كيف تدير ميزانية أسرتك؟
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
جابر حسين العماني
Jaber.alomani14@gmail.com
الإنسان في عالمه الأسري والاجتماعي عليه أن يكون مُنظمًا في جميع حالاته، لما لذلك من آثار، ومن بينها عليه أن يكون منظمًا في موارده المالية التي ينفقها، بعيدًا عن الإسراف والتبذير، حتى يتمكن من السيطرة الكاملة على توفير احتياجات أفراد أسرته بدراية وحكمة وعقلانية، بحيث يكون عارفًا كيف يسير بأسرته نحو حياة أفضل وأجمل وأكمل على المستويين الأسري والاجتماعي.
                
      
				
اليوم.. عندما نتأمل أحوال البعض وكيف يديرون ميزانياتهم الأسرية نجدهم يشتكون كثيرًا من انتهاء رواتبهم ومخصصاتهم المالية قبل حلول منتصف الشهر، وذلك لأسباب عدة، ومن أهم تلك الأسباب الإسراف والتبذير بالرغم من أن الله تعالى يقول في كتابه: "وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا" (الفرقان: 67).
وعلى الإنسان أن يكون وسطيًا في حياته الأسرية، خصوصًا فيما يصرفه وينفقه على أفراد أسرته، لذا ينبغي عليه أن يكون متعلما كيف يدير حياته المادية في داخل الأسرة وخارجها، وذلك لا يكون إلا باستخدام الميزانية عند الضرورة، وهو ما بينه خليفة المسلمين العادل الإمام علي بن أبي طالب؛ حيث قال: "أَمْسِكْ مِنَ اَلْمَالِ بِقَدْرِ ضَرُورَتِكَ وَقَدِّمِ اَلْفَضْلَ لِيَوْمِ فَاقَتِكَ"، وقال حفيد الرسالة الإمام جعفر بن محمد الصادق: "خَيْرُ نِسَائِكُمُ اَلطَّيِّبَةُ اَلرِّيحِ، اَلطَّيِّبَةُ اَلطَّبِيخِ، اَلَّتِي إِذَا أَنْفَقَتْ أَنْفَقَتْ بِمَعْرُوفٍ، وَإِنْ أَمْسَكَتْ أَمْسَكَتْ بِمَعْرُوفٍ، فَتِلْكَ عَامِلٌ مِنْ عُمَّالِ اَللَّهِ، وَعَامِلُ اَللَّهِ لاَ يَخِيبُ وَلاَ يَنْدَمُ".
أيها القارئ الكريم؛ برأيك كيف تدير ميزانية اُسرتك؟ هو سؤال مهم جدًا، وعلى الجميع التعرف على إجابته حتى يتمكنوا من إدارة ميزانياتهم الأسرية بالشكل المطلوب والمرغوب، بحيث يجلب بميزانيته السعادة والراحة والاطمئنان لأسرته، وهنا لا بُد من التعرف على بعض النقاط المُهمة التي تبين لنا كيف نستطيع إدارة ميزانياتنا الأسرية والحفاظ على مخصصاتنا الشهرية إلى نهاية الشهر، بل وادخار جزءٍ منها للمستقبل، فإذا كنت- عزيزي القارئ- تريد أن تكون ناجحًا في إدارة ميزانيتك الشهرية فما عليك إلّا فعل الآتي:
أولًا: أكتب بالتفصيل ما أنفقته، وما تريد إنفاقه؟ ثم أسأل نفسك، هل الذي أنفقته داخلا في الإسراف أم الوسطية في الإنفاق؟ وذلك مهم جدا حتى تعرف كم أنفقت وفيما أنفقت؟ وما هو مصير ميزانيتك؟ وكيف تصرفها في المكان المناسب؟ ثانيًا: حاول أن تقيم ميزانيتك في كل شهر، وذلك بأن تعرف جيدًا ماهي احتياجاتك الضرورية، وكم تحتاج أن تصرف من أجلها؟ ثالثًا: ادخر من دخلك وميزانيتك شيئا ولوكان ذلك قليلاً لمستقبلك ومستقبل أسرتك، فذلك حتما سيعينك في يوم حاجتك حتى لا تحتاج إلى غيرك. رابعًا: حاول أن توازن بين مصروفاتك ومدخولاتك، حتى تكون وسطيا فيما تنفقه على أسرتك ومن يلوذون بك، بعيدًا عن الإسراف والتبذير بحيث تكون مصروفاتك بقدر حاجتك. خامسًا: اشترِ دائمًا ما تحتاج إليه وليس ما ترغب إليه (الأفضل أن تكون العبارة: ما ترغب فيه)، فإن الرغبة لدى الإنسان متوفرة بشكل دائم وليس لها نهاية معينة، ومن الصعب للإنسان أن يشتري كل ما ترغب فيه نفسه في الحياة. سادسًا: لا تلهث وراء الموضة الحديثة فإن الانجرار وراء الموضة وإعلاناتها الزائفة سيجعلك تفقد الكثير والكثير من ميزانيتك، ومن يفقد ميزانيته حتما لن يستطيع إدارة شؤونه الأسرية بالشكل المطلوب، وبالتالي سيضطر إلى البحث عن ما في أيدي الناس حتى يغطي وضعه الأسري والاجتماعي. سابعًا: رتب أولوياتك في الانفاق، فهناك المهم والأهم وعلى العاقل أن يختار الأهم، حتى يتمكن من السير بخطا ثابته في الحفاظ على ميزانيته في الداخل الأسري. ثامنًا: كن مقتصدا في ما تنفق، واحذر التبذير في المال فإنه سبب من أسباب زوال الميزانية بشكل أسرع. تاسعًا: خطط مُسبقًا ما تريد شراءه قبل الشراء، وعليك أن لا تشتري سوى ما تريد، فذلك يساعدك على حفظ ميزانيتك من الضياع والهدر المالي. عاشرًا: استفد من الخدمات المجانية التي تقدمها الحكومات والشركات الأهلية لأفراد المجتمع، فذلك في حد ذاته يوفر لك الكثير من ميزانيتك، بل ويحافظ على دخلك الأسري من الهدر في الإنفاق، وعلى سبيل المثال: سجل أبنائك في المدارس الحكومية المجانية، واستفد من العلاج في المستشفيات الحكومية المجانية، التي تقدم العلاج والدواء للمواطنين بالمجان. إحدى عشر: قلل من زيارة المطاعم والأسواق فإن زيارتها المتكررة حتما ستجعلك تهدر المال من حيث لا تدري وتشعر. اثني عشر: قلل من استهلاكك للماء والكهرباء بقدر الإمكان فذلك يضر بميزانيتك الأسرية ويجعلها تنفد بشكل أسرع.كم هو جميل أن يكون الإنسان في أسرته على قدر عالٍ من الوعي والحكمة والدراية، في إدارة شؤونه العائلية والأسرية، خصوصًا من الناحية المادية وذلك ليتمكن من العيش الكريم، والاستقرار والاطمئنان والنجاح الأسري بعيدا عن المكدرات والمنغصات التي قد تكون من أهم أسبابها فقدان الميزانية وفقدان البركة في الأسرة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
هكذا تكون التربية!
هكذا تكون #التربية!
بقلم: د #ذوقان_عبيدات 
في احتفال #جمعية_قرى_الأطفال 
SOS مساء الخميس
لتكريم خريجيهم، يمكنك أن تكتشف كل شيء عن القرية:
التربية، الوعي ، العلاقات البينية،
الإدارة العليا، والإدارة التنفيذية،
الأطفال، البيئة المحلية….
هذه كلها مدخل حديثي!
(١)
ماذا يفعلون في ال SOS؟
بدعوة من المهندس مصطفى الوشاح، رئيس مجلس الإدارة، حضرت، بل شاركت في ثلاث فعاليات في قرية إربد! الاطلاع على مشروع بيئي أخضر، والاجتماع مع “الأمهات”، وما أدراك ما الأمهات!!!وكان النشاط الثالث حفل تكريم الخريجين.
هذه المشاركة،جعلتني أفهم بعمق ماذا يجري في قرى الأطفال؟ولماذا هذا النجاح؟
حضر الحفل عدد من ذوي العلاقة من البيئة المحلية، وفي هذا دلالة!!
(٢)
مدير كهرباء إربد
المهندس بشار التميمي عامل فهم الدور التربوي والإنساني والأخلاقي لقرى الأطفال؛ ولذلك يقوم بدعم كبير لتوفير فرص عمل لخريجي القرية من فتيات وشباب، حيث بلغ عدد خريجي القرية من العاملين عشر فتيات يعملن في مختلف أعمال صيانة الأعمدة، والشبكات، وغيرها من الأعمال الفنية التي لم ترتدها المرأة الأردنية من قبل!! وبشكل ريادي!
شكرًا بشار التميمي! فتحت مدخلًا قد يكون ملهمًا لشركات أخرى، لتسهيل توظيف خريجي القرية! إنها المسؤولية المجتمعية الرائدة للشركة!
(٣)
العلاقات البينية
ومن دون مجاملة، قرية يسودها الحب، ويمنع فيها سلوكات شائعة في مدارسنا، ومجتمعنا. فأطفال القرية محميون بأخلاق مهنية أولًا، وبأخلاق قانونية ثانيًا.
فالقرية للأطفال، وكل ما عداهم عاملون من أجلهم.
في حديث “أمهات”القرية، تشعر بحضور الإنسانية التي فقدناها في سلوكيات مجتمعنا.
في حديثهم، تشعر أنك أمام أمهات حقيقيات يفقن حبًا وتأهيلًا الأمهات البيولوجيات للأطفال!! ترى دموع الأمهات وهن يتحدثن عن أطفالهن!
يمكن القول: إن بيئة قرى SOS
تفوق كثيرًا الأسر العادية في المسؤولية، والمعرفة، والنجاح التربوي!
(٤)
صور من نجاحات “المداداة!
ما يعكس نجاحًا مفقودًا في مؤسّساتنا الرسمية، هو هذا النمط من العلاقات البينية:
مجلس إدارة- العاملين
الأمهات – الأطفال .
الأطفال-الأطفال.
القرية-المجتمع.
ولكي لا أذهب بعيدًا:
كانت الأمهات غير البيولوجيات يدمعن، وهن يتحدثن عن أبنائهن.
وتسمع كلمة “ماما” من شباب وهم يخاطبون أمهاتهم. تسمع كلمة “أختي وأخي” وهم يتحدثون عن أحوالهم.
صدّق! أو لا تصدق! سألت فتاة خريجة لغة عربية في جامعة اليرموك عما إذا كانت تقبل بعمل في عمان! أجابت بقوة: لا أستطيع ترك إخواني، وأمي في إربد!!!
حين تسمع مثل هذا الكلام! وحين ترى أن العلاقات الأسرية في أسَر SOS هكذا! فإنك تقول: أي نجاح ذلك الذي يحدث؟ وأي أسرة بديلة تلك التي احتضنت هؤلاء الأطفال؟
مديري القرى ومديراتها شكرًا.
مديرة الحماية والبرامج شكرًا.
مديرة الإعلام والتسويق شكرًا.
وفي الأصل: أيتها الأمهات شكرًا.
مجلس الإدارة شكرًا.
مهندس وشاح شكرًا.
رنا الزعبي الكبيرة شكرًا
مواطن يحييكم جميعًا!
مواطن يأمل أن تمتد أساليبكم التربوية، وروحها إلى مختلف مؤسسات التنشئة: الأسر، والمدارس والجمعيات!
قالت إحدى الأمهات: والله إني
“بداديهم مداداة “!!
ليتنا “ندادي” جميع أطفالنا أيتها الأم العظيمة!!
فهمت عليّ؟!!
 المنتخب الوطني العراقي لكرة السلة يستعد لتصفيات كأس العالم
المنتخب الوطني العراقي لكرة السلة يستعد لتصفيات كأس العالم