذا اختلفنا مع الآخرين فهذا الاختلاف لا يتيح لنا التعدي على الآخرين واتقوا الله في ذمم الناس ليس بأيدينا توصيفها كما نشاء

بعض الجمهور كالوحش الهائج لا تعلم كيف يتصرف. استذكر تجربة قامت بها ماريَّنا إبراموفيك قامت سنة 1974 بخوض تجربة لتتعرف أكثر على تصرفات البشر إذا منحت لهم حرية القرار بدون شرط.. فقامت بالتجربة التالية قررت أن تقف لمدة 6 ساعات متواصلة بدون حراك وأتاحت للجماهير أن يفعلوا بها ما يريدون.. ووضعت بجانبها طاولة بها العديد من الأدوات منها سكين، ومسدس، والأزهار.. وهكذا.

ببداية الأمر كان رد فعل الجماهير سلمياً فاكتفوا بالوقوف أمامها ومشاهدتها.. ولكن هذا لم يستمر كثيرًا فبعدما تأكد الجماهير أنها لن تقوم بالقيام بأي رد فعل مهما كان تصرفهم تجاهها. أصبحت الجماهير أكثر عدوانية، فقاموا بتمزيق ملابسها، وقام أحدهم بوضع المسدس على رأسها، لكن أحد الأشخاص تدخل وأخذ المسدس منه، وقاموا بنكزها ببطنها بأشواك الأزهار. وتحرش البعض بها. وبعد أن انتهت الـ6 ساعات تحركت مارينا من مكانها بدون اتخاذ أي رد فعل عدواني تجاه الجماهير. وبمجرد أن بدأت بالتحرك، همَّ الجماهير بالفرار.

هذه التجربة أثبتت لمارينا أن البشر الذين نتعامل معهم يوميًا مهما اختلف عرقهم وسنهم وخلفياتهم قادرون على أرتكاب أفعال شنيعة، ولكن إن أتحيت لهم الفرصة فقط.

هذا ما يجبرنا على أن نقر دوما بأن السلطة بحاجة إلى القوة وأن الحرية لا يمكن أن تمنح بصورة مطلقة دون رادع أو قانون ينظمها إن حريتنا الشخصية تقف عند حدود الآخرين أتمنى أن يفهم الإنسان الحرية قبل أن يطالب بها.

يقول المولى عزوجل "ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك" (آل عمران: 159).

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الحبس سنة.. عقوبة تعريض حياة أو سلامة الآخرين للخطر طبقًا للقانون

حدّد قانون العقوبات عقوبة تعريض حياة أو سلامة الآخرين  للخطر ، ويستعرض “صدى البلد” من خلال هذا التقرير عقوبة تعريض حياة أو سلامة الآخرين  للخطر.

عقوبة البلطجة

نصت المادة 375 مكرر من قانون العقوبات على أنه “يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة كل من قام بنفسه أو بواسطة الغير باستعراض القوة أو التلويح بالعنف أو التهديد بأيهما أو استخدامه ضد المجنى عليه أو مع زوجه أو أحد أصوله أو فروعه، وذلك بقصد ترويعه أو التخويف بإلحاق أي أذى مادى أو معنوي به أو الإضرار بممتلكاته أو سلب ماله أو الحصول على منفعة منه أو التأثير فى إرادته لفرض السطوة عليه أو إرغامه على القيام بعمل أو حمله على الامتناع عنه أو لتعطيل تنفيذ القوانين أو التشريعات أو مقاومة السلطات أو منع تنفيذ الأحكام، أو الأوامر أو الإجراءات القضائية واجبة التنفيذ أو تكدير الأمن أو السكينة العامة، متى كان من شأن ذلك الفعل أو التهديد إلقاء الرعب فى نفس المجنى عليه أو تكدير أمنه أو سكينته أو طمأنينته أو تعريض حياته أو سلامته للخطر أو إلحاق الضرر بشىء من ممتلكاته أو مصالحه أو المساس بحريته الشخصية أو شرفه أو اعتباره”.

وطبقا لقانون العقوبات، تكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز 5 سنوات إذا وقع الفعل من شخصين فأكثر، أو باصطحاب حيوان يثير الذعر، أو بحمل أية أسلحة أو عصي أو آلات أو أدوات أو مواد حارقة أو كاوية أو غازية أو مخدرات أو منومة أو أية مواد أخرى ضارة، أو إذا وقع الفعل على أنثى، أو على من لم يبلغ 18 سنة ميلادية كاملة.

بينما تصل العقوبة إلى الإعدام فى قانون العقوبات إذا تقدمت الجريمة المنصوص عليها فى المادة 375 مكررا أو اقترنت أو ارتبطت بها أو تلتها جناية القتل العمد المنصوص عليها فى الفقرة الأولى من المادة (234) من قانون العقوبات. 

وطبقا لـ قانون العقوبات، يقضى فى جميع الأحوال بوضع المحكوم عليه بعقوبة مقيدة للحرية تحت مراقبة الشرطة مدة مساوية لمدة العقوبة المحكوم بها عليه بحيث لا تقل عن سنة ولا تجاوز خمس سنين.

مقالات مشابهة

  • عماد السالمي يُعلق على مباراة المنتخب أمام أستراليا .. فيديو
  • برج السرطان حظك اليوم الجمعة 15 نوفمبر 2024.. «لا تتأثر بآراء الآخرين»
  • حظك اليوم برج الدلو الجمعة 15 نوفمبر.. كن صريحًا واستمتع بالتواصل مع الآخرين
  • طبقا للتعليمات الملكية.. المغرب يعبئ جهازا لوجستيا مهما تضامنا مع الشعب الإسباني
  • 15 مصطلحا مهما عند شراء العقارات.. ما «السكند هوم»؟
  • الصحة: نشر الوعي الصحي وثقافة الإسعافات الأولية والاستجابة للطوارئ لتحقيق المسؤولية المجتمعية
  • احداها بروتوكولية.. سياسي يحدد حجم الاختلاف بين زيارتي السوداني إلى أربيل والسليمانية
  • الحبس سنة.. عقوبة تعريض حياة أو سلامة الآخرين للخطر طبقًا للقانون
  • هل يتعلم الإنسان من أخطائه؟ دراسة تجيب
  • لا يستحق.. تصريح مفاجئ من نجم الزمالك السابق عن زيزو