دماء على طريق النصر والفداء
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
راشد بن حميد الراشدي
أين العالم وأين ملايين البشر وأين العرب وأين ملايين المسلمين وأين حقوق الإنسان وأين الشرف وأين الكرامة وأين العزة وأين الحق وفي أي عصر نعيش؟ رجعنا إلى زمن الطغيان بأبشع أصنافه التي لا يحتملها حتى الحجر والقتل والتقتيل في زمن الخيانة والنذالة والذل والهوان.
جرائم ترتكب بحق آخر صرخة حق في وجه الطغيان وباسم الدفاع عن النفس فلم يبق العدو أحدا إلا أبكاه من هول جرائمه بعد أن كممت الأفواه وألجمت الألسن وخارت قوى الأمم عن إيقاف تلك المجازر التي لم نسمع عنها إلا في حروب التتار والمغول الصليبية.
هزُلت والجميع يشاهد بلا حراك ولا مجابهة؛ فلغة القوة هي لغة اليوم، وقد نسفت كل الأعراف الدولية ولا حل مع متكبر جبار سوى القوة ولا رادع للأعداء ومن في شيعتهم سوى القتال وعودة الحق لأصحابه.
غزة تستصرخكم وتستصرخ ضمائر العالم وكل أحراره من كل ظالم وكل فاجر مغتصب عاث في الأرض بغيًا وتقتيلا.
اليوم تنتصر غزة بشهدائها وبمقاومتها الباسلة، اليوم تثبت غزة أنَّ معادن الرجال الأحرار قد فنيت من الوجود فبقي أشبابههم على ملذات الحياة البائسة يركعون تحت وطأة الخوف من عدو واهن ترتعد فرائصه من مشاهدة مجاهد صادق شجاع.
اليوم حكم العالم بالإجماع بإعدام أمة كانت تعيش آمنة مطمئنة بدون وجود دفاع قبل نطق الحكم، وستتحمل الأمم أوزار وتداعيات حرب غزة قريبا، وستذوق وتتجرع كأس الخيانة والتخاذل والصمت، لأن الدائرة قادمة عليهم، فلن تذهب دماء الشهداء على طريق الحق هدرًا وظلمًا، فغزة تستصرخكم ورفح تستصرخكم وكل جزء منها يناشدكم.
غدًا بإذن الله سيشرق فجر جديد وسيُهزم الجمع وتنتصر الأمة الباقية من المؤمنين المخلصين الأشداء على الكافرين وسيعض كل ظالم على أصابع الندم بما لم يقدم لنصرة دينه وأهله.
ذهبت النخوة وحفظ ماء الوجه من وجوه الكثيرين، وبقينا نجُر أذيال الخزي والعار بما ارتكبته أيدينا وما سعت لطمره أنفسنا من حقائق يندى لها جبين الشرفاء.
اليوم نشهد دماء تسيل على طريق النصر والفداء ضاربةً أروع الأمثلة التي سيتذكرها هذا العالم المجنون، وستنتصر قريباً بإذن الله وسيولي العدو الدبر وسيزول الكيان المحتل بإذن الله إن الصبح قريب وإن غداً لناظره قريبُ.
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في فلسطين وفي مشارق الأرض ومغاربها. اللهم لُمَّ شملهم ووحد صفهم واجمع كلمتهم وسدد رميهم وارفع رايتهم وقوي شوكتهم وثبت أقدامهم.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً: