اتحاد الصحفيين يطلق تقرير الحريات الإعلامية لعام 2023
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
دمشق-سانا
دعا اتحاد الصحفيين خلال إطلاقه تقرير الحريات الإعلامية في سورية لعام 2023 إلى الرفع الفوري والعاجل للحصار الجائر والإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري، والتي أثرت على الصحفيين في المؤسسات الإعلامية.
وخلال إطلاق التقرير في نادي الصحفيين بدمشق، طالب الاتحاد بإدانة ما يطال الصحفيين السوريين من جرائم تصل إلى القتل إضافة لانتهاك حقوقهم، على يد ميليشيا “قسد” الانفصالية وغيرها من التنظيمات الإرهابية المرتبطة بالاحتلالين الأميركي والتركي، مشدداً على محاسبة مرتكبي هذه الجرائم ومعاقبتهم.
وسجل التقرير 74 حالة انتهاك ارتكبتها هذه التنظيمات طالت حرية الصحافة والصحفيين، وشملت حوادث قتل واعتقال وترهيب واعتداء وإحداث خلل في تقديم الخدمات الإعلامية المحلية بالسوية المناسبة، مشيراً إلى أن عدد المؤسسات الإعلامية ومحطات البث والمراكز التلفزيونية والإذاعية والتي بلغ عددها 36 طالها تدمير كلي أو جزئي بسبب جرائم الإرهابيين.
وحث الاتحاد في هذا الصدد المنظمات الدولية والحقوقية والاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب والهيئات المعنية بحرية الصحافة وحقوق الإنسان على تكثيف الجهود لإطلاق سراح الصحفي محمد الصغير، والناشط الإعلامي محمد رفيع، المعتقلين لدى ميليشيا “قسد” الانفصالية.
ودعا الاتحاد أعضاء مجلس الشعب لدراسة المقترحات التي تقدم بها الاتحاد حول مشروع قانون الإعلام، والحوار مع السلطتين التشريعية والقضائية لحل موضوع تعدد المرجعيات القانونية التي تحكم عمل الصحفيين، في سعي مستمر ليكون قانون الإعلام هو الناظم لهذا العمل.
وشدد التقرير على أهمية إيجاد السبل التي تنهض بالصحافة المحلية وتساند الصحفيين من حيث التأهيل والتدريب والفرص وتأمين متطلبات العمل اللازمة ومعالجة الصعوبات التي تعتريه والنهوض به، مطالباً في الوقت نفسه الإعلاميين بالالتزام بأقصى درجات المهنية في كتاباتهم سواء الإعلامية أو عبر صفحات التواصل الاجتماعي.
كما ركز التقرير على تداعيات الحصار الاقتصادي المفروض على الصحفيين ومؤسساتهم وجرائم سرقة الثروات السورية وخاصة النفط من قبل قوات الاحتلال الأميركي وميليشيا “قسد” الانفصالية، وآثار الزلزال المدمر الذي ضرب سورية على قطاع الصحافة والصحفيين، والتي قيدت ظروفهم الحياتية وقدرتهم على تقديم الخدمات الإعلامية للمجتمع.
كما وثق التقرير حملات التشهير التي تقوم بها بعض وسائل التواصل الاجتماعي بحق صحفيين سوريين، إضافة إلى حالات استدعاء لصحفيين على خلفية جرائم المعلوماتية وبناءً على ادعاءات شخصية.
وفي تصريح للصحفيين، اعتبر عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام الدكتور مهدي دخل الله أن تقرير الحريات الإعلامية الذي يصدر عن الاتحاد يعد مهماً في إطار التوجه نحو تقديم الصورة الواضحة للرأي العام الخارجي عن الحرب الإرهابية التي تعرضت لها سورية، والتي طالت الصحفيين السوريين، مؤكداً أهمية الاستمرار في مناقشة الواقع الإعلامي في سورية، وأوضاع الصحفيين وقضاياهم والإضاءة على حقوقهم وواجباتهم.
رئيس الاتحاد موسى عبد النور رأى أن هذا التقرير يعد مهماً لجهة التوثيق الدقيق لجميع الانتهاكات التي يواجهها الصحفيون السوريون، في ظل انتشار تقارير تورد إحصائيات غير دقيقة ضمن محاولات التضليل الإعلامي التي تواجهها سورية، مشيراً إلى أن الاتحاد يعمل مع الجهات المعنية على تحسين واقع الصحفيين من خلال الحوافز وطبيعة العمل والتعويضات والوصول إلى قانون إعلام عصري يلبي الطموحات.
نائبة رئيس الاتحاد ورئيسة لجنة الحريات رائدة وقاف، بينت أن هذا التقرير السنوي يعد الثالث من نوعه، واعتمد منهجية بحثية ومعايير دولية خلال توثيق الانتهاكات بحق حرية الصحافة، والتي جاءت نتيجة ممارسات التنظيمات الإرهابية والميليشيا الانفصالية التابعة للاحتلال الأميركي، إضافة إلى الاحتلال الإسرائيلي في الجولان السوري المحتل.
أمين سر الاتحاد يونس خلف أوضح أن التقرير الصادر عن لجنة الحريات عبارة عن دراسة شاملة لواقع العمل الإعلامي وواقع الإعلاميين، ووضعهم المعيشي والحريات ومدى ملاءمة البيئة القانونية والتشريعية لها، مع رصد انتهاكات بدأت منذ الحرب، وأدت إلى استهداف الصحفيين من خلال القتل والتهجير ومصادرة معداتهم.
وفي مداخلاتهم، أكد المشاركون أهمية متابعة القضايا المرتبطة بآلية عمل الصحفيين، وتأمين حصولهم على المعلومة المطلوبة، وتأهيل الخريجين الجدد والكوادر الصحفية الشابة، ومواجهة التحديات التي تطالهم وإيجاد حلول وتأطيرها وفق نظم وتشريعات محددة، وإعداد قانون إعلام عصري يتناسب مع المجتمع ويواكب مراحل التقدم الجارية.
مدا علوش ومحمد السليمان
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
خالد ميري يكتب: «الصحفيين العرب» والعاصمة الجديدة
قبل 60 عاماً، وعندما استضافت مصر فى الإسكندرية القمة العربية لدعم فلسطين.. خرج اتحاد الصحفيين العرب إلى النور كأحد قرارات القمة المهمة، احتضنت مصر الاتحاد فى القاهرة، ولم تتأخر الدولة عن دعمه ورعايته، وحتى عندما خرج من مصر لفترة قصيرة، بعد اتفاقية السلام، سرعان ما عاد إلى القاهرة بإجماع عربى منذ عام 1996.
الاتحاد، الذى يستعد لاحتفالية كبرى «الصحافة والإعلام فى وطننا العربى» بمناسبة مرور ٦٠ عاماً على إنشائه، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، احتفل الأسبوع الماضى بتسلُّم مقره الجديد بالقاهرة بشارع عبدالخالق ثروت العريق بوسط العاصمة.. تسليم المقر الجديد جاء بتوجيهات الرئيس السيسى خلال لقائه مع أعضاء الأمانة العامة للاتحاد.. توجيهات تم تنفيذها على الفور بقرار من الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، وجاء التسليم بحضور د. رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى والتخطيط، المسئولة عن إدارة أصول الدولة والتى لا تتوقف عن العمل أبداً.. والكاتب الصحفى كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، ومؤيد اللامى، رئيس اتحاد الصحفيين العرب ونقيب الصحفيين العراقيين.
كما حضر معنا من الأردن عبدالوهاب الزغيلات، رئيس لجنة الحريات، والهاشمى نويرة، مستشار الاتحاد من تونس، والدكتور خالد قنديل، عضو مجلس الشيوخ ومستشار الاتحاد، وحاتم زكريا، الأمين المالى، وعابى فارح، من الصومال، عضو الأمانة العامة.. وفور تسلُّم المقر الجديد بدأت عملية تجهيزه استعداداً للافتتاح الكبير والاحتفال بمرور ٦٠ عاماً على إنشاء الاتحاد.
تخصيص المقر الجديد للاتحاد يؤكد تقدير الرئيس السيسى للصحافة والإعلام بمصر والوطن العربى، ودورهما المهم للدفاع عن وحدة الصف العربى والقضايا العربية، والتصدى للمنظمات الأجنبية التى لا همَّ لها إلا التدخل فى شئوننا العربية، وكشفت حرب الإبادة الجماعية على غزة أنها منظمات لا تعرف عن الحرية وحقوق الإنسان إلا ما يخدم أغراضهم السياسية وأهدافهم العدوانية التوسعية.. كما سيكون المقر الجديد مسرحاً لتدريب شباب الصحفيين والإعلاميين على أحدث وسائل العمل فى مهنة تعرف الجديد كل يوم ولا تتوقف عن التطوير.
بعد تسلُّم المقر كانت الزيارة الأولى لوفد الصحفيين العرب إلى العاصمة الإدارية الجديدة بصحبة الكاتب الكبير كرم جبر، زيارة وإن تأخرت لكنها جاءت فى وقتها، وانتهت بموجة إعجاب وكلمات مديح لا تتوقف للجمهورية الجديدة والإعجاز الذى تحقق فى العاصمة الجديدة خلال ٧ سنوات فقط، الصحراء الجرداء تحولت لأهم مدينة فى الشرق الأوسط بعقول وأيادٍ مصرية، وبمتابعة يومية من زعيم ورئيس يبنى ويحمى ويقود مصر إلى المستقبل وسط أزمات عالمية وإقليمية طاحنة، وكان طلب الأشقاء العرب الوحيد هو تنظيم زيارات منتظمة للإعلام العربى والأجنبى للعاصمة الجديدة ليشاهدوا بأعينهم كيف حققت مصر المستحيل، وكيف بنت المدينة الأحدث والأجمل فى منطقتنا خلال هذه السنوات القليلة.
زيارة العاصمة كانت محطتها الأخيرة بمكتب المهندس خالد عباس، رئيس شركة العاصمة، الذى شرح الإعجاز ببساطة، وكيف أن الشركة تحولت إلى واحدة من أهم الشركات العقارية بالشرق الأوسط بأصول تقترب من تريليون جنيه، الشركة لم تحصل على مليم من خزانة الدولة ولكنها سددت العام الماضى ١١ مليار جنيه ضرائب لخزانة الدولة وحققت ٢٧ مليار جنيه أرباحاً وستتجاوز هذا العام ٣٢ مليار جنيه.
المرحلة الأولى بمساحة سنغافورة على مساحة ٤٠ ألف فدان، وبدأ التخطيط للمرحلة الثانية على مساحة ٤٠ ألف فدان أيضاً، وعندما تكتمل العاصمة الجديدة ستكون ٣ أضعاف مساحة القاهرة، هى مدينة ذكية بالكامل وخضراء، فمساحة الحدائق والمساحات المفتوحة تمثل ٤٥٪ من مساحتها، فالنهر الأخضر يمتد على ألف فدان وحديقة الشعب على ٤٠٩ فدادين، فى العاصمة الجديدة الإسكان متاح لجميع المصريين والعرب والأجانب من أفخم إسكان فى العالم إلى الإسكان الاجتماعى للشباب، والبنية التحتية متكاملة، ووسائل النقل عالمية.. عاصمة تحقق جودة الحياة لكل سكانها وكل زوارها وتضمن استدامة الجودة، وهى الأهم.
الشائعات:
من أهم جلسات النقاش المفتوح التى عقدها المجلس الأعلى للإعلام فى الفترة الأخيرة كانت جلسة دور الإعلام والصحافة فى مواجهة الشائعات.. نتفق جميعاً على أن مصر مستهدَفة، ولا توجد دولة فى العالم تتعرض لهذا الكم اليومى من الشائعات من الأعداء المتربصين وإخوان الشر الهاربين، وتظل وسائل التواصل الاجتماعى إحدى أهم أدواتهم لبث السموم والأكاذيب، ولهذا يتعاظم دور الصحافة والإعلام فى فضح الشائعات والرد عليها وكشف مَن خلفها، الدور الوطنى للإعلام والصحافة بمصر مشهود واستعاد ريادته مع الشركة المتحدة، ومواجهة الشائعات إحدى أهم مهام الإعلام المصرى.