جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-02@21:44:47 GMT

كيف تدير ميزانية أسرتك؟

تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT

كيف تدير ميزانية أسرتك؟

 

جابر حسين العماني

Jaber.alomani14@gmail.com

 

الإنسان في عالمه الأسري والاجتماعي عليه أن يكون مُنظمًا في جميع حالاته، لما لذلك من آثار، ومن بينها عليه أن يكون منظمًا في موارده المالية التي ينفقها، بعيدًا عن الإسراف والتبذير، حتى يتمكن من السيطرة الكاملة على توفير احتياجات أفراد أسرته بدراية وحكمة وعقلانية، بحيث يكون عارفًا كيف يسير بأسرته نحو حياة أفضل وأجمل وأكمل على المستويين الأسري والاجتماعي.

اليوم.. عندما نتأمل أحوال البعض وكيف يديرون ميزانياتهم الأسرية نجدهم يشتكون كثيرًا من انتهاء رواتبهم ومخصصاتهم المالية قبل حلول منتصف الشهر، وذلك لأسباب عدة، ومن أهم تلك الأسباب الإسراف والتبذير بالرغم من أن الله تعالى يقول في كتابه: "وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا" (الفرقان: 67).

وعلى الإنسان أن يكون وسطيًا في حياته الأسرية، خصوصًا فيما يصرفه وينفقه على أفراد أسرته، لذا ينبغي عليه أن يكون متعلما كيف يدير حياته المادية في داخل الأسرة وخارجها، وذلك لا يكون إلا باستخدام الميزانية عند الضرورة، وهو ما بينه خليفة المسلمين العادل الإمام علي بن أبي طالب؛ حيث قال: "أَمْسِكْ مِنَ اَلْمَالِ بِقَدْرِ ضَرُورَتِكَ وَقَدِّمِ اَلْفَضْلَ لِيَوْمِ فَاقَتِكَ"، وقال حفيد الرسالة الإمام جعفر بن محمد الصادق: "خَيْرُ نِسَائِكُمُ اَلطَّيِّبَةُ اَلرِّيحِ، اَلطَّيِّبَةُ اَلطَّبِيخِ، اَلَّتِي إِذَا أَنْفَقَتْ أَنْفَقَتْ بِمَعْرُوفٍ، وَإِنْ أَمْسَكَتْ أَمْسَكَتْ بِمَعْرُوفٍ، فَتِلْكَ عَامِلٌ مِنْ عُمَّالِ اَللَّهِ، وَعَامِلُ اَللَّهِ لاَ يَخِيبُ وَلاَ يَنْدَمُ".

أيها القارئ الكريم؛ برأيك كيف تدير ميزانية اُسرتك؟ هو سؤال مهم جدًا، وعلى الجميع التعرف على إجابته حتى يتمكنوا من إدارة ميزانياتهم الأسرية بالشكل المطلوب والمرغوب، بحيث يجلب بميزانيته السعادة والراحة والاطمئنان لأسرته، وهنا لا بُد من التعرف على بعض النقاط المُهمة التي تبين لنا كيف نستطيع إدارة ميزانياتنا الأسرية والحفاظ على مخصصاتنا الشهرية إلى نهاية الشهر، بل وادخار جزءٍ منها للمستقبل، فإذا كنت- عزيزي القارئ- تريد أن تكون ناجحًا في إدارة ميزانيتك الشهرية فما عليك إلّا فعل الآتي:

أولًا: أكتب بالتفصيل ما أنفقته، وما تريد إنفاقه؟ ثم أسأل نفسك، هل الذي أنفقته داخلا في الإسراف أم الوسطية في الإنفاق؟ وذلك مهم جدا حتى تعرف كم أنفقت وفيما أنفقت؟ وما هو مصير ميزانيتك؟ وكيف تصرفها في المكان المناسب؟ ثانيًا: حاول أن تقيم ميزانيتك في كل شهر، وذلك بأن تعرف جيدًا ماهي احتياجاتك الضرورية، وكم تحتاج أن تصرف من أجلها؟ ثالثًا: ادخر من دخلك وميزانيتك شيئا ولوكان ذلك قليلاً لمستقبلك ومستقبل أسرتك، فذلك حتما سيعينك في يوم حاجتك حتى لا تحتاج إلى غيرك. رابعًا: حاول أن توازن بين مصروفاتك ومدخولاتك، حتى تكون وسطيا فيما تنفقه على أسرتك ومن يلوذون بك، بعيدًا عن الإسراف والتبذير بحيث تكون مصروفاتك بقدر حاجتك. خامسًا: اشترِ دائمًا ما تحتاج إليه وليس ما ترغب إليه (الأفضل أن تكون العبارة: ما ترغب فيه)، فإن الرغبة لدى الإنسان متوفرة بشكل دائم وليس لها نهاية معينة، ومن الصعب للإنسان أن يشتري كل ما ترغب فيه نفسه في الحياة. سادسًا: لا تلهث وراء الموضة الحديثة فإن الانجرار وراء الموضة وإعلاناتها الزائفة سيجعلك تفقد الكثير والكثير من ميزانيتك، ومن يفقد ميزانيته حتما لن يستطيع إدارة شؤونه الأسرية بالشكل المطلوب، وبالتالي سيضطر إلى البحث عن ما في أيدي الناس حتى يغطي وضعه الأسري والاجتماعي. سابعًا: رتب أولوياتك في الانفاق، فهناك المهم والأهم وعلى العاقل أن يختار الأهم، حتى يتمكن من السير بخطا ثابته في الحفاظ على ميزانيته في الداخل الأسري. ثامنًا: كن مقتصدا في ما تنفق، واحذر التبذير في المال فإنه سبب من أسباب زوال الميزانية بشكل أسرع. تاسعًا: خطط مُسبقًا ما تريد شراءه قبل الشراء، وعليك أن لا تشتري سوى ما تريد، فذلك يساعدك على حفظ ميزانيتك من الضياع والهدر المالي. عاشرًا: استفد من الخدمات المجانية التي تقدمها الحكومات والشركات الأهلية لأفراد المجتمع، فذلك في حد ذاته يوفر لك الكثير من ميزانيتك، بل ويحافظ على دخلك الأسري من الهدر في الإنفاق، وعلى سبيل المثال: سجل أبنائك في المدارس الحكومية المجانية، واستفد من العلاج في المستشفيات الحكومية المجانية، التي تقدم العلاج والدواء للمواطنين بالمجان. إحدى عشر: قلل من زيارة المطاعم والأسواق فإن زيارتها المتكررة حتما ستجعلك تهدر المال من حيث لا تدري وتشعر. اثني عشر: قلل من استهلاكك للماء والكهرباء بقدر الإمكان فذلك يضر بميزانيتك الأسرية ويجعلها تنفد بشكل أسرع.

كم هو جميل أن يكون الإنسان في أسرته على قدر عالٍ من الوعي والحكمة والدراية، في إدارة شؤونه العائلية والأسرية، خصوصًا من الناحية المادية وذلك ليتمكن من العيش الكريم، والاستقرار والاطمئنان والنجاح الأسري بعيدا عن المكدرات والمنغصات التي قد تكون من أهم أسبابها فقدان الميزانية وفقدان البركة في الأسرة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مناقشة آليات الإحالة والتسليم للأطفال فاقدي الرعاية الأسرية

مسقط- الرؤية

نظّمت وزارة التنمية الاجتماعية ممثلة في دائرة شؤون الطفل اللقاء المشترك لمناقشة آليات الإحالة والتسليم للأطفال فاقدي الرعاية الأسرية، وذلك بحضور السيدة معاني بنت عبدالله البوسعيدية المديرة العامة للتنمية الأسرية بوزارة التنمية الاجتماعية، وعدد من ممثلي الجهات الشريكة المتمثلة في المجلس الأعلى للقضاء، والادعاء العام، وشرطة عمان السلطانية، ووزارة الصحة، والمختصين العاملين في مجال الطفولة من الوزارة.

وهدف اللقاء الذي أقيم في المركز الوطني للتوحد إلى تعزيز التعاون والشراكة الفعّالة بين وزارة التنمية الاجتماعية، وشرطة عمان السلطانية، والمؤسسات الصحية، والذي  يسهم في تحسين خدمات الأطفال مجهولي النسب من خلال توفير بيئة آمنة للأطفال، وتبسيط الإجراءات لتوثيق هويّة الأطفال مجهولي النسب وتأمين حصولهم على الرعاية الكاملة والخدمات الأساسية دون تمييز، وتحديد الهويّة من خلال تسجيل وتوثيق هويتهم بطرق فعّالة لتسهيل تقديم الخدمات اللازمة، والتنسيق الفعّال بين الجهات الشريكة للحد من الفجوات، وتحسين الرصد والمتابعة من خلال تمكين الجهات المختلفة من مشاركة المعلومات ورصد الحالات ومتابعتها بشكل فعّال.

وشاهد الحضور عرضا مرئيا جسّد قصة رعاية أسرة حاضنة لطفل فاقد للرعاية الأسرية، وقدمت عائشة بنت منصور البحرية رئيسة قسم الرعاية البديلة بوزارة التنمية الاجتماعية، ورقة عمل تعريفية حول "نظام الرعاية البديلة في سلطنة عمان"، تناولت فيها انطلاقة تطبيق النظام عام 1988م، وتعديله عام 2007م، وصولًا إلى صدور قانون الطفل 2019م، والتعريف بمفهوم الرعاية البديلة في قانون الطفل وهي الخدمات التي تقدّم للطفل المحروم بصفة مؤقتة أو دائمة من أسرته الطبيعية كاليتيم أو مجهول الأب أو مجهول الأبوين، ويتم ذلك من خلال نظام دار الرعاية المتمثل في مركز رعاية الطفولة وبيوت الشباب، أو نظام الكفالة التي تشمل الكفالة المادية، والتعليمية، والاجتماعية، والمهنية، والصحية، أو نظام الأسر الحاضنة الذي يضم طفل أو أكثر إلى كنف أسرة تتوفر فيها كافة معايير ومقومات الاحتضان الآمن.

واستعرضت البحرية المخطط الإجرائي لاستلام طفل مجهول الأبوين المتمثل في العثور على الطفل، وإبلاغ شرطة عمان السلطانية، وإحالته إلى أقرب مؤسسة صحية للتأكد من سلامته، وتقديم العلاج له في الحالات الطبية الطارئة، إلى جانب كتابة تقرير طبي عن حالته، وصولًا إلى وزارة التنمية الاجتماعية، والتي بدورها تقوم بمراجعة مستندات الطفل وتسجيله، وترشيح أسرة لاحتضانه، كما استعرضت ورقة العمل إجراءات نقل وتسليم واستخراج الوثائق الثبوتية للأطفال مجهولي الأب في المؤسسات الثبوتية للأطفال مجهولي الأب المولودين في المؤسسات الصحية، وإجراءات استخراج وثائق ثبوتية للأطفال المولودين خارج المؤسسات الصحية، إلى جانب استعراض  إجراءات ترحيل الأطفال مجهولي الأب لأمهات غير عمانيات.

 







 

مقالات مشابهة

  • مناقشة آليات الإحالة والتسليم للأطفال فاقدي الرعاية الأسرية
  • بعد حادث قتل مراهقة لشقيقها.. ما أهمية مراقبة استخدام الإنترنت والتوعية الأسرية؟
  • عضو الأزهر العالمي للفتوى: الأحكام الشرعية للحفاظ على العلاقات الأسرية
  • مُحافظ الخرج يستقبل مجلس إدارة جمعية التنمية الأسرية بالمحافظة
  • الحوار الأسري والانحراف
  • تخصيص جماعة تارودانت المنكوبة ميزانية لدعم فلسطين يثير الإستغراب وغضب الساكنة (وثيقة)
  • إسرائيل تسلم قائمة الأسري الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم إلى حماس
  • يناقشها مسلسل ساعته وتاريخه 2.. علامات تكشف تعرض الأطفال للعنف الأسري
  • تأثير التكنولوجيا على العلاقات الأسرية في العصر الرقمي.. خبيرة توضح
  • طرق تساعد على مواجهة العنف الأسري.. تناقشه الحلقة الأولى من «ساعته وتاريخه 2»