الجزيرة:
2024-11-24@09:56:08 GMT

اكتشاف ديدان خيطية دقيقة.. تعمل كمبيدات حشرية

تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT

اكتشاف ديدان خيطية دقيقة.. تعمل كمبيدات حشرية

اكتشف فريق من الباحثين في جامعة كاليفورنيا ريفرسايد نوعا جديدا من الديدان الخيطية الصغيرة يمكنها السيطرة على آفات المحاصيل الزراعية في الأماكن الدافئة والرطبة.

ووفقا للدراسة التي نشرتها دورية بيوون المتخصصة في علم الطفيليات، فإنه يمكن استخدام هذه الديدان كمبيدات حشرية لحماية المحاصيل الزراعية عوضا عن المبيدات الكيميائية، كما أنها ليست ضارة للإنسان أو الثدييات الأخرى، ويمكن نثرها على المحاصيل، ومن السهل شراؤها.

مبيدات حيوية عوضا عن الكيميائية

المبيدات الحشرية مواد كيميائية تمنع الحشرات والأعشاب والفطريات من إتلاف المحاصيل، كما يستخدمها المزارعون لزيادة كمية المحاصيل التي يمكنهم إنتاجها. لكن الإفراط في استخدامها يشكل خطرا على صحة المزارعين والصحة العامة.

كما يمكن لهذه المبيدات أن تضر كثيرا بالنباتات، ويتجلى هذا الضرر في تغير لون الورق، أو شدة النتح المتمثل بخروج الماء على شكل بخار من أجزاء النبات المعرضة للهواء، وخصوصاً الأوراق أو السيقان أو الأزهار أو الجذور، وذلك عن طريق المسام النباتية، وهو ما سيكون له تأثيره في صحة المستهلك، إذ يمكن أن تسبب هذه المبيدات أعراضا مرضية عديدة منها تأثيرها في الجهاز العصبي، وكذلك الإصابة بالسرطان وخاصة سرطان الكبد، وتأتي هذه الأضرار من خلال تراكم المبيدات الكيميائية في النباتات ثم الحيوانات التي يتغذى عليها الإنسان.

الإفراط في المبيدات الكيميائية يشكل خطرا على صحة المزارعين والصحة العامة وصحة النباتات (غيتي)

من ناحية أخرى تفيد المعلومات عن أضرار الإفراط في استخدام المبيدات الكيميائية، بأن هذه المبيدات لا تميز بين الكائنات الضارة والنافعة، وتقتل الحشرات الضارة والنافعة معا، مما يسبب خللا في التوازن البيئي الطبيعي للبيئات الزراعية.

ومن هنا اتجه الباحثون إلى بدائل عن المبيدات الكيميائية، وذلك عن طريق استخدام ما يُعرف بالمبيدات الحيوية، فظهرت تلك التقنية التي تُستخدم فيها بعض الكائنات الدقيقة كالبكتيريا كمكافح للآفات المهاجمة للمزروعات، ومنها الديدان الخيطية المتوفرة في التربة الزراعية.

أهمية الديدان الخيطية في التربة

الديدان الخيطية -واسمها العلمي "نيماتودا"- ديدان مجهرية مستديرة يختلف حجمها من 0.2 ملم إلى بضعة أمتار، وهي من بين أكثر الحيوانات وفرة على وجه الأرض، حيث توجد في التربة والمجاري المائية والتي غالبا ما تستخدم في مكافحة الآفات لأنها تتطفل بشكل طبيعي على مختلف الآفات الحشرية مثل يرقات سوسة الديدان أو اليرقات التي تعيش في التربة.

صورة مجهرية للديدان الخيطية حيث تنتشر في التربة والمجاري المائية (غيتي)

وتتكون الديدان الخيطية من عدة أنواع مثل الإسكارس والإنكليستوما، وأيضا ديدان ستياينيرنيما التي اكتُشفت أول مرة في عشرينيات القرن الماضي واستخدمت منذ مدة طويلة في الزراعة للسيطرة على الطفيليات الحشرية دون مبيدات حشرية، وتعيد الدراسة الحالية اكتشاف نوع منها يمكن استخدامه مبيدا حشريا.

وتلعب الديدان الخيطية دوراً حاسماً في التربة الزراعية، فهي تشكل مؤشرات حيوية مهمة لصحة النظام البيئي للتربة، إذ إنها مسؤولة عن إنتاج نحو 19% من أمونيا التربة.

نوع جديد من الديدان

وفقا لتصريحه الذي تضمنه البيان الصادر من جامعة كاليفورنيا ريفرسايد، يقول رئيس الفريق البحثي أدلر ديلمان أستاذ علم أمراض الديدان الخيطية في جامعة كاليفورنيا: "على الرغم من وجود أكثر من 100 نوع من ديدان ستياينيرنيما، فإننا نبحث دائما عن أنواع جديدة، لأن كلا منها له ميزات فريدة، وقد يكون بعضها أفضل في مناخات معينة أو مع حشرات معينة، فقد اكتُشف هذا النوع الجديد في عينات من التربة أسفل شجرة اللونغان بتايلند، وهو صغير الحجم حيث يبلغ طوله حوالي 0.04 بوصة فقط، ولاستخدام هذا المبيد الحيوي نرش تريليونات منها على المحاصيل كل عام".

يوجد أكثر من 100 نوع من الديدان الخيطية لكن بعضها أفضل للعمل في مناخات معينة أو مع حشرات معينة (غيتي)

وأضاف ديلمان: "أن الدودة التي اكتُشفت كمبيد حيوي جديد أطلق عليها اسم ستياينيرنيما آدامسي نسبة إلى مكتشفها بايرون آدامز عالم الأحياء الأميركي ورئيس قسم الأحياء في جامعة بريغهام يونغ؛ يمكن أن يكون لها تطبيقات واضحة لتخفيف المعاناة الإنسانية التي تسببها الحشرات الحشرية".

ويرى ديلمان أن "مكتشف هذه الدودة بايرون آدامز ساعد في تحسين فهمنا لأنواع الديدان الخيطية ودورها المهم في البيئة وإعادة تدوير العناصر الغذائية في التربة، كما كان أيضا مستشاري الجامعي والشخص الذي عرّفني على الديدان الخيطية، وبدا هذا الاكتشاف بمثابة تكريم مناسب له".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات المبیدات الکیمیائیة فی التربة

إقرأ أيضاً:

للعام الثالث على التوالي.. تجديد الأيزو لمركز تدريب "متبقيات المبيدات"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت الدكتورة هند عبداللاه مدير المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة في الأغذية، التابع لمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، عن تجديد اعتماد الايزو لمركز التدريب التابع للمعهد للعام الثالث على التوالي.

وقالت مدير المعمل، أن ذلك يأتي نتيجة توجيهات علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وتحت إشراف الدكتور عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية، بمتابعة مواصلة وتحسين جودة الخدمات المقدمة من الجهات التابعة للوزارة إلى العاملين في القطاع الزراعي وقطاع الصناعات الغذائية ودعم الصادرات المصرية وحماية المستهلك المصري.

وأشارت عبداللاه إلى أنه تم تجديد منح مركز التدريب كيوكاب التابع للمعمل شهادتي المواصفتين ISO 9001:2015 لنظام إدارة الجودة و ISO 21001:2018  لإدارة جودة المنشآت التعليمية  للعام الثالث على التوالي، وفقا لتوصية لجان المراجعة الدولية التي أنهت زيارتها لمراجعة أنظمة الجودة المطبقة بالمركز، مؤكدة على تميز المعمل في تطبيق المعايير الدولية للجودة في جميع أقسامه وخدماته والذي يعكس إستراتيجيته للسير وفق خطة ورؤية المركز المستقبلية.

واضافت مدير المعمل، أن هذا الإنجاز يعد شهادة نجاح جديدة للمعمل، حيث يأتي في إطار خطة المعمل لتطوير جودة جميع أقسامه المختلفة للعملاء، مشيرة إلى مدى أهمية وجود مركز تدريب معتمد يهدُف إلى رفع كفاءة الباحثين والمتخصصين العاملين في مجال سلامة الغذاء وتحليل الملوثات على المستويين المحلي والدولي، فضلا عن الطلاب والخريجين.

وقالت إن المركز يقدم الدعم والتعاون مع المنظمات غير الحكومية للتدريب على مشاريع التنمية الزراعية المستدامة كجزء فاعل في المجتمع الزراعي، كما يستهدف تقديم الإستشارات اللازمة في مجال سلامة الغذاء وجودة المعامل للحصول على منتج غذائي آمن.

واضافت مدير المعمل أن المركز يقدم مجموعة كبيرة من البرامج التدريبية على المستويين الدولي والمحلي حيث نفذ عدد 4 برامج دولية متخصصة  لأكثر من 65 متخصص من دول عربية وأفريقية: ليبيا، العراق، سوريا، فلسطين، تنزانيا، رواندا، بتسوانا وذلك في مجالات مختلفة ومنها طرق اختبارات الكفاءة، الكشف عن السموم الفطرية في الأغذية، طرق وتقنيات الفحص والتقدير الميكروبي فى العينات الغذائية والبيئية، إختبارات سلامة الغذاء ونظم الجودة وذلك بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبعض الجهات الخاصة في الدول العربية.

وأشارت عبداللاه إلى انه على الصعيد المحلي، نفذ المركز  أكثر من 20 برنامج متخصص لجهات عديدة لأكثر من 230 متدرب منها متخصصة في مجالات طرق وأساليب سحب العينات لأعضاء غرفة الصناعات الغذائية، المجلس التصديري للصناعات الغذائية، شركات إنتاج وتصدير في مجال الصناعات الغذائية من القطاع الخاص والمعامل الخاصة وباحثين من الجامعات والهيئات البحثية وجهات حكومية مثل شركات المياه والصرف الصحي كما نفذ عدد 6 برامج تدريب صيفي بمقر المعمل وفرعه بالإسماعيلية لأكثر من 200 طالب من طلاب السنوات النهائية بالجامعات المصرية لكليات الزراعة والعلوم والطب البيطري في مجال كفاءة معامل الإختبارات ونظم إدارة الجودة في معامل الاختبار واعتماد المعمل  طبقاً لمتطلبات مواصفة الأيزو ISO/IEC 17025:2017.

وقال إن المركز أيضاً درب أكثر من 60 متدرب من مفتشي الهيئة القومية لسلامة الغذاء بمقر المعمل على "طرق وأساليب سحب العينات الغذائية لتقدير الميكروبيولوجي  لمطابقتها مع الحدود القصوي"، وذلك في إطار تنفيذ خطة مركز التدريب كيوكاب وفقاً لدور المعمل في مجال سلامة الغذاء وفحص ملوثات الأغذية.

الجدير بالذكر أن المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة في الأغذية، يقوم بتقديم برامج تدريبية دولية ومحلية في مجالات سلامة الغذاء وتحليل الملوثات منذ أكثر من 20 عام ساهم خلالها في رفع كفاءة وإضافة خبرات لمختصصين من دول عربية وأفريقية ومتخصصين في مصر باستخدام أحدث وسائل التدريب وأفضل الخبراء العاملين في هذا المجال، وذلك في إطار تحسين وتطوير خدمات المعمل لزيادة الصادرات المصرية وفتح أسواق دولية جديدة وذلك عن طريق تطوير جميع أقسام المعمل وتزويدها بأحدث الأجهزة المستخدمة في مجال تحليل الملوثات في العالم وزيادة كفاءة الباحثين والمحللين بالتدريب المستمر على أحدث طرق التحليل باستقدام خبراء دوليين لتدريبهم وأيضا زيادة السعة الإستيعابية للمعمل وكل ذلك انعكس في زيادة عدد العينات الواردة للمعمل  بأقسام المعمل المختلفة.

مقالات مشابهة

  • مشروع صيني لزراعة المحاصيل الاستراتيجية بإنتاجية أعلى في الوادي الجديد
  • للعام الثالث على التوالي.. تجديد الأيزو لمركز تدريب "متبقيات المبيدات"
  • كلما كان الشتاءُ دافئًا.. كانت كمية تخزين السهول المرتفعة للكربون أقل
  • 9 معلومات عن كهف الديدان المضيئة في نيوزيلندا.. أعجوبة جيولوجية
  • عضو بـ«النواب»: «بداية» من أهم المبادرات التي تعمل على تحسين حياة المواطنين
  • «التين الإماراتي».. شغف الزراعة المستدامة
  • سلطنةُ عُمان تشارك في الاجتماع الـ 26 للسُّلطات الوطنية لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية
  • خطط الزراعة لدعم مزارعي المحاصيل الشتوية الاستراتيجية
  • وزير الاستثمار: الحكومة تعمل على إزالة التحديات التي يواجها مجتمع الأعمال
  • ناقل للأمراض..يتكلم ويفسد المحاصيل: طائر المينا يظهر في الجزائر