جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-29@11:24:24 GMT

الأقصى لنا

تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT

الأقصى لنا

 

د. خالد بن علي الخوالدي

 

موقف مشرف وحازم وعادل لحكومتنا الرشيدة في سلطنة عمان لكل ما يحدث مع إخواننا في دولة فلسطين عامة وفي غزة العزة خاصة، أننا نؤمن جميعًا بأن قضية الأقصى وقضية فلسطين هي قضيتنا الأولى كعمانيين وعرب ومسلمين، وليست مسؤولية أي حركة أو حزب أو دولة بعينها، وما يحدث من قتال وحرب هو حق طبيعي لأي دولة محتلة، والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم لذا مكانته في قلوبنا عالية ولا يزايدنا فيه أحد، وسندافع عنه وسنُقدم الغالي والنفيس من أجله.

وعلى ضوء الموقف المشرف للحكومة كانت هناك مواقف مشرفة من الشعب العماني الأبي والمقدام والكريم في شتى الجوانب، ويحق لنا أن نفخر بهذا الوقفة الرائعة من كل أطياف المُجتمع تجاه قضيتنا الأولى، ونعتز ونفتخر كعاملين في الحقل الإعلامي بالنهج الذي انتهجته جريدة الرؤية العمانية في الوقوف مع القضية وإبرازها بشكل مؤثر على صفحات الجريدة، فمنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر خصصت الجريدة الصفحة الأخيرة للتركيز على جرائم العدو الصهيوني وحققت صفحات عدة (الترند) عالميًا وتعدى تأثيرها العالم العربي والإسلامي ليصل إلى العالمية، وطالبت الجريدة بمحاكمة مجرمي الحرب نتينياهو وزمرته قبل المطالبات التي بدأتها جمهورية جنوب أفريقيا، واستمر هذا الدعم من الجريدة ومؤسسها الكريم وصاحب المواقف القوية والنبيلة الأستاذ حاتم الطائي وتوج هذا بالندوة التي أقيمت مساء الأحد من الأسبوع الحالي بعنوان "الأقصى لنا" والتي قدمها مجموعة من القامات المشهود لها والتي لها صولات وجولات في التاريخ والأدب.

نعم.. الأقصى لنا، وليسجل التاريخ الموقف الثابت والمشرف لنا كعمانيين حكومة وشعبا ومجتمعا مدنيا، فالتاريخ سوف يدون من وقف مع القضية ومن خانها ومن كان متذبذبًا، فأيام العدو الصهيوني زائلة من أرض فلسطين، وحصارهم للمسجد الأقصى سوف يزول لوجود من يدافع عنه من أحرار فلسطين والعرب والمسلمين، أيام العدو في انحسار والأمل سيشرق يوماً ما وسنفرح جميعًا بنصر الله، فقد وعد المولى سبحانه بالنصر إذا ما تحققت الأسباب، وها هي الأسباب تتطور وتتنامى يومًا بعد يوم، وها هي المقاومة تشدد الخناق على العدو الصهيوني المجرم الذي ظن يومًا ما بأنه القوة التي لا تقهر والجيش الذي لا يهزم، وانطلت هذه الكذبة على فئات عديدة من العالم إلا أصحاب الحق والفضيلة لم تنطلِ عليهم واستعدوا وأعدو العدة كما أمرهم ربهم ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾ وما تحقق بالحسابات هو نصر مؤزر للمقاومة أمام الترسانات الصهيونية والأمريكية والغربية بكل ثقلها، نصر مبين بلا خلاف ولا جدال فبعد ما يقرب من ستة أشهر لم يُحقق العدو أهدافه أبدًا؛ بل ذاق الويل والمر والعلقم بيد المجاهدين المؤمنين والصادقين والمصدقين لوعد الله.

همسة أخيرة

لا نُريد ذكر الفضل والإحسان والسخاء والبذل الذي قُدِّم من كل ولايات سلطنة عُمان فهو حق وواجب، وما أردت التركيز عليه في هذا الأمر هو ضرورة مواصلة المقاطعة من الصغير والكبير والرجال والنساء لكل المنتجات الداعمة للكيان الصهيوني، فهذا بحد ذاته جهاد ودعم ومؤازرة لقضيتنا الأولى قضية فلسطين والمسجد الأقصى المبارك. ودُمتم ودامت عُمان بخير.

 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

جبهات الإسناد تحافظ على إشغال العدو الصهيوني وربط المصير بإنهاء حرب الإبادة بغزة

يمانيون – منت
حافظت جبهات إسناد المقاومة في غزة، على مسار مُتصاعد من الإشغال العسكري للعدو الصهيوني، وربط المصير بإنهاء حرب الإبادة على القطاع المستمرة لليوم الـ356 على التوالي.

ففي الوقت الذي أرادت فيه قوى الطغيان طي صفحة الشعب الفلسطيني للأبد، وكاد العالم أن ينسى القضية الفلسطينية، فجّرت عملية “طوفان الأقصى” البطولية تداعيات جديدة هزّت العالم، وكسرت خرافة “الجيش الذي لا يقهر”، مما لفت الأنظار وجذب الأنصار وحرّك قوى المقاومة من حولها.

وحين اندلعت الحرب على قطاع غزة، وُضعت “وحدة الساحات” والتي سرعان ما انعكست نتائجها على الأرض بصورة أخذت شكلا مختلفا أطلق عليه أمين عام حزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله وصف “جبهات الإسناد”.

وفي الثامن من أكتوبر الماضي، امتدت نار معركة “طوفان الأقصى” إلى الجبهة الجنوبية في لبنان مع إعلان “حزب الله” عدم الوقوف على الحياد، كما صرّح يومها رئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين.. قائلاً: “نحن بالموقع الذي يجب أن نكون فيه”.

ومنذ اليوم الثاني لطوفان الأقصى وقبل ما يقارب العام أعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان بدء عملياتها ضد كيان العدو الصهيوني عبر الحدود الشمالية دعماً لغزة وإسناداً لمقاومتها، وحددت شروطها لوقف تلك العمليات منذ البداية بشرطين رئيسيين هما: وقف العدوان على غزة وعدم السماح بهزيمة المقاومة الفلسطينية هناك.

ونجحت المقاومة الإسلامية في لبنان- حزب الله في التأثير على مسارات المعركة، ومسارات التفاوض السياسي طوال تلك المدة، بل إنها شكلت في أوقات عديدة وخاصة في الشهور الأخيرة مع اجتياح جيش العدو الصهيوني لمعظم مناطق القطاع العامل الأكثر تاثيراً وردعاً على الصعيدين العسكري والسياسي.

وتشهد الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة 48 توتراً شديدا وتبادلا يومياً للنيران الصاروخية بين جيش العدو، وحزب الله الذي حافظ على مستوى مواجهة لا تقود بلاده إلى حرب شاملة مع العدو، مُركزاً في تهديفه العسكري على المواقع العسكرية الصهيونية في شمال فلسطين المحتلة.

غير أن المواجهة المحسوبة تحولت بمرور الوقت إلى معركة “حساب مفتوح” غداة اتساع رقعة الهجمات الصهيونية لمحاولة تحييد المقاومة الإسلامية في لبنان، وذلك بتفجير أجهزة البيجر الخاصة بعناصره، واغتيال قادته العسكريين، وشنّ غارات جوية كبيرة أسفرت عن مئات الشهداء وآلاف الجرحى من لبنان جنوبا إلى بقاعه، مروراً بالضاحية الجنوبية لبيروت، دون أن يغير ذلك من لهجة حزب الله بأن كل ما يجرى أثمان مقبولة “على طريق القدس”.

وكان من البديهي أن يُصاب كيان العدو وحليفته أمريكا بالذعر والإحباط و”الهستيريا” من تلك الفاعلية والتأثير الذي فرضته جبهة الإسناد اللبنانية، وطوال شهور من المعركة حاولوا عبثاً بالترغيب والترهيب الضغط على حزب الله لوقف هذه الجبهة، ولم تنفع عمليات القصف والاغتيال، ولا رسائل التهديد التي حملها المبعوث الأميركي في زحزحة حزب الله عن موقفه الثابت والمبدئي من إسناد غزة والصفة الغربية.

وها هي “جبهة الإسناد” اللبنانية مُستمرة حتى اليوم، كمًّا ونوعًا، فقد شكّلت جبهة لبنان الجنوبية مع الكيان الصهيوني، إسناداً فاعلاً وتكتيكياً ربط وحدة المسار بين مختلف فصائل المقاومة في غزة والضفة والعراق وسوريا وصولاً إلى اليمن، ليعلن بشكل واضح عن عمل مشترك فرضته استراتيجية “وحدة الساحات” التي سبق وأن أعلن عنها.

ومن خلال هذا العنوان، نجحت الجبهة في إنتاج واقع استراتيجي وإقليمي نقيض لما يتوقعه الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية وحليفها الكيان الغاصب.

وعلى الرغم من الغارات الصهيونية المكثفة التي أشعلت لبنان، وعدد الضحايا الكبير للحرب على لبنان، لم تخرج بيانات جبهة الإسناد اللبنانية عن أدبياتها، القائمة على “وحدة الساحات” وربط جبهة مصير لبنان بوقف حرب الإبادة على غزة.

وعلى مستوى جبهتي الإسناد اليمنية والعراقية تتصاعد عمليات التعاون بينهما على نحو مُطرد وهو أمر يبرز دور غرفة العمليات المشتركة لمحور المقاومة.. فـ”الجبهة اليمنية” جبهة مساندة لفلسطين وغزة، وقد أثبتت مواقفها وعملياتها النوعية والمتواصلة، والممتدة من البحرين الأحمر والعربي الى المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط.. أنّ بُعد المكان لا ينفي وحدة الميدان، وذلك باستهدافها للعدو الصهيوني بالصواريخ والمسيرات، إضافة إلى استهداف السفن المتجهة إلى الكيان الغاصب، بهدف اجباره على وقف عدوانه على القطاع ورفع الحصار عنه.

وعملت الجبهة اليمنية على محاصرة العدو الصهيوني اقتصادياً، نتيجة التأثير المتتالي لضربات القوات المسلحة اليمنية في ممرات الملاحة بالبحر الأحمر وخليج عدن وصولاً إلى المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، التي تستهدف السفن الصهيونية التجارية أو التي تتعامل شركاتها مع العدو، فانعدم النشاط التجاري في ميناء إيلات الإستراتيجي، وتوقف استقبال السفن والحاويات، مما دفعه نحو واجهة الإفلاس.

ووفق الرئيس التنفيذي لميناء إيلات غدعون غولبر، بلغت خسائر الميناء بلغ (14 مليون دولار)، قابلة للزيادة.. كما امتد تأثير الضربات اليمنية إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث أكدت أكثر من 22 شركة عالمية متخصصة بالنقل البحري في أوروبا وآسيا ارتفاع أجور الشحن بين آسيا وأوروبا بأكثر من 173 في المائة، وفق بيانات رسمية.

ويأتي هذا الارتفاع نتيجة تحويل السفن إلى طرق بديلة حول إفريقيا وهو ما يضيف أكثر من 11 ألف ميل بحري لكل رحلة، وهو ما يعني بلغة الأرقام زيادة تقدر بنحو مليون دولار في تكاليف الوقود لكل رحلة.

وتفيد معطيات نشرتها القوات المسلحة اليمنية، باستهداف أكثر من 166 سفينة مرتبطة بالعدو الصهيوني والولايات المتحدة وبريطانيا منذ نوفمبر الماضي.

أما الجبهة العراقية فقد أشاد بها قائد الثورة السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، في خطابه اليوم الخميس.. قائلاً: إن جبهة الإسناد العراقية، قوية ومهمة.. مُشيراً إلى تنفيذ نحو 40 هجوماً بصواريخ باليستية ومجنحة ومسيرة.

وقال السيد عبدالملك: إن “جبهة الإسناد العراقية قوية وعملياتها مهمة ومؤثرة وفي تصاعد ملحوظ من غور الأردن إلى أم الرشراش وباتجاه حيفا وغيرها”.. مضيفاً: إن “البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن أصبحت مناطق محظورة تماما على العدوين الصهيوني والأمريكي”.

وشدد على أنه “طالما استمر العدوان على غزة ستبقى جبهات الإسناد كلها مستمرة، ولن نتوانى في إسناد غزة ولبنان وحزب الله”.

وعلى الجبهتين السورية والعراقية كان الإسناد باستهداف القواعد الأمريكية للضغط على إدارة بايدن الداعمة الأساسية لحكومة الحرب الصهيونية، وكذلك بقصف أهداف داخل فلسطين المحتلة.. وبذلك كرّست المقاومة في لبنان واليمن والعراق والضفة الغربية مفهوم “جبهة الإسناد” لجبهة رئيسية في القطاع الصامد.

ويُرسل الواقع العملياتي الذي أعدّته قوى المقاومة من خطّة الجهوزيّة والتصعيد وما اختزنته من مفاجآت، رسالة للعدو الصهيوني والقوى الداعمة له، مضمونها أنها لا تزال تمتلك الكثير من أوراق القوة في مواجهة كيان العدو وجيشه الذي يتخبط بأزماته على كل الصعد والجبهات.. في حين ما زالت قوى المقاومة الفلسطينية تملك زمام المبادرة، وفي تراب رفح وغزة ستدفن كل مزاعم وأوهام نتنياهو وجيشه.

وفي ظلّ هذا الواقع وتلك النتائج التي وصلت إليها المعركة وانسداد الأفق للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يمكّن واشنطن و”تل أبيب” من تغيير المعادلات وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وفي ظلّ عجز الإدارة الأمريكية أمام نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لم تجد الولايات المتحدة مناصاً من السير مع نتنياهو في خططه الجديدة للهروب من شبح الهزيمة عبر توسيع الصراع ونقل المعركة إلى لبنان.

الجدير ذكره أن جبهات الإسناد لغزة مستمرة في عملياتها ما لم تتوقف حرب الإبادة في غزة، باعتبارها فاعل أساسي بالمعركة الجارية، ودورها كشريك رئيسي لم يعد في سياق الفعل المُساند، بل أن دورها لن يتوقف إلّا بانتهاء حرب الإبادة الصهيونية.
————————————————————–
– السياسية – عبدالله المراني

مقالات مشابهة

  • ادانات واسعة لاغتيال نصر الله وتحميل العدو الصهيوني مسؤولية التداعيات الخطيرة على المنطقة
  • صدى العدوان الإسرائيلي على لبنان: ما الذي قد يخفيه موقف اليمن؟
  • تحالف الأحزاب المناهضة للعدوان: نصر الله قاد جهادًا مستمرًا ضد العدو الصهيوني
  • جيش العدو الصهيوني يُقر بإلقاء 85 قنبلة لاغتيال السيد نصرالله
  • حماس تنعى الشهيد السيد نصرالله وتؤكد أن اغتياله لن يزيد المقاومة إلا قوة
  • حزب الله يقصف تل أبيب رداً على استهداف العدو الصهيوني الضاحية الجنوبية
  • العدوان الصهيوني يفتح الباب لحرب مفتوحة وشاملة
  • لجان المقاومةفي فلسطين:ضرب يافا وعسقلان أصابا الوعي الصهيوني بالرعب
  • جبهات الإسناد تحافظ على إشغال العدو الصهيوني وربط المصير بإنهاء حرب الإبادة بغزة
  • استشهاد 60 شخصا وإصابة 81 آخرين اثر عدوان العدو الصهيوني على لبنان اليوم