كلام الناس
نورالدين مدني
noradin@msn.com
*كل الأنباء المحبطة والمقلقة التي تطغى على نشرات الأخبار في الفضائيات وتتصدر الصفحات الأولى من الصحف لا تستطيع حرمان البشر من تطلعاتهم المشروعة نحو حياة معافاة بعيدة عن المهددات المحيطة بهم وببيئتهم.
*إن تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي حالياً يعتبر الأضخم خلال العقود الماضية‘ وتأتي الصين والولايات المتحدة الأمريكية في مقدمة الدول العشر التي تنبعث منها غازات الاحتباس الحراري.
*الدراسات العلمية أكدت أن أية زيادة في درجات الحرارة تتجاوز درجتين مئويتين ستؤدي إلى آثار مناخية كبيرة وخطيرة يتضرر منها فقراء العالم بصفة خاصة.
*إن العالم - المحتقن بالمشاكل المقلقة وتداعياتها الأكثر إرعابا - ينتظر ثمار الجهود الرامية لحماية المناخ كي تتنزل عبر خطوات عملية تدفع باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيير المناخ وبروتوكل كيوتو الخاص بتطبيق هذه الاتفاقية لتنزيلها على أرض الواقع.
* الشعوب التي خرجت في مظاهرات حاشدة للوصول إلى التزام صارم للحد من ارتفاع انبعاثات الغازات الدفيئة إنما تعبر عن تطلعاتنا جميعاً للعيش بسلام في مناخ صحي نقي.
*كنت وما زلت أمني نفسي بتهيئة مساحة لبيئة نظيفة للاسترخاء داخل قطية بسيطة و"عنقريب هبابي" وزير قناوي في حوش به حديقة منزلية مزدهرة بالخضر والزهور للجوء إليها لاسترداد العافية النفسية وهدوء البال.
*هذا الحلم الذاتي حققه البعض في مساحة مقدرة من البناء العمراني الحديث‘ ليس في بلادنا فقط وانما في بلاد أخرى بالعالم ضمن الحرص على نقاء الطبيعة والتقليل من قهر آلات الحضارة الصماء على نفوس الناس.
*إننا لا ننتظر فقط لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه وما ينبغي أن يتم تنفيذه لحماية الأجواء المحيطة من مهددات الانحباس الحراري‘ وإنما نتطلع لتعاون أكبر مع الدول الفقيرة وتلك التي تحت النمو وأن تتكثف الجهود الأهم نحو تحقيق السلام العالمي والتعايش الإيجابي بين البشر.
*دعونا نعمل جميعاً قادة وقيادات مجتمعية في شتى المجالات من اجل تعزيز السلام في بلادنا وفي العالم من حولنا بدلاً من تأجيج الحروب‘ ونشر المحبة بين الناس بدلاً من إزكاء روح الكراهية والعنف‘ والتعايش مع الآخرين بدلاً من محاولة إقصائهم بالقوة كي يسترد العالم عافيته وتصفو نفوس البشر من الضغائن والاحقاد.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
البشر عدائيون وأنانيون.. ماذا تعرف عن نظرية العقد الاجتماعي لتوماس هوبز
يُعتبر توماس هوبز (1588-1679) أحد أبرز الفلاسفة السياسيين في التاريخ، حيث ساهمت أفكاره في تشكيل الأسس النظرية للدولة الحديثة.
ولد هوبز في إنجلترا خلال فترة مضطربة سياسيًا، وهو ما أثر بشكل كبير على فلسفته التي ركزت على النظام والاستقرار.
وُلد هوبز في 5 أبريل 1588، في ويستبورت بالقرب من مالمسبري بإنجلترا. تلقى تعليمًا كلاسيكيًا في جامعة أكسفورد، حيث درس الفلسفة واللغات القديمة، لاحقًا، عمل كمُعلّم ومُستشار للنبلاء، ما أتاح له الاطلاع على النقاشات السياسية والفلسفية التي كانت تُهيمن على عصره.
الفكر الفلسفي لهوبزأبرز أعمال هوبز هو كتاب “اللفياثان” (Leviathan) الذي نُشر عام 1651، ويُعتبر حجر الزاوية في فلسفته السياسية.
في هذا الكتاب، قدم هوبز نظرية العقد الاجتماعي، وهي فكرة محورية تدور حول أن البشر بطبيعتهم أنانيون وعدائيون، ما يجعل الحياة في حالتها الطبيعية “بربرية وقصيرة ومليئة بالعنف”.
نظرية العقد الاجتماعييرى هوبز أن البشر، لتجنب الفوضى والصراع، يوافقون على التنازل عن بعض حقوقهم الفردية لصالح سلطة مركزية قوية، وهي الدولة أو الحاكم. هذا الاتفاق، الذي يُعرف بـ”العقد الاجتماعي”، يُشكّل الأساس لبناء مجتمع منظم ومستقر.
على عكس الفلاسفة الآخرين مثل جون لوك، كان هوبز يعتقد أن السلطة المطلقة ضرورية للحفاظ على النظام، وأن أي ضعف في هذه السلطة قد يؤدي إلى عودة الفوضى.
أثر هوبز على الفلسفة والسياسةأفكار هوبز أثرت بعمق على تطور الفكر السياسي الحديث. يُنظر إليه كأحد الآباء المؤسسين للفلسفة السياسية العلمانية، حيث فصل السياسة عن الدين وركز على العقلانية كأساس للحكم. كما ساهمت نظرياته في تشكيل الدساتير والنظم السياسية في الدول الغربية.
انتقادات هوبزرغم تأثيره الكبير، تعرض هوبز لانتقادات عديدة. رأى البعض أن دعوته إلى السلطة المطلقة تُهدد الحريات الفردية وتفتح الباب أمام الاستبداد. ومع ذلك، تبقى أفكاره محورية في النقاشات المتعلقة بعلاقة الأفراد بالدولة وحقوق الإنسان.
يظل إرث هوبز حاضرًا في المناقشات الأكاديمية والسياسية. يُعتبر كتاب “اللفياثان” نصًا مرجعيًا لفهم نشأة الدولة الحديثة وأسئلة السلطة والحرية. ورغم مرور قرون على وفاته، تظل رؤيته للطبيعة البشرية والدولة نقطة انطلاق لفهم العالم المعاصر.