امرأة من تنظيم غير مسجّل تستجوب قادة الجيش البواسل !!
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
مرتضى الغالي
الذي ذكرته الأستاذة الكوزة "سناء حمد" لم يفاجئنا ولم يغيّر قناعاتنا حول قيادة الانقلاب ومَنْ يحتلون قيادة الجيش و(اللجنة الأمنية) ومن يضعون الآن أنفسهم في مواقع السيادة..! إنه (تحصيل حاصل يؤكد ما هو حاصل).. ولا مفاجأة..!
إلا أن ما ذكرته يصيب في مقتل أولئك الذين يقفون الآن مع القيادة الانقلابية في حربها ضد شعب السودان.
إذاً فليمت من يموت وليتم تدمير مؤسسات الدولة وتهديم بيوت المواطنين ولتنتشر الجثث في الشوارع...! ما هي المشكلة..؟ فحتى الذين قاموا بإلقاء قنبلة هيروشيما قالوا إنها من اجل إنهاء الحرب وتحقيق السلام..!
يا لفجيعة ما ذكرته هذه المرأة على هؤلاء التبريريين أصحاب (خالف تلمع)..! وما كشفته من خنوع "القادة العظام" الذين يقودون الحرب اليوم لاستجوابها حرّي بأن يصيب هؤلاء الإخوة المثقفين (بإرتفاع حاد في البولينا)..!
لا ينسى التاريخ لهؤلاء المثقفين و(معهم آخرون) أنهم وقفوا مع قيادة انقلابية ضد الحياة المدنية في السودان..واصطفوا مع البرهان وياسر العطا والكيزان في أمر فيه دماء مسفوكة وأبرياء يقتلون وأطفال يوأدون ونساء يُغتصبن أمام أبائهم وأزواجهم وشيوخ يُداس على رءوسهم بالأحذية ..وفساد وتدمير طال كل مقوّمات الوطن..وخراب واستباحة لا أول لها ولا آخر..!
نكاية في قيادة الجيش الكيزانية فإن "الزبير احمد حسن" رئيس حركتهم التي يسمونها إسلامية لم يكلف لجنة معتبرة من رئيس وأعضاء للتحقيق مع هؤلاء "القادة"..بل أرسل إليهم امرأة واحدة لتستجوبهم واحدا بعد الآخر..ثم تجبرهم للتوقيع على إفاداتهم بخط أيديهم ..نعم تحقق معهم هذه المرأة وهم مصطفون كل واحد ينتظر (في أدب) دوره في الاستجواب..وعلى انفراد..!!
لقد استجابوا جميعا لهذا التحقيق ولم تكن لدي واحد منهم نخوة عسكرية ولا كرامة ذاتية ولا نفحة من احترام النفس حتى يرفض مثل هذا التحقيق الذي يأتي من خارج الجيش ومن امرأة مدنية (ليست في العير ولا في النفير) ولا تملك أي حيثية قانونية أو قضائية..إنما هي مضللة تحمل السلاح وتتمنطق به وكأنه (لعبة من البلاستيك المقوّى).. وكثيراً طاب لها التهديد بالحرب و استخدام العنف حتى قبل إشعال الكيزان حربهم المدمرة الفاجرة هذه..وهي لا تدري خطورة ما تدعو إليه...!
سبق لهذه المرأة أن قامت بالتحريض المكثف والمباشر على العملية السياسية خلال فترة الانتقال وهددت صراحة بتنفيذ أعمال إرهابية وتحويل السودان إلى بؤرة فوضي؛ وقالت بالحرف: "سيتحوّل السودان إلى جحيم وإلى حلقة جديدة تنضم إلى حلقات الإرهاب"..!
يا لفساد ما صنعته الإنقاذ بإيصال مثل هذه الشاكلة إلى مناصب الجيش العليا..!! كلما تأملنا هذه الحالة تعجبنا من تصاريف الأقدار وأحوال الدنيا وتذكرنا الحكمة التي تقول إن المراكز الشاهقة لا تصل إليها إلا النسور..أو الزواحف..!! وبعض الناس يقولون أن هناك وسيلتين لبلوغ المراتب العليا؛ أما المواهب الذاتية أو غباء الآخرين...! ولكن هل هؤلاء الذين استجوبتهم هذه الفتاة هم أذكياء قواتنا المسلحة..؟!
هل يجوز أن يخضع قادة جيش وطني لاستجواب من امرأة واحدة تابعة لتنظيم غير مسجل...؟! هل هناك من فضائح الدنيا ما هو أكثر عُرياً من هذه الفضيحة المدوية..! ثم من هي هذه المرأة..وما مرجعيتها في إطلاق الاستجوابات..؟ وما كان مصير تقريرها وماذا حدث بعد استكمال الاستجواب..؟!
حدثني عن أي هلاهيل وخيالات مآتة وفزّاعات طيور و(مدافع دلاقين) يمكن أن تستجيب لتحقيق مثل هذا..وهي تحمل أعلى مراتب الجيش السوداني وتقبل أن تجلس لاستجواب من امرأة لا وظيفة رسمية لها..جاءت إليهم في القيادة العامة بمفردها وكأنها (مندوبة مبيعات)..!
هل لهذه المرأة أي علاقة بالجيش حتى يسمحوا لها ليس بالدخول فقط..إنما باستجواب قائد عام الجيش ونوابه وجنرالاته وأركان حربه واحداً تلو الآخر ..؟!!
احد الساخرين من أبناء الوطن الأحرار أرسل مفارقة موجعة على وسائد التواصل الاجتماعي تحت توقيع "العمدة".. أعاد فيها تسلسل الرتب العسكرية في السودان كما يلي: (ملازم/ ملازم أول/ نقيب/ رائد/ مقدم / عقيد/ عميد/ لواء/ فريق/ فريق أول/ مشير/ سناء حمد)... الله لا كسّبكم..!!
murtadamore@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: هذه المرأة
إقرأ أيضاً:
السودان.. قتلى وجرحى بقصف عنيف لطيران الجيش في نيالا
قتل وأصيب العشرات في قصف جوي عنيف نفذه طيران الجيش على مدينة نيالا في دارفور، فيما وصف شهود عيان العمليات القتالية التي اندلعت الإثنين في مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور بغرب السودان، بأنها الأعنف في المدينة.
وفي أحدث سلسلة من عمليات القصف الجوي المستمرة على عدد من المدن والمناطق في إقليم دارفور، قالت مصادر محلية إن 24 شخصا بينهم نساء وأطفال سقطوا في ضربة جوية عنيفة نفذها طيران الجيش ظهر الإثنين وأصيب أكثر من 200 شخص بعضهم في وضع حرج للغاية وسط نقص كبير في الخدمات الطبية. وأشار شهود عيان إلى تفحم عدد من الجثث بفعل الضربة التي استهدفت أحياء سكنية في المدينة.
وفي الفاشر، استمر القتال العنيف بين الجيش مدعوما بالمجموعات المتحالفة معه وقوات الدعم السريع التي قالت منصات تابعة لها إن وحدات منها توغلت في المناطق الجنوبية الشرقية والغربية من المدينة التي بدت خالية من السكان تماما.
وتعتبر الفاشر إحدى أهم المدن الاستراتيجية في السودان وهي الوحيدة في إقليم دارفور التي لا يزال للجيش وجود فيها، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على أكثر من 90 في المئة من مناطق الإقليم.
واستمرت خلال الأيام الماضية عمليات النزوح من المدينة التي شهدت قتالا وقصفا جويا وأرضيا عنيفا طوال الأشهر الماضية. ووفقا لشهود عيان فإن من تبقى من سكان يشكلون أقل من خمس سكان المدينة التي كان يعيش فيها قبل اندلاع القتال ربع سكان إقليم دارفور البالغ عددهم نحو 6 مليون نسمة والذي يشكل 20 في المئة من مساحة السودان ويضم نحو 14 في المئة من سكان البلاد البالغ عددهم نحو 42 مليون نسمة.
وروى فارون قصصا مروعة لحجم الدمار الذي لحق بالمدينة، ووفقا لآمنة أيوب وهي معلمة اضطرت للفرار من المدينة مع احتدام المعارك خلال الأيام الأخيرة، فإن معالم المدينة تغيرت تماما. وتقول أيوب لموقع "سكاي نيوز عربية": "الكثير من الأحياء تحطمت تماما بفعل القصف الأرضي والجوي الذي استمر لأشهر طويلة، كما تعرضت مبان تاريخية في المدينة لدمار كبير".
وتضيف: "الأسر المتبقية في المدينة تواجه مأساة حقيقية في ظل شح الغذاء ومياه الشرب.. الكثير من كبار السن يموتون داخل بيوتهم بسبب انعدام الدواء".
وشهد إقليم دارفور حربا هي الأطول في القارة الإفريقية واستمرت منذ العام 2003 وأدت إلى مقتل 300 ألف شخص وتشريد الملايين.
وتشكل الفاشر عمقا استراتيجيا لإقليم دارفور المتاخم لولايتي الشمالية وكردفان، كما تربط السودان بشريط دولي حدودي ملتهب يمتد من تشاد غربا وليبيا شمالا ودولة جنوب السودان وإفريقيا الوسطى جنوبا.
وتأتي هذه التطورات، بالتزامن مع تقدم الجيش في محوري الجزيرة والخرطوم، ووسط تقارير تحدثت عن استعدادت تجريها مجموعات سياسية في العاصمة الكينية نيروبي لمناقشة مشروع لإقامة حكومة مدنية موازية في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، وهو ما تعارضه قوى مؤثرة داخل تحالف تنسيقية "تقدم".