مخيم الفوار.. حافظ على هويته الفلسطينية وسط سهول من الطبيعة الساحرة
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
كغالبية المخيمات الفلسطينية في فلسطين المحتلة، أنشئ مخيم الفوار للاجئين الفلسطينيين، على أثر نكبة فلسطين عام 1948 وتهجير سكان القرى والمدن الفلسطينية لجلب مهاجرين يهود من شتى بقاع الأرض ليأخذوا مكانهم في قراهم ومدنهم.
وتأسس مخيم الفوار، والذي يعد أقصى مخيم في الجنوب الفلسطيني، عام 1949، على أراضي بلدة دورا في الخليل، ومثله مثل باقي المخيمات في الضفة الغربية، فقد بني المخيم فوق قطعة أرض قامت وكالة "الأونروا" باستئجارها من الحكومة الأردنية التي كانت تتبع لها الضفة الغربية آنذاك.
وسمي بهذا الإسم نسبة إلى وداي الفوار التابع لبلدة دورا، وهو موقع طبيعي ساحر وأخاذ حيث عيون وينابيع الماء والخضرة والأجواء الصافية النقية.
مخيم الفوار.. بدايات التأسيس عام 1949
ويقع مخيم الفوار إلى الجنوب من مدينة الخليل ويبعد عنها 8 كم.
وحسب إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عام 1997، بلغت مساحة المخيم الكلية 870 دونما.
ويحد المخيم من الشرق قرية الريحية ويطا، ومن الشمال أراضي مدينة الخليل ومستوطنة بيت حجاي، ومن الجنوب الحدب، بينما يحده من الغرب دورا.
وتعود أُصول سكان المخيم لقضاء غزة وقضاء الخليل وبئر السبع وهم من 18 قرية، و ينحدر أكثر من 50% من السكان المخيم من قرى: بيت جبرين، عراق المنشية، الفالوجة، عجور، وصميل.
فيما ينحدر بقية سكان المخيم من قرى: ذكرين، تل الصافي، كدنة، دير الدبان، القبيبة، تل الترمس، قسطينة، الدوايمة، عاقر.
وقدر عدد سكان المخيم في عام 2021 بحوالي 8,404 نسمة.
ويعتمد سكان المخيم بشكل كلي تقريبا على العمل داخل الخط الأخضر، وقد تأثروا بشكل حاد بسبب عدم إمكانية الوصول إلى سوق العمل في الداخل الفلسطيني، وتبلغ نسبة البطالة فيه 32%.
وأصبح المخيم بعد توقيع اتفاق أوسلو تحت السيطرة المشتركة للاحتلال والسلطة الفلسطينية، وأدت التوأمة بين المخيم وإحدى المدن الفرنسية إلى تفعيل بعض النشاطات الثقافية والترفيهية داخله، والقليل من التمويل للمشروعات مثل تأسيس مختبر للحاسوب.
ونظرا لضيق المساحة التي منحت لسكان المخيم للإقامة عليها، فقد اضطر السكان للبناء العمودي رغم عدم مناسبة المكان، ونقص المساحات المناسبة للارتداد الكافي بين الأبنية، وكل هذا انعكس سلبيا على الأوضاع الصحية والاجتماعية لسكان المخيم، حيث ظهرت الكثير من الأمراض المزمنة واللافتة للانتباه .
وأدى عنف الاحتلال ضد أبناء المخيم وقتل شبابه واعتقالهم، إضافة إلى محاصرة المخيم مرات عديدة، إلى تحول المخيم إلى بؤرة مقاومة.
وقدم المخيم عددا كبيرا من الشهداء والأسرى خلال الانتفاضتين الفلسطينيتين، ويكابد المخيم عمليات مداهمة شبه يومية، ويتواجد جيش الاحتلال بشكل كثيف على مدخله، حيث يتعمد إغلاق بوابته الرئيسة بين الفينة والأخرى، ويجبر السكان والقاطنين هناك، على السير والتنقل مشيا على الأقدام وعبور الشارع الالتفافي مشيا على أقدامهم.
وتتواصل اعتداءات المستوطنين على السكان هناك، من خلال عمليات الدهس المتعمدة. إضافة لذلك، تواصل سلطات الاحتلال عمليات التنكيل والتضييق على السكان لدعم المستوطنين المارين بجوار الشارع الرئيس القريب من المخيم وتوفير الحماية لهم.
واحتضن المخيم ثلة من المجاهدين، الذين أرهقوا الاحتلال بعملياتهم البطولية، وقد توج هذه العمليات إبراهيم حسن السراحنة، ومجدي أبو وردة.
وشكل المخيم لقربه من الطريق الالتفافي رقم (60) بؤرة مقاومة ونقطة مواجهة ملتهبة، ينطلق الشبان الفلسطينيون من قلب المخيم نحو مفترق الطرق الرئيس، ليهاجموا حافلات المستوطنين والسيارات العسكرية، الأمر الذي أدى إلى ارتقاء العديد من الشهداء الذين ارتقوا على باب المخيم ومفترقه.
وشهد المخيم عدة اقتحامات ومواجهات بين الشبان في المخيم وجيش الاحتلال منذ أن شن الاحتلال عدوانا على قطاع غزة بعد أحداث السابع من تشرين الأول /أكتوبر.
ولا يزال المخيم أحد البؤر الساخنة في المواجهات المتواصلة للشهر السادس على التوالي.
المصادر:
ـ مخيم الفوار للاجئين، الموقع الإلكتروني لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين ( الأونروا).
ـ "مخيم الفوار.. الرقم الصعب بانتفاضة القدس"، المركز الفلسطيني للإعلام، 30/11/2015.
ـ موسوعة المخيمات الفلسطينية.
ـ عوني فارس وحسن قدومي، "اللاجئون الفلسطينيون في الضفة الغربية ديمومة الحياة وإصرار على العودة"، أكاديمية دراسات اللاجئين ومركز العودة الفلسطيني، لندن، 2013.
ـ أديب محمد زيادة، "دليل أصول اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الضفة الغربية"، دار العودة للدراسات والنشر، 2010.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير الفلسطينية مخيم الفوار فلسطين تاريخ هوية مخيم الفوار تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة مخیم الفوار سکان المخیم
إقرأ أيضاً:
نادي أبوظبي سيتي للجولف يعلن عن تحديث هويته البصرية
أعلن “نادي أبوظبي سيتي للجولف” عن تحديث هويته البصرية، بإضافة عبارة “منذ سنة 1977″، بما يعكس عراقة النادي الذي يعدّ أحد الركائز التأسيسية للأنشطة الرياضية الحديثة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأشاد معالي أحمد بن محمد الحميري، رئيس مجلس إدارة النادي، بإضافة تاريخ التأسيس للهوية البصرية للنادي الذي أكد أنه أدّى دورًا بارزًا في التعريف برياضة الجولف في دولة الإمارات حيث تجاوز عدد ملاعبها 26 ملعبًا، وتضاعف أعداد ممارسيها، وأصبحت الدولة وجهة مثالية لنجوم وأبطال اللعبة من جميع أنحاء العالم، وحاضنة للعديد من البطولات الدولية، مع وجود أربعة منتخبات وطنية تُمثّل الدولة في مختلف المستويات العمرية.
من جانبه قال الرئيس التنفيذي للنادي، شهاب السيد الهاشمي”إن رؤية قيادتنا الرشيدة لتعزيز الدور الحيوي للرياضة تُلهمنا على الدوام، ونظلّ ملتزمين بتقديم مساحةٍ نابضة بالحياة لمجتمع أبوظبي من خلال تجربة الجولف”، مشيرًا إلى أن النادي تأسّس في 1977، تحت اسم “نادي أبوظبي للجولف”، بمضمار رملي يضمّ 9 حفر، ثمّ تطوّر إلى 18 حفرة، قبل أن يتحوّل في 1998 إلى مضمار عشبيّ من 9 حفر، تحت اسم “نادي أبوظبي للجولف والفروسية”، وفي 2010 حمل اسم “نادي أبوظبي سيتي للجولف”.
ويضمّ النادي مرافق متنوعة وفق أفضل المعايير العالمية، بما في ذلك ملعب قيادة من مُستوييْن، وحمام سباحة، وقاعة ألعاب رياضية، وملاعب “تنس”، ومضمار سباق، إلى جانب المطاعم والمقاهي، أمّا على مستوى الدولة، فقد شهد سنة 1995 تأسيس “اتحاد الإمارات للجولف” الذي يعمل مع الأندية الوطنية عن كثب على نشر اللعبة وتوسيع قاعدة ممارسيها من مختلف الفئات العمرية والجنسيات، استقطابا للموهوبين وتأهيلًا لهم لرفد المنتخبات الوطنية، بما يمكّنها من تمثيل الدولة في المنافسات الإقليمية والدولية.
ونتيجة لكل هذه الجهود؛ أصبح للعبة قاعدة جماهيرية كبيرة، بأعداد تتجاوز 80 ألف متفرج في البطولات الكبرى التي تستضيفها الدولة في مختلف الإمارات، الأمر الذي يؤكد مدى انتشارها بين جميع أفراد وفئات المجتمع، وارتفاع قاعدة المشاركين من جميع الجنسيات لمتابعة نجوم وأبطال العالم.وام