قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) تمثل شريان حياة لملايين اللاجئين في المنطقة، فيما حذر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي من أن اجتياح رفح سيؤدي إلى كارثة ومذبحة.

وقال غوتيريش خلال جولة في أحد المراكز بمخيم الوحدات في الأردن حيث تقدم وكالة الأونروا خدمات صحية وتعليمية، إن الوكالة تمثل شريان حياة ينبض بالأمل والكرامة لملايين اللاجئين في أنحاء المنطقة.

وأضاف "علينا أن نسعى جاهدين للحفاظ على تدفق الخدمات الفريدة من نوعها التي تقدمها الأونروا لأن ذلك يبقي على الأمل. وفي عالم مظلم، فإن الأونروا هي شعاع الضوء الوحيد لملايين الناس".

وتواجه الأونروا أزمة منذ أن اتهمت إسرائيل 12 من موظفيها بالتورط في الهجوم الذي نفذته المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. ودفعت تلك المزاعم الولايات المتحدة -أكبر مانح للأونروا- وبعض الدول الأخرى إلى وقف التمويل، مما أثار الشكوك بشأن مستقبل الوكالة. لكن بعض الدول استأنفت التمويل لاحقا.

وقال غوتيريش "الأونروا تساهم بشكل عميق في دعم الترابط الاجتماعي وتعزيز الاستقرار وبناء السلام. تخيلوا لو تم سلب كل ذلك، إنه أمر قاس ولا يمكن استيعابه، وخاصة ونحن نكرم 171 امرأة ورجلا من العاملين في الأونروا الذين قتلوا في غزة، وهو أكبر عدد من الوفيات بين موظفي الأمم المتحدة في تاريخنا".

وأكد أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد لحل النزاع بالمنطقة، واصفا حرب غزة بأنها أسوأ الأزمات الإنسانية في العقود الأخيرة.

الصفدي: لا بديل عن الأونروا، وكل الأموال التي تقدم لها تساهم في إنقاذ الأرواح (رويترز)

وفي مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، قال غوتيريش "نرى توافقا متزايدا لدى المجتمع الدولي على إبلاغ الإسرائيليين بضرورة وقف إطلاق النار، كما أرى تنامي التوافق، من الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، فضلا عن العالم الإسلامي بالطبع، على إبلاغ الإسرائيليين بوضوح أن الاجتياح البري لرفح قد يسفر عن كارثة إنسانية".

وهو نفس الموقف الذي عبر عنه الصفدي، بقوله إن اقتحام رفح سيؤدي إلى "مذبحة ومجزرة إنسانية"، مُطالبا بإنهاء توفير "الحصانة" لإسرائيل التي لا تصغي لمطالب المجتمع الدولي بعدم دخول رفح.

واعتبر الصفدي أنه لا بديل عن الأونروا، وأكد أن كل الأموال التي تقدم لها تساهم في إنقاذ الأرواح، واعتبر أن حرمان الوكالة من التمويل يعني المساهمة في قتل الأطفال الفلسطينيين.

وقال الصفدي إنه بدلا من إرسال السلاح إلى إسرائيل يجب إرسال الوفود التي تضغط لوقف إطلاق النار.

وتقيد إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ولاسيما برا، مما تسبب في شح إمدادات الغذاء والدواء والوقود وأوجد مجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين في القطاع الذي تحاصره منذ 17 عاما، ويسكنه نحو 2.3 مليون فلسطيني في أوضاع كارثية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات

إقرأ أيضاً:

كيف وقف بايدن في طريق مكافحة المجاعة بقطاع غزة؟

رصدت صحيفة نيويورك تايمز، موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن في طريق مكافجة المجاعة في غزة، وقال الكاتب الأمريكي الشهير نيكولاس كريستوف، في مقال رأي نشرته الصحيفة اليوم الخميس، إن استجابة بايدن حيال الحرب في غزة لأكثر من ثمانية أشهر بدت ضعيفة في كثير من الأحيان، إذ أبدى انزعاجا من الخسائر الإنسانية لكنه لم يتصرف بحزم للحد منها.


ولكن في إحدى الحالات، كان بايدن حاسما على نحو غير معهود: بعد أن زعمت إسرائيل تورط موظفي وكالة الأمم المتحدة التي تشكل محور الجهود المبذولة لتجنب المجاعة في غزة، في ما وصفته بالإرهاب، فقد سارع بايدن بعدها بتعليق تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا، ثم قام الكونجرس بتمديد تجميد التمويل .


وأضاف كريستوف إن بايدن أفسد الأمر فيما يبدو الآن، إذ ثبت أن الأساس الواقعي وراء الاتهامات الموجهة إلى وكالة الأونروا غير ملموس، معربا عن شعورة بالألم من أنه في إطار جهد مضلل لفرض المساءلة، يبدو أن الولايات المتحدة قد ألقت المزيد من البؤس على كاهل الجياع .
وأضاف أن السياسيين الإسرائيليين من اليمين المتطرف يدفعون من أجل إلغاء وكالة الأونروا، التي توفر المدارس والعيادات وغيرها من الخدمات في المنطقة، ومرر البرلمان الإسرائيلي بسهولة مشروع قانون يقضي بحظر الأونروا كمنظمة إرهابية في القراءة الأولى، مما أثار إدانة دولية ضد هذا الأمر. 


وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني: "إن الأونروا تترنح تحت وطأة الهجمات المتواصلة"، وحذر من أنها قد "تنهار" بطرق "تزرع بذور الكراهية والاستياء والصراع في المستقبل".


ولفت كريستوف إلى أن الأرض المحيطة بمقر الأونروا في القدس الشرقية متفحمة حيث هاجم متظاهرون إسرائيليون عنيفون المجمع وأضرموا فيه النار مرتين. وخلال هجمات الحرق المتعمد، هتف حشد من المتظاهرين باللغة العبرية، "دعوا الأمم المتحدة تحترق".


وقال كريستوف إنه كان على متن إحدى مركبات الأونروا التي تم إعادتها عند نقطة تفتيش إسرائيلية حيث سمح للسيارات الأخرى بالمرور، لافتا إلى أن إسرائيل قامت بتأخير تأشيرات دخول مسؤولي الأونروا، مما أدى في الواقع إلى منعهم من القيام بعملهم. 
والأكثر مأساوية هو أن ما يقرب من 200 من العاملين في مجال الإغاثة في الأونروا قد قتلوا بسبب التفجيرات وإطلاق النار في غزة.


وأضاف أنه ربما يكون من المفهوم أن الإسرائيليين، عقب هجوم السابع من أكتوبر الماضي، يهدفون إلى تدمير وكالة تابعة للأمم المتحدة تخدم الفلسطينيين. لكن هذا لن يساعد إسرائيل ولا أي شخص آخر، كما أن وقف الولايات المتحدة لتمويل الأونروا يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في الأراضي المحتلة .


واختتم كريستوف مقاله بالقول إنه لهذه الأسباب، يجب على بايدن أن يعترف بخطئه. وبينما تهدد المجاعة غزة، ينبغي على الولايات المتحدة أن تدعم وكالة الأونروا التي تقف في قلب الجهود الرامية إلى مكافحة المجاعة، وليس تقويضها.

مقالات مشابهة

  • الأونروا: إسرائيل تواصل عدوانها في غزة وقرارات الإخلاء تؤثر على ربع مليون شخص
  • غوتيريش يحذر من حرب واسعة إثر تزايد القتال الإسرائيلي اللبناني
  • غوتيريش يحذر من حرب واسعة مع تصاعد المواجهات بين حزب الله والاحتلال
  • غوتيريش يحذر من حرب واسعة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية
  • مدير مكتب الإعلام بـ«الأونروا» لـ«البوابة نيوز»: الوكالة تواجه حملة مدبرة تستهدف تقليص وتفكيك أنشطتها
  • الأردن يحذر من التصعيد في المنطقة حال استمرار حرب غزة
  • الأردن يحذر من عدم حل القضية الفلسطينية: تداعيات الأزمة ستصل إلى أوروبا
  • كيف وقف بايدن في طريق مكافحة المجاعة بقطاع غزة؟
  • نيويورك تايمز: هكذا وقف بايدن حجر عثرة أمام مكافحة المجاعة في غزة
  • خلال استقباله مبعوث بوتين.. وزير خارجية الأردن يحذر من خطورة استمرار تهريب السلاح والمخدرات من سوريا