يوم الدفع اقترب.. ما مستقبل ثروة ترامب؟
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
من المقرر أن يقدم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كفالة اليوم الاثنين لتغطية حكم احتيال بقيمة 464 مليون دولار ضده، أو المخاطرة بمصادرة أصوله.
ويمثل هذا نهاية فترة سماح مدتها 30 يوماً منحتها المدعية العامة لنيويورك ليتيتيا جيمس لترامب بعد أن أصدرت محكمة في نيويورك حكمها. وطلب من محكمة الاستئناف بالولاية التدخل، لكنها لم تصدر قرارا حتى الآن.
ما هي الخطوات التالية؟
وإذا لم يدفع ترامب فيمكن لجيمس تسليم إشعار إلى عمدة مانهاتن أو إلى أي عدد من حراس نيويورك المصرح لهم بالتحصيل نيابة عن المحاكم.
فيما إذا طلبت مصادرة الأموال الموجودة في حسابات ترامب المصرفية، فيمكن أن يبدأ المأمورون أو الحراس في جمع الأموال في نفس اليوم، بحسب تقرير لصحيفة “فايننشال تايمز”.
في المقابل الاستيلاء على الممتلكات أكثر تعقيدا فمعظم مباني ترامب مملوكة لشركات ذات مسؤولية محدودة. ورغم أنه يسيطر على هذه الأصول، فإن ترامب قد يؤخر الأمور من خلال الادعاء بأنه لا يستطيع التوقيع على الأصول من جانب واحد، وسيتعين على المدعي العام الحصول على أمر من المحكمة لإجباره على القيام بذلك.
وحتى مع ذلك، ينص قانون نيويورك على أنه يجب الإعلان عن بيع العقارات في الصحف المحلية والأماكن العامة قبل 56 يوماً على الأقل من المزاد، وعادةً ما يتم بيع العقارات المعنية بالمزاد العلني على درجات محكمة المقاطعة.
لكن في فلوريدا يختلف الإجراء قليلاً، لكن لا يوجد ما يمنع جيمس من محاولة الاستيلاء على ممتلكات مارالاغو أو ترامب في ولايات أخرى.
ويمكن للمدعي العام أن يبدأ بسهولة أكبر في مصادرة العناصر الموجودة ضمن ممتلكات ترامب، مثل الأعمال الفنية.
في حين أن الرئيس السابق يمكن أن يقاوم، فإن “هذا القاضي سيأمر بإصدار أمر دوران في جزء من الثانية”، كما توقع آدم بولوك، المحامي من نيويورك الذي عمل سابقاً في مكتب المدعي العام.
وتنطبق بعض الاستثناءات على سبيل المثال، سيُسمح لترامب بالاحتفاظ بـ”سيارة واحدة لا تتجاوز قيمتها أربعة آلاف دولار”.
هل لدى النائبة العامة خيارات أخرى؟
في موازاة ذلك، يمكن للمدعية العامة تجميد أصول ترامب من خلال تقديم “إشعار تقييدي” له، يمنع المدين من القيام “بأي عملية بيع أو تنازل أو نقل أو التدخل في أي ممتلكات له أو لها مصلحة فيها”.
وإذا انتهك ترامب هذا فسوف يكون في حالة ازدراء للمحكمة.
كذلك هناك خيار آخر يتمثل في قيام جيمس باستدعاء معلومات مالية من ترامب من شأنها أن تجبره على الكشف عن جميع الديون والأعباء المفروضة على أصوله المختلفة – وهو الأمر الذي قد يكون مؤلمًا للرئيس السابق.
والعديد من ممتلكاته مثقلة بالرهون العقارية. وربما يتبين أن قيمة ترامب، الذي راهن على سمعته كملياردير، أقل مما يدعي.
وأخيرا، يمكن لجيمس أن يمنح ترامب تمديدا. لكن يبدو أن المزيد من التساهل محتمل فقط إذا تمكن محاموه من إثبات أنه على وشك الحصول على سند ويحتاج إلى مزيد من الوقت، وفقًا للخبراء.
كم من المال يملك ترامب؟
وقال ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الجمعة، إن لديه “ما يقرب من 500 مليون دولار نقدا”.
يأتي ذلك بعد أن قدم سند ضمان بقيمة 91.6 مليون دولار في وقت سابق من هذا الشهر لتغطية حكم منفصل عن دعوى التشهير التي رفعها الكاتب إي جان كارول.
ويعد الوضع المالي الحقيقي لترامب لغزاً نظراً لأن شركته مملوكة للقطاع الخاص. وكما أظهرت قضية الاحتيال في نيويورك، فإن لديه تاريخا طويلا من المبالغة في ثروته.
هل يستطيع إعلان إفلاسه؟
ومن المحتمل أن يؤدي اتخاذ هذا الطريق إلى شراء الوقت له، لكن يقال إن فريق ترامب يبتعد عن هذا الخيار بسبب الضرر السياسي الذي قد يلحقه بالمرشح الذي باع نفسه كرجل أعمال لامع.
العربية نت
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
من واشنطن يبحث مستقبل مفاوضات الولايات المتحدة المباشرة مع حماس
ووفقا للبرنامج، فإن هذه المفاوضات التي جرت بأمر مباشر من ترامب، قد تكون نوعا من الميكافيلية السياسية، رغم أن إسرائيل أبدت استياءها منها.
وبحث البرنامج ما إذا كانت الولايات المتحدة ستواصل هذه المفاوضات رغم الرفض الإسرائيلي، أم أنها ستتراجع عنها إرضاء لتل أبيب.
وهذه المفاوضات ليست الأولى التي تجريها الولايات المتحدة مع حركة تصنفها "إرهابية"، فقد كسرت مبدأ سابقا بعدم تفاوض واشنطن مع من يبتزها.
فقد سبق أن تفاوضت مع حركة "أيلول الأسود" عندما احتجزت عددا من الرهائن الأميركيين بمن فيهم السفير الأمير ونائب رئيس البعثة الدبلوماسية بالخرطوم عام 1973.
وقد طلبت الحركة آنذاك الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين في عدد من الدول بينها الولايات المتحدة وإسرائيل، لكن الرئيس ريتشارد نيكسون أعلن آنذاك أن واشنطن لا تتفاوض مع من يبتزها، وبعدها بساعات قتل الدبلوماسيان الأميركيان اللذان كانا محتجزين لدى الحركة.
لسنا وكيلا لإسرائيل
ووفقا للمبعوث الأميركي لشؤون الرهائن آدم بولر، فقد تناولت المباحثات مع حماس الإفراج عن الأسير الأميركي الحي آلي ألكسندر وأربعة آخرين موتى.
وشملت النقاشات أيضا ما يمكن التوصل إليه في نهاية المطاف، كما قال بولر إن حماس أبدت استعدادا لهدنة طويلة الأمد تضمن نزع سلاحها وعدم تعريض إسرائيل للخطر وإعادة إعمار القطاع.
إعلانلكن تل أبيب لم تخف انزعاجها من هذه المفاوضات التي جرت بعيدا عنها، وقد كتب رئيس معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى ديفيد ماكوفسكي مقالا قال فيه إن الضغط على حماس واستمرار الردع الأميركي يتطلبان تنسيقا أميركا مع إسرائيل في المفاوضات والمواقف.
ولم تقف إسرائيل صامتة إزاء هذه المفاوضات، فقد شنت حملة انتقادات واسعة لبولر الذي أكد مرارا اهتمامه بمصير الأسرى الإسرائيليين. لكن المبعوث الأميركي خالف المعتاد أيضا ورد بقوة على هذه الانتقادات قائلا إن الولايات المتحدة ليست وكيلا لتل أبيب وإن لديها معايير محددة تلتزم بها.
المحامي والمؤرخ جيمس روبينوت قال إن ما حصل مؤخرا يشير إلى أن ترامب يواصل الإدارة من خلال الفوضى من أجل الوصول لأمر ما، مشيرا إلى أن الشارع الأميركي "لا يقبل التفاوض مع الإرهابيين لكن هذه الأمور تجري خلف الأبواب المغلقة حتى لو صرح الرئيس بعكس ذلك".
أما الكاتب ومستطلع الرأي جون زغبي فقال إن غالبية العالم العربي لا تعتبر حماس إرهابية، وترى أنها ممثل شرعي لغزة، في حين أن الولايات المتحدة وآخرين لا يرونها كذلك، وهذا أمر يؤثر في تقييم هذه المفاوضات.
لذلك، فإن الحكم على مواقف المواطنين الأميركيين والإسرائيليين أيضا من هذه المفاوضات يبدو معقدا لأن هناك من سئم الحرب ويرى أن على ترامب فعل ما من شأنه وقفها أيا كان. كما أشار إلى أن الولايات المتحدة سبق لها التفاوض مع حركة طالبان الأفغانية التي كانت تصنفها إرهابية أيضا.
ترامب لن يتخلى عن إسرائيل
أما السفير جيمس جيفري -المبعوث الأميركي السابق لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية– فقال إن الرؤساء الأميركيين بخلاء ولا يتشاركون القرارات التي يتخذونها بشأن بعض الدول كما هي الحال مع أوكرانيا حاليا.
ويرى جيفري أن ترامب يحاول توسيع اتفاقات أبراهام خصوصا مع المملكة العربية السعودية، ومن ثم فإنه قد يتخذ خطوات تؤدي إلى حدوث توترات مع إسرائيل، وهو ما يحدث الآن.
إعلانوخلص إلى أن ترامب سيواصل فعل كل ما من شأنه توسيع التطبيع، لكنه لن يدير ظهره لإسرائيل ولن يقبل بعدم تخلي حماس عن سلاحها حتى لو أدى ذلك لعدم عودة الأسرى.
وأضاف "الأمر يتوقف على حجم التنازلات التي سيقبل الإسرائيليون بتقديمها، لكن ترامب لن يقبل في النهاية بتعرض إسرائيل لهجوم آخر".
أما الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، فقال إن تفاوض الولايات المتحدة المباشر مع حماس ليس إلا تغييرا في طريقة التفاوض لأنها تتفاوض معها بالفعل بشكل غير مباشر منذ بداية الحرب.
ووفقا للبرغوثي، فإن فشل إسرائيل في القضاء على حماس واسترداد الأسرى بالقوة والسيطرة على قطاع غزة دفع واشنطن للتفاوض مع الحركة في محاولة لمساعدة بنيامين نتنياهو في تحقيق ما فشل فيه.
وهناك سبب آخر دفع ترامب لهذه الخطوة -برأي البرغوثي- وهو عدم ثقته في رغبة نتنياهو التوصل إلى صفقة تعيد بقية الأسرى الموجودين في غزة خوفا على حكومته.
ويعتقد البرغوثي أن الاتصال مع حماس أصبح أكثر عمقا لأنهم أدركوا عدم قدرة إسرائيل على تحقيق الأهداف المطلوبة، وقال إنه لا يعتقد أن هذه الاتصالات ستتوقف.
وختم بأن ترامب يريد الحصول على أموال واستثمارات من دول المنطقة ولا يريد إنفاق أموال على حروب غيره، ومن ثم فهو يتحرك بالطريقة التي تحقق مصالحه أيا كانت.
13/3/2025-|آخر تحديث: 13/3/202511:11 م (توقيت مكة)