محمد علي الحوثي في حوار خاص لقناة “المسيرة”: أيةُ دولة ستشاركُ في دعم الصهاينة والأمريكان والغرب ضد فلسطين وضد بلدنا فستقدِّمُ نفسَها هدفًا مشروعًا لنا
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
حاوره على الدرواني: أكّـد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، أن اليمنَ تمكّن من كسر القيود التي وضعتها قوى الاستكبار أمامه لتحييدِه عن قضايا الأُمَّــة وتحمل المسؤولية تجاه الشعب اليمني، منوِّهًا إلى الاستمرارية في مواكبة التحديات والتعامل مع كُـلّ المستجدات بما يتناسب معها، مضيفا، لكل مظلوم انتصارٌ ونصرُنا بات قريباً بعون الله وعلى الأعداء تدارُكُ الموقف قبل فوات الأوان.
وجَدَّد الحوثي في حوار تلفزيوني مطوَّل أجرته قناة “المسيرة” بمناسبة الذكرى التاسعة لليوم الوطني للصمود في مواجهة العدوان السعوديّ الأمريكي التحذيرَ لكل الأنظمة والدول العربية والغربية من مغبة الانسياق وراء السرديات الأمريكية، موصلاً العديدَ من الرسائل الهامة.
إلى نص الحوار:
– هل ما يحقّقه اليمن اليوم، هو موقفُ وليد اللحظة، أم أن هناك مقدماتٍ سابقة أسهمت في بلورة المشهد حتى وصل إلى ما هو عليه اليوم؟
اليمنُ أخَذَ على عاتقِه هذه القضية منذ اليوم الأول، ولكن كان هناك تشويشٌ إعلامي وَشائعاتٌ مُستمرّةٌ ضد أبناء الشعب اليمني.
والسيد القائد منذ أَيَّـام صعدة، وقبلها كان يتحدث الشهيد القائد عن قضية فلسطين وكنا نحتفي بيوم القدس العالمي، وكان الشهيد القائد يتحدث في أغلب محاضراته عن مظلومية الشعب الفلسطيني، وهذه القضية حملناها عن يقين وعن دين وعن إيمَـان وثقافة وليسَ مِن أجل أي هدف سياسي أَو تعاطف عربي أَو اجتماعي.
وموقفُنا اليوم هو يندرجُ في هذا الإطار إطار النصرة من مبدأ أنه يجب علينا أن ننصر الإخوةَ في فلسطين دون البحث عن الشهرة أَو المكانة التي يتحدث عنها الآخرون، والقائد -يحفظه الله- أكّـد أن موقفَنا موقفٌ إيمَـاني ولا يبحث عن أية مكاسبَ كما حاول الأعداء أن يصوروا ذلك.
– نحن على مشارف الذكرى التاسعة للعدوان على اليمن.. هل كنتم تتوقعون أن تتعرض اليمن لعدوان بهذا الشكل من قبل تحالف يسمي نفسه عربياً؟
لم يكن الأعداء يتوقعون أننا سنصمُدُ هذه الفترة كلها رغم الغطرسة ورغم كُـلّ الممارسات التي مارسها، والهدف الأول لهم كان اجتثاثَ أنصار الله، وعندما واجه الشعب اليمني هذا العدوان، جعلوا هدفَهم اجتثاثَ الشعب والمجاهدين والمقاومين والأحرار من أبناء الشعب اليمني؛ فباءت محاولاتهم بالفشل.
وهم حدّدوا شهرَينِ لاحتلال اليمن كحدٍّ أقصى، وكانت هذه أكبر فترة متوقَّعة لهم، ولكن بفضل الله، ثم أحرار الشعب اليمني وقبائله الأبية وبمختلف انتماءاتهم أثبتوا عكس ما كان يتوقَّعُه العدوّ الأمريكي -البريطاني -السعوديّ -الإماراتي.
– في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، لماذا لم نرَ عاصفةَ حزم لإنقاذ فلسطين، مثلما رأينا تلك العاصفة تحشد كُـلّ قواها لقتل الشعب اليمني؟
نحن وكما تحدث القائد -يحفظه الله-، وقال إنه سيتحدث عن أهميّة ربط هذا اليوم ومحاولة الأمريكيين اجتثاث كُـلّ القوى الحرة في الوطن العربي، وحين يأتي المِلَفُّ الفلسطيني ثم لا نجد أحداً لنصرتهم.
لكن بفضل الله عجزوا عن استهدافنا في إطار استهداف القضية الفلسطينية عبر استهدافِ المقاومين الأحرار، واستهداف القوى الحرة في اليمن أَو العراق أَو سوريا أَو لبنان أَو في أي مكان هو في سياق استهداف القضية الفلسطينية.
– ما هي عواملُ استمرار الصمود وعوامل الانتصارات التي رافقت الصمود اليمني طوال الفترة الماضية؟
أولاً: نتحدث عن كيف خرج اليمنُ أقوى بعد هذه الحرب.
وكنا نتحدث مع التجار أنه ورغم ما قام به العدوّ من حصار وقطع للمرتبات وكلّ أشكال الحرب الاقتصادية، ما يزالُ اليمن أفضلَ اقتصاديًّا من كثير من الدول التي ليست محاصرة ولا تتعرض لعدوان، ولدينا مصر شاهد على ذلك، وما تعرض له الاقتصاد المصري، وما حصل لليرة السورية أَو ما حصل في لبنان.
ونحن كان هناك تعافٍ بفضل الله.
والعواملُ كانت تتشكل في ثلاثي هام جِـدًّا، وهم: (القائد حفظه الله، والمجاهدون من أبطال اليمن في الجيش والأمن، والشعب العظيم الذي واكب وجاهد وصمد واستمر في الثبات بقوة وعنفوان وبتحَرّك ومشاركة فعلية لحماية الوطن بالقوافل والرجال والمواقف والتحَرّك الجهادي) وكذلك التجار رغم ما تعرضوا له من أذىً وحصار وابتزاز وحجز بضائعهم في جدة أَو جيبوتي أَو أي مكان، كان هناك تحَرّك واسع من قبلهم، والشعب اليمني معروف أنه الشعب الذي هو ألين قلوب وأرق أفئدة
وكان هناك فيما يخُصُّ التكافُلَ الاجتماعي كان وما يزال حاصلاً، وهذا شيء ملحوظ في أوساط اليمنيين، ولو تلاحظ أن الشعب اليمني كما هو الحال في غزة، لم يحبِّذ الخروج من الوطن وبقي متمسكاً بالوطن وثبت ورابط دون نزوح مثلما حصل للشعب السوداني أَو غيره، ونحن نتعاطف مع الشعب السوداني رغم أن نظامهم ما يزالون يشاركون في قتالنا.
– ماذا عن حجم الإجرام السعوديّ.. كيف ساهم في دفع كُـلّ اليمنيين للتوحد، خُصُوصاً أنهم استهدفوا كُـلّ اليمنيين، شمالاً وجنوباً وشرقاً وغربا؟
كنا نقول منذ اليوم الأول: إن استهداف الجمهورية اليمنية لا يمكن على الإطلاق أن يصل للأهداف التي رسموها، وفعلاً لم تصل لا السعوديّة ولا أمريكا ولا غيرها، وهذا دليلٌ على فشلهم؛ فاضطروا لاستهداف كُـلّ المظاهر المدنية كما يعمل العدوّ الصهيوني في غزة.
والشعب اليمني كلما استُهدف هنا أَو هنا، فهو مثل الذهب ازداد لمعاناً، ولو تذكرون مشاهد عرضتها قناة “المسيرة”، لخروج المواطنين من تحت الركام وهو يتوعدون ابن سلمان بالوصول إلى قصره، وهناك الكثير من ملاحم الصمود.
– لو عرجنا على ذرائع العدوان.. البعضُ يقول إن ثورة 21 سبتمبر وما تلاها كان السبب؟
هذا الكلام غير صحيح، والعدوّ اعترف أنه تم الإعدادُ للحرب على اليمن قبل أشهر من اتّفاق السلم والشراكة، ونحن عندما كنا في إطار الإعداد للحلول، فهم كانوا في إطار الإعداد للمعركة.
وبالنسبة للشائعات التي تقول إنه كانت هناك تصريحاتٌ أَو زوامل أَو غيره؛ فهذا كلام غير صحيح، والسبب واضح جِـدًّا وتجلى اليوم، هم لا يريدون النهوض لأية قوة تعكر أجواء التطبيع وتعارض المصالح الصهيونية.
– هل لدى الحكومة اليوم أرقام وإحصائيات تشير إلى التركة التي خلفها العدوان والحصار طيلة 9 سنوات؟
هناك لجانٌ تم تشكيلها منذ اليوم الأول للعدوان، ووجّهنا في تلك الفترة بأن يكون اشتراك ما بين النيابة والداخلية والأجهزة المختصة لإعداد المِلفات الخَاصَّة بالقضية اليمنية، وما يزال العمل جاريًا عليها.
الاستهداف كان كبيرًا، والسعوديّة لو اتّجهت لتساند غزة كما وقفت ضد الشعب اليمني لَكان خيراً لها ولكان هذا كفارة عن ما اقترفته في اليمن.
– التساؤلات الموجودة اليوم.. هناك هدنة ممتدة أكثر من عامين، ولا يرى البعض أن هناك نتائج ملموسة وواضحة لهذه الهُدنة.. فما هي الخطوات التي ممكن أن تقدم للشعب اليمني من هذه الهدنة؟
أنا لا أعتقد أن هناك هُدنة، ولم يعد هناك هدنة، فهي انتهت في وقت سابق، بل كما قال القائد هناك خفضٌ للتصعيد، وعلى الجميع أن يتحدث عن خفض للتصعيد وليس هدنة.
العدوّ كلما قام به من ارتكاب الحماقات كانت لا تؤدي إلى شيء؛ لذلك نحن نقول للأمريكيين والبريطانيين اليوم: كُلُّ ما تقومون به من ضربات همجية إرهابية مدانة لا يمكن أن تثمرَ بشيء، وهي فاشلة كما تحدث القائد.
وعندما رأوا أن كلَّ ما قاموا به أن أفرغوا خزائنهم وبدّدوا أموالهم، أدرك السعوديّ أن عليه التوقف.
– بعد جولات تفاوض مباشرة في صنعاء والرياض، كان هناك تفاؤل، فإلى أين وصلت الاستحقاقات الإنسانية من تلك المفاوضات إلى اليوم؟
السيد القائد كان قد تحدث عن 4 تحذيرات وصلته من الأمريكيين بأن يقوموا بتحريك الجبهات، والقوات المسلحة تقوم بإعداد نفسها لمواجهة أي تهديد.
وكان التهديد الثاني إيقاف المساعدات، والثالث إيقاف المفاوضات السياسية بعد أن كُنَّا قد وصلنا إلى إطار عام يتحدث عن الشق الإنساني وهو يمثل أولويةً لنا، والقائد أكّـد أنه لا يمكن الذهاب لأية حوارات قبل حَـلِّ المِلف الإنساني كصرف المرتبات وإعادة الكهرباء والطرقات وغيرها.
وكنا قد وصلنا إلى اتّفاق مبدئي موافقون عليه نحن والجانب السعوديّ، ثم وجّه الأمريكي بوقف كُـلّ هذا.
– في الأسبوع الماضي كان هناك تصريحات لرئيس حكومة المرتزِقة، قال فيها إن خارطة الطريق توقفت؟
هم بلغوه يقول هكذا، ولا يوجد بيننا وبينهم أي حوار؛ فحوارُنا هو مع السعوديّة فقط.
– ننتقلُ إلى التطورات في غزة.. لماذا تصدر الموقف اليمني وجاء متميزاً بهذا الشكل؟
لأنه ينبع عن إيمَـان وعن خوف من عقاب الله، وكما قال القائد -يحفظه الله- نحن نخاف أن يضربنا الله؛ لأَنَّنا نملك القوة، ولذلك عندما تنطلق وأنت تتمسك بالله فالنتائج تكون عظيمة.
الشعب اليمني يثق بالله، والقائد في كُـلّ خطاب من خطابات الصمود يقول سوف نتوكل على الله، واليوم نرى الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي وكلّ أذيالهم عاجزين عن فعل شيء، ونحن كما قال القائد بأن الثقة بالله جعلت اليمن لا يخاف من طائراتهم وصواريخهم ولا من أي شيء.
– الأنظمة العربية والحكومات العربية التي لديها أموال وجيوش، لماذا بقيت متمسكة بمواقف باهتة؟ وما هي حساباتها؟
الحكومات الأُخرى لديها مصالحها وترتبط مع مجموعة من الشواذِّ الذين يحكمون هذا العالم؛ فعندما تجد البيت الأبيض ورئيسه يتحدث عن الشذوذ، ومثلما بريطانيا وفرنسا وغيرها لديهم مسؤولون ووزراء شواذ، فَــإنَّ هذه الأنظمة تسيرُ وفق تلك الممارسات الدنيئة.
واليوم الأنظمة العربية والإسلامية تسير في طريق الضالين والمغضوب عليهم، وهي تسير على السياسية الأمريكية سواء سياسية أَو اقتصادية أَو اجتماعية أَو غيرها؛ ولذلك لا ينظر إليهم بأنهم منّا، والجميع ينظر لهم بأنهم أصبحوا جزءًا من الأمريكيين والغربيين.
والمفترض بهم إذَا كانوا يملكون العروبة، أن ينزلوا السلاح والمظليين لمساندة فلسطين والدفاع عن أبناء غزة، وليس لإنزال الفتات بالمظلات ولا ينفع الفلسطينيين بشيء.
– هل تعتقدون أن لدى هذه الأنظمة إمْكَانياتٍ لمساعدة غزة؟
بالفعل لديها كثير، والمفترض بالشعوب العربية والإسلامية أن تعرف موقف أنظمتها ولا تبقى مكتوفة الأيدي، وعليها أن تعرف أن هذه الأنظمة باتت ممن لا يجب طاعتها كما يروِّجون لطاعة ولي الأمر الظالم.
وبالنسبة للمقومات لديهم فهي كثيرة، أبسطها طرد السفراء الصهاينة وهذا أقل شيء، وهذا موقفٌ واحد دعاهم إليه الدكتور إسماعيل هنية، وإلى اليوم لم تخرج الأنظمة العربية والإسلامية المطبعة بإدانة واضحة أَو موقف تجاه السفراء الصهاينة.
واليوم نطالبهم بالخروج من الصمت وتخفيف تصدير النفط؛ لأَنَّ هذا ستكون له انعكاساتٌ على العدوّ.
وفي أيديهم أوراقٌ كثيرة جِـدًّا منها منع استخدام القواعد الأمريكية البريطانية في أراضيهم ضد الشعب الفلسطيني، وهناك الكثير من المقومات ولكن لا يتم تفعيلها لصالح فلسطين، وهذا يثبت مدى ارتهانهم للعدو الأمريكي والبريطاني والصهيوني ومن على شاكلته.
– هم أصدروا بياناً مشتركاً وكان أحد أهم بنوده أن يعمل الاجتماع المشترك على كسر الحصار عن غزة؟
لكن قالوا سيذهبون إلى الصين لبدء جولتهم، والبيان كان متناقضًا في عدة نقاط، منها أن فلسطين من النهر إلى البحر، وفي نقطة أُخرى أن فلسطين في حدود 48، فكان هناك تلفيقٌ مع ما يرغب كُـلّ الحاضرين في تلك القمة.
وكما قال القائد ذلك البيان كان مفترض أن يصدر من مدرسة ابتدائية وليس من قمة لدول العالم العربي والإسلامي.
– البعض حاول ذَرَّ الغبارِ على الموقف اليمني وربطه بمساعٍ لاستغلال القضية الفلسطينية بغرض الدعاية وكسب التعاطف.. فما الخلفية الحقيقية للموقف اليمني تجاه أحداث غزة؟ ولماذا لم تتحَرّك ضمائر البعض تجاه ما يجري في غزة؟
أولاً الذين يتحدثون عن موقفنا نحن لا نأبهُ لهم؛ فهم مجموعة من الذباب المأجورة وليس لديهم أي موقف، وكنت أبحث عن أي شخص يتكلم وهو يحمل موقفاً تجاه فلسطين ولكن دون أن نجد، والأنظمة التي يرتمون بأحضانها لم تجرؤ على إصدار حتى بيان إدانة، فهم لا يملكون أي شيء.
وموقفنا الحمدُ لله معروف وواضح للجميع، وَإذَا كان الموضوع البحث عن تعاطف، لكانوا هم قاموا بأي موقف لكسب التعاطف، لكن لم يقوموا بشيء؛ لأَنَّهم لا يملكون الجُرأة.
ونحن بفضل الله نملك الحُبَّ من أبناء الشعب اليمني ومن كُـلّ الأحرار، وهم عبارة عن مجموعة من الهاربين الذين لا يملكون أيةَ شعبيّة أَو تعاطف يقيهم من الهروب والفرار من الوطن، فضلًا عن مكتسبات أُخرى.
وعفَّاش كان قد قام بمؤامراته وكان يعتقد أن الكل معه، وهم مجموعة خمسين أَو ستين شخصًا داخل غرف مغلقة يروِّجون أمام الناس بأن كُـلّ شيء جاهز، حتى أصدر موقفه بانضمامه لدول العدوان وانقلابه على الشعب اليمني وتلك المفاجآت التي لم نكن نتوقع أن يتحدث عنها لو كان يملك السياسة الحكيمة، وكانت تلك الخيانة بدفع إماراتي، وهذا شيءٌ معروف.
– هل هناك انعكاسات للموقف اليمني أثَّرت على العدوّ الصهيوني ورعاته؟
أطلب من قناة “المسيرة” أن تُعيدَ خطابَ السيد القائد الذي تحدث فيه عن نتائج الموقف اليمني؛ لأَنَّنا نكتفي برد السيد القائد على هذا الموضوع.
– حسنًا.. هل يؤثر على اتّفاقيات السلام بشأن الملف اليمني، وسط الحديث الأمريكي عن أن موقف اليمن أثر على مسار السلام؟
بالطبع.. ولكن إلى الآن نحن ندعو السعوديّة لأن تحَرّك موضوع السلام وأن تمضيَ فيه وتترك المراوغة في هذا المِلَفِّ؛ لأَنَّ هذا ليس في صالحها؛ فنحن بعون الله نملك ما يمكننا من استعادة حقوق الشعب اليمني.
وأقول للأعداء: لا تعتقدوا أننا لا نملِكُ خيارات؛ فجعبتُنا بعون الله ممتلئة، وكما قال القائد: المفاجآت قادمة.
– هل تلقيتم رسائل بأن السعوديّة ما تزال منفتحة على خارطة السلام؟
لأن قائدَ العدوان على بلدنا هي أمريكا؛ فَــإنَّ خيارَ السلام ووقف العدوان والحصار ما يزال قرارًا أمريكيًّا، وواشنطن هي من توجّـه بأن يتحَرّك السلام أَو يتوقف.
– هل أسهمت العملياتُ اليمنية في خلق أرضية مشتركة بين صنعاء وبعض الدول العربية وخُصُوصاً الدول التي لا تزال متعاطفة إلى حَــدٍّ ما مع غزة؟
نحن نثمِّنُ المواقفَ التي منعت الطيران الأمريكي بالطيران من أجواء السعوديّة، وكما دعوناهم في بداية العدوان بأنهم لا يسمحون للأمريكي بالمرور في أجواء السعوديّة مثلما منعوا طائراتنا وصواريخنا من الوصول إلى عمق الكيان الصهيوني، فَــإنَّنا نثمِّنُ هذه الاستجابة.
والمفروض من السعوديّة ألَّا تكرّر عدوانَها على اليمن.
– هل هناك تواصلٌ ورسائلُ بهذا الشأن.. عدم مساندة الأمريكي ضد اليمن؟
كان هناك تواصلات حول موضوع أن يكون هناك منفذٌ بري للمجاهدين اليمنيين للوصول إلى فلطسين، ولكن لم يكن هناك أي جواب أَو موافقة، ويعتبرون أنها خطوة كبيرة.
– كيف يمكن تفسير موقفهم بمنع الطيران الأمريكي من المرور عبر الأجواء السعوديّة لضرب بلدنا؟
نحن قلنا لهم إنهم سيكونون هدفًا لنا في حال قدَّموا العونَ والمساندة للعدوان الأمريكي البريطاني على بلدنا.
– ما يثير الدهشة لدى المراقبين أن اليمن استخدام المعادلة البحرية؛ مِن أجل إسناد غزة ورفع الظلم عن غزة، في حين لم يستخدمها في مواجهة العدوان والحصار على اليمن.. فكيف تفسرون هذا؟
كان السيد في بداية العدوان قد تحدث عن وجود خيارات يمكن أن نتحَرّك إليها، ولكن نفس السيد القائد -يحفظه الله- طويل جِـدًّا.
وهذه الأشياءُ نظراً لأهميتها وعندما وجد القائد جرائمَ ووحشيةً وبشاعةً تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني، وسط تخاذل عربي، وجد أنه من المناسب استخدام الورقة البحرية لردع هذا الإجرام، إضافة للعمليات التي تتجه لضرب العدوّ في “أم الرشراش”.
– حسناً.. واليوم نرى العمليات تتوسع إلى المحيط الهندي؟
نعم، ونحن قلنا بأنه بدلاً عن أن يتجه جيشنا للمناورة في البحر كما تعملُ غالبية الجيوش، فعليه أن يستفيدَ من القدرات ويسخرها لضرب الأعداء في المحيط الهندي إسنادًا للشعب الفلسطيني، ويقوم بالتطوير والتدريب، وهناك تطويرٌ مُستمرٌّ وتدريب، ومَن لم يعرف ما هي عليه عقيدة الجيش اليمني فلينظر إلى نتائج العدوان منذ بدايته إلى اليوم، كانت لدينا طائرةٌ صغيرة تستخدم لتصوير المواقع، ثم -بفضل الله- تطورت حتى وصلت قواتنا إلى أن أصبحنا اليوم أمهرَ قادة الطيران المسيَّر.
– السيد القائد أعلن عن توسيع دائرة الهجوم، ولكن الأمريكيين يتعاملون مع هذا الأمر كقضية تحتاج لتمويل أكثر لقواتهم، في ظل الاعتراف بالفشل والخوف من القدرات اليمنية والتهويل لها.. فكيف تعلقون على ذلك؟
أولًا ننوّه للجميع بأن القائدَ سيكون له خطابٌ بمناسبة يوم الصمود الوطني، وسوف يعرج إلى كثيرٍ من النقاط في هذا الجانب.
أما بالنسبة للأمريكيين فهم يعلمون لخدمة سياساتهم، وأي تهويل من داخل مصادر القرار الأمريكي تجاه القدرات اليمنية فهو يعتبر تهويلاً، لكن الحديث عن الخوف من القدرات اليمنية جاء من القائدة العسكريين الميدانيين المتواجدين في البحر والذين يشاهدون ما يحل بهم، وبالتالي فتلك الاعترافات والتصريحات ليست تهويلاً.. هي اعترافٌ بما يجري على أرض الواقع.
– كيف تقيِّمون المواقفَ الدولية التي تتعامل مع المواقف اليمنية أَو المواقف والتهويلات الأمريكية؟
قلنا إنه لو كان فعلًا نستهدف السفن الدولية، لَكانت الدول شاركت في التحالف الأمريكي البريطاني، لكنهم ليسوا مقتنعين.
وهناك ضغطٌ أمريكيٌّ مُستمرٌّ لأن يكون هناك أكثرُ من تحالف معهم ضد الشعب اليمني، ونحن هنا نجدد التحذير بأنه أي بلد سوف يتحَرّك ضد بلدنا فسوف تكون مصالحُه هدفاً مشروعاً لنا.
ونحن نتمنى أن يستوعب الجميع مقاصد الموقف اليمني ومساراته، أن لا ينجرُّوا وراء السردية الأمريكية.
– بيان مجلس الأمن تحدث عن إدانة العمليات اليمنية وطالب بوقفها واستحضر القرار 2216.. ما تعليقكم هنا؟
الجميع يعرف أن مجلس الأمن لا يعمل بمهنية، هو يعمل وفق الضغوط الأمريكية.
ولو كان يعمل بمهنية لكان قد أصدر قراراته بما يوقف الإجرام في غزة، ولكن نراه ساكت وجامد ولم يصدر أي بيان أَو إدانة ضد ما يحصل في غزة.
ونحن لا نأبه بما يقوله مجلس الأمن، ولو كنا نأبه بمجلس الأمن لما تحَرّكنا في البحر الأحمر وباب المندب والمحيط الهندي؛ لأَنَّنا نعرف أن هذا المجلس أَو الأمم المتحدة التي صعد فيها ذلك العنصر اليهودي ليمزق القانون الدولي، لا يمكن أن تعمل شيئًا يحمي أمتنا وشعوبنا.
– ماذا يعني استحضارَ القرار 2216 بعد تسعة أعوام من العدوان والحصار؟
هذا هو استحضارٌ للفشل وعليهم أن ينظروا إلى أن القرار الذي لم يتمكّنوا به من الوصول إلى شيء، وأن القرار الذي لا يتيح لهم استخدام القوة ضد بلدنا، أثبت فشله، وبالتالي لن يحقّقوا شيئاً من هذا.
وكلّ ما استخدمته تلك القوى من قرارات ضد بلدنا هي قرارات إجرامية وغير قانونية.
– التقارير التي صدرت وتتحدث عن تطمينات يمنية للسفن الصينية والروسية تحديداً.. ماذا يعني هذا الحديث؟
بالنسبة للصين والروس هناك تواصلات وتم تطمينهم، وبقية الدول نحن نطمئنها باستمرار، ونقول بأن أي بلد أَو شركة ليست لها أية علاقة بالعدوّ الصهيوني أَو العدوان على اليمن، فعليهم ألا يقلقوا؟
– الأُورُوبيون.. أرسلوا تحالفًا خاصًّا إلى البحر الأحمر تحت عنوان “حماية الملاحة”.. فماذا يعني هذا؟
لكل حادثة حديث، ونحن نعملُ باستمرار على تقييم المواقف ودراستها وكان لدي لقاء مع صحيفة إيطالية وتحدثت فيه عن هذا الموضوع، وقلت لهم إن ردود فعلنا ستكون متناسبة مع أي تحَرّك ضد بلدِنا.
– في حديث أدلاه السيد القائد بشأن الصاروخ اليمني الذي تم تطويره واخترق كُـلّ أنظمة الدفاع والرصد الصهيونية والأمريكية والغربية.. ماذا يعني هذا في هذا التوقيت؟
هناك تطور مُستمرّ ودراسة مُستمرّة للميدان من قبل القوات المسلحة اليمنية، وهناك أشياءُ أُخرى لا يمكن الإفصاح عنها؛ لأَنَّ القائد عندما يقول لا يحبذ الإفصاح عنها، إلا بعد إتاحة المجال للفعل، فَــإنَّنا نقول نفس الشيء: نترك المجال للفعل، وعندها سنرى ماذا بإمْكَان استخبارات الأعداء أن تعمله.
– في الليلة الماضية كانت هناك غارات أمريكية بريطانية ويزعمون استهداف مخازن يمنية تحت الأرض.. فما هي الآفاق لهذه الغارات على الرغم من اعترافهم بفشلها؟
نحن نعتبر هذه غطرسة واستكباراً وأعمالاً غير مبرّرة ونتائجها فاشلة، وعلى الأمريكي أن يتوقف عن استهداف بلدنا والاعتداء على بلدنا.
ولن نبقى مكتوفي الأيدي تجاه ما يحصل، وسيكون رَدُّنا بقدر الاستهداف المعادي لنا.
– الأمريكي كان قد تحدث عن تحريك لجبهات الداخل بغرض إشغال قواتنا المسلحة.. هل حدث من ذلك شيء؟
هو أرسل إلينا رسائلَ منذ اليوم الأول وقال بأنه سيحرك المرتزِقة.
وبما أن الأمريكي هو العدوّ، فنحن نتوقع منه أيَّ شيء، خُصُوصاً أنه يملك قرارَ المرتزِقة؛ لذلك على كُـلّ أحرار الشعب اليمني أن يكونوا يَقِظِين ومستعدين لأية خيارات.
والشعب اليمني أَسَاسًا هو جاهز وكلّ يوم يرفع الجاهزية، وقد أعد العدة لمواجهة كُـلّ التحديات.
– ختامًا هل هناك رسالة تودون إيصالها
أقول للكيان الصهيوني: مهما استمريت في غطرستك وإرهابك لفلسطين فَــإنَّ نهايتك حتمية.
وللولايات المتحدة الأمريكية: لن تستمري سيدة على العالم، وعليك فهم أن لغة القوة انتهت، فبارجاتك بات بإمْكَاننا استهدافها.
وللفلسطينيين: صمودكم صمود أُسطوري، وهو دليل على وعيكم وإيمانكم بعدالة قضيتكم، ونحن مستعدون لمساندتكم بكل ما نستطيع.
وللأنظمة العربية الساكتة: مواقفُكم مخزية وليس كما تدعون بأن القضية الفلسطينية هي مركزية، وعليكم أن تغيّروا من سياستكم، وكنا قد قدَّمنا مشروعًا في وقت سابق للأنظمة العربية والإسلامية يمثِّلُ مساراً مدروساً لمساندة فلسطين، فعليكم النظر إليه.
وللشعوب العربية: يجب أن تكون حرة ومستيقظة وأن تخرج في مظاهرات مُستمرّة لدعم القضية الفلسطينية إيمَـاناً واحتساباً وجهاداً في سبيل الله
وللشعب اليمني الذي صمد وثبت وكلّ أسرة قدمت شهيدًا أَو جريحًا أَو دفعت بابنها للجهاد في سبيل الله: ها أنتم ترون تضحياتكم وصبركم وتحَرّككم أثمرت نصراً وعزة وكرامة، وها نحن نواجه قوى الاستكبار ونسقط غرورها واستكبارها أمام العالم.
وأقول لهم أيضا: إن لكل مظلوم انتصارًا، وانتصارُنا سيكونُ بإذن الله تعالى في القريب العاجل، وأنتم الركيزةُ الأولى لكل الانتصارات التي ستتحقّقُ لليمن وكلّ أبناء شعبه، والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العربیة والإسلامیة القضیة الفلسطینیة العدوان والحصار الشعب الفلسطینی منذ الیوم الأول الموقف الیمنی الشعب الیمنی السید القائد یحفظه الله موقف الیمن بفضل الله على الیمن ماذا یعنی السعودی ة کان هناک یتحدث عن ما یزال لا یمکن تحدث عن هذا الم ف ــإن من قبل م ستمر فی غزة کان قد فی هذا
إقرأ أيضاً:
سوريا وأوكرانيا والغرب وقضايا اقتصادية.. أبرز تصريحات بوتين على “الخط المباشر”
روسيا – عرض الرئيس فلاديمير بوتين في مؤتمره الصحفي السنوي نتائج العام 2024، الاقتصادية، وأجاب على أسئلة حول الأوضاع المحلية والعالمية وخاصمة في أوكرانيا وسوريا والعلاقة المتوترة مع الغرب.
أبرز تصريحات بوتين:
الاقتصاد
حينما يكون الوضع مستقر نشعر بالملل، هناك رغبة في الحركة، وعندما نبدأ في الحركة نسمع أصوات صفير الطلقات والرصاص، وهو ما يشير إلى الخطر. كل شيء يحركه الاقتصاد.لننطلق تقليديا من الاقتصاد. الاقتصاد أساس كل شيء، ويرتبط به القدرات الدفاعية ومستوى المعيشة. الاقتصاد في روسيا مستقر على الرغم من التهديدات الخارجية ومحاولات التأثير علينا. كان النمو لدينا 3.6% العام الماضي، وهذا العام بلغ النمو 3.9%، وربما يصل إلى 4%. خلال سنتين نتوقع نموا اقتصاديا 8%، بينما يبلغ في الولايات المتحدة 5%، وفي أوروبا 1%. إذا كانت أوروبا قد غفوت في سبات طويل، فعلينا الحفاظ على وتيرة النمو، وهناك معايير أخرى يمكن أن تشير إلى الوضع الراهن المقبول بالنسبة لنا. نحن في أدنى مستويات البطالة في البلاد، هناك نمو في الصناعات مثل 4%، والنمو في الصناعات التحويلية 8%، وحتى أكبر من ذلك في بعض أنواع الصناعات. الإشارة المقلقة بالطبع هي التضخم. نسبة البطالة لدينا 2.3%
الجيش الروسي والعملية العسكرية في أوكرانيا
القوات المسلحة الروسية تستعيد الأراضي من القوات الأوكرانية بالكيلومترات المربعة لا بالأمتار. العسكريون الروس يطردون العدو من أراضينا في كورسك كل المنشآت والمساكن والبنى التحتية في مقاطعة كورسك سيتم إعادة إعمارها صاروخ “أوريشنيك” هو سلاح حديث ومتقدم للغاية ويعتمد على التطورات السابقة، لكنه يمثل خطوة للأمام. تحديثات الصاروخ هي من قبل مهندسين وعلماء ومصممين روس. هناك 24 نظام دفاع صاروخي في الخدمة القتالية برومانيا وبولندا، في رومانيا نطاق تدميرها 300 كيلومتر، وارتفاع تدميرها من 80-250 كيلومتر، وفي بولندا يوجد أسلحة أفضل قليلا، مدى اعتراضها 1000 كيلومتر وارتفاعها 500 كيلومتر. لا توجد مثل هذه المنظومات في العالم، وهذا يتطلب وقتا، ونحن قادرون على تشتيت الرؤوس الحربية خلال ثوان. لا فرصة لإسقاط صاروخ “أوريشنيك”. دعونا نحدد نقطة لتوجيه ضربة في كييف أو أي مكان أخرى، وليركزوا كل دفاعاتهم الصاروخية هناك ولنرى ما يحدث. لنأخذ في الاعتبار أن الدفاعات الصاروخية موجودة لديهم، الحديث على مستوى الخبراء والعلماء. دعونا نتفق على إجراء مثل هذا الاختبار ولنرى ما يحدث في كييف. سيكون هذا مفيدا لنا وللأمريكيين. أي تهديدات لبيلاروس هي تهديدات لروسيا نفسها، وسنفعل كل ما بوسعنا لحماية بيلاروس بالتعاون مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.بوتين يتحدث عن الوضع في سوريا وحيثيات انهيار الجيش السوري وسقوط الأسد
لم ألتق الرئيس السوري السابق بشار الأسد بعد مجيئه إلى موسكو. يمكنني الحديث مع بشار الأسد بشأن الصحفي أوستن تايس المفقود في سوريا منذ 12 عاما. يمكن أن نوجه السؤال أيضا إلى المسؤولين عن السلطة في سوريا اليوم. إن ما يحدث في سوريا لا يمثل “هزيمة” لروسيا. كنا نسعى لعدم تشكيل بؤرة للإرهاب مثل أفغانستان، وقد حققنا أهدافنا بشكل ما. والجماعات التي حاربت الجيش العربي السوري تغيرت. إذا كانت الدول الغربية تسعى اليوم إلى الحوار مع هذه الجماعات، فإن ذلك يعني أن هناك تغييرات طرأت على هذه الجماعات بالفعل. عندما دخلت مجموعات المعارضة المسلحة إلى حلب كان هناك 30 ألف مقاتل. كان هناك بعض المعارك حول حلب، ولكن في السابق كان أصدقاؤنا الإيرانيون يطلبون المساعدة في سوريا، الآن يطلبون المساعدة لإخراجهم من سوريا. بوتين: الغالبية العظمى من دول الشرق الأوسط تؤيد بقاء قواعد عسكرية روسية في سوريا بوتين: روسيا أجلت 4 آلاف مقاتل إيراني إلى طهران عبر قاعدة حميميم نعول على أن يعم السلام والهدوء في سوريا، ونبني علاقاتنا مع جميع المجموعات التي تسيطر على السلطة هناك، ومع دول المنطقة. سنفكر في بقاء قواعدنا في سوريا، وسنقرر ما إذا كنا سنبني علاقات مع القوى السياسية التي تسيطر أو سوف تسيطر على مقاليد الحكم في سوريا. هذا يتطلب البحث من قبل الطرفين عن أرضية مشتركة. لقد اقترحنا على شركائنا بما فيهم الموجودين على الأراضي السورية باستخدام القاعدة الدولية في حميميم لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا. وهذا الأمر مرتبط أيضا بالقاعدة في طرطوس.بوتين يتحدث عن نوايا اسرائيل وتركيا والوضع في الشرق الأوسط
نحن على تواصل دائم مع الرئيس رجب طيب أردوغان وناقشنا الوضع في الشرق الأوسط وموقف الرئيس التركي وموقفنا معروف ولا يعتمد على تغير الظروف السياسية. دائما نعتقد أنه لا يمكن حل القضية الفلسطينية سوى من خلال إزالة الأسباب الجذرية لها، بإقامة دولتين، تمت إقامة دولة إسرائيل، ولم يتم إقامة دولة فلسطين بعد. ما يتعلق بالتصرفات الإسرائيلية في قطاع غزة فقد قمنا بإدانة ذلك على جميع المستويات والمنصات بما في ذلك في الأمم المتحدة. تركيا تقوم بكل ما في وسعها لضمان أمن حدودها الجنوبية وضمان عودة اللاجئين إلى سوريا، وربما إبعاد المجموعات الكردية عن الحدود. كل ذلك قد يكون ممكنا ويمكن تنفيذه. المستفيد الأساسي من التطورات في سوريا هو إسرائيل. روسيا تندد بأي احتلال للأراضي السورية من جانب إسرائيل، وموقفنا لا يتغير بهذا الخصوص إسرائيل تقدمت 25 كيلومتر ودخلت إلى التحصينات التي أقامها الاتحاد السوفيتي سابقا في سوريا. نأمل أن تنسحب إسرائيل من المناطق التي احتلتها، لكننا نرى أنها ترسل مزيدا من القوات، ولا يبدو أن لديها نية في الانسحاب، بل في توسيع توغلها، وضم بعض الأراضي إلى إسرائيل، وهذا يعقد الموقف أكثر. لا بد من تطبيق ميثاق الأمم المتحدة فيما يخص تقرير المصير ووحدة الأراضي. وقد قال بعض المسؤولين الأوروبيين سابقا إنهم وعدوا الأكراد بإقامة دولة مستقلة، وتم خداعهم.. هذه قضية معقدة للغاية، الأكراد مقاتلون مثابرون، ويجب حل القضية الكردية في إطار التغيرات الجديدة، ويجب أن تحل تركيا القضايا المتعلقة بأمنها، وكل تلك القضايا لا فرصة لمناقشتها في هذا الاجتماع، ولكن يجب احترام سيادة كل الدول وسلامة أراضيها، مع الأخذ في الاعتبار السلطة الحالية في سوريا. نحن على تواصل مع كافة المجموعات التي تسيطر على الوضع في سوريا حاليا.اغتيال الجنرال إيغور كيريلوف:
عملية اغتيال الفريق إيغور كيريلوف هي عملية إرهابية. كان هناك الكثير من الأعمال الإرهابية في روسيا من قبل النظام في كييف في عدد من المناطق. لم نسمع من الصحافة الغربية إدانة واحدة لهذه العمليات. عملية اغتيال الفريق إيغور كيريلوف، لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة كان هناك اغتيالات من قبل لشخصيات عسكرية وعامة وصحفيين. لنذكر داريا دوغينا. إنها طبيعة النظام في كييف، وهذا يعني أنه يجب العمل أكثر على الإجراءات الأمنية وعدم السماح بمثل هذه الفجوات.سبل حل المسألة الأوكرانية
السياسة هي فن الحلول الوسطية، ونحن مستعدون دائما للمفاوضات والحلول الوسط. لكن الخصم (أوكرانيا) هو من يرفض المفاوضات. نتائج المفاوضات يجب أن تكون الحلول الوسطية، وقد تم التوصل إلى مثل هذه الحلول في إسطنبول في مطلع 2022، وتم التصديق على الوثيقة المبدئية. ولكن بعد مجئ رئيس الوزراء بوريس جونسون (ذو تسريحة الشعر المميزة) تم التنازل عن هذه الحلول. نحن مستعدون للمفاوضات ولحلول الوسط. روسيا ستتحدث مع زيلينسكي إذا قرر خوض الانتخابات وحصل على الشرعية بوتين: مستعدون لتوقيع اتفاق سلام مع أي سلطة شرعية، لكن السلطة الحالية بما في ذلك فلاديمير زيلينسكي فقدت شرعيتها. مبادرات الصين والبرازيل وجنوب إفريقيا تهمنا لأنها محاولات حقيقية للبحث عن حلول حقيقية ومتوازنة ولا تلزم أي طرف سواء الأوكراني أو الروسي وتأتي من الدول المحايدة التي لم تتدخل في الأزمة كما يجري مع الدول الغربية.الأمر يتعلق بما يجري على الأرض، يجري القضاء على المعدات العسكرية والأفراد في القوات المسلحة الأوكرانية. جيشنا يتقدم إلى الأمام، والعدو لا يستطيع التمركز في المناطق التي يتراجع إليها، فيتراجع بشكل منظم، لكنه يعجز عن تثبيت أقدامه في المواقع الجديدة.
تجميد الصراع يعني منح العدو الفرصة للاستعداد عن طريق التجنيد بالتقاط المجندين إلى مواقع التدريب كعلف للمدافع دون تدريبهم. تلك ليست المدرسة السوفيتية، وحتى ليست المدرسة الغربية النظام الأوكراني ورعاته أنفسهم لا يعرفون فنون الحرب، لذلك ففترة التهدئة ستسمح للعدو أن يعزز قدراته البشرية. فالوحدات موجودة، لكن هناك نقصا كبيرا في القدرات البشرية. نحن لسنا بحاجة إلى وقف إطلاق النار، وإنما بحاجة إلى سلام دائم وعادل يضمن الأمن للدولة والشعب الروسي. تقدم السيد فيكتور أوربان رئيس الوزراء الهنغاري بعرض لوقف إطلاق النار بمناسبة عيد الميلاد. فلن يستطيع العدو القيام بشيء خلال تلك الأيام. وقد وافقنا ثلاث مرات على مثل هذه المبادرات، سواء بالنسبة للنقل في البحر الأسود أو بالنسبة لمنشآت الطاقة، وكان الرئيس أردوغان كان وسيطا. وبعد أن وافقت، وصلني أن الرئيس الأوكراني نفسه لم يوافق، وبعد اقتراح السيد أوربان، ومقترح آخر بتبادل الأسرى، وجاءنا الرد: لن يكون هناك أي هدنة، وأي تبادل للأسرى.
بريكس والعلاقة مع الصين
“بريكس” ليست أداة ضد الغرب. لا نعمل ضد أي أحد في العالم، ولكن لصالح الدول المشاركة في المجموعة. هذه المجموعة تتطور بشكل سريع، وعدد كبير من الدول انضم إليها، وتوسعت، وتحدثنا أكثر من مرة حول هذا الموضوع. هناك اهتمام كبير بهذه المجموعة لأنها مبنية على احترام المصالح المتبادلة، وليس هناك دول صغيرة أو متطورة أو نامية، هناك مصلحة مشتركة لدى دول المجموعة في السعي لتحقيق النمو الاقتصادي والهياكل المختلفة لكي تكون هذه المجموعة رائدة في التحرك إلى الأمام. نحتفل في العام المقبل بـ 75 عام على العلاقات الدبلوماسية مع الصين. في السنوات العشر الأخيرة وصلت العلاقات إلى مستوى تاريخي غير مسبوق.العلاقات مبنية على الثقة المتبادلة، وكل ما نقوم به يعبر عن الثقة المتبادلة الكاملة بين السياسات في الدولتين، ونعمل لمصلحة الشعبين. نتحدث عن 240 مليار دولار سنويات من التبادل التجاري، ولدينا 600 مشروع استثماري مشترك يصل قيمتها إلى 200 مليار دولار. هناك الكثير من الفعاليات مثل “عام الشباب” و”عام الثقافة”، من أهم الجوانب التعاون الإقليمي حيث يتعاون رؤساء الكيانات الفيدرالية يتعاونون بشكل مباشر مع نظرائهم في الصين. نقوم بالتبادل الطلابي في الجامعات، وروسيا والصين عانتا كثيرا أكثر من أي أحد آخر في الحرب العالمية الثانية. يقول المؤرخون أن هناك 27 مليون من الضحايا في الحرب العالمية الثانية، وقد دعمنا بعضنا البعض خلال الحرب. ومن أهم أدوات تحقيق الاستقرار العالمي كانت ولازالت هيئة الأمم المتحدة، ونحن والصين من مؤسسي الهيئة.
المهاجرون والتجنيس في روسيا
نحن مهتمون بالمواطنين الذين يشعرون بأنفسهم جزءا من روسيا، من حيث الثقافة واللغة، ويعدون من الكفاءات. نحن مهتمون بهؤلاء، ولدينا برنامج واسع لتجنيس الكفاءات، ولا بد من تحسين البرنامج.حجب اليوتيوب
قضية “حجب” موقع “يوتيوب” هي قضية تخص الموقع أكثر مما تخصنا. عندما أسست شركة “غوغل” فرعا لها هنا، وبعد بدء خروج الشركات الغربية من روسيا وبدء عقوباته، توقفت “غوغل” عن توفير المعدات وخدمة فروعه هنا، وهو ما سبب مشكلات تقنية له. كذلك يجب على “غوغل” الالتزام بالقانون المحلي، ويجب ألا تقوم الشركة “غوغل” باستغلال سلطاته بحذف أو حجب الآراء، أو الدعاية لآراء وتوجهات أخرى.دفن لينين
قضية “دفن لينين” قضية شديدة الحساسية، وأعتقد أنه يجب التفكير بها في سياق مختلف. قد يصل المجتمع إلى حل بهذا الشأن. اليوم في روسيا لا يجب اتخاذ أي إجراء يمكن أن يقسّم المجتمع.بوتين يعلق على عفو بايدن عن نجله
بوتين: إنسانية بايدن غلبت السياسة ولا ألومه على قرار عفو نجله نحن نعلم ما حدث بين إيفان الرهيب وابنه، قد يكون هذا أسطورة، وكذلك ما حدث مع ابن بطرس الأكبر أليكسي، أو مع ستالين. ما حدث مع ستالين لم يكن أسطورة. فقد رفض استبدال ابنه بلواء. وقال إن الجنود لا يستبدلون بضباط. في تلك الفترة إذا ما قام أحد بالاستسلام للأسر فإن هذه خيانة. في تلك الفترة كانت أدوات المحاربة والنضال للانتصار قاسية. عندما ننظر إلى كل هذه الأمور، لم يكن لدى ستالين الإمكانية لإنقاذ ابنه. المعروف أن ابنه قتل، أما فيما يخص ابن بايدن، يجب النظر إلى أنه إنسان أكثر من كونه سياسيا. لا أريد الحكم عليه.ما الذي تغير في شخصية بوتين منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا؟
أصبحت أمزح أقل، وتقريبا لا أضحك. هناك جانب آخر، أصبحت أعمل على تحسين الإمكانيات للبحث عن القضايا الجوهرية في إمكانية لفت الانتباه وتسليط الضوء على أهم الأمور. وردا على ما الذي كان سيفعله لو عاد به الزمن إلى عام 2022، قال الرئيس: هذا سؤال نظري، إذا كان من الممكن الرجوع بالزمن.. ما حدث عام 2021، و2022، وأنا أعلم ما يحدث الآن، كنت سأفكر في اتخاذ القرار الذي اتخذته قبل ذلك التوقيت. كان يجب علينا الاستعداد للعملية العسكرية الخاصة وما حدث في القرم كان عفويا. بدأنا ما حدث في 2022 دون استعداد، فلم نكن نريد أن يزداد الأمر سوءا. كان النظام في كييف يطالب بأسلحة دمار شامل، وكذب علينا بشأن اتفاقيات مينسك، ورأينا كيف بدأوا بفرض سيطرتهم العسكرية على هذه المنطقة وتدمير كل ما له علاقة بروسيا. لم يكن لدينا رفاهية الاختيار أو الانتظار. لو كنت أعلم ما سيحدث لكنت سأستعد أكثر للعملية العسكرية الخاصة.سؤال BBC: منذ 25 عاما تقاعد يلتسين. بعد 25 عاما هل حافظتم على روسيا. لأننا من جهة نرى العملية العسكرية الخاصة، لكننا نرى الهجوم على مقاطعة كورسك. “الناتو” توسع بشكل فعلي، لكن التضخم وغيره، هل حافظتم على دولتكم. بوتين: لم أحافظ على دولتي فحسب، بل وأنقذتها من حافة الهاوية. ما كان يحدث مع روسيا قبل وبعد ذلك كان سيؤدي إلى فقدان سيادتنا بشكل كامل. روسيا لا يمكن أن تبقى بدون سيادة. وما وعدت به الرئيس يلتسين التزمت به. كانوا يدعمون الرئيس يلتسين ويعرضون عليه قدحا من الفودكا، وعندما أعلن عن رغبته في حماية يوغوسلافيا، وأن ما يحدث يخالف ميثاق الأمم المتحدة، وأنه من غير المسموح به لتوجيه ضربة إلى بلغراد، بدأوا فورا بتسميته بـ “المدمن” وغير ذلك.
قمت بكل ما بوسعي لتكون روسيا دولة مستقلة وذات سيادة وتراعي مصالحها الوطنية العليا.
ماهي روسيا بالنسبة لبوتين:
روسيا هي ليست فقط مساحة ضخمة، وإنما هي تاريخ وثقافة وعادات وتقاليد، هذا كله معا هو روسيا. لكن الأهم هو البشر، الشعب الروسي. أحيانا ما أشاهد التلفزيون (وهو أمر نادر)، وأنظر إلى نجاحات مواطنينا، والبطولة والانتصار في السباحة العالمية على سبيل المثال، شباب وفتيات وأولاد وبنات يحصلون على النجاحات في الأولمبيادات الرياضية والعلمية. أنظر لكل هذا بكل وسرور وسعادة وكأن أحدا من أسرتي الصغيرة يحصل على هذه الجوائز. أنظر إلى روسيا وكأنها أسرتي. وبهذا الصدد نحن نتحدث قبل بداية أعياد الميلاد ورأس السنة، والزملاء من الأديان المختلفة يقولون إنهم يحتفلون أيضا بأعياد الميلاد كما يحتفل جيراننا بعيد الأضحى. عندما ألتقي مع ممثلي الطوائف، عادة ما أسألهم: عم تتحدثون، ولا أتحدث عن الأمور الدينية. عيد رأس السنة هو عيد أسري، أتمنى النجاح والتوفيق للجميع.المصدر:RT