ملتقى رمضانيات نسائية: الصلح بين المتخاصمين قد يزيد في الأجر عن الصلاة والصيام
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
عقد الجامع الأزهر اليوم الاثنين، فعاليات ملتقى الظهر (رمضانيات نسائية)، برواق الشراقوة، تحت عنوان "الصلح خير"، شارك فيه الدكتور تهاني أبو طالب، أستاذ القانون المدني بجامعة الأزهر، ونجوى شبل، الواعظة بمجمع البحوث الإسلامية، والدكتورة حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر.
قالت الدكتورة تهاني أبو طالب، إن الصلح كاتفاق ينهي أي خلاف؛ لما فيه من تنازل من كل طرف على جزء من حقه ليصل إلى وفاق ووئام مع الطرف الآخر، وهذا في حد ذاته دليل على هدوء النفس وصلاح ذات البين، لهذا كان (الصلح خير) أي أفضل من المشاحنة والمنازعة وانشغال النفس بالخلافات، كما أن الإنسان بدخوله في الصلح يجاهد نفسه وما جُبِلت عليه من حب الاستئثار وعدم الرغبة في التنازل وهو ما عبرت عنه الآية الكريمة بـ (وأحضرت الأنفس الشح).
وأضافت أستاذ القانون المدني بجامعة الأزهر، أنه يحسن الحديث عن الصلح في رمضان لما لهذا الشهر الكريم من فضل وأمل في زيادة الأجر، فهو من الأعمال الصالحة التي قد تزيد في أجرها عن الصلاة والصيام وفقا لقول رسولنا الكريم:" أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلاةِ وَالصَّدَقَةِ ؟ قَالُوا : بَلَى، قَالَ: إصَلاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ".
من جانبها بيّنت الأستاذة نجوى شبل، أن الخلاف سنة كونية قال تعالي:- ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين)، موضحة أن الشقاق والخلاف من أخطر الأسلحة التي يوغر بها الصدور ليتعادوا بعد أخوة وينفصلوا بعد اتحاد، وقد اهتم الإسلام بالاصلاح بين المتخاصمين لأنه لا شيء أحب إلى الله عزوجل من الإصلاح، فالإصلاح عبادة جليلة يحبها الله ورسوله، وبها تتماسك الأمة وتتألف القلوب.
وأوضحت الواعظة بمجمع البحوث الإسلامية، أن المصلح من أحسن القلوب وأقربها إلى الله، وقد ذُكر الإصلاح في القرآن الكريم في أكثر من ثلاثين موضعا على مختلف المستويات الاجتماعية، بداية من الأسرة ونهاية بالمجتمع الكبير، والله سبحانه وتعالى يصلح بين عباده في الآخرة، وقد أصلح النبي صلى الله عليه وسلم بين المسلمين وكذلك فعل الصحابة من بعده، وقال أنس رضي الله عنه:" من أصلح بين اثنين أعطاه الله بكل كلمة عتق رقبة".
وفي ذات السياق بيّنت الدكتورة حياة العيسوي أن الإسلام وإن كان أباح للمظلوم الدعاء على ظالمه ومواجهته بظلمه؛ فقد رغبه في العفو والصلح والدفع بالتي هي أحسن، ورتب على ذلك الخير الكثير والأجر العظيم؛ قال تعالى": وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ"،وقال تعالى:" وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى"، وقال تعالى": ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ".
الجامع الأزهر يواصل خطته العلمية والدعوية لشهر رمضانويواصل الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: (١٣٠ مقرأة- ٥٢ ملتقى بعد الظهر- ٢٦ ملتقى بعد العصر- صلاة التراويح بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث الإسلامية ٢٠ ركعة يوميا بالقراءات العشر- ٣٠ درسًا مع التراويح- صلاة التهجد بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث في العشر الأواخر- تنظيم ٧ احتفالات متعلقة بمناسبات الشهر الكريم- ٥٠٠٠ وجبة إفطار يوميًّا للطلاب الوافدين، لتصل الوجبات لـ ١٥٠ ألف وجبة طوال الشهر الكريم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأزهر الجامع الأزهر رمضانيات نسائية الصلح خير البحوث الإسلامية الدعاء الاجر العظيم شيخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
لعيد البشارة في تلاقي الصوم والصيام معنىّ آخر هذه السنة
ما يُقال عن المعني التوحيدية لعيد بشارة العذراء مريم ليس شعرًا، بل واقع معيوش في لبنان، أقّله مرّة واحدة في السنة. هو يوم كافٍ للتأسيس عليه لمستقبل أفضل يتوق إليه المخلصون، الذين خبروا في حياتهم الشخصية والعامة أهمية ما يجمع بين اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين من قيم إنسانية وقواسم وطنية مشتركة، وهم يعملون في تعاطيهم اليومي على أساس أن ما يجمع بين أبناء الواحد أكثر بكثير مما يفرّق بينهم. والأمثلة كثيرة على ما يقوم به هؤلاء المسؤولون لكي تأتي أفعالهم متطابقة مع ما يؤمنون به، وذلك من خلال عدم التمييز في ما يقدمون عليه من أعمال خير تشمل جميع الذين هم أقّل حظًّا من غيرهم، إلى أي طائفة أو مذهب انتموا، وهم موجودون في كل المناطق، التي تُعتبر محرومة من الخدمات الحكومية، وهي لا تزال تنتظر أن يطالها الانماء المناطقي المتوازن، وهو بند أساسي في اتفاق الطائف لم يُطّبق حتى الآن.
فما توافق عليه اللبنانيون يوم قرروا مجتمعين، وبملء إرادتهم وبوعي وجداني جماعي، أن يكرّسوا عيد البشارة في 25 آذار من كل سنة يومًا وطنيًا، يختصر بمعانيه الروحانية مسيرة عمرها في الزمن الحديث مئة وخمس سنوات، هي مسيرة التعايش بين المسيحيين والمسلمين، على رغم الخلافات الموسمية، التي تنشب بين اللبنانيين من حين إلى آخر، بفعل تأثيرات وعوامل خارجية.
فلبنان هو البلد الوحيد في العالم الذي يعيّد فيه أبناؤه، مسيحيين ومسلمين، هذا العيد – الرمز، الذي له ابعاد وطنية تتخطّى برقّيها أي اعتبارات أخرى. فقدر اللبنانيين أن يعيشوا معًا. ليس لهم بلد آخر يلجأون إليه، وإن هاجروه مضطّرين ومكرهين، يعيشونه حيث هم بكل جوارحهم وأحاسيسهم ووجدانهم.
في هذا العيد يتلاقى جميع اللبنانيين على صِلات تميزّهم عن غيرهم من شعوب الأرض، سواء أكانوا مسلمين أم مسيحيين. ففي الغرب المسيحي قلما يسمع المسيحي آذان المؤذّن، صبحًا وظهرًا ومساء، تدعو إلى الصلاة والفلاح. وكذلك الأمر بالنسبة إلى المسلم في البلاد المسلمة، التي ليس فيها اختلاط أو عيش مشترك، فهو لا يسمع، كما يسمع المسلم اللبناني، أصوات أجراس الكنائس.
مَن مِن اللبنانيين المسيحيين لا يحفظ سورة الفاتحة وآيات كثيرة من القرآن الكريم؟ ومَن مِن اللبنانيين المسلمين لا يعرف أكثر من مثل من أمثال الانجيل. فالقرآن الكريم لدى المسيحيين كتاب مقدّس أنزله الله على رسوله. والإنجيل لدى المسلمين كتاب مقدس فيه سيرة السيد المسيح وآياته واعاجيبه.
يلتقي الإسلام والمسيحية في حدث البشارة لمريم العذراء عند ظهور الملاك جبرائيل عليها وتبشيرها بحبلها بيسوع من الروح القدس. الرواية ذكرها القديس لوقا في الإنجيل (1: 26-37)، وفي القرآن الكريم، سورة آل عمران (44-48)، مع بعض الفوارق.
في عيد بشارة مريم العذراء، الذي أصبح يومًا وطنيًا، يجتمع اللبنانيون، مسلمون ومسيحيون، وهم على ثقة بأن صلاتهم المشتركة إلى من ذكرها القرآن الكريم ثلاثين مرّة دون سائر نساء العالمين، وهي أصفاهن، وإلى "مسكن الله"، ستكون مستجابة، وهم يعانون ما يعانونه نتيجة انكفاء عدالة الارض، ولم يعد لهم ملجأ سوى عدالة السماء.
في هذا اليوم تلتقي الصلوات وتتعانق آذان الصبح مع صوت الأجراس القديمة علّ السماء ترأف بهذا الشعب، الذي لم يعد له سوى الدعاء، بعدما سُدّت في وجهه سبل الخلاص الأرضي.
إنه يوم التلاقي للتعبير عمّا يجمع بين اللبنانيين من صِلات تميزّهم عن غيرهم من شعوب الأرض، سواء أكانوا مسلمين أم مسيحيين.
في عيد التلاقي التبشيري يصوم المسيحيون الذين يتبّعون التقويمين الغربي والشرقي، فيما يستعدّ المسلمون لاستقبال عيد الفطر المبارك بعد شهر من صيام مبارك، حيث جمعت الصلاة والصوم والصيام وأعمال البرّ والخير واسترضاء خالق السماوات والأرض جميع اللبنانيين، كبارًا وصغارًا.
إنها أيام مباركة عسى أن تكون بداية طريق خلاص اللبنانيين من عذاباتهم ليشهدوا قيامة وطنهم المنهك، على رغم ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات استفزازية كل يوم خارقة اتفاق وقف النار، فيما تلوح بوادر أمل جديد مع انتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية. المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة كلاس: عيد البشارة والتلاقي الروحي بين المسيحية و الإسلام Lebanon 24 كلاس: عيد البشارة والتلاقي الروحي بين المسيحية و الإسلام 25/03/2025 09:00:40 25/03/2025 09:00:40 Lebanon 24 Lebanon 24 إليكم عطلة المدارس في عيدي الفطر وبشارة السيدة العذراء Lebanon 24 إليكم عطلة المدارس في عيدي الفطر وبشارة السيدة العذراء 25/03/2025 09:00:40 25/03/2025 09:00:40 Lebanon 24 Lebanon 24 البزري: نستبشر خيراً بتلاقي صيام المسلمين والمسحيين Lebanon 24 البزري: نستبشر خيراً بتلاقي صيام المسلمين والمسحيين 25/03/2025 09:00:40 25/03/2025 09:00:40 Lebanon 24 Lebanon 24 أبو زيد: أجمل ما في لبنان تلاقي الأعياد والمناسبات الدينية Lebanon 24 أبو زيد: أجمل ما في لبنان تلاقي الأعياد والمناسبات الدينية 25/03/2025 09:00:40 25/03/2025 09:00:40 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 قد يعجبك أيضاً البلديات الشيعية خارج المنافسة؟ Lebanon 24 البلديات الشيعية خارج المنافسة؟ 02:45 | 2025-03-25 25/03/2025 02:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 "حركة التغيير": تبقى الفكرة اللبنانية الأساس والمنطلق لكل مقارباتنا السياسية Lebanon 24 "حركة التغيير": تبقى الفكرة اللبنانية الأساس والمنطلق لكل مقارباتنا السياسية 02:38 | 2025-03-25 25/03/2025 02:38:45 Lebanon 24 Lebanon 24 لهذا تراجع الزخم السعودي Lebanon 24 لهذا تراجع الزخم السعودي 02:30 | 2025-03-25 25/03/2025 02:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 ثلاثة مواضيع أساسية في زيارة رئيس الجمهورية الى فرنسا Lebanon 24 ثلاثة مواضيع أساسية في زيارة رئيس الجمهورية الى فرنسا 02:15 | 2025-03-25 25/03/2025 02:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 ضغط أميركي متواصل لتشكيل "مجموعات عمل دبلوماسية" لحل الخلافات بين لبنان واسرائيل Lebanon 24 ضغط أميركي متواصل لتشكيل "مجموعات عمل دبلوماسية" لحل الخلافات بين لبنان واسرائيل 02:00 | 2025-03-25 25/03/2025 02:00:47 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة كانتا تغنيان بانسجام تام.. شاهدوا ماذا فعلت منى واصف مع سلاف فواخرجي (فيديو) Lebanon 24 كانتا تغنيان بانسجام تام.. شاهدوا ماذا فعلت منى واصف مع سلاف فواخرجي (فيديو) 03:53 | 2025-03-24 24/03/2025 03:53:14 Lebanon 24 Lebanon 24 "تحديث".. ماذا قرّر مصرف لبنان؟ Lebanon 24 "تحديث".. ماذا قرّر مصرف لبنان؟ 15:09 | 2025-03-24 24/03/2025 03:09:08 Lebanon 24 Lebanon 24 عملية أمنية في الحمرا.. من أوقفت "المعلومات"؟ Lebanon 24 عملية أمنية في الحمرا.. من أوقفت "المعلومات"؟ 13:13 | 2025-03-24 24/03/2025 01:13:07 Lebanon 24 Lebanon 24 "حمل" نور علي من ممثل شهير يثير الجدل.. فما القصة؟ Lebanon 24 "حمل" نور علي من ممثل شهير يثير الجدل.. فما القصة؟ 15:00 | 2025-03-24 24/03/2025 03:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بين جيسيكا عازار ونبيلة عواد.. من الأفضل بالنسبة لديانا فاخوري؟ شاهدوا ماذا قالت (فيديو) Lebanon 24 بين جيسيكا عازار ونبيلة عواد.. من الأفضل بالنسبة لديانا فاخوري؟ شاهدوا ماذا قالت (فيديو) 04:33 | 2025-03-24 24/03/2025 04:33:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب اندريه قصاص Andre Kassas أيضاً في لبنان 02:45 | 2025-03-25 البلديات الشيعية خارج المنافسة؟ 02:38 | 2025-03-25 "حركة التغيير": تبقى الفكرة اللبنانية الأساس والمنطلق لكل مقارباتنا السياسية 02:30 | 2025-03-25 لهذا تراجع الزخم السعودي 02:15 | 2025-03-25 ثلاثة مواضيع أساسية في زيارة رئيس الجمهورية الى فرنسا 02:00 | 2025-03-25 ضغط أميركي متواصل لتشكيل "مجموعات عمل دبلوماسية" لحل الخلافات بين لبنان واسرائيل 01:33 | 2025-03-25 حالة من الذعر والتوتر في الميناء.. إليكم السبب فيديو برج إيفل مُغطى بحجاب.. إعلان في فرنسا يؤدي لانقسامات ثقافية ودينية (فيديو) Lebanon 24 برج إيفل مُغطى بحجاب.. إعلان في فرنسا يؤدي لانقسامات ثقافية ودينية (فيديو) 02:50 | 2025-03-25 25/03/2025 09:00:40 Lebanon 24 Lebanon 24 "خايفة عالبقاع".. ماغي فرح تؤكد ان الحرب لم تنتهِ بعد وهذا ما قالته عن الوضع في لبنان (فيديو) Lebanon 24 "خايفة عالبقاع".. ماغي فرح تؤكد ان الحرب لم تنتهِ بعد وهذا ما قالته عن الوضع في لبنان (فيديو) 00:43 | 2025-03-25 25/03/2025 09:00:40 Lebanon 24 Lebanon 24 على طريقة الأفلام.. بريطاني يحوّل زميله لأشلاء (فيديو وصور) Lebanon 24 على طريقة الأفلام.. بريطاني يحوّل زميله لأشلاء (فيديو وصور) 15:00 | 2025-03-22 25/03/2025 09:00:40 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد رمضانيات عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24