قصة آية 1 من سورة العلق.. معلومات لا تعرفها عن أول ما نزل في رمضان
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
قصة آية ، لقاء يتجدد عبر موقع صدى البلد من خلال بيان معاني القرآن الكريم وأسباب النزول على مدار شهر رمضان 2024، ونتناول فيه اليوم، قصة آية 1 من سورة العلق حيث قال تعالى: “ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)”.
قصة آية 1 من سورة العلقذكر القرطبي في تفسيره: «سورة العلق وهي مكية بإجماع ، وهي أول ما نزل من القرآن، في قول أبي موسى وعائشة رضي الله عنهما.
وقيل : فاتحة الكتاب أول ما نزل ; قاله أبو ميسرة الهمداني . وقال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : أول ما نزل من القرآن قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم والصحيح الأول . قالت عائشة : أول ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرؤيا الصادقة ; فجاءه الملك فقال : اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم . خرجه البخاري .
وفي الصحيحين عنها قالت : أول ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم ; فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء ، فكان يخلو بغار حراء ، يتحنث فيه الليالي ذوات العدد ، قبل أن يرجع إلى أهله ويتزود لذلك ; ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها؛ حتى فاجأه الحق وهو في غار حراء ، فجاءه الملك ، فقال : " اقرأ " : فقال : " ما أنا بقارئ - قال - فأخذني فغطني ، حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني " فقال : " اقرأ " فقلت : " ما أنا بقارئ . فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني ، فقال : " اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم . الذي علم بالقلم . علم الإنسان ما لم يعلم " الحديث بكماله .
وقال أبو رجاء العطاردي : وكان أبو موسى الأشعري يطوف علينا في هذا المسجد " مسجد البصرة " فيقعدنا حلقا ، فيقرئنا القرآن ; فكأني أنظر إليه بين ثوبين له أبيضين ، وعنه أخذت هذه السورة : اقرأ باسم ربك الذي خلق . وكانت أول سورة أنزلها الله على محمد - صلى الله عليه وسلم - . وروت عائشة - رضي الله عنها - أنها أول سورة أنزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم بعدها ن والقلم ، ثم بعدها يا أيها المدثر ثم بعدها والضحى ذكره الماوردي .
وعن الزهري : أول ما نزل سورة : ( اقرأ باسم ربك - إلى قوله - ما لم يعلم ) ، فحزن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وجعل يعلو شواهق الجبال ، فأتاه جبريل فقال له : ( إنك نبي الله ) فرجع إلى خديجة وقال : " دثروني وصبوا علي ماء باردا " فنزل يا أيها المدثر .
ومعنى اقرأ باسم ربك أي اقرأ ما أنزل إليك من القرآن مفتتحا باسم ربك ، وهو أن تذكر التسمية في ابتداء كل سورة . فمحل الباء من باسم ربك النصب على الحال . وقيل : الباء بمعنى على ، أي اقرأ على اسم ربك . يقال : فعل كذا باسم الله ، وعلى اسم الله . وعلى هذا فالمقروء محذوف ، أي اقرأ القرآن ، وافتتحه باسم الله . وقال قوم : اسم ربك هو القرآن ، فهو يقول : اقرأ باسم ربك أي اسم ربك، والباء زائدة ; كقوله تعالى تنبت بالدهن ، وكما قال : هن الحرائر لا ربات أخمرة سود المحاجر لا يقرأن بالسور
أراد : لا يقرأن السور . وقيل : معنى اقرأ باسم ربك أي اذكر اسمه . أمره أن يبتدئ القراءة باسم الله.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قصة آية معاني القرآن الكريم صلى الله علیه وسلم من القرآن رسول الله اسم الله قصة آیة من سورة
إقرأ أيضاً:
تأملات قرآنية
#تأملات_قرآنية
د. #هاشم_غرايبه
يقول تعالى في الآية 106 من سورة البقرة: : “مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”.
شكل موضوع النسخ في القرآن الكريم أهم المسائل الخلافية طوال العصور، ومن قالوا به استندوا الى هذه الآية، وكان الدافع الوحيد لاجتهادهم هذا، هو تجاوز بعض الأحكام القرآنية الصريحة، التي يرونها متساهلة الى البحث عن بديل أكثر صرامة في الحديث.
المعارضون لقولهم يرون أن كلام الله ليس ككلام البشر الذي فيه استدراك ومراجعة، ولأن الله لا يضل ولا ينسى، لذلك فكل ما ورد في كتابه نصوص ثابتة واجبة الاتباع، ولا يمكن أن يوجد فيه نص يتلى ولا يتبع، ويثبت ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أعلم من الفقهاء بمرادات الله في القرآن، لم يقل يوما بأن هذا نص ناسخ لذلك النص.
ولو كان الله تعالى أمره بإلغاء حكم آية واستبدال حكم آية جديدة بها، ما الحكمة من إبقاء نصين متعارضين؟، وإذا كان الله أراد إن ينسيه إياها فلماذا كان يبقيها ولا يأمر كتاب الوحي بمحوها؟.
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الأكثر حرصا على وحدة المسلمين من بعده، والأعظم قلقا من أن يصيبهم ما أصاب الأمم السابقة من الإختلاف حول النصوص المقدسة، ورغم أنه لا يمكن أن يأتي بما يخالف كتاب الله، إلا أنه وتحوطاً من أن يحدث خلط بين أحاديثه الشريفة والنص القرآني، منع تدوين أحاديثه، ولام من وجده يكتبها، ولهذا صار علم الحديث معتمدا على الثقة بالروايات الشفوية، إذ لا نصوص مدونة.
لذا وإزاء حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم الشديد هذا، ولو كان هنالك حقيقة آيات منسوخة، هل كان ليترك المسلمين حيارى بعده، لا يعرفون الحكم المثبت من المنسوخ!؟.
لنفهم معنى النسخ الوارد في الآية الكريمة، لنستعرض السياق التي وردت فيه، سنجده في معظمه يتحدث عن بني اسرائيل.
منذ الآية 67 الى الآية 75 يبين الله للمسلمين أن من كان طبعهم مع الله المراوغة فلا تطمعوا أن يؤمنوا لكم، ثم يكمل كشف سوء عملهم فيتوعد الذين زادوا على التوراة من عندهم بالعذاب الشديد، ثم يواصل تبيان كفرهم وتكذيبهم لكل الأنبياء وانتهاء بعيسى عليه السلام حتى الآية 90، ثم عبادتهم العجل 92، ثم آية رفع الطور فوقهم 93 ، ثم تتابع الآيات بيان كفرهم وتكذيبهم بالرسل حتى الآية 100، وتكذيبهم بمحمد صلى الله عليه وسلم 101، ثم الآيات التي أنزلت على سليمان والملكين هاروت وماروت 104، وحسدهم للمسلمين أن أنزل الله عليهم أعظم معجزة وهو القرآن 105.
هنا نصل الى الأية 106 (الآية التي قالوا بأنها سندهم للنسخ).
ثم نتابع الآية 107 وما بعدها، فيسأل الله تعالى في الآية 108 المسلمين “أمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ”، لنجد أننا ما زلنا في سياق الحديث عن بني إسرائيل، وفي الآية 109 عن حسدهم للمسلمين ورغبتهم في أن يردوهم كفارا، وفي الآية 110 يدعو المسلمين لما سينفعهم، وهو أن يقيموا الصلاة ويؤدوا الزكاة.
ويستمر السياق متعلقا ببني إسرائيل حتى الآية 124 فينتقل الى الحديث عن ابراهيم عليه السلام.
هكذا نلاحظ آية النسخ جاءت تقطع سياقا متصلا قبلها وبعدها، لا علاقة له بموضوع خطير وهام وهو إلغاء العمل بأحكام شرعية بنصوص قرآنية.
فهذا أمر غير معهود لمن يعرف الخطاب القرآني.
إذا فالتفسير الأقرب للسياق أن الآيات المقصودة بالنسخ ليست القرآنية، بل المعجزات المادية الخاصة ببني اسرائيل كالعصا والتابوت وإحياء الميت والمائدة، فلم يكن في الرسالة الإسلامية آيات مثلها خارقة للسنن الكونية، فتلك حدث كل منها مرة واحدة وانتهت، لكن ما جاء في الرسالة الخاتمة مثلها إبهارا للعقل كالإسراء والمعراج، وخيرا منها ديمومة وثباتا الى يوم الدين وهو القرآن.
والآيات المقصودة بالإنساء هي الكتب السابقة والشرائع الأولى، فلم يرد الله أن يتكفل بحفظها، فضاعت أصولها جميعا، لأن الله جاء بمثلها مصدرا، لكن خيرا منها شمولية واتساعا لكل البشروالأزمان وهو القرآن.
هذا اجتهادي والله من وراء القصد، وهو أعلم بمراداته.