نشاط مريب وأرقام خادعة رغم البلطجة الحوثية.. حقيقة نشاط ميناء الحديدة
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
منذ رفع القيود عن موانئ الحديدة الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي، ذراع إيران في اليمن، بموجب اتفاق الهدنة، ضخمت الماكنة الإعلامية للمليشيات من تصاعد نشاط هذه الموانئ على حساب الموانئ المحررة.
وتحرص المليشيا، عبر مواقع إخبارية تابعة لها -رغم محاولات هذه المواقع ادعاء الحياد- على نشر إحصائيات مصورة (انفوجرافيك) يومية عن نشاط موانئ الحديدة وعدن وعدد السفن المتواجدة في كل منها، بصورة تعكس نشاطاً كبيراً للأولى وشبه جمود للثانية.
مقارنة تسعى من خلالها الجماعة إلى تصوير الأمر على أنه انتصار لها بقدرتها على وقف نشاط الموانئ المحررة لصالح موانئ الحديدة الخاضعة لها، واستخدام هذه المقارنة في حربها النفسية ضد الحاضنة الشعبية لقوى "الرئاسي" بالمناطق المحررة.
هذه الإحصائيات والأرقام التي تستند على بيانات "مؤسسة موانئ البحر الأحمر" التابعة للحوثي فيما يتعلق بموانئ الحديدة ومؤسسة موانئ خليج عدن بالنسبة لموانئ عدن، تكشف تفاصيل الأرقام وتحليل البيانات عن حقيقة مغايرة.
وبأخذ نماذج من هذه البيانات، ومنها يوم السبت الماضي 23 مارس، التي تُظهر وجود 21 سفينة في موانئ الحديدة ( الحديدة – الصليف – رأس عيسى) مقابل 5 سفن فقط في موانئ عدن (الحاويات – ميناء الزيت)، في حين تشير بيانات يوم الاثنين 18 مارس وجود 14 سفينة في ميناء الحديدة مقابل سفينة واحدة فقط في ميناء عدن.
تعكس هذه الأرقام وجود فجوة كبيرة بين نشاط الميناءين من خلال إعداد السفن المتواجدة، وتوصل إلى قناعة بأن السفن الواصلة إلى موانئ الحديدة يوميا هي أضعاف السفن التي تصل إلى موانئ عدن، إلا أن تفاصيل البيانات التي تستند عليها هذا الأرقام لا تقول هذا.
فحقيقة الأرقام والبيانات تكشف أن ميناء الحديدة يواجه صعوبة حقيقية في عملية تفريغ السفن وبخاصة سفن الحاويات والغذاء الواصلة اليه على عكس الحال في ميناء عدن، ويمكن التأكد من ذلك بتتبع عدد السفن الواصلة إلى الميناءين منذ بداية شهر مارس الحالي وحتى يوم الأحد الماضي 24.
حيث تكشف البيانات بأن عدد السفن الواصلة إلى ميناء الحديدة خلال هذه الفترة هي 18 سفينة فقط مقابل 8 سفن لميناء عدن، وبتفصيل أكثر فمن بين الـ18 الواصلة لميناء الحديدة منذ بداية الشهر، تم تفريغ 5 سفن فقط، في حين أن 5 أخريات ترسو برصيف الميناء منذ أيام للتفريغ ولا تزال 8 سفن بالغاطس تنتظر التفريغ، في حين أن السفن الواصلات لموانئ عدن تم تفريغهن وغادرن الميناء.
تفاصيل تعيد التذكير بالقدرات التي يتمتع بها ميناء عدن وخاصة بالتعامل مع الحاويات مقارنة بميناء الحديدة، وأن التراجع في نشاطه لم يحدث الا بعد ان قامت مليشيات الحوثي بمنع دخول البضائع الواصلة اليه من المرور لمناطق سيطرتها وهو ما أجبر التجار على تحويل الاستيراد إلى ميناء الحديدة.
وبالعودة إلى البيانات السابقة ليوم السبت الماضي 23 مارس، والتي تُظهر وجود 21 سفينة في موانئ الحديدة، الا أن الحقيقة تقول بأن 7 سفن منها وصلت الشهر الماضي 5 منها سفن حديد تتواجد في غاطس الميناء منذ أكثر من شهر دون تفريغ، بشكل مريب.
الأرقام والبيانات تظهر تراجعاً ملحوظاً في نشاط موانئ الحديدة التي استقبلت 18 سفينة من 1 مارس – 24 مارس، مقارنة بـ27 سفينة استقبلها في ذات الفترة من شهر فبراير الماضي، والذي استقبل فيه الميناء 30 سفينة مقارنة بـ35 سفينة في شهر يناير السابق.
وهو ما قد يؤشر إلى بدء انعكاس تأثيرات الهجمات التي تنشها مليشيات الحوثي ضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، بتجنب شركات الشحن التوجه إلى الموانئ الخاضعة لسيطرتها والموانئ اليمنية بشكل عام.
اللافت في بيانات نشاط موانئ الحديدة منذ مطلع العام، التراجع الملحوظ في سفن الحاويات التي بلغت 14 سفينة في شهر يناير الماضي، و10 سفن في شهر فبراير و7 فقط حتى تاريخ 24 مارس، حيث لا تشير البيانات إلى وصول سفن حاويات خلال الأسبوع الأخير من هذا الشهر.
وذات الحال بالنسبة للمشتقات النفطية الواصلة، فمن 4 سفن في يناير إلى سفينتين في شهر فبراير وسفينة واحدة فقط منذ مطلع الشهر الحالي وإلى يوم الأحد الماضي، مقارنة بثلاث سفن وصلت في ذات الفترة من الشهر الحالي لموانئ عدن.
أرقام يراها مختصون ومحللون مؤشراً على حالة الكساد الذي تعيشه مناطق سيطرة المليشيات الحوثي مقارنة بالمناطق المحررة جراء تراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين مع استمرار المليشيات في دفع الرواتب وتقديم الخدمات ومشاريع تنموية للمجتمع.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: موانئ الحدیدة میناء الحدیدة موانئ عدن میناء عدن سفینة فی فی شهر
إقرأ أيضاً:
«الحوثيون» يعلنون استهداف حاملة الطائرات «هاري ترومان».. واشنطن تقصف السفينة الإسرائيليةالمحتجزة في الحديدة
أعلنت حركة “أنصار الله- الحوثية”، فجر اليوم الاثنين، “استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “يو أس أس هاري ترومان” للمرة الثانية خلال 24 ساعة في شمال البحر الأحمر”.
وقال يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، في بيان “تم الاستهداف بعدد من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة في اشتباك استمر لعدة ساعات”.
وأوضح أن “القوات المسلحة (التابعة للحوثيين)، نجحت في إفشال هجوم معاد كان العدو يحضر لشنه على بلدنا”.
وأشار سريع إلى أن “مقاتلات العدو- في إشارة إلى المقاتلات الأمريكية- المحلقة اضطرت إلى العودة من حيث انطلقت بعد إطلاق صواريخ ومسيرات على حاملة الطائرات والقطع التابعة لها”.
وأكد سريع، “أن قوات جماعته ستمضي قدما في تنفيذ ما ورد بكلمة زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، بشأن الخيارات التصعيدية في حال استمر العدوان على اليمن”، وأكد استمرارهم في “حظر مرور السفن الإسرائيلية من منطقة العمليات في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب” حتى رفع الحصار عن قطاع غزة”.
من جانبها، استهدفت الطائرات المقاتلة الأمريكية، يوم الأحد،”برج قيادة السفينة الإسرائيلية المحتجزة “غالاكسي ليدر” على سواحل محافظة الحديدة غربي اليمن”.
وقالت قناة “المسيرة” اليمنية التابعة لجماعة “أنصار الله- الحوثيين”: “شن العدو الأمريكي غارتين استهدفتا برج القيادة في السفينة الإسرائيلية المحتجزة “غلاكسي ليدر””.
وأفادت وكالة “رويترز” بأن “مقاتلات أمريكية من طراز إف-16 وإف-18، أسقطت 11 مسيرة أطلقها الحوثيون يوم الأحد، مستهدفين حاملة الطائرات الأمريكية “هاري ترومان” قبالة سواحل اليمن”.
وأضافت الوكالة نقلا عن مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن هويته، أن “الطائرات المسيرة التابعة للحوثيين لم تقترب من حاملة الطائرات هاري ترومان”، التي تلعب دورا رئيسيا في الضربات الأمريكية على اليمن منذ تولي الرئيس دونالد ترامب السلطة.
وذكر المسؤول أن “الجيش الأمريكي رصد أيضا محاولة فاشلة لإطلاق الحوثيين صاروخا إذ سقط في المياه قبالة سواحل اليمن”، مشيرا إلى أنه “لم يتم اتخاذ أي إجراء لأن الجيش لم يعتبر ذلك تهديدا”.
وأفادت وزارة الصحة في حكومة “أنصار الله” اليمنية، “بارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الأمريكية على مواقع “الحوثيين” في اليمن إلى 53 قتيلا و98 مصاب”.
في الجهة المقابلة، أعلن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث أن الولايات المتحدة “ستشن ضربات “لا هوادة فيها” على الحوثيين في اليمن لحين وقف عملياتهم العسكرية التي تستهدف الأصول الأمريكية والشحن العالمي”.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أصدر يوم السبت، أوامر للجيش بشن عمليات عسكرية “حاسمة وقوية” ضد الحوثيين في اليمن، متهما إياهم بتنفيذ “هجمات إرهابية وعمليات قرصنة ضد السفن والطائرات الأمريكية في المنطقة”.
وتواصلت الضربات الجوية والصاروخية الأمريكية ضد اهداف حوثية في اليمن مستهدفة مواقع حساسة للجماعة في محافظات يمنية عدة.
وبحسب تقارير إعلامية “فإن ثماني غارات استهدفت مديريتي مكـيراس والقريشية في محافظة البيضاء، كما طال القصف مواقع في محافظة صعدة ومحافظة حجة وأطراف مدينة ذمار ومديرية عنس”.
وجاءت العملية الأمريكية على خلفية إعلان الحوثيين “استعدادهم لاستئناف العمليات العسكرية ضد السفن الاسرائيلية في البحر الأحمر اعتبارا من الثلاثاء، بعد أن كانوا علقوا عمليات استهداف السفن في أعقاب الاتفاق على وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة “حماس”، الذي تم التوصل إليه في 19 يناير الماضي”.