جريدة زمان التركية:
2025-04-10@22:11:51 GMT

تركيا.. حد الجوع يتجاوز 20 ألف ليرة

تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT

تركيا.. حد الجوع يتجاوز 20 ألف ليرة

أنقرة (زمان التركية) – كشفت بيانات شاركها الاتحاد العام للأشغال العامة التركي، عن خطورة الوضع الاقتصادي الذي تعاني منه تركيا، في ظل تراجع الحد الأدنى للأجور المعلن عنه في عام 2024 دون حد الجوع بسبب زيادة التضخم وتكلفة المعيشة.

حد الجوع والفقر في تركيا

وأعلن الاتحاد العام للأشغال العامة الترك عن نتائج دراسة الحد من الجوع والفقر لشهر مارس/ آذار الجاري،  والتي تحدد النفقات التي تتطلبها عائلة مكونة من أربعة أفراد، من أجل الحصول على نظام غذائي متوازن وصحي وكذلك لتلبية احتياجاتهم الأخرى دون الشعور بالحرمان.

وتظهر الدراسة تجاوز حد الجوع لأول مرة في الشهر الجاري حاجز 20 ألف ليرة، في حين بلغ حد الفقر 57 ألف ليرة، وتشير نتائج الدراسة إلى ارتفاع خط الجوع بنسبة 5.9 في المئة مقارنة بالشهر السابق وارتفاع خط الفقر بنسبة 11 في المئة.

وخلال العام الأخير، ارتفع حد الجوع بمقدار 9,207 ليرة، وارتفع الإنفاق المطلوب للاحتياجات غير الغذائية بمقدار 18,524 ليرة وارتفع حد الفقر بمقدار 27,731 ليرة.

وشهد الشهر الجاري ارتفاع حد الفقر، الذي يشير إلى إجمالي النفقات الغذائية وغير الغذائية لأسرة مكونة من أربعة أفراد، من أجل العيش دون الشعور بالحرمان، بمقدار 4905 ليرة تركية ليسجل 57280 ليرة تركية.

وبهذا بلغ إجمالي الزيادة في حد الفقر خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري نحو 10 آلاف و443 ليرة.

هذا وبلغ إجمالي النفقات غير الغذائية لأسرة مكونة من أربعة أفراد “دون الشعور بالحرمان” نحو 37182 ليرة.

 

Tags: التضخم في تركياالحد الأدنى للأجور في تركياحد الجوع في تركياحد الفقر في تركيا

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: التضخم في تركيا الحد الأدنى للأجور في تركيا حد الجوع في تركيا حد الفقر في تركيا حد الفقر فی ترکیا حد الجوع

إقرأ أيضاً:

منال الشرقاوي تكتب: ضحكنا فجرحناهم

في مشهد مكرر لعقود، يظهر رجل بملابس رثة، يتلكأ في نطق الكلمات، تعلو وجهه سمات "البساطة" المبالغ فيها؛ فينفجر الجمهور ضاحكًا.

الكاميرا تقرب على يديه المتشققتين، وصوته المتهدج، بينما تصاحب الموسيقى "الإيقاعية" الضحك كضربات ساخرة لا تُرى.

هنا، لا نضحك مع الشخصية، وإنما عليها، كما لو أن الفقر عيب جسدي، أو لعنة تستحق الاستهزاء.

 هذا ليس مشهدًا من عمل فني واحد، بل هو لازمة في كوميديا حولت الفقراء إلى "كاريكاتير" متحرك، يُذكرنا أن الضحك قد يكون أحيانًا قناعًا لقسوة لا نعترف بها، فمتى تحول الفقير من إنسان له قصته إلى مجرد "ديكور" يُضحك الجمهور؟... يا عزيزي، حين تصبح الكوميديا سوطًا يجلد الفقراء، يصبح الضحك مسموماً.

السخرية من الفقير ليست فنًا، وإنما اعتراف بأننا لم نواجه أسبابه، فحولناه إلى نكتة كي نرتاح. المشكلة هنا ليست في "النكتة" ذاتها، وإنما في ما تخفيه خلف ضحكتها. حين تُختزل شريحة كاملة من الناس -الفقراء، سكان العشوائيات، أصحاب المهن البسيطة-، في صورة هزلية تُضحك لأنها ضعيفة، جاهلة، أو غريبة عن النخبة. يصبح الفقر مرادفا للغباء، وتتحول البساطة إلى سذاجة، والحرمان إلى "إفيه" جاهز.

الأغرب أن هذا النمط لا يقدم كنوع من السخرية الواعية من الظلم أو المفارقة الطبقية، لكنه يظهر كواقع طبيعي لا يحتاج إلى تفسير؛ كأن من لا يعرف أسماء الماركات العالمية يستحق السخرية، ومن لا ينطق القاف والسين كما يفعل سكان المدن الكبيرة، لا يعامل كجزء من المشهد. هكذا، أصبحت الكوميديا وسيلة ترسخ الفجوة بين الطبقات بديلاً عن  أن تفضحها أو تسخر من أسبابها. والفقير الذي كان في زمن مضى بطلًا شعبيًا -كما رأيناه في أعمال سابقة عظيمة-، تحول إلى مجرد "سنيد"، يُستدعى ليطلق جملة مضحكة، ثم يغيب عن المشهد وكأنه لم يكن.

لكن الكوميديا لا تكتفي فقط بالسخرية من الفقر كحالة اقتصادية أو اجتماعية، وإنما تمتد لتستعير أدوات أخرى ترسخ التمييز بطريقة أكثر نعومة… وأحيانًا أكثر قسوة. من بين هذه الأدوات هو استخدام اللهجة.  فالكلمة التي تخرج من فم البطل بلهجته المنمقة تُقابل بتقدير واحترام، أما حين تخرج من فم شخص "هامشي" بلهجة محلية مختلفة، تتحول إلى إشارة ضمنية للضحك، وكأن اللسان وحده يمكن أن يُخبرك من يستحق الاحترام ومن يُستباح بالسخرية. هنا، تصبح اللغة أو اللهجة المحلية وسيلة للتصنيف، وليس للتواصل. وسرعان ما تنزلق الكوميديا من كونها مساحة للمفارقة الذكية إلى أداة تغذي نظرة فوقية تجاه الآخر المختلف، فقط لأنه "يتكلم بطريقة غريبة".

السؤال هنا: من يملك حق تحويل لهجة إنسان إلى نكتة؟! 
في دراسة أجرتها جامعة أكسفورد عام 2014 ربطت الفقر بالشعور بالعار عالميًا، في بعض الدول، وإن لم تركز على الأفلام بشكل خاص. اعترف عدد من الشباب أن مشاهد السخرية من الفقراء في الأفلام تجعلهم يشعرون بالخجل من انتمائهم لطبقة بسيطة. أحد المتابعين كتب على تويتر: "أبي عامل نظافة، أشعر أن كل ضحكة على شغله هي صفعة على وجهي". 

هنا يتحول "الترفيه" إلى عنف رمزي، كما يصفه عالم الاجتماع "بيير بورديو"، حيث تُكرس الأفلام الفجوة الطبقية عبر تحويل المعاناة إلى سخرية. الطفل الذي يشاهد أباه يُسخر منه على الشاشة، سيبدأ برؤية الفقر عارًا، لا ظلمًا اجتماعيًا.  

لكن الضحك ليس بريئًا دائمًا. إنه يُضحك، نعم، لكنه يوجع أحيانًا. في كل نكتة على لهجة محلية، أو بدلة عامل، أو اسم شخص، هناك سهم خفي يُصيب الكرامة في مقتل. فالسينما التي تُضحكنا على من يشبه آباءنا، أو جيراننا، أو أنفسنا قبل سنوات قليلة، لا تُسلينا بقدر ما تُربينا على احتقار ما كنا عليه. والفن الذي ينسى أن الفقر حالة لا تليق بالشماتة، يصبح شريكًا خفيًا في تكريس الجفاء الطبقي، وإن لبس عباءة الضحك الخفيف. ليست كل قهقهة علامة على الفرح… أحيانًا نضحك كي نُخفي ارتجافة الذنب.

والآن، هل نستطيع إصلاح ما أفسدته السنوات؟
الضحك لا يجب أن يكون على حساب الكرامة، وإذا كانت السنوات الماضية قد كرست نمطًا من الكوميديا يستخف بالإنسان البسيط، فإن تصحيح المسار ليس مستحيلًا. وقد تكون البداية من إعادة تعريف ما يُضحكنا فعلًا، وما إذا كان الضحك الذي يهين يستحق فعلًا أن يُصنف فنًا. الكوميديا العظيمة تُعلي من الإنسان، لا تحطمه.

الحلول موجودة، لكنها تحتاج إلى شيء من الجرأة. علينا تقديم كوميديا ذات مسؤولية إنسانية،  كما رأينا في أعمال قدمت الفقير كشخص ذكي، محبوب، يسخر من قسوة الحياة لا من الناس.

وتدشين مبادرات تشجع الكتاب وصناع الكوميديا على التفكير قبل إطلاق نكتة، لتذكرنا جميعًا أن الضحك لا يفقد قيمته حين يصعد بنا، لكنه يخسر الكثير حين يبنى على أنقاض كرامة الآخرين. الكوميديا العادلة ممكنة، فقط إذا أردنا أن نضحك الناس… دون أن نجرحهم.
وعلى النقاد أن يتحرروا من سطوة شباك التذاكر، وألا يشيدوا بكل فيلم يضحك الجمهور لمجرد أنه نجح تجاريًا. 

فالتقييم الأخلاقي والجمالي لا يقل أهمية عن تقييم الإيرادات. صحيح أن السوق يفرض سطوته، لكن التاريخ يذكرنا أن الأعمال العظيمة وُلدت حين اختار الفنانون أن يكونوا صوتًا للبسطاء، لا أن يصعدوا على أكتافهم. الضحك الجارح ليس قدرًا، والخيار بين "الكوميديا السهلة" و"الكوميديا العادلة" هو اختبار لأخلاقنا قبل ذوقنا. قد نضحك اليوم على نكتة عن العامل البسيط، أو الشخص الفقير، لكن غدًا سنسأل: أين كنتم حين كانت الكوميديا تُحول آلامنا إلى مادة للسخرية؟
لذلك، نحتاج إلى صناعة وعي جماهيري عبر مبادرات ذكية وشعبية، ولتكن مثلاً حملة بعنوان:  " مش هنضحك على الشقيانين" أو "اضحك معنا، لا علينا".

مقالات مشابهة

  • وضع 950 خطاً هاتفياً و1307 بوابات إنترنت بالخدمة في السويداء منذ بداية العام الجاري
  • انخفاض أسعار النفط يفيد تركيا
  • كم بلغ عدد المسافرين عبر مطار بيروت في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري؟
  • مدير عام التأمينات الاجتماعية: تحويل المنحة المالية للمتقاعدين بكتلة قدرها 145 مليار ليرة سورية
  • تركيا تراهن على خروج أقوى من اضطرابات الرسوم الجمركية
  • المبشر: الفقر والغنى ليسا بيد المصرف المركزي
  • منال الشرقاوي تكتب: ضحكنا فجرحناهم
  • الجوع ..الوجه الآخر للحرب
  • “النقل الإسعافي” بالمدينة المنورة يستقبل أكثر من 5 آلاف بلاغ خلال الربع الأول من العام الجاري
  • ما مدى صحة تقديم موعد العطلة الصيفية في تركيا؟ وزير التعليم يوضح