مسقط- الرؤية

نفَّذت وزارة التربية والتعليم مُمثلة بالمديرية العامة لتطوير المناهج "دائرة المواطنة" برنامجًا تدريبيًا بعنوان "الاستدامة والمواطنة البيئية.. مناهج خضراء وجيل مسؤول متخذ للقرار"، والذي استهدف عددا من موظفي ديوان عام الوزارة ومعلمي مواد العلوم والدراسات الاجتماعية بتعليمية محافظة مسقط.

وقدمت البرنامج الدكتورة بسماء بنت حمد الريامية أخصائية مواطنة بدائرة المواطنة؛ حيث اشتمل البرنامج على عدة محاور تمثلت في التعريف بالتعليم الأخضر، والآليات التدريسية للتعليم الأخضر، وتخضير المناهج الدراسية الذي يتضمن تحديث المناهج الحالية لتشمل محتوى يعكس مفاهيم الحفاظ على البيئة والاستدامة، إضافة إلى تطوير مناهج جديدة تركز على هذه القضايا؛ وذلك بهدف تعزيز الوعي البيئي والمسؤولية الاجتماعية لدى الطلبة، وتمكينهم من اتخاذ القرارات المستنيرة، والمسؤولة تجاه البيئة والمجتمع، وتطوير مهارات التفكير النقدي، وحل المشكلات المتعلقة بالبيئة، وتعزيز العمل الجماعي، والابتكار في إيجاد حلول مستدامة للتحديات البيئية.

وتم تدريب المتدربين على المهارات اللازمة لتخضير المناهج، وإجراء تطبيقات عملية لبعض هذه المهارات، واستعراض الجهود التي بذلتها وزارة التربية والتعليم في التعليم الأخضر، كما تم تعريف المتدربين بمفاهيم المواطنة البيئية، والاستدامة البيئية، وآليات إدماج وتضمين هذه المفاهيم في المناهج الدراسية، إلى جانب التطرق للاستراتيجيات والطرق التي يمكن من خلالها تنمية مهارة اتخاذ القرار نحو المشكلات البيئية لدى الطلبة، من خلال استعراض مجموعة من الاستراتيجيات التدريسية والتدريب على صياغة ووضع أنشطة تعليمية لتنمية اتخاذ القرار؛ وذلك إيمانا بأهمية وضرورة الاهتمام بإعداد جيل من الأفراد لديهم القدرة على فهم المشكلات البيئية المحيطة بهم، واتخاذ قرارات بشأنها.

وجاء تنفيذ هذا البرنامج تماشيًا مع التوجهات الإستراتيجية لأولويات الرؤية المستقبلية "عُمان 2040" في إيجاد مجتمع معتز بهويته وثقافته وملتزم بمواطنته وحماية البيئة واستدامة مواردها الطبيعية، كما جاء تنفيذ البرنامج ضمن أهداف دائرة المواطنة المتمثلة في رفع مستوى الشراكة بين الجهات المعنية داخل الوزارة، وخارجها لتعزيز قيم المواطنة  المسؤولة ومفاهيم التنمية المستدامة؛ واستكمالا لسلسلة الجهود التي تبذلها وزارة التربية والتعليم في سبيل غرس القيم، والمبادئ البيئية لدى النشء فيما يندرج تحت مفهوم التعليم الأخضر، الذي يهدف إلى دمج مبادئ الاستدامة والحفاظ على البيئة في عمليات التعليم والتعلم، وهو نهج للتعليم يركز على تضمين مفاهيم الاستدامة وحماية البيئة في المناهج الدراسية وتحفيز الوعي بقضايا البيئة وتشجيع السلوكيات المستدامة في المجتمع.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تطور النقد الأدبي عبر العصور

تطور #النقد_الأدبي عبر العصور

د. #مي_بكليزي

حيثما يوجد #الإبداع، يوجد النقد، فلا نقد دون إبداع. بدأ النقد الأدبي في المسرح اليوناني القديم، وكان في بداياته نقدًا انطباعيًا يعتمد على رأي الناقد الشخصي، وانطباعه الذاتي، ومزاجه، بالإضافة إلى القيم السائدة في مجتمعه.

النقد في المسرح اليوناني: أرسطو وفن الشعر

مقالات ذات صلة اختتام فعاليات العيد لليوم الثاني في مركز اربد الثقافي. 2025/04/03

شهد النقد تطورًا مهمًا مع أرسطو في كتابه فن الشعر، حيث جمع فيه الآراء النقدية المتعلقة بالمسرح، لكنه وضع لها قواعد وأسسًا محددة، منها:

وحدة الموضوع: يجب أن يكون موضوع العمل المسرحي واحدًا، بحيث لا تتعدد الأفكار الأساسية فيه.

وحدة المكان: يجب أن تجري أحداث المسرحية في مكان واحد، دون انتقال بين مواقع متعددة.

وحدة الزمان: يجب ألا تتجاوز مدة الأحداث أربعًا وعشرين ساعة.

وقد عرف أرسطو أيضًا مصطلح “نقاء الدراما”، الذي يشير إلى أن الموضوع الأدبي يجب أن يكون محصورًا في عنصر درامي واحد، سواء كان تراجيديا أو كوميديا، دون اختلاط بينهما. كما وضع أسسًا لبنية العمل الأدبي تشمل المقدمة والعرض والخاتمة.

كما وردت في هذا الكتاب مصطلحات أساسية في النقد والمسرح، منها:

الدراما: مأخوذة من الفعل اليوناني “يدرم”، ويعني “يفعل” أو “يؤدي”.

التراجيديا: مأخوذة من كلمة “تراجيسا”، وتعني “جلد الماعز”، لأن الممثلين في العروض المسرحية الأولى كانوا يرتدون جلود الماعز.

الكوميديا: مأخوذة من “كوميدوس”، وهم الفلاحون الذين اشتهروا بالفكاهة والمرح.

هذا الاتجاه النقدي يُعرف بـ المنهج الكلاسيكي، وكان سائدًا قبل 300 ق.م. وقد استمر هذا المنهج لقرون عديدة، لم يتجاوزه إلا شكسبير الذي لم يلتزم بالنقاء الدرامي ووحدة الموضوع. وبعد الثورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية مثل الثورة الفرنسية والثورة الصناعية واختراع الطابعة، انعكست هذه التغيرات على الأدب والمناهج النقدية، فظهرت المناهج النقدية الحديثة.

المناهج النقدية الحديثة:

ظهرت مناهج نقدية جديدة تُعرف بـ المناهج السياقية أو الخارجية، لأنها تربط الإبداع الأدبي بالظروف المحيطة به، ومنها:

المنهج التاريخي: يهتم بدراسة الظروف التاريخية التي مر بها الأديب أو الحقبة التاريخية التي كُتب فيها العمل الأدبي. ويتضمن التتبع التاريخي للأعمال الأدبية وتحليلها بناءً على تطورها عبر الزمن.

المنهج الاجتماعي: يركز على الواقع الاجتماعي الذي عاش فيه الكاتب، وانعكاس ذلك على أدبه. يهتم بالعلاقات بين الأدب والمجتمع، مثل تأثير الطبقات الاجتماعية أو الحركات السياسية على النصوص الأدبية.

المنهج النفسي: بدأ الاهتمام بهذا الجانب مطلع القرن العشرين، وتحديدًا بعد نظرية فرويد في علم النفس. يقوم هذا المنهج على تحليل الحالة النفسية للمؤلف وتأثير تجاربه الشخصية على أعماله، معتمدًا على نظريات التحليل النفسي التي تربط الإبداع بالحياة اللاواعية للكاتب.

المناهج النقدية البنيوية أو الحداثية:

بعد الحرب العالمية الثانية، ظهرت المناهج البنيوية وكان من روادها رولان بارت، الذي قدم فكرة “موت المؤلف”، أي أن النص يجب أن يُدرس بمعزل عن نية الكاتب أو سيرته، وأن يُحلل بناءً على بنيته اللغوية وحدها. كما برزت السيميولوجيا التي تدرس النص بوصفه منظومة من العلامات التي تتكون من الدال (اللفظ) والمدلول (المعنى). ومن أعلامها مارتن إيسلن الذي قسم العلامات في العرض المسرحي إلى علامات سمعية وأخرى بصرية.

مناهج ما بعد الحداثة أو ما بعد البنيوية:

فيما بعد، ظهرت التفكيكية نتيجة لفقدان الثقة بالأنظمة الرأسمالية وانتشار الإلحاد وضياع وتشتت المجتمعات، مما انعكس على الأدب والمناهج النقدية. فظهرت فكرة أن النص الأدبي المستقل بطبيعته عن مؤلفه لا يحمل دلالة معنوية واحدة، بل هو نص مفتوح على التأويل متعدد المعاني والرؤى النقدية. رائد هذه المدرسة هو جاك دريدا، الذي يعتمد على تحليل النصوص عبر تفكيك بنيتها وإعادة قراءتها بطرق مختلفة. من أبرز مفاهيمها:

نقد المركزية: لا يوجد معنى ثابت أو سلطة مركزية تهيمن على تفسير النص.

الحضور والغياب: كل معنى يظهر في النص يكون على حساب معنى آخر غائب، مما يجعل النص مفتوحًا على دلالات متعددة.

الأثر: لا يبقى للنص معنى واحد، بل يُعاد تأويله باستمرار، حيث يمحو كل تفسير التفسير السابق له.

بهذا، يظهر النقد الأدبي كمجال حيّ يتطور باستمرار، يعكس التغيرات الثقافية والفكرية في كل مرحلة زمنية.

مقالات مشابهة

  • إضراب المعلمين.. رابطة المشرفين التربويين تسلّم لائحة مطالب إلى التربية النيابية
  • إدارات التعليم تؤكد على الانضباط المدرسي واستكمال المناهج
  • «التعليم العالي» تغلق كيانين وهميين في الإسكندرية لمزاولة أنشطة دون تراخيص
  • التربية: مجلس الوزراء يستضيف نقيب المعلمين لبحث مطالب "الكوادر التعليمية"
  • السيسي يتابع جهود الحكومة لضمان استدامة توافر الطاقة اللازمة للاستهلاك المحلي
  • تطور النقد الأدبي عبر العصور
  • تأثير نيزك تونغوسكا على النظم البيئية المائية
  • سقط من أعلى الشركة.. مصرع موظف بمدينة 6 أكتوبر
  • مصرع موظف اختل توازنه وسقط من ارتفاع داخل شركة بأكتوبر
  • تحرير 126 مخالفة لمحال لم تلتزم بقرار الغلق