2- البدايات المتوجسة
في كتابه "تونس والفرص المهدورة"، يقول الأمين العام السابق للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي: "منذ 2011 كانت هناك مؤشرات كثيرة على تقدم الإسلام السياسي الذي لم يكن يُخفي العداوة لبعض الأحزاب وبعض المنظمات ومن ضمنها الاتحاد العام التونسي للشغل. وعلى الرغم من أن الاتحاد لم يكن طرفا في انتخاب المجلس التأسيسي فقد كانت هناك هجومات على قيادات الاتحاد، وكانت كل الدلائل تشير إلى أن الاتحاد سيمر بفترات صعبة في مواجهة الإسلام السياسي" (ص157).
يبدو من خلال هذا الكلام بأن عقلا أيديولوجيا كان متحفّزا منذ البداية لمواجهة الإسلام السياسي بناء على تصور سلبي حوله، بل على تبني صورة مُخيفة حوله تهدد السلم الأهلي والمجتمع المدني والحقوق والحريات، وهو موقف لا يقوله فقط أغلب قادة الاتحاد وإنما أيضا تقوله قيادات سياسية ذات انتماء أيديولوجي منغلق.
في كتابه: "الانتقال الديمقراطي مشروعان للدولة والمجتمع"، تحدث الوجه اليساري المعروف محمد الكيلاني عن أن المشهد السياسي منذ انتخابات 2011 كان يشي بوجود معركة بين تيارين متناقضين؛ تيار حداثي ديمقراطي وتيار محافظ، يقول: "وما إن تمت المصادقة على النظام الداخلي للمجلس وتكوين اللجان حتى بدأ العمل الخاص بإعداد الدستور. نحن إذا إزاء حالة توثّب أيديولوجي منذ البداية، ومن كان متوجسا من حركة سياسية فازت بأول انتخابات نزيهة لا يمكن أن يظل مطمئنا متابعا للمشهد ولا حتى متفاعلا معه بمنهج نقدي هادئ استعدادا لانتخابات قادمةوكانت مهمته الأولى تتمثل في وضع الإطار العام للقانون الدستوري، ومن ثمّ انطلق الصراع بين مشروعين مجتمعيَّين وتصوّرين للحكم، واحد يُعِدّ لفرض نمط مجتمعي غريب عن مسار تطور المجتمع التونسي ونُقلاته الحضارية والثقافية والاجتماعية ويؤسس لنظام حكم استبدادي باسم الدين، تتزعمه حركة النهضة، والثاني يدافع عن الجمهورية ومكاسبها ويعمل من أجل تأصيل مبادئ وقيم الانتقال الديمقراطي للجمهورية، بما يتماشى والتطور التاريخي للشعب التونسي، والأسس التي تقوم عليها مؤسساتها، وهو المشروع الذي تتبناه وتدافع عنه كل القوى الديمقراطية، الليبرالية واليسارية" (ص94-95).
نحن إذا إزاء حالة توثّب أيديولوجي منذ البداية، ومن كان متوجسا من حركة سياسية فازت بأول انتخابات نزيهة لا يمكن أن يظل مطمئنا متابعا للمشهد ولا حتى متفاعلا معه بمنهج نقدي هادئ استعدادا لانتخابات قادمة.
ولما كانت لكل المعارك جذورها التاريخية، فليس من العسير العثورُ على جذور العداوة بين الإسلاميين وقوى اليسار، فالمعركة تعود نشأتُها إلى أواخر السبعينات داخل الحرم الجامعي، حيث شهدت أجزاء عديدة من الجامعة التونسية مواجهات عنيفة بين الجبهتين، ومن عايش تلك الفترة يتذكر جيدا أن رموز اليسار كانوا يرفضون وجود طرف طلابي ذي مرجعية إسلامية يمارس النشاط النقابي أو النشاط السياسي داخل الحرم الجامعي.
ولعل ذاك الرفض يعود إلى الشعور بـ"استعلاء نضالي" لسبق قوى يسارية إلى معارضة نظام بورقيبة والتعرض لمحاكمات سياسية وملاحقات أمنية، فقد كانت محاكمة جماعة البريسبكتيف سنة 1972 أول محاكمة لتيار فكري في تونس، (في حين صُنّفت محاكمة 1962 بكونها ذات طابع عسكري "انقلابي")، ولم يستطع التيار الإسلامي فرض حضوره إلا بسياسة منع المنع أي مواجهة العنف بالعنف، وكان اليسار يعتبر عنفه ثوريا في حين يصف عنف خصومه بكونه رجعيا.
لقد تحالف جُلّ اليساريين مع نظام بن علي في مواجهة الحركة الإسلامية، خاصة حين كشفت انتخابات 2 نيسان/ أبريل 1989 عن كون التيار الإسلامي يحظى بشعبية واسعة لا ينافسه فيها لا اليساريون ولا العروبيون ولا النظام الجديد.
ولا يختلف الأمر سواء أكان ذاك التحالف خضوعا لسلطة بن علي أو كان عن وعي واختيار، فقد كان ثمة تبرير للتحالف مع السلطة الجديدة وهو الاستفادة من قوة الدولة لمواجهة الإسلاميين، لكونهم يمثلون مشروعا اجتماعيا مناقضا لمشروع السلطة وحلفائها.
في كتابه "ماذا فعلنا بالديمقراطية" يقول عامر بوعزة: "نعم احتفلنا بالسابع من نوفمبر لأن المضامين التي طرحها بيانُه كانت تمثل أعلى المطامح آنذاك، ولا يختلف عاقلان في وجاهتها، ثم أصبح ذلك اليومُ مهرجانا للإنجازات الجديدة، وارتبطت به كل الأحداث المهمة في تاريخنا الثقافي والإعلامي، فلِمَ لا نحتفل؟ احتفلنا بمشروع كنا نؤمن به ولم يُجبرنا أحد على ذلك (لا تصدقوا ما يقولونه لكم اليوم)، فالوقوف في وجه الظلاميين والإرهابيين كان مشروعا مجتمعيا، ولم يكن مجرد نزوة رئاسية أو حلم طاغية مستبد. كنا شركاء في فكرة الدولة المدنية والحداثة والتقدم والسيادة الوطنية، وكنا متفقين على إبعاد الإسلاميين من مواقع النفوذ، ومنع الحجاب، وملاحقة أصحاب اللحى تحت وطأة الخوف من زجاجات الماء الحارق والأمواس الطبية التي تستهدف مؤخرات الحسناوات في شوارع المدن" (ص 36).
هذا اعتراف شجاع ويمكن فهمُه سياسيا، فكل ذي مشروع فكري وكل ذي مفهوم للدولة وللحكم يبحث عن أيسر السبل وأقلها كُلفة تُمكنه من تنزيل رؤيته ومن تحقيق مشروعه، خاصة وقد جَرّبت مختلفُ التيارات أسلوبَ المواجهة مع السلطة وانتهت إلى قناعة بأنها إنما كانت تواجه الدولة، وقد دفعت كل التيارات المعارضة لأنظمتها في بلدانها أثمانا كبيرة سواء في الشهداء أو في الحريات وحتى في مصالحها المادية وحقوقها في الملكية وفي الشغل وفي السفر.
بعض الأنظمة السياسية تستفيد من الخصومات الأيديولوجية بين التيارات المعارضة لها، فتقرّب إليها من تجد فيها استعدادا أكثر للتعاون معها وغالبا تستعمله ذراعا لمواجهة الخصم المشترك.
لقد كان الإسلاميون بداية الثمانينات يتهمون اليسار بكونه عميلا للنظام وبكونه يستقوى بأحد الوزراء المقرَّبين لبورقيبة وهو محمد الصياح الذي يُحسب على اليسار، وبالمقابل كان خصوم الإسلاميين يتهمونهم بكونهم عملاء للنظام ويستقوون بالوزير الأول محمد مزالي، وكان ذا نزوع عروبي إسلامي وهو من حاول تخفيف التوتر بين بورقيبة والحركة الإسلامية بعد محاكمات 1981.
ما حدث بعد انتخابات 2011 هو عملية استئناف للصراع الأيديولوجي القديم الذي توقف بفعل الغلبة، حين تحولت المعركة من رحاب الجامعة بين فصائل طلابية لتصبح معركة بين أجهزة الدولة وحركة سياسية.
في إحدى مشاركاته بإحدى القنوات التونسية وصف محمد عبو ما كان يحدث أيام المجلس التأسيسي بأنه بقية خصومة بين فصائل طلابية ستستغرق وقتها وتنتهي.
ثمة عامل مهم جدا ساهم في اضطراب الرؤية لدى عموم الشعب التونسي، وفي فقدان المعايير للحكم على الظواهر وعلى الأشخاص والحركات، فالمجتمع التونسي لم يكن مجتمعا سياسيا ولا مجتمعا ثقافيا بسبب ما تعرّض له طيلة عقدين سابقين من إغراق متعمّد في التفاهة والسّخف والسطحية، سواء عن طريق برامج تلفزية سخيفة أو عن طريق التضييق على أصحاب الفكر وعلى دعاة الديمقراطية من معارضي السلطة.
وحده جيل المعارك الطلابية كان جاهزا برؤيته القديمة وبقاموسه الذي كفّ عن استعماله بعد أن حسم بن علي معركته مع الحركة الإسلامية عن طريق المحاكمات والتضييق، جيل المعارك الطلابية الذي أنتج مناضلين وقادة سياسيين لم يتحرر من إرث الخصومات القديمة، لقد كانت أجواء الحرية سانحة لاستئناف الصراع.
بدأت المعركة باكرا وحتى قبل انتخابات 23 تشرين الأول/ أكتوبر 2011، فقد حصلت محاولات قطع الطريق على التيار الإسلامي الذي تتجه الأنظار إليه كمحرك للأحداث، وقد تحدث بن علي في كلمته يوم 13 كانون الثاني/ يناير عن ذلك وباركت أغلبُ الأحزاب والشخصيات ورابطة حقوق الإنسان ما قدمه بن علي من وعود بعدم الترشح لرئاسية 2014 والتزام باحترام حرية الاعلام وبمقاومة الفساد واحترام التعددية، وحتى بعد خروج بن علي من البلاد كانت هناك محاولات مع رئيس الحكومة يومها محمد الغنوشي للخروج من المأزق، مأزق السلطة وحلفائها.
في كتابه "لعنة القصبة" يقول الكاتب لطفي اليوسفي، وقد كان مديرا لديوان الوزير الأول محمد الغنوشي من شباط/ فبراير 2010 إلى شباط/ فبراير 2011: "وبحكم علاقتي القديمة ببعض الشخصيات السياسية ومن المجتمع المدني فقد توليت ربط الصلة بينهم وبين الوزير الأول وتنظيم لقاءات له معهم لتدارس الوضع واستشراف آفاقه، ومنهم محمد الكيلاني الأمين العام للحزب الاشتراكي، ونوفل الزيادي الوجه الطلابي والسياسي المعروف، ومختار الطريفي رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، وبشير العبيدي أحد رموز الحوض المنجمي وغيرهم" (ص 43).
لم ينقطع الحبل السري بين السلطة وحلفائها حتى بعد هروب بن علي، فالحلفاء أولئك لم يتخلوا عن فكرة كونهم شركاء السلطة وعن كون المصير مشتركا وأيضا عن كون العدو واحدا، إنه العدو الذي تحالفوا ضدّه على قاعدة بيان السابع من تشرين الأول/ نوفمبر كما يؤكد ذلك عامر بوعزة في كتابه: ماذا فعلنا بالديمقراطية؟
لم ينقطع الحبل السري بين السلطة وحلفائها حتى بعد هروب بن علي، فالحلفاء أولئك لم يتخلوا عن فكرة كونهم شركاء السلطة وعن كون المصير مشتركا وأيضا عن كون العدو واحدا، إنه العدو الذي تحالفوا ضدّه
طالما كان الأمر صراعا سياسيا وأيديولوجيا، فمُنتَظرٌ أن تكون التقديرات السياسية مختلفة وأن تكون التحالفات متقاطعة ومتناقضة، وليس لأحد فرضُ وجهة نظر على غيره أو رسمُ المربّع الذي يتحرك فيه أو تحديد حلفائه وأصدقائه.
فما يراه الإسلاميون في تحالف خصومهم مع بن علي عمالة وخيانة؛ يراه المتحالفون أولئك خيارا استراتيجيا ذكيا وفعّالا، فالمعركة مع الإسلاميين ليست سهلة ولا تحسمها الأفكارُ فقط، لأن الإسلاميين يتحركون في بيئة تحضنهم عَقَديّا وتمدّهم كل سنة جامعية بأفواج من الطلبة الجدد تلقوا تكوينا عقديا في جِهاتهم ومعاهدهم.
لقد كان شباب النهضة في الجامعة أسرَع حركة وأقدرَ على التعبئة وأقرب إلى وجدان الطلبة وخاصة القادمين من الأرياف والطبقات الاجتماعية الضعيفة، وكانوا يفوزون دائما في انتخابات مُمثلي الطلبة في أغلب الأجزاء الجامعية. لم تكن الماركسية ولا القومية مُغرية أكثر من جاذبية خطاب الإسلاميين، وقد استطاع الطلبة الإسلاميون تطوير خطابهم ليكون أكثر ثورية وأرفعَ سقفا وأقرب إلى قضايا الأمة الإسلامية.. هذه "الغلبة" هي التي ستجعل بعض قُوى اليسار المهزوم "تُجيزُ" التحالف مع السلطة، خاصة بعد إزاحة بورقيبة وتسلم بن علي للسلطة، كان تحالفا ظاهرا في جزء منه بالمشاركة في السلطة وبالسيطرة على الاتحاد العام التونسي للشغل، وثمة جانب من التحالف خفيٌّ يتعلق أساسا بتقديم المعلومة للمساعدة في المجهود الحربي ضد الإسلاميين.
twitter.com/bahriarfaoui1
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه تونس أيديولوجيا اليساري الصراع الإسلاميين تونس الإسلاميين اليسار صراع أيديولوجيا مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی کتابه ما کان عن کون بن علی لم یکن
إقرأ أيضاً:
اين اخلاص عبد الفتاح برهان
اين اخلاص عبد الفتاح برهان
بين حب السلطة والتشبث بها وبين حب الوطن والمواطنين .
( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم ) ( رب اشرح لى صدرى ويسر لى امرى واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى ) يقينى بتجربة الخبره ومعاصرة القادة والزعماء برهان في امس الحاجه لان يكون رجل دوله رجل الدولة مهموم ومشغول بالوطن والمواطنين تجد همه الاستعانه بمسوول ممتاز قادر على الازدهار والوطن في ذات الوقت تجده متجرد من الولاء الحزبى وهو في الرئاسة لا يجوز ان يكون فوقه رئيس وهو رئيس جمهوريه وهذا مافشل فيه الرئيس المصرى السابق محمد مرسى الاخوانى كان يتحكم فيه المرشد وهذا لا يجوز تكون رئيس ويسيرك المرشد يمنة وشمالا لهذا لم يستمر اكثر من سنه ونهايته موته في السجن .
هذا من ناحية اما التشبث بحب السلطة اذكر تماما انى وجهت سؤالى مباشرة لرئيس الوزراء الاسبق الراحل المقيم الإمام الصادق المهدى قلت له:
خصومك السياسيون يتهمونكم مريض بحب السلطة متشبث بها قال لي :
ليس انا هؤلاء هم ناس الترابى .
حسنا اذا عبد الفتاح برهان غير مريض بحب السلطة لماذا رفض بتعيين شخصيتين سودانيتين متميزتين بالمهنيه والخبره والتجربه معروفين عالميا بمقدراتهم وقدراتهم في إنقاذ الاقتصاد السوداني وهما البروف بشير عمر فضل الله والدكتور التيجانى الطيب وبشير عمر فضل الله له انتخاببين كثر وهنالك في السعودية وبلدان اخرى شكلوا مؤتمرات ورشحوا بشير عمر لعبد الفتاح برهان لكنه رفض يريده كوز لازم يكون واضح من الاخوان المسلمين قالوا له :
بالعكس عندما كان وزيرا للمالبه هاجموه الاخوان ثم قام الاخوان اعتقلوه وسجنوه وهو وزير للطاقه والتعدين عندما قاموا بالانقلاب يبقى يا صديقي برهان واضح فرق كبير بين مرض حب السلطة وحب الوطن والمواطن لو كنت مخلصا تبيع الدنيا بالدين والآخرة خير وابقى تضع الرجل المناسب في المكان المناسب لهذا عندما تعيين الدكتور على يوسف وزيرا للخارجيه انطلاقا من مهنيته وتجربته وخبرته طيب اذا كان ذلك كذلك لماذا لا تعين بشير عمر يعنى عشان امه ما مصريه ولا ايه؟ المهم برهان قدامه امتحان كبير لمصداقيته وشفافته سبق ان طالبته بتعيين الدكتور الحارث ادريس الذى اعرفه من قرب زكيته بمهنيته وخبرته وتجربته الدبلوماسيه والنقابيه والقانونيه الرجل علم فى القانون الدولى والاقتصاى وقبل تعيينه كان يعمل في بريطانيا في صندوق كويتى وبعد تعيينه مندوبا دائما للسودان في الامم المتحدة الذى اثبت فيها كفاء ا مثيرا لفت انظار الداخل والخارج واشاد به بعض له في الامم المتحدة من العرب بالإضافة لاجادته النادره للغه الانجليزية وهو منذ ان كان طالبا في الجامعة جامعة الخرطوم كانوا يلقبونه بالدكشنر ليس هذا فحسب بل خطاباته فى الامم المتحدة التى تفضح المليشيا الداعمه الذى اجبر الامريكان لادانه عبد الرحيم دقلو وغيره من القيادات وكذلك الامم المتحدة وكثير من المنظمات استفادوا من الدفوعات التى تقدم بها دكتور الحارث مصحوبه بالادانات والادله والمستندات كم فضح الامارات ومعها العملاء من ناس تقدم وحمدوك وحاشيته من البغاث والمنخنقه والثعابين والثعالبه بالإضافة إلى ذلك عبد الفتاح برهان تعرفه من قرب ومن حبه للوطن والجيش .
الآن ان الاوان كثير من الذين حوله وغيرهم طالبوا فورا برئيس وزراء كاملا. وليس بالقطاعى إذن لماذا لا يتم تعيين دكتور الحارث ادريس رئيسا للوزراء ويعطيه صلاحيته المطلقه في تشكيل الحكومة ونجاحه لا يحتاج لدرس عصر .
السودان اليوم في امس الحاجه إليه وقدراته ومقدراته وامكاناته اللغويه في مخاطبة الخارج قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد.
وينكر الفم طعم الماء من سقم
بقلم
الكاتب الصحفى
عثمان الطاهر المجمر طه
باربس
elmugamar11@hotmail.com