خرافة النصر بالمسيرات في حرب السودان !
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
زهير عثمان حمد
تحولت أدوات الصراع العسكري بالاقتتال الدائر في السودان الوطن بشكل كامل، حيث أصبح الطرفان يعتمدان على سلاح المسيرات الموجهة عن بعد، عوضًا عن الجنود المشاة عند انطلاقة الحرب في 15 أبريل العام الماضي , وبدأ الجيش السوداني أكثر استخدامًا للطائرات المسيرة في الحرب ضد قوات الدعم السريع، خصوصًا في منطقة أمدرمان خلال فبراير الماضي , ووفقًا لمصادر أمنية تحدثت لـ”إرم نيوز”، فإن الجيش السوداني لم يخض أي معركة على الأرض مع قوات الدعم السريع في المناطق التي سيطر عليها مؤخرًا بـ”أحياء أمدرمان القديمة” ومنطقة الإذاعة والتلفزيون، وإنما كان يستخدم الطائرات المسيرة قبل أن يدخلها بعد ذلك عبر مشاة الجيش
ومنذ بدء الحرب في 15 أبريل العام الماضي، بدا واضحًا تفوق قوات الدعم السريع في جانب المشاة على الجيش السوداني الذي آثر التخندق داخل مواقعه، وآثر بعد ذلك الاعتماد على سلاح الطائرات المسيرة.
في المقابل يبدو أن قوات الدعم السريع لجأت بدورها لاستخدام الطائرات المسيرة ضد مواقع الجيش السوداني.وأظهرت خلال اليومين الماضيين مقاطع فيديو، بثتها حسابات مقربة من قوات الدعم السريع على منصة “إكس”، تنفيذ عدد من الهجمات عبر الطيران المسير على مقار الجيش بالقيادة العامة وسط الخرطوم، وقاعدة وادي سيدنا العسكرية شمال مدينة أمدرمان، إضافة إلى مدينة بابنوسة غرب كردفان.وما زالت هذه الحسابات على منصة “إكس” تروج لحصول قوات الدعم السريع على طائرات مسيرة قادرة على ضرب الأهداف بصورة دقيقة، كما تنشر مقاطع فيديو لاستهداف مواقع تقول إنها في مناطق سيطرة الجيش
مواقع الصراع ,ويحتدم الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حاليًا في عدة جبهات داخل العاصمة الخرطوم وبعض الولايات.في الخرطوم يحتدم الصراع حول “سلاح الإشارة” التابع للجيش السوداني في مدينة بحري، حيث تعرض هذا الأسبوع لأكثر من هجمة متتالية من قوات الدعم السريع في محاولة للسيطرة عليه
وظلّ مقر “سلاح الإشارة” من بين 4 مقرات تابعة للجيش في الخرطوم تحت سيطرته منذ بداية الحرب في الـ15 من أبريل الماضي، وهي: “سلاح الأسلحة” بمنطقة الكدرو، ومعسكر “حطاب”، شمال المدينة، ومعسكر “العيلفون” جنوب المدينة.وكانت تقارير إعلامية أشارت إلى أن الجيش يُخطّط للقيام بعملية عسكرية تربط بين قواته في “سلاح الأسلحة” شمالي الخرطوم بحري و”سلاح الإشارة” جنوبي المدينة، أسوة بما جرى خلال الأيام الماضية في مدينة أمدرمان من ربط بين “سلاح المهندسين” جنوبًا ومنطقة كرري العسكرية شمالًا
بابنوسة كما يحتدم الصراع في مدينة بابنوسة ولاية غرب كردفان التي تحتضن مقر قيادة الفرقة الـ22 مشاة التابعة للجيش السوداني، في حين تحاول قوات الدعم السريع السيطرة على المدينة لتضم الولاية لمناطق سيطرتها. فإن الصراع في السودان قد أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين وعسكريين. تشير التقارير إلى أن عدد القتلى المدنيين بلغ (29) قتيلًا، بينما بلغ عدد الإصابات (231) حالة إصابة، منهم (195) حالة إصابة مدنية، و (36) حالة إصابة عسكرية , و هذه الأرقام تظهر الوضع الخطير الذي يواجهه الشعب السوداني نتيجة الصراع المسلح واستخدام الطائرات المسيرة
هناك معلومات متاحة عن أنواع الأسلحة التي تمتلكها الأطراف المتنازعة في ليبيًا. وفقًا للتقارير، فإن الأسلحة المستخدمة في النزاع تشمل مجموعة واسعة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة، بما في ذلك البنادق الهجومية، المدافع الرشاشة، مقذوفات الآر.بي.جي، المدافع الآلية الثقيلة المضادة للطائرات، الذخيرة، والقنابل اليدوية كما تشير التقارير إلى وجود تدخلات خارجية في النزاع، حيث تقوم بعض الدول بتزويد الأطراف المتنازعة بالسلاح والدعم وأيضا هنالك جماعات ليبية تتاجر في الأسلحة الخفيفة الفائضة عن حاجتها , ويُذكر أن الصراع في ليبيا قد أدى إلى انتشار السلاح بشكل كبير في البلاد، مما يشكل تحديًا كبيرًا للأمن الإقليمي ويساهم في زعزعة الاستقرار في المنطقة , والوضع المعقد في ليبيا يتطلب جهودًا دولية متضافرة للتوصل إلى حل قريب
ويقال أن المسيرات التي يستخدمها الدعم السريع روسية الصنع وتُعد المسيرات الروسية من الأنواع المتقدمة في مجال الطائرات بدون طيار، ومن بينها المسيرة الروسية الجديدة المعروفة باسم “المشرط الانتحاري”، والتي تتميز بالمواصفات التقنية التالية:
السرعة القصوى: 120 كم/ساعة
مدى العمل: 40 كيلومتر
الحمولة المفيدة: 5 كيلوغرامات
قطر المسيرة: 125 ملم
طول المسيرة: 650 ملم
أما بالنسبة للمقارنة مع أنواع أخرى، فإن المسيرات الروسية تتميز بقدراتها العالية في الاستطلاع والهجوم، ولكن توجد أنواع أخرى من المسيرات حول العالم تتمتع بمميزات مختلفة تتناسب مع متطلباتها العملياتية. على سبيل المثال، تمتلك الولايات المتحدة مسيرات مثل “براديتور سي أفنجر” التي تتميز بقدرات استشعار متعددة وقدرة على حمل أسلحة متنوعة
تُظهر المسيرات الروسية قدرات متقدمة في مجالات متعددة، وتُعتبر جزءًا مهمًا من التطور في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار على مستوى العالم. حل سياسي ينهي النزاع ويحد من انتشار الأسلحة.
هناك العديد من أنواع الطائرات المسيرة حول العالم، وتختلف هذه المسيرات في تصميمها، قدراتها، والأدوار التي تؤديها. إليك بعض الأنواع البارزة:
MQ-9 Reaper: طائرة مسيرة مسلحة تستخدمها القوات الجوية الأمريكية، مصممة لتحمل كمية كبيرة من الذخائر وتنفيذ مهام القنص.
GD Avenger: طائرة مسيرة تعمل بالطاقة النفاثة وتتميز بقدرة على التحمل وحمل أوزان من الذخائر تصل حتى نصف طن.
MQ-4 Global Hawk: طائرة مسيرة تستخدم للاستطلاع الاستراتيجي وجمع المعلومات الاستخبارية، تتميز بأجهزة الرادار المصفوفة الممسوحة ضوئيًا النشطة AESA1.
RQ-4 Global Hawk: مشابهة لـ MQ-4 ولكن تستخدم بشكل أساسي في مهام الاستطلاع الاستراتيجي.
EA-18 Growler: طائرة مسيرة تستخدم لمهام الحرب الإلكترونية وقمع/تدمير الدفاعات الجوية للعدو.
بالإضافة إلى هذه الأنواع، هناك أيضًا مسيرات متعددة المراوح، مسيرات ذات الأجنحة الثابتة، ومسيرات هجينة التي لا تزال في طور التطوير كل نوع من هذه المسيرات له مواصفات واستخدامات مختلفة تتناسب مع الأدوار المطلوبة في العمليات العسكرية والمدنية.
الوضع في السودان معقد ويتطور بسرعة، ومن الصعب التنبؤ بما سيحدث. وفقًا للمعلومات المتاحة، فإن استخدام الطائرات المسيرة قد غير من طبيعة الصراع العسكري في السودان1. الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يعتمدان الآن على هذه التِقَانَة بدلًا من الجنود المشاة.
بالنسبة للتدخل الدولي، هناك اهتمام إقليمي ودولي بالقتال الدائر في السودان. مصر وإثيوبيا، على سبيل المثال، لديهما مصلحة في استقرار السودان بسبب الأهمية الاستراتيجية لنهر النيل والتوترات الحدودية, ثم أن هناك تقارير عن دعم بعض دول المنطقة لقوات الدعم السريع ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الجهود ستؤدي إلى تدخل عسكري دولي مباشر أو ما إذا كانت الأمم المتحدة ستتخذ إجراءات أكثر حزم في الفترة القادمة , وفي هذا الشهر الكريم بالرغم من أدعاء المتقاتلين بأنهم مسلمين الا أن رحمة الإسلام لم تعرف قلي كلاهما رافه بهذا الشعب المكلوم
من المهم أن تستمر جهود منظمات المجتمع المدني السودانية والأحزاب وكذلك المجتمعات الدولية والإقليمية في العمل من أجل حل سلمي يحمي الشعب السوداني ويحافظ على البنية التحتية للبلاد
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الطائرات المسیرة الجیش السودانی طائرة مسیرة فی السودان
إقرأ أيضاً:
السودان.. إعدامات ميدانية في ود مدني وأصابع الاتهام نحو الجيش
في مقطع مصور أثار الكثير من الجدل والغضب، يظهر أشخاص بزي عسكري وهم يقيدون شابا سودانيا بالحبال، قبل أن يلقوه من أعلى جسر "حنتوب" فوق نهر النيل الأزرق، الذي يربط بين شرق مدينة ود مدني وغربها في ولاية الجزيرة.
الفيديو أشعل موجة غضب لدى العديد من الأوساط السياسية والحقوقية في السودان، حيث توجهت أصابع الاتهام إلى مجموعات مسلحة مرتبطة بالجيش السوداني، بارتكاب عمليات تصفية على أساس عرقي في ود مدني وضواحيها.
وحسب وكالة رويترز فإن أحد الرجال الذين ظهروا في المقطع المصور كان يرتدي سترة عليها شعار كتيبة البراء بن مالك، وهي جماعة مسلحة متحالفة مع الجيش.
وذكرت الوكالة أنها لم تتمكن من التأكد من تاريخ حدوث تلك الواقعة.
ويثار جدل واسع بشأن كتيبة "البراء بن مالك" التي يقودها المصباح أبو زيد، إذ يربط سياسيون وناشطون بينها وبين الحركة الإسلامية، التي تعد المرجعية الدينية لنظام الرئيس المخلوع عمر البشير.
مقتل أطفال ونساء
وفي نفس السياق، قال صحفي وإعلامي سوداني لموقع "الحرة"، مفضلا عدم الكشف عن هويته لأسباب تتعلق بسلامته، إن مشاهد الفوضى والقتل سادت ود مدني منذ الساعات الأولى من دخول الجيش والقوات المقاتلة معه، السبت.
وأكد ذلك الإعلامي أنه "وفقا لمقاطع فيديو يتم تداولها بشكل واسع، وبيانات متتالية من عدد من المنظمات الحقوقية والمجموعات السياسية، فإن ود مدني ومناطق الكنابي المحيطة بها، التي يقطنها عمال زراعيون ينتمون لإثنيات دارفورية، تشهد عمليات قتل واسعة تنفذها مجموعات تابعة للجيش".
وأشار إلى وجود "تقارير أولية" بأن حصيلة العنف بلغت منذ السبت وحتى وقت إعداد هذا التقرير، "نحو 146 مدنيا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء وكبار السن".
وقد أججت الأحداث الاخيرة المخاوف المستمرة من عمليات الانتقام الواسعة على أساس الانتماء السياسي والعرقي، التي ظلت تحدث ضد المدنيين العزل في العديد من مناطق السودان، منذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023.
احتفلَ مدنيون وعسكريون في مدينة "ود مدني" عاصمة ولاية الجزيرة بالسودان بعد أن استعاد الجيش السيطرة عليها من قوات الدعم السريع السبت الماضي.
ووفقا للإعلامي ذاته، فإنه يعتقد على نطاق واسع، أن "جزءا كبيرا من المستهدفين بعمليات التصفية الحالية، هم من إثنيات تنتمي لذات المجموعة القبلية التي ينحدر منها قائدا حركتي تحرير السودان، مني اركي مناوي، والعدل المساواة جبريل إبراهيم، المتحالفان مع الجيش".
ونقل عن مصادر خاصة به، أن "عددا من عناصر الحركتين في الخارج هددوا بالانشقاق في حال عدم اتخاذ موقف قوي"، متهمين قياداتهم بـ"الانحناء للامتيازات الكبيرة التي يحصلون عليها من الحكومة القائمة في بورتسودان".
وفي الجانب الآخر، أصدرت مجموعات حقوقية، مثل هيئة "محامو الطوارئ"، و"المرصد السوداني لحقوق الإنسان"، إضافة إلى كيانات سياسية، من بينها تنسيقية "تقدم" التي تضم أكثر من 100 حزب وكيان سياسي ومدني، أصدرت بيانات إدانة مطالبة بتحقيق دولي عاجل في عمليات التصفية الجارية.
واتهمت تلك المجموعات الجيش والميليشات المساندة له، بـ"تنفيذ مجزرة" طالت قطاعا واسعا من المواطنين في ولاية الجزيرة.
وقال المرصد السوداني لحقوق الإنسان، إن "الانتهاكات الجسيمة المرتكبة تعتبر جرائم ضد الإنسانية".
وعزت المجموعات الحقوقية والسياسية سبب تلك الجرائم، إلى "انتشار خطاب الكراهية".
"حوادث فردية"
وفي معرض تعليقه على تصاعد تلك الانتهاكات في ولاية الجزيرة، أصدر الجيش السوداني بياناً قال فيه إن عمليات القتل التي وقعت كانت تصرفات فردية قام بها أفراد دون توجيهات من القيادة العليا.
وأكد الناطق باسم الجيش، نبيل عبد الله، أن القوات المسلحة ملتزمة بالقانون الدولي في حربها على قوات الدعم السريع.
من جانبها، قالت الخارجية السودانية، الأربعاء، في بيان رسمي، إن حادثة الاعتداء وقتل عدد من المدنيين في منطقة "كمبو طيبة" بولاية الجزيرة عقب استعادة الجيش لمدينة ود مدني "ستخضع للتحقيق الدقيق، وسينال المسؤولون عن ذلك جزاءهم العادل".
وأعلنت الخارجية في بيانها، أن هناك "توجيهات عليا صارمة، صدرت لأجهزة حفظ الأمن باتخاذ كل ما يلزم لضمان عدم تكرار مثل هذه الحادثة، والتعامل الحاسم مع أي بوادر من هذا القبيل للقضاء عليها في مهدها".
وكان وزير الإعلام، الناطق باسم الحكومة في بورتسودان، خالد الأعيسر، قد قال في تصريحات إعلامية سابقة، إن الدولة "لا تعاقب المواطنين استناداً إلى الأقاويل والشبهات، أو من دون محاكمات عادلة".
"إعدام أمام الأطفال"
والأسبوع الماضي، أظهر مقطع فيديو تداوله ناشطون على وسائط التواصل، عملية "إعدام رميا بالرصاص" لشخص بملابس مدنية نفذها أفراد قال نشطاء حقوقيون، حسب الإعلامي الذي تحدث إلى موقع "الحرة"، إنهم يتبعون "الجيش السوداني، وذلك بعد الإمساك بالرجل في أحد أحياء مدينة أم درمان"، شمال غرب العاصمة الخرطوم.
مواطنون واطنين خرجوا للشوارع للاحتفال بنجاح الجيش السوداني في دخول ود مدني
"سلة السودان الغذائية".. ماذا تعني سيطرة الجيش على ود مدني؟
تمكنت قوات الجيش السوداني من دخول مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة وسط السودان والتي كانت خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام.
وجرت عملية إعدام الرجل، حسب الفيديو المتداول والذي لم يتسن التأكد من صحته من مصادر مستقلة، أمام اطفاله رغم أنه كان ينفي لجنود كانوا يمسكون به صلته بأي مجموعة مقاتلة.
لكن الجنود لم يستجيبوا لما يقوله وطلب أحدهم من زملائه تصفيته، وأطلقوا عليه بعدها عدة طلقات.
ورصدت منظمات حقوقية خلال الفترة الأخيرة عددا من الوقائع المشابهة التي راح ضحيتها العشرات من المدنيين.
ووفقا لتقرير نشرته منظمة "أسليد" المتخصصة في رصد مواقع وبيانات الصراعات المسلحة، فقد ارتفعت معدلات العنف ضد المدنيين في السودان بنسبة 89 في المئة خلال الفترة الاخيرة.
وكشف رصد تجريه عضوة مجموعة محامو الطوارئ، رحاب مبارك، عن أكثر من ألف انتهاك ارتكب في حق مدنيين منذ اندلاع الحرب.
وشملت تلك الانتهاكات عمليات اعتقال وقتل خارج إطار القانون، إضافة لعمليات القصف الجوي والمدفعي التي تطال الأحياء المدنية، والتي يعتقد أنها السبب في مقتل أكثر من 80 في المئة من ضحايا الحرب المدنيين المقدر عددهم بعشرات الآلاف.
الجيش السوداني سيطر على مدينة ود مدني المحورية - رويترز
المعارك تحتدم في السودان.. ماذا بعد حديث "القتال 21 عاما"؟
"سنقاتلهم 21 عاما".. هكذا توعد قائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي) الجيش السوداني، بعد اعترافه بخسارة مدينة ود مدني الاستراتيجية في ولاية الجزيرة.
رأي محللون أن هذه الكلمات لا تعبر سوى عن حجم الهزائم التي تتلقاها قوات دقلو خلال الأسابيع الأخيرة أمام الجيش، وخصوصا في ولاية الجزيرة وسط البلاد، وفي الخرطوم أيضًا.
وبرزت خلال الفترة الماضية العديد من الأحداث الخطيرة التي تشير إلى تحول كبير في طبيعة الحرب الحالية.
ففي يونيو الماضي، قامت مجموعة ترتدي زي الجيش بتصفية مجموعة من المدنيين في منطقة القضارف بشرق البلاد بإطلاق وابل من الأعيرة النارية على عشرات الشباب، وهم مُكبلين وملقى بهم على الأرض، وسط تهليل وصياح هستيري للقتلة في مشهد فوضوي.
وفي نوفمبر أعدم مقاتلون نحو 15 شخصا في منطقة الحلفايا بعد ساعات من دخول قوات الجيش لها، وذلك بتهمة انتمائهم لقوات الدعم السريع، لكن مجموعات شبابية في المنطقة قالت إن معظم من أعدموا كانوا مدنيين عالقين في مناطق القتال.
وجاءت الواقعتان بعد قتل 11 شخصا في دارفور بغرب البلاد، بتهمة اصطفاف قبيلتهم إلى أحد طرفي القتال؛ وسبق تلك الحادثة قطع رؤوس 3 شبان مدنيين في مدينة الأبيض بولاية كردفان، أيضا بتهمة موالاة قوات الدعم السريع.
كما شهدت العديد من مناطق العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة ونهر النيل والشمالية، عمليات قتل طالت عشرات الأشخاص، والتي يعتقد أنها جرت على أساس الانتماء.
من جانبه، شكك مستشار قائد قوات الدعم السريع، أيوب نهار، في الاتهامات التي تطال قواته بشكل مستمر، بالتورط في عمليات إعدام وقتل للأسرى والمحتجزين وتمثيل بالجثث.
وقال نهار، في حديث سابق لموقع "الحرة"، إن ظهور أشخاص يرتدون ملابس قوات الدعم السريع، في مقاطع فيديو توثق لانتهاكات وإعدامات، "لا يعني بالضرورة أنهم ينتمون فعلا إلى الدعم السريع".
الحرة - دبي