ما هي الطائرة الأسرع من الصوت والتي تفوقت على كونكورد؟
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
#سواليف
قبل خمس سنوات من رحلة #كونكورد الأولى، حلّقت #طائرة مهيبة أخرى في الأجواء، وكادت أن تُصبح مصدر إلهام لطائرة ركاب أسرع من الصوت.
كانت طائرة “XB-70 Valkyrie” تجريبية، تم تطويرها لصالح القوات الجوية الأمريكية. وأطلقت رحلتها الافتتاحية قبل 60 عامًا في سبتمبر/ أيلول 1964، ما شكّل عصرًا ذهبيًا للطائرات الأسرع من الصوت.
وقال توني لانديس، المؤرخ بقيادة العتاد في القوات الجوية في دايتون، أوهايو: “كان التصميم العام لطائرة XB-70 أمرًا بالغ الجمال. الاعتقاد بأنّ مثل هذه الطائرة الجذابة، مع قدراتها على السرعة والارتفاع، قد بُنيت منذ أكثر من 65 عامًا، يصعب فهمه في بيئة الذكاء الاصطناعي، والبيئة الهندسية القائمة على الكمبيوتر اليوم”.
مقالات ذات صلة الأرض على موعد مع انفجار كوني “يحدث مرة واحدة بالعمر” 2024/03/25لم يكن برنامج “XB-70” خاليًا من المشاكل: وقد عفا عليها الزمن قبل أن يتم طرحها في السوق كطائرة عسكرية، وانتهت فترة خدمتها القصيرة بحادث مأساوي. وكانت حتى الرحلات الجوية المنتظمة تُثير قلق الجميع، ذلك أن مجمل عناصر الطائرة دُفع بها إلى أقصى الحدود.
لكن، بحسب ما ذكره لانديس، فإن تصميمها جعل منها رمزًا للطيران الأسرع من الصوت، وعلّق قائلًا: “حتى يومنا هذا، يتوقف الناس ويحدقون بفالكيري المتوقفة بشكل مهيب في المتحف الوطني لقوات الولايات المتحدة الجوية، ويُعجبون بحجمها وشكلها”. وتابع: “يتساءل غالبية الناس عما إذا كان هذا تصميمًا جديدًا، لأنهم لم يروا نموذجًا مماثلًا له من قبل”.
طائرة فالكيري
استخدمت وكالة ناسا نموذجًا أوليًا لقاذفات ثلاثية البعد في المرحلة التي سبقت إنتاج XB-70 ثلاثي, لإجراء أبحاث عالية السرعة بالفضاء الجوي في ستينيات القرن الماضي.
وكانت هذه الطائرة نتيجة منافسة بين شركتي “Boeing” و”North American Aviation”. وكانت الأخيرة حينها تمثّل إحدى كبرى الشركات المصنّعة للطيران، والتي اختارتها القوات الجوية في نهاية المطاف، في عام 1957، لتطوير قاذفة قنابل قادرة على حمل أسلحة نووية بسرعة 2 ماخ وعلى ارتفاع 60 ألف قدم.
ومع ذلك، أدى إسقاط طائرة تجسس أمريكية من طراز “U-2” فوق الاتحاد السوفيتي في عام 1960، إلى التحول من القاذفات المأهولة إلى الصواريخ الباليستية، وفي عام 1961، وصف الرئيس السابق جون كينيدي “XB-70” التالية بأنها تتمتع بفرصة ضئيلة لاختراق دفاعات العدو بنجاح. ونتيجة ذلك، عندما بدأت أمريكا الشمالية في بناء الطائرة، تحول هدف البرنامج إلى أبحاث الطيران عالي السرعة.
تم إطلاق أول طائرة “XB-70” – الملقبة بفالكيري، بعد مسابقة تسمية في بالمديل، كاليفورنيا، بتاريخ 11 مايو/ أيار 1964. مع جناحيها الذين يزيد طولهما عن 100 قدم، وستة محركات نفاثه من جنرال إلكتريك في الخلف، وطول يبلغ 185 قدمًا. واعتُبرت بسهولة واحدة من أكثر الطائرات إثارة للإعجاب على الإطلاق.
ومن بين سماتها المميزة كانت أطراف الأجنحة التي ظلت أفقية عند السرعات دون سرعة الصوت، ولكن تم طيها لأسفل مرة واحدة بسرعة تفوق سرعة الصوت لتقليل السحب. وتم تكرار عناصر تصميمها الرئيسية، مثل الأجنحة على شكل دلتا وجسم الطائرة الرفيع والطويل، من قبل كل من “كونكورد” واستنساخها السوفييتي، “توبوليف تو-144″، والتي كانت تحتوي على جناحين صغيرين خلف قمرة القيادة مباشرة – تمامًا مثل طائرة. “XB-70” – ما يمنح الطيارين المزيد من التحكم عند السرعات المنخفضة.
لفت لانديس إلى أنه “طوال ستينيات القرن العشرين، خصص القطاعان العسكري والمدني كميات هائلة من الموارد لتطوير وسائل النقل الأسرع من الصوت. في المراحل الأولى، اعتمدت كل شركة طائرات بتصميمها الأولي إلى حد ما على XB-70”.
وأضاف لانديس أنه مع توفر المزيد من المعلومات، تحولت هذه التصاميم إلى نماذج أكثر دقة مثل “كونكورد”، بالإضافة إلى مشاريع أخرى ظلت على الورق.
نوافذ وهمية
ما أن بات واضحًا تحييد دور فالكيري كقاذفة قنابل، توصل مصمموها إلى استخدامات بديلة للطائرة. وقال لانديس: “أصبح مهندسو أمريكا الشمالية مبدعين للغاية، مع العديد من الاستخدامات المختلفة للطائرة، لكن الأمر الوحيد البديل الذي يجب أن يُنظر إليه بجدية هو نسخة النقل للاستخدام العسكري والمدني”.
تم اقتراح ثلاثة أشكال مختلفة، تتراوح من الكثافة العالية التي تتسع لـ158 راكبًا، إلى الترتيب “الفاخر” الذي يسمح بـ114 مقعدًا، ويتضمن منطقة صالة في وسط مقصورة الركاب.
وروى لانديس أنه “بينما عادت أول طائرة XB-70 إلى Palmdale لإجراء عمليات الفحص والتحديث، اغتنمت شركة North American الفرصة لإضافة علامات نافذة مزيفة على أحد جوانب الطائرة للمساعدة على تسويق طراز النقل. فأزيلت النوافذ قبل عودة الطائرة إلى اختبار الطيران”.
وتابع أنه من الصعب تخيل كيف كانت ستكون تجربة الركاب على مثل هذه الطائرة، لكنها كانت تشبه إلى حد كبير طائرة “كونكورد”، أي “سلسة، وهادئة، مع مساحة واسعة بين المقاعد. ونظرًا لتكلفة تشغيل الطائرة والمقاعد المحدودة، فمن المرجح أن تكون التكلفة في متناول الطبقة المتوسطة العليا والأثرياء فقط.
والأهم من ذلك، أنها كانت ستكون سريعة، حيث كانت ستربط بين لندن ونيويورك في ساعتين ونصف الساعة فقط، مقارنة بـ”كونكورد” النموذجية التي تستغرق ثلاث ساعات ونصف الساعة.
تصورت نماذج الطائرة الأخرى المقترحة أنها منصة إطلاق للمركبات الفضائية المدارية وحتى صواريخ مينيوتمان، لكن تمامًا مثل نسخة الركاب، لم تتحقق هذه الفكرة أبدًا.
حادث مميت
تم قطع برنامج “XB-70” بسبب حادث مميت وقع في عام 1966، أثناء جلسة تصوير نظمتها شركة جنرال إلكتريك. اصطدمت الطائرة الثانية، والأكثر تقدمًا، من طائرتي Valkyries الحاليتين في الجو بطائرة أصغر، وهي “F-104N”، ما أسفر عن مقتل طيارها بالإضافة إلى أحد طياري “XB-70″، فيما نجا الآخر من إصابات خطيرة.
قد يهمك أيضاً
كيف بدت تجربة قيادة طائرة “كونكورد” الأسرع من الصوت؟
سجلت طائرة فالكيري المدمرة 46 رحلة فقط، وأنهت الثانية المتبقية مسيرتها بعد 83 رحلة، العديد منها نظمت مع وكالة ناسا كمنصة اختبار أسرع من الصوت، وما يزيد قليلاً عن 160 ساعة في الهواء.
تمت آخر تلك الرحلات في 4 فبراير/ شباط 1969، لنقل الطائرة مما يُعرف الآن بمركز أبحاث الطيران أرمسترونغ التابع لناسا في كاليفورنيا إلى قاعدة رايت باترسون الجوية في أوهايو، حيث انضمت الطائرة إلى مجموعة متحف القوات الجوية.
بينما أن البرنامج ربما لم يصل إلى مستوى إمكاناته الكاملة، إلا أن إرث “XB-70” لا يزال قائمًا، وفقًا لما ذكره لانديس: “تستفيد جميع تصمايم الطائرات الكبيرة عالية السرعة من العمل الذي قامت به XB-70. وتستمر البيانات المستمدة من تلك الرحلات البحثية في التأثير على تصميم الطائرات المستقبلية”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف كونكورد طائرة الأسرع من الصوت القوات الجویة فی عام
إقرأ أيضاً:
الطائرة الماليزية المنكوبة.. لغز يبحث عن حل بعد 10 سنوات
أعاد قرار الحكومة الماليزية بالموافقة المبدئية على استئناف البحث عن طائرة ركاب اختفت قبل 10 سنوات، تلك القضية، التي تحولت إلى أحد أكثر ألغاز حوادث الطيران، إلى الواجهة من جديد.
واختفت رحلة MH370 ، التي كانت على متن طائرة طائرة بوينغ 777 التابعة للخطوط الجوية الماليزية، في مارس (آذار) عام 2014، أثناء توجهها إلى الصين من كوالالمبور في ماليزيا، وعلى متنها 239 شخصاً، ومنذ ذلك الحين فشلت جهود تحديد مكانها.The plane vanished from civilian air traffic control screens near the waypoint IGARI, where Malaysian and Vietnamese airspace meet.
But military radar later revealed a startling move:
MH370 had turned sharply west, crossing Malaysia and the Andaman Sea. pic.twitter.com/ludE1cMmKf
ونهاية عام 2018، انتهت عملية البحث عن حطام الطائرة بجهود دولية بلغت كلفتها 150 مليون دولار في مساحات شاسعة من المياه، وقالت حكومات الدول الثلاث المشاركة، ماليزيا وأستراليا والصين، إن البحث لن يُستأنف إلا "في حالة ظهور أدلة جديدة موثوقة" حول موقع الطائرة. أدلة جديدة وتقول ماليزيا إن عملية البحث الجديدة ستشمل مساحة 15 ألف كيلومتر مربع في جنوب المحيط الهندي، استناداً إلى بيانات جديدة، وجدت كوالالمبور أنها "موثوقة"، دون الإفصاح عن هذه البيانات.
وأقلعت الرحلة MH370 من كوالالمبور في الساعات الأولى من صباح 8 مارس (آذار) 2014، وفقدت الاتصال مع برج مراقبة الحركة الجوية بعد أقل من ساعة من إقلاعها، وأظهر الرادار أنها انحرفت عن مسار رحلتها المخطط له.
???????????? MALAYSIA GREENLIGHTS ANOTHER SHOT AT FINDING MH370
Nearly a decade after MH370 vanished with 239 people on board, Malaysia has given Ocean Infinity another chance to do what years of searching couldn’t—find the plane.
Armed with fresh data and plenty of optimism, the UK-… pic.twitter.com/nXrGUh7cxA
وتوصل تحقيق أجري عام 2018 أن حادث اختفاء الطائرة كان نتيجة تلاعب في أدوات التحكم في الطائرة، لإخراجها عن مسارها، إلا أنه لم يتوصل إلى أي استنتاجات حول من كان وراء ذلك. فرضيات عدة ومن بين مجموعة كبيرة من الفرضيات، أشارت بعضها لوجود مؤامرة أدت لاختفاء الطائرة، بدءاً من التكهنات بأن الطيار أسقط الطائرة عمداً، إلى ادعاءات بأن قوة عسكرية أجنبية أسقطتها.
ويؤكد المحققون أن حسم أسباب سقوطها لن يكون قبل العثور على الحطام.
وخلص العالم والباحث الأسترالي فينسينت لاين، إلى تحديد ما وصفه بـ"مكان الاختباء المثالي"، للطائرة الماليزية المنكوبة، بعد أكثر من عقد على اختفائها.
وأوضح أن الأدلة المتاحة عن اختفاء الطائرة تشير إلى أنها طارت عمداً إلى "حفرة" عميقة يبلغ عمقها 6000 متر في بروكن ريدج بالمحيط الهندي، مشيراً إلى أن هذه المنطقة "بيئة محيطية شديدة الوعورة والخطيرة، ذات جوانب شديدة الانحدار وضيقة، وتحيط بها تلال ضخمة وحفر عميقة أخرى".
وقال إن "الأدلة تشير إلى حقيقة مفادها أن الطيار تعمد تحطيم الطائرة، استناداً إلى تحليلات بارعة ومهارة ودقيقة للغاية لأضرار الحطام التي أجراها كبير المحققين السابقين في حوادث الطيران الكندية لاري فانس، والتي تفيد بأن الطائرة كانت تحتوي على وقود ومحركات تعمل عندما خضعت لهبوط اضطراري متحكم به و بارع، وليس تحطماً عالي السرعة بسبب نقص الوقود".
وأضاف أن "بحثه قدم موقعاً واضحاً للمكان الذي ربما تحطمت فيه الطائرة، وحث عمليات البحث المستقبلية عن موقع الحطام على التركيز على قسم معين من جنوب المحيط الهندي". ألغاز الطيران وانضمت حادثة الطائرة الماليزية إلى قائمة من الحوادث المرتبطة بالطيران في العالم، والتي ظل بعضها لغزاً حتى هذه اللحظة في حين تم حل البعض الآخر بعد سنوات طويلة.
وكانت أطول رحلة بحث المرتبطة بتحطم طائرة "ستار داست"، التى اختفت فوق جبال الإنديز فى الأرجنتين خلال عام 1947، ولم يُعثر على حطامها إلا بعد 53 عاماً.
وكانت "ستار داست" إحدى طائرات خطوط أمريكا الجنوبية البريطانية، وأقلعت من العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس باتجاه مطار سنتياغو فى تشيلي، لكن بسبب الطقس الغائم والرياح الشديدة أرسلت رسالة عبر الراديو تؤكد حاجتها للهبوط الاضطرارى، ثم اختفت ولم تظهر بعدها، وتم العثور على أجزاء من حطامها عام 1998، وأجزاء أخرى عام 2000.
لكن أعداداً قليلة من حوادث الطيران ظلت لغزاً مفتوحاً حتى هذه اللحظة، مثل طائرة "ستار تايجر"، التي اختفت في 30 يناير (كانون الثاني) 1948، فوق مثلث برمودا، بعد أن أقلعت في ظروف هوائية صعبة، وعلى متنها 25 راكباً.