منذ رفع القيود عن موانئ الحديدة الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي، ذراع إيران في اليمن، بموجب اتفاق الهدنة، ضخمت الماكنة الإعلامية للمليشيات من تصاعد نشاط هذه الموانئ على حساب الموانئ المحررة.

وتحرص المليشيا، عبر مواقع إخبارية تابعة لها -رغم محاولات هذه المواقع ادعاء الحياد- على نشر إحصائيات مصورة (انفوجرافيك) يومية عن نشاط موانئ الحديدة وعدن وعدد السفن المتواجدة في كل منها، بصورة تعكس نشاطاً كبيراً للأولى وشبه جمود للثانية.

مقارنة تسعى من خلالها الجماعة إلى تصوير الأمر على أنه انتصار لها بقدرتها على وقف نشاط الموانئ المحررة لصالح موانئ الحديدة الخاضعة لها، واستخدام هذه المقارنة في حربها النفسية ضد الحاضنة الشعبية لقوى "الرئاسي" بالمناطق المحررة.

هذه الإحصائيات والأرقام التي تستند على بيانات "مؤسسة موانئ البحر الأحمر" التابعة للحوثي فيما يتعلق بموانئ الحديدة ومؤسسة موانئ خليج عدن بالنسبة لموانئ عدن، تكشف تفاصيل الأرقام وتحليل البيانات عن حقيقة مغايرة.

وبأخذ نماذج من هذه البيانات، ومنها يوم السبت الماضي 23 مارس، التي تُظهر وجود 21 سفينة في موانئ الحديدة ( الحديدة – الصليف – رأس عيسى) مقابل 5 سفن فقط في موانئ عدن (الحاويات – ميناء الزيت)، في حين تشير بيانات يوم الاثنين 18 مارس وجود 14 سفينة في ميناء الحديدة مقابل سفينة واحدة فقط في ميناء عدن.

تعكس هذه الأرقام وجود فجوة كبيرة بين نشاط الميناءين من خلال إعداد السفن المتواجدة، وتوصل إلى قناعة بأن السفن الواصلة إلى موانئ الحديدة يوميا هي أضعاف السفن التي تصل إلى موانئ عدن، إلا أن تفاصيل البيانات التي تستند عليها هذا الأرقام لا تقول هذا.

فحقيقة الأرقام والبيانات تكشف أن ميناء الحديدة يواجه صعوبة حقيقية في عملية تفريغ السفن وبخاصة سفن الحاويات والغذاء الواصلة اليه على عكس الحال في ميناء عدن، ويمكن التأكد من ذلك بتتبع عدد السفن الواصلة إلى الميناءين منذ بداية شهر مارس الحالي وحتى يوم الأحد الماضي 24.

حيث تكشف البيانات بأن عدد السفن الواصلة إلى ميناء الحديدة خلال هذه الفترة هي 18 سفينة فقط مقابل 8 سفن لميناء عدن، وبتفصيل أكثر فمن بين الـ18 الواصلة لميناء الحديدة منذ بداية الشهر، تم تفريغ 5 سفن فقط، في حين أن 5 أخريات ترسو برصيف الميناء منذ أيام للتفريغ ولا تزال 8 سفن بالغاطس تنتظر التفريغ، في حين أن السفن الواصلات لموانئ عدن تم تفريغهن وغادرن الميناء.

تفاصيل تعيد التذكير بالقدرات التي يتمتع بها ميناء عدن وخاصة بالتعامل مع الحاويات مقارنة بميناء الحديدة، وأن التراجع في نشاطه لم يحدث الا بعد ان قامت مليشيات الحوثي بمنع دخول البضائع الواصلة اليه من المرور لمناطق سيطرتها وهو ما أجبر التجار على تحويل الاستيراد إلى ميناء الحديدة.

وبالعودة إلى البيانات السابقة ليوم السبت الماضي 23 مارس، والتي تُظهر وجود 21 سفينة في موانئ الحديدة، الا أن الحقيقة تقول بأن 7 سفن منها وصلت الشهر الماضي 5 منها سفن حديد تتواجد في غاطس الميناء منذ أكثر من شهر دون تفريغ، بشكل مريب.

الأرقام والبيانات تظهر تراجعاً ملحوظاً في نشاط موانئ الحديدة التي استقبلت 18 سفينة من 1 مارس – 24 مارس، مقارنة بـ27 سفينة استقبلها في ذات الفترة من شهر فبراير الماضي، والذي استقبل فيه الميناء 30 سفينة مقارنة بـ35 سفينة في شهر يناير السابق.

وهو ما قد يؤشر إلى بدء انعكاس تأثيرات الهجمات التي تنشها مليشيات الحوثي ضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، بتجنب شركات الشحن التوجه إلى الموانئ الخاضعة لسيطرتها والموانئ اليمنية بشكل عام. 

اللافت في بيانات نشاط موانئ الحديدة منذ مطلع العام، التراجع الملحوظ في سفن الحاويات التي بلغت 14 سفينة في شهر يناير الماضي، و10 سفن في شهر فبراير و7 فقط حتى تاريخ 24 مارس، حيث لا تشير البيانات إلى وصول سفن حاويات خلال الأسبوع الأخير من هذا الشهر.

وذات الحال بالنسبة للمشتقات النفطية الواصلة، فمن 4 سفن في يناير إلى سفينتين في شهر فبراير وسفينة واحدة فقط منذ مطلع الشهر الحالي وإلى يوم الأحد الماضي، مقارنة بثلاث سفن وصلت في ذات الفترة من الشهر الحالي لموانئ عدن.

أرقام يراها مختصون ومحللون مؤشراً على حالة الكساد الذي تعيشه مناطق سيطرة المليشيات الحوثي مقارنة بالمناطق المحررة جراء تراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين مع استمرار المليشيات في دفع الرواتب وتقديم الخدمات ومشاريع تنموية للمجتمع.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: موانئ الحدیدة میناء الحدیدة موانئ عدن میناء عدن سفینة فی فی شهر

إقرأ أيضاً:

“الأوقاف” تحقق إنجازات نوعية وأرقام قياسية في 2024

يبرز قطاع الأوقاف كأحد الركائز الأساسية للتنمية المستدامة في المملكة، وتخطو الهيئة العامة للأوقاف خطوات غير مسبوقة لتحويل هذا القطاع إلى ذراع اقتصادي قوي قادر على تمويل المشاريع التنموية الكبرى، ودعم الابتكار الاجتماعي، وتعزيز الاستدامة المالية للقطاع الوقفي، وفي ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية الكبرى التي تشهدها المملكة في جميع المجالات، سارعت الهيئة نحو تحقيق تحول شامل في قطاع الأوقاف، يركز على الاستثمار الأمثل للأصول الوقفية، وتعزيز الشفافية، ورفع كفاءة إدارة الأوقاف، من خلال تبني إستراتيجية طموحة، تسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030م.

وتستعرض الهيئة العامة للأوقاف في عام 2024م سلسلة الإنجازات النوعية التي حققتها، شملت اعتماد الإستراتيجية الجديدة التي تهدف إلى تعزيز البيئة التنظيمية للقطاع الوقفي، وتطوير قطاع الأوقاف ورفع الوعي به، وتحسين منظومة نظارة الهيئة وتعظيم أثرها، وتحقيق النضج المؤسسي وتعزيز الموارد المالية، مما سيسهم في تحقيق أثر إيجابي ملموس على المجتمع، وتنوع المحافظ التنموية، التي تقع تحت نظارة الهيئة لتشمل: “خدمة ضيوف الرحمن، والإسكان، والصحة، والتعليم، والمساجد، والبيئة والمياه، والفئات الأشد حاجة” وتوجيه المصارف الوقفية، وشروط الواقفين إلى برامج تنموية عالية الأثر، حيث بلغ عدد المصارف 27 مصرفًا وقفيًا، وتنفيذ 300 مشروع، فيما وصل حجم الإنفاق على المحافظ التنموية أكثر من 2.5 مليار ريال.

وقد أولت الهيئة تلبية الاحتياجات المجتمعية، وتحقيق الاستدامة المالية للقطاع الوقفي، والكيانات غير الربحية، عناية كبيرة، ظهرت في دعم منصة إحسان بمبلغ 250 مليون ريال، وارتفاع حجم أصول الصناديق الاستثمارية الوقفية المرخصة إلى أكثر من مليار ريال لـ 35 صندوقًا وقفيًا، ووصلت قيمة المحافظ الاستثمارية الوقفية المرخصة إلى أكثر من 77 مليون ريال لـ 3835 محفظة.

أخبار قد تهمك إطلاق مشروع التشجير الذكي على طريق المخواة-ناوان بزراعة 7000 شجرة 7 فبراير 2025 - 3:32 صباحًا تدشين مشروع نفق تقاطع سعد بن خيثمة مع طريق الأمير عبدالمجيد بالمدينة المنورة 7 فبراير 2025 - 2:46 صباحًا

وأقرت الهيئة عددًا من التشريعات التي تضمن حماية الأوقاف والمحافظة عليها، وتطوير خدمات الأوقاف المقدمة للمستفيدين، حيث سجلت أكثر من 11 ألف وقف، ووفرت خدمة للتبليغ عن الأوقاف المجهولة؛ بهدف تشجيع العموم على الإسهام في إحيائها وتنميتها، وكافأت المبلغين بأكثر من 11 مليون ريال حيث بلغت قيمة الأوقاف التي رفع الجهالة عنها أكثر من 700 مليون ريال، لنحو 45 وقفًا مجهولًا، كما باشرت الهيئة 332 قضية وقفية، وصلت فيها نسبة كسبها إلى 97%.

ولتمكين المجتمع الوقفي أتاحت الهيئة خدماتها عبر التطبيق الوطني الشامل “توكلنا” حيث تشمل الخدمات” خدمة بلاغ عن وقف، وبطاقة أوقافي، وخدمة بلاغ عن ناظر، وخدمة بلاغ عن وقف مجهول”، وحصلت على شهادة آيزو لإدارة المخاطر، لتعزيزها من كفاءة إدارتها للأصول الوقفية، واعتماد شهادة آيزو لإدارة استمرارية الأعمال، لالتزامها بمعايير الاستدامة والجودة.
وتوجت الهيئة بحصولها على المركز الأول في جائزة الارتباط الوظيفي على مستوى المؤسسات والمجالس والهيئات العامة، وعلى جائزة العمل التطوعي عن فئة القطاع الحكومي في مسار تفعيل العمل التطوعي، وقد كان للجانب التوعوي والتعريفي بالهيئة وخدماتها الحظ الوافر، حيث نظمت 37 ورشة عمل في جميع مناطق المملكة، وبلغ عدد الحاضرين فيها أكثر من 1400 مشارك.

يُذكر أن الهيئة العامة للأوقاف تعمل على تعزيز قطاع الأوقاف وحوكمته والمحافظة عليه، وتطويره ورفع الوعي به من خلال إطلاق منتجات وخدمات مبتكرة وقفية تقدم للمستفيدين، ليكون رائدًا في التنمية المستدامة محليًا وعالميًا، وذلك بما يحقق شروط الواقفين، وتطبيق أفضل الممارسات، وسنّ الأنظمة واللوائح التي من شأنها الارتقاء بالعمل الوقفي وتطويره وتمكينه، وتعظيم أثره في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتكافل الاجتماعي.

مقالات مشابهة

  • مجلة أمريكية: مقترحات في واشنطن للسيطرة على موانئ الحديدة أو حصارها (ترجمة خاصة)
  • إعادة فتح ميناء الغردقة البحرى وانتظام الحركة الملاحية بموانئ البحر الأحمر
  • اليمن يدعو الأمم المتحدة إلى اتخاذ خطوات جادة لوقف الانتهاكات الحوثية بحق الأطفال
  • “الأوقاف” تحقق إنجازات نوعية وأرقام قياسية في 2024
  • رغم هطول أمطار.. تداول 32 سفينة حاويات في ميناء دمياط
  • ميناء جبل علي يستقبل أول سفينة في شبكة "جيميني" الجديدة
  • رغم الأحوال الجوية.. تداول 37 سفينة في ميناء دمياط
  • هدية من “أم الإمارات” إلى الشعب الفلسطيني .. وصول سفينة المساعدات الإماراتية السادسة لميناء العريش وصلت اليوم سفينة المساعدات الإماراتية السادسة إلى مدينة العريش المصرية تحمل على متنها هدية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”
  • فيديو | هدية من «أم الإمارات» إلى الشعب الفلسطيني.. وصول سفينة تحمل 5800 طن مساعدات إلى ميناء العريش
  • معهد أمريكي: ميناء الحديدة بوابة تهريب الأسلحة الإيرانية.. وسقوط الحوثيين أسرع من سقوط الأسد