ندوة "الأقصى لنا" تحيي في النفوس قيمة ومكانة القضية الفلسطينية
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
◄ حاتم الطائي: دور الإعلام الداعم للقضية الفلسطينية لا يقل أهمية عن المعارك العسكرية
◄ ناصر الطائي: الموقف العماني الرسمي والشعبي مشرّف
◄ الكندي: لا يمكن التفريط أو التنازل عن المسجد الأقصى
◄ الحارثي: على الذاكرةِ الجماهيريةَ أن لا تُغيّبُها الأدواتُ العابرةُ لتحريف التاريخ الحقيقي
◄ الهادي: الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى إفساد الحياة البشرية
◄ الفلاحي: الدعم العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية ليس بالدرجة الكافية
الرؤية- فيصل السعدي- مريم البادية
تصوير/ راشد الكندي
نظمت جريدة الرؤية ندوة تضامنية مع القضية الفلسطينية بعنوان "الأقصى لنا"، لتسليط الضوء على الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وتأكيد أهمية الدعم الشعبي للقضية لإحداث تغيير ملموس يؤدي إلى منح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة.
وفي كلمته، أكد حاتم الطائي رئيس تحرير جريدة "الرؤية" أنَّ هذه الندوة يتم تنظيمها انطلاقا من الالتزام الأخلاقي والعروبي والإسلامي تجاه القضية الإنسانية الأولى في العالم، وهي قضية الشعب الفلسطيني الشقيق، مسلطاً الضوء على ما يتعرض له الأشقاء في فلسطين من إبادة جماعية وفظائع غير مسبوقة في تاريخ الحروب المعاصرة، تحت مرأى ومسمع من العالم، وبغطاء من القوى الدولية، التي لا تتوانى عن تقديم كل سبل الدعم للاحتلال.
وأضاف الطائي أن القضية الفلسطينة هي الجرح الغائر في الجسد العربي منذ أكثر من 75 عامًا وهي جرح الإنسانية جمعاء في ظل العجز الدولي عن نُصرة شعب يتعرض منذ 7 عقود لشتى أنواع التنكيل وسلب الحقوق واغتصاب الأرض وانتهاك العرض، لافتا إلى أنه منذ تنفيذ عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر شعر العالم العربي باسترداد الكرامة المُهدرة، كما أن هذه العملية كشفت ضعف جيش الاحتلال الذي لولا الدعم الأمريكي والغربي لما تمكن من الصمود ليوم واحد في وجه المقاومة.
وذكر رئيس تحرير جريدة الرؤية أن الاحتلال الإسرائيلي تعمد تنفيذ مخطط إبادة جماعية وتهجير قسري واستخدام سلاح التجويع منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على القطاع، مؤكدا: الدور الإعلامي في هذه الحرب مهم جدا ولا يقل أهمية عن المعارك الميدانية، ولوسائل الإعلام دور مؤثر في مسار القضية الفلسطينية، وهو ما نسعى لترسيخه وتثبيته من خلال العديد من الإجراءات، وفي مقدمتها مثل هذه الفعاليات التي تسلط الضوء على ما يجري من مآسٍ وفظائع وكيفية تقديم الدعم والنصر إلى الأشقاء في فلسطين".
واختتم الطائي كلمته قائلا: "إن قضية فلسطين ستظل القضية المحورية في قلوب الشعوب الحرة، وسنظل نكافح من أجل تسليط الضوء عليها وفضح جرائم الاحتلال الصهيوني، لكن عليكم أنتم أيها الجمهور العزيز دور كبير في المساعدة على نشر الحقائق وكشف الجرائم الصهيونية، من خلال التزامكم بالوعي الحقيقي تجاه هذه القضية، وعدم الانجرار وراء الداعيات الصهيونية الكاذبة التي لا تتوقف عن تشويه صورة المقاومة ولصق التهم المختلفة بها، وعلينا أن نؤمن أن فصائل المقاومة الفلسطينية هي حركات تحرر وطني ضد الاحتلال المجرم الجبان، ودعمها هو دعم لحق الإنسان في الحياة، وحقه في الحرية، وحقه في تقرير مصيره".
من جهته، يرى الدكتور ناصر بن حمد الطائي- مؤلف وباحث في الموسيقى- أن مقاومة الاحتلال لا تكون في أرض المعركة فقط، وإنما من خلال العديد من المسارات الأخرى، إذ يسعى الاحتلال لطمس الهوية الفلسطينية وسرقة التاريخ الفلسطيني بعاداته وتقاليده وفنونه، مبينا أن التوجه الرسمي لسلطنة عمان داعم ومساند للقضية الفلسطينية، كما أن الموقف الشعبي العماني داعم أيضا من خلال تطبيق سلاح المقاطعة.
وتحدث الدكتور ماجد بن محمد الكندي رئيس قسم الشريعة بجامعة السلطان قابوس، حول الواجبات الشرعية تجاه المسجد الأقصى قائلا: "لا يمكن بحال من الأحوال ترك المسجد الأقصى وما حوله من البقاع الطاهرة المشرفة ليعاث فيها الفساد وتسفك فيها الدماء وتزهق الأرواح فيها، إذ إن المسجد الأقصى هو مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم".
وأكد الكندي أنه لا يمكن التفريط أو التناول عن هذه البقعة المباركة والأرض المقدسة.
وذكر الدكتور أحمد بن محمد الحارثي الخبير والمحلل السياسي: "على الذاكرةِ الجماهيريةَ أن لا تُغيّبُها الأدواتُ العابرةُ والغامضةُ في عالمِ المعرفةِ وتشويهها، وعلى الذاكرةِ الجماهيريةِ أيضاً أن لا تقعَ في دائرةِ مغالطاتِ تحريفْ التاريخَ الحقيقيَّ لقضيةِ فلسطين، فلم تكنْ غزةَ ولا السابعَ من أكتوبر 2023، بدايةَ الأزمةْ ولا نهايتِها بكلِّ تأكيد، لكنَّ الأكيدَ هو، الغيابَ العربيَّ عمّا حدَث ويحدُثْ.. غيابٌ يؤكّدُ وجودَ اختلالاتٍ كارثيةٍ داخلَ النظامَ العربي، وافتقارِه وعجزِهِ وتدنّيَ مناورتهِ السياسيةَ المستقلةَ إلى أدنى بُعدٍ سياسيٍّ يمكنُ أن تستندَ إليه شعوبها وتبرر لها كل زلّاتها طوال السنوات الماضية..أحسب أن الافتقار إلى رؤية سياسية قوية وواضحة، يثير لدينا الكثير من التساؤلات، فيما نلحظ بأن الآخر، لديه خط سياسي منحاز وواضح تجاه القضية الفلسطينية، وتجاه قضايا إقليمية ودولية مختلفة، فلم يكن تفجّر الوضع في غزة سبباً لكشف الإنحياز الغربي/الأمريكي لدولة الصهاينة مفاجئا، فهو واقع وقائم ومدعوم بقوة أيضا".
وبين: "لم تكن المواقفَ العمانيةَ الرسمية تجاه قضية فلسطين حديثةَ عهد، ففي فترة التواجد العماني في شرق أفريقيا، كانت القضية حاضرة بقوة، خاصة على المستوى الشعبي، وكانت تُجمعُ التبرعات لدعم الفلسطينيين، وتوجد وثائقَ منذُ عام 1948 تؤكدُ هذا الانحياز العميق تجاه فلسطين، ليمتدَّ ويتواصلَ هذا السلوكَ السياسيَّ والحضاريَّ حتى هذه اللحظة، وعلى المستوى الشعبي تم تنظيم مسيرات احتجاجية في معظم المناطق للتعبير عن مناصرة الشعب الفلسطيني، وتنظيم فعاليات ثقافية بمشاركة كتّاب ومثقفين تناولت تاريخ القضية الفلسطينية، وقيام مؤسسات أهلية في معرض الكتاب الأخير بتخصيص جناح لفلسطين وتنظيم فعاليات وقراءات تتناول القضية الفلسطينية وأبعادها، إضافة إلى حملات مقاطعة واسعة ضد السلع الاستهلاكية وغيرها، التابعة للشركات الداعمة للكيان المحتل، وحملات تبرعات متنوعة تقوم بها جمعيات خيرية وأفراد لتقديم الدعم الطبي والغذاء لأهالي غزة، ناهيك عن تثقيف الجيل الناشئ والأطفال بوجود كائن محتل وغاصب، يشرّد ويقتل شعبا أعزل، لتنبعث ثقافة الخروج من نمطية التفكير المنقاد خلف التسويق الإعلامي الغربي وأكذوبته الكبرى، إلى التفكير المستقل والمتابع الواعي للحدث".
وأشار الدكتور سيف الهادي أن هذه الأمسية يتم فيها تأكيد التضامن مع القضية الفلسطينية ومع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للدمار والإبادة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنه يواصل المقاومة لاسترداد أرضه المسلوبة.
وأكد- في كلمته- أن "هذه القضية هي ليست فلسطينية فحسب بل هي قضية إنسانية فنحن أمام كيان صهيوني غاصب وورم سرطاني يسعى إلى إفساد الحياة البشرية، كما أنه يسعى إلى قلب الطاولة على المجتمع المسالم الذي يسعى إلى التطوير والتنمية والنماء، حيث جاء هذا الكيان الغاصب فقط ليعيد مسلسل العنف إلى هذه الحياة، ذلك العنف الذي أراد له الله أن ينتهي من هذه الحياة من خلال الرسل والأديان السماوية ، فاليوم يعود مرة أخرى بأبشع صوره، فالدين يستبقي الحياة ويدعو الإنسان إلى أن يكون حيا لممارسة حياته كما يريد من غير أن يعتدي عليه أخوه الإنسان، ولكن الذي فعله الكيان الصهيوني الغاصب الآن أنه وظف الدين أيضا للقتل وهذه جريمة في حق الدين، فجميع الأديان تدعو إلى بقاء الحياة فإذا وظف الدين لقتل الناس فيعني أن العدالة انتهت من البشرية، كما أن المسجد الأقصى منطقة أمان في هذه الحياة يحرم فيها سفك الدماء".
وشدد الهادي على ضرورة العمل على وقف هذه الانتهاكات بحق الشعب والفلسطيني وبحث المسجد الأقصى الذي لا يمكن التفريط فيه لأن الله اختاره ليكون أرضا مباركة.
من جهته، قال الأديب والشاعر أحمد الفلاحي إنه قبل 40 عاما كانت الشعوب أفضل بكثير في مناصرة المسلمين حول العالم، إلا أنه ومع تقدم السنوات انخفضت مؤشرات هذه المناصرة، مضيفا: "نرى أن هذا القتل والتنكيل في فلسطين لا يحرك ساكنا في المجتمعات القريبة من فلسطين، حيث ينتظر منهم أن يكونوا أقرب من إخوانهم المستضعفين في تلك البقعة المباركة من الأرض، على عكس من هم لا تربطهم به ديانة أو ملة، حيث شهدنا مظاهراتهم الحاشدة نصرة لهذا الشعب المغلوب على أمره".
عازي غزة
د. ناصر الطائي
سميت بالفرد الصمد
اللي خلق سبع عدد
والرب يحمي من صَمد
في خندق الواحد أحد
ما في صمودك من وصوف
والناس من حولك وقوف
يا من عدوك ما تشوف
غير جنّة يوم الرجوف
من حلّ به يوم القتال
مرتاب جيش الاحتلال
يوم اصطدم بعزم الرجال
وذاق منهم هول النزال
يا "ملثّم" إيمانك كبير
حن كلنا خلفك نسير
أشِّر وجندك بالنّفير
مثل الأسود من تغير
جيناك من كل المدن
تحت راية بو ذي اليزن
بحكمته يطفي الفتن
تشهد له تواريخ الزمن
هيثم وشعبه هم سناد
كل مرابط ع الزناد
سيوف ودروع للبلاد
تنصر بها الحق والعماد
عُمان الكرامة والشيم
أفعالها منذ القدم
أمثال نارٍ في علم
ماتهاب من بطش الخصم
غزة معك حن كل حين
السُلطان والشعب أجمعين
ندعي إله العالمين
يحفظ النصر للمؤمنين
دَعوة عَلت فوق السماء
ترد كيد شر البلاء
ربي يحفظ غزة الإباء
من دنس صهيون الوباء
نسأل إله العالمين
يرد كيد الحاسدين
ترجع بلدنا فلسطين
مهد النبوة الأولين
وبقدرته رب العباد
نيرانهم تصبح رماد
من ثار طوفان الجهاد
لما وعد كفّا وزاد
مهما طغى صف اليهود
القدس محمّية بجنود
وبقدرة الله ستعود
بعزم أبطال أسود
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تباث الموقف اليمني تجاه القضية الفلسطينية
كان الموقف اليمني تجاه القضية الفلسطينية واضحاً منذ عقود، ولكنه أثبت وصدق ثباته منذ بداية معركة طوفان الأقصى في 7 من أكتوبر 2023م، عندما أعلن السيد القائد عبدالملك الحوثي- يحفظه الله- أن أبناء غزة وفلسطين عامة ليسوا وحدهم، وأننا معهم وسنقف إلى جانبهم، وسندافع عن قضيتهم، والتي هي في الأساس قضية الشعب اليمني.
هذا الموقف العروبي، جاء من دافع الإخوة الإيمانية، ومن باب الواجب علينا أن ندافع عن المقدسات الإسلامية، وندافع عن إخواننا في فلسطين، الذين يتعرضون لأبشع المجازر، ويرتكب بحقهم شتى أنواع القتل والدمار، والإرهاب الوحشي، وتحتل أرضهم وتصادر ممتلكاتهم، وتستباح دماؤهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
القضية الفلسطينية والدفاع عنها هي المحك وهي المعيار لإثبات مدى الإيمان ومدى الالتزام بالتعاليم الدينية، وهي الغربال الذي من خلالها يتضح من هو المؤمن الحق، ومن هو المنافق والعميل والخائن، من خلالها كذلك نعرف من هو العدو الحقيقي لنا كأمة مسلمة، وكذلك طبيعة الصراع مع العدو الذي حدده الله لنا في القرآن الكريم.
ما يجري اليوم في المنطقة بعد السابع من أكتوبر 2023م، والذي أفرز لنا قيادات وأنظمة عربية وإسلامية عميلة للصهيونية، وتنفذ مخططاتها وفقاً لاستراتيجيات مدروسة منذ عقود، حتى وصل بنا الحال إلى ما وصلنا إليه اليوم من ذل وهوان وخضوع واستسلام.
كانت سوريا خلال العقود الماضية تعد إحدى الدول الداعمة للقضية الفلسطينية، والرافضة للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وكان لها ثقل في المنطقة، رغم السلبيات التي حدثت أو كانت تحدث من قبل النظام السوري طيلة فترات الصراع العربي الإسرائيلي، لكن اليوم بعد سقوط دمشق في الحضن الإسرائيلي وهذه هي الحقيقة التي علينا أن نسلّم بها، أصبحت إسرائيل في مواقف اقوى من قبل، وضمنت عدم تلقي المقاومة الفلسطينية واللبنانية أي دعم يأتي عن طريق سوريا، وقطعت أحد شريانات دخول السلاح، لكن هذا لن يثني المجاهدين ولن ينال من عزيمتهم وثبات موقفهم تجاه العدو الإسرائيلي الذي يحتل أرضهم ويرتكب بحقهم أبشع المجازر اليومية.
رغم تأثير سقوط سوريا بيد الصهيونية، لكن ذلك لن يغير في ثبات الموقف اليمني تجاه القضية الفلسطينية، ولن يغير في سير معركة الجهاد المقدس والفتح الموعود، بل سيزيد من ثبات الموقف اليمني، ويؤكد أننا في معركة مقدسة، ولا تراجع عن الموقف، وأن إخواننا في فلسطين وسوريا كذلك ليسوا وحدهم، بل إننا معهم وسنقف إلى جانبهم، وسندافع عنهم، وإن العمليات العسكرية في البحر الأحمر، وفي الأراضي العربية المحتلة مستمرة، وستزداد وتيرتها، وفق مرحلة التصعيد، وبخصوص ما يروج له العملاء والخونة منتشين بسقوط سوريا، وأن معركة تحرير صنعاء قادمة كما يسمونها، ويسعون لحشد الجيوش بقيادة أمريكا وإسرائيل وبقية الدول الصهيونية ومعهم صهاينة العرب، نقول لهم: إن موقفنا ثابت تجاه القضية الفلسطينية، ولن يتغير، وسنقاتل حتى النصر أو الشهادة، وصنعاء ليست دمشق…