فيديوغراف.. تعرف على مسار اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
القدس المحتلة- يقتحم المستوطنون الإسرائيليون المسجد الأقصى بشكل منتظم منذ عام 2003، حيث يدخلون من باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد، ويخرجون من باب السلسلة في الجدار ذاته.
وتفتح شرطة الاحتلال باب المغاربة يوميا ما عدا الجمعة والسبت، ويغلق خلال العشر الأواخر من رمضان وعيدي الفطر والأضحى وذكرى الإسراء والمعراج إلا إذا تقاطعت تلك المناسبات الإسلامية مع مناسبات يهودية.
ويتم الاقتحام على فترتين في اليوم صباحا وبعد الظهر بمعدل 5 ساعات يوميا في غير وقتي صلاتي الظهر والعصر.
يبدأ مسار الاقتحام بدخول المستوطنين حائط البراق باتجاه الجسر الذي نُصب فوق تلة باب المغاربة والذي يؤدي مباشرة إلى المسجد الأقصى، ويرافقهم عناصر الشرطة وقوات خاصة طوال فترة الاقتحام.
وتختلف أعداد المجموعات وقوامها وفق العدد الكلي اليومي للمقتحمين الذي يرتفع تزامنا مع المناسبات أو الأعياد الدينية اليهودية.
وفي ما يلي نستعرض معلومات عن مسار الاقتحامات وما يجري فيها، وتعداد المقتحمين وما يفعلونه في اقتحاماتهم.
مسار الاقتحام
تبدأ الاقتحامات من باب المغاربة سيرا على الأقدام بمحاذاة المصلى القبلي باتجاه شرقي المسجد، وفي المنطقة الشرقية قرب سور المسجد وباب الرحمة يتوقف المستوطنون طويلا ويؤدون صلواتهم الصامتة والجهرية وسائر طقوسهم.
كما يجلسون على الدرجة الملاصقة للسور ويستمعون إلى شروح الدليل أو الحاخام المرافق لهم، ثم يتوجهون بعدها بمحاذاة طريق باب الرحمة نحو شمال المسجد.
ويصعد بعض المستوطنين نحو المشارب الشمالية لصحن قبة الصخرة ويؤدون عندها الصلوات ويلتقطون الصور، دون أن يدخلوا صحن قبة الصخرة أو المصليات المسقوفة، ثم يكملون اقتحامهم نحو غربي المسجد بمحاذاة الرواق الغربي.
يقف المقتحمون مطولا أمام أو فوق درج البائكة الغربية ويؤدون صلواتهم هناك أيضا، وبعضهم يشربون من سبيل قايتباي الأثري.
ينتهي الاقتحام بخروج المستوطنين من باب السلسلة غربي المسجد وهم يغنون ويمشون إلى الوراء (ظهورهم نحو الباب).
بعد خروجهم يقفون على أعتاب باب السلسلة الذي تُرى منه قبة الصخرة المشرفة، ويؤدون صلوات ورقصات إضافية أعلى صوتا وأكثر ضجيجا، ثم يغادرون عبر طريق باب السلسلة نحو البلدة القديمة.
وقفات وطقوس
أبرز المحطات التي يقف فيها المقتحمون ويؤدون طقوسهم وصلواتهم هي شرقا: قرب باب الرحمة، شمالا: قرب المشارب الشمالية لصحن قبة الصخرة، غربا: عند البائكة الغربية.
أما أكثر الأوقات من حيث عدد المقتحمين فتكون في أكثر من 20 مناسبة دينية وسياسية، وأبرزها: عيد الفصح اليهودي، عيد رأس السنة العبرية، يوم توحيد القدس.
وأبرز طقوس وانتهاكات المستوطنين في الأقصى هي: صلاة الصباح (شحاريت)، مباركة البلوغ (بار/بات متزفاه)، مباركة الزواج، الدعاء للقتلى والأسرى، السجود الملحمي، الاقتحام حفاة الأقدام، بركة الكهنة، تلاوة أسفار من التوراة.
وتحرم الحاخامية الرئيسية في دولة الاحتلال على اليهود دخول المسجد الأقصى أو ما تسميه "جبل الهيكل"، بسبب عدم تحقق شرط الطهارة من نجاسة الميت، كما يسمونها انتظار "المسيح المخلص"، لكن جماعات الهيكل تخالفها في ذلك.
الاقتحامات في أرقام:
وفق توثيق دائرة الأوقاف الإسلامية، فإن أعداد المقتحمين للمسجد الأقصى تزايدت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، وكانت كالتالي: 52 ألفا و853 (2023)، 48 ألفا و238 (2022)، 34 ألفا و117 (2021)، 18 ألفا و526 (2020)، 29 ألفا و610 (2019)، 29 ألفا و801 (2018)، 25 ألفا و630 (2017)، 14ألفا و870 (2016)، 11 ألفا و589 (2015)، 11 ألفا و870 (2014)، 1688(2013).
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات باب المغاربة باب السلسلة قبة الصخرة من باب
إقرأ أيضاً:
مكتبة المسجد الأقصى.. كنوز علمية تروي تاريخ الأمة
خزانة (أو مكتبة) المسجد الأقصى في القدس من خزائن الكتب العامة في فلسطين، وتبين فهرستها أنها تحوي كتبا دينية مخطوطة كالمصاحف والربعات، وكتبا أخرى أكثرها في العصرين المملوكي والعثماني.
وفي الخزانة أيضا كتب متفرقة في الأدب والفقه على المذاهب الأربعة والتفسير والحديث.
وكان المسجد الأقصى منذ بنائه مؤسّسة ثقافيّة علميّة يقصدها آلاف الطلبة من مختلف البلاد الإسلاميّة طلبا للعلوم، وتحديدا الدينية واللغوية، يدرسونها على علماء اتّخذوا من ساحاته ومصاطبه منابر لنشر علمهم.
الموقعتقع مكتبة المسجد الأقصى في الجزء الغربي منه بجانب المسجد القبلي بين المصلى القبلي والمتحف الإسلامي.
تاريخ مكتبة الأقصىتعود نشأة مكتبة المسجد الأقصى إلى العصر الأيوبي، وقد مرّت عبر تاريخها الحافل بمراحل بمختلفة اتخذت فيها عدة تسميات، ومنها:
أولا: خزانة المسجد الأقصى الشريف المبارككانت للمسجد الأقصى المبارك خزانة تحفظ فيها المخطوطات منذ العهد الأموي، ومن المرجّح أنها تطورت وتوسعت في زمن العباسيين الذين عُرف عنهم إنشاء المكتبات، مع ما تميزوا به من استيراد صناعة الورق وتطويرها، حتى ازدهرت صناعة الكتب في زمانهم ازدهارا مذهلا.
وبعدما اكتظت خزانة قُبَّة الصَّخرة المُشرَّفة بالمصاحف والكتب برزت الحاجة إلى مسؤول يتولَّى أمرها، فأصبح قاضي القدس يعيِّن أمينًا على الخزانة، بهدف الحفاظ على سلامة كتبها والإشراف على ترميمها وإعارتها وجردها، وكان النَّاظر يعين نائبا أو وكيلا عنه في فترة غيابه.
إعلان ثانيا: دار كتب المسجد الأقصى المباركتغير مبنى المكتبة أكثر من مرة، إذ شغلت مباني متعددة في القرن العشرين، ففي عام 1340هـ/1920م تمّ إنشاء "المجلس الإسلامي الأعلى" في مدينة القدس، وكان من باكورة أعمال هذا المجلس إنشاء "دار كتب المسجد الأقصى".
وافتتحت الدار في 2 أكتوبر/تشرين الأول 1922م/12 ربيع الأول 1341هـ، وكان مقرّها القبة النحوية -التي كانت مدرسة للنحو والأدب- الواقعة على الطرف الجنوبي لسطح قبة الصخرة، والتي بناها الملك المعظم سنة 604هـ/1207م.
وقد حقّقت دار كتب المسجد الأقصى في حينه المهمة التي أنشئت من أجلها، والمتمثّلة في جمع واقتناء الكتب في علوم الدين وعلوم اللغة، سواء كان ذلك عن طريق الشراء أو الوقف أو الإهداء.
وقد تم جمع واقتناء كثيرٍ من المخطوطات عن طريق الوقف، ومما وُجِد في المسجدين (المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة) والمدارس الموجودة داخل الحرم القدسي الشريف.
ثالثا: مكتبة المسجد الأقصى المبارككانت كل هذه المقتنيات النواة التي تشكلت منها مجموعات الدار، وتطوّرت حتى أصبحت لها سمعة علمية كبيرة، ولكن الظروف التي أحاطت بالمنطقة كانت عائقا في سبيل استمرار الدار في أداء رسالتها، فتم نقلها -بعد سنوات قليلة- إلى مكانٍ آخر وفُقِدت بعض كتبها أثناء الانتقال.
أعادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس الشريف، التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، عام 1396هـ/1976م افتتاح المكتبة تحت اسم "مكتبة المسجد الأقصى المبارك"، في مقرها، وهو مبنى المدرسة الأشرفية بعد أن رممه المهندس المقيم بلجنة إعمار المسجد الأقصى، ونقلت محتويات المكتبة إلى هذا المبنى الجديد، ثم نقلت المكتبة أخيرا إلى مسجد النساء عام 1420هـ/2000م.
وصف المبنىمبنى المكتبة عبارة عن دور واحد مرتفع البنيان، ومكوّن من حجرة صغيرة لمديرها ونائبه، وقاعة متوسطة تتم فيها العمليات الفنية والإدارية للمقتنيات، وقاعة كبيرة للمطالعة.
ويلاحظ على مبنى المكتبة أنّه لم يؤسّس ليكون مكتبة، كما تعيبه الرطوبة وقلة الضوء الطبيعي وسوء التهوية واستحالة التوسع فيه مستقبلا.
وتشتمل تجهيزات المكتبة على فئات من الأثاث مثل وحدات رفوف الكتب ووحدات الفهارس، والمناضد بأنواعها، ودواليب ورفوف عرض الكتب والدوريات، والمقاعد وعربات الكتب ورفوف الملفات… إلخ.
كما تشتمل على فئات من الأجهزة مثل الآلات الكاتبة، وأجهزة الاستنساخ والتصوير، والحاسبات الآلية وأجهزة المصغرات الفيلمية… إلخ.
إحدى المخطوطات التي رُممت وحُفظت في مكتبة المسجد الأقصى (الجزيرة) محتوى المكتبةاحتوت مكتبة المسجد الأقصى إلى حدود عام 2025 على أكثر من 120 ألف كتاب، تتنوّع موضوعاتها بين العلوم الدينيّة والتصوّف وعلوم العربيّة والتاريخ والجغرافيا والسياسة والأدب وعلم الاجتماع وغيرها.
وقد جعل القائمون على المكتبة كتبها ومخطوطاتها في 3 أقسام:
الأوّل: المكتبة العامّة، وتضمّ نحو 110 آلاف كتاب في العلوم المختلفة. الثاني: مكتبة الأطفال التي تضمّ أكثر من 9 آلاف كتاب. الثالث: مكتبة المخطوطات التي تضمّ 1143 مخطوطا، تعود في غالبيّتها إلى الفترة العثمانيّة، من بينها عدد كبير من المصاحف، وهذه المخطوطات 80% منها منسوخ في الفترة العثمانية وبعضها منسوخ في إسطنبول. ومن مصادر مقتنيات المكتبة من المخطوطات: مخطوطات دار كتب المسجد الأقصى. مخطوطات الشيخ خليل الخالدي. مخطوطات الشيخ محمد الخليلي. مخطوطات أخرى مهداة إلى المكتبة من بعض مكتبات الأسر المقدسية وغيرها من المكتبات الخاصة الموجودة في القدس.وتبين الوثائق والمراجع التاريخية أن تاريخ أقدم مخطوط اقتنته المكتبة يعود إلى القرن السادس الهجري، وهو للخطيب البغدادي المتوفى عام 463 هـ (1071 ميلادية).
وقد تمَّ تكليف الأستاذ خضر سلامة -أمين المكتبة الأسبق- بإعداد فهارس للمخطوطات، وأصدر 4 فهارس في أزمان مختلفة، بلغ مجموع ما ورد فيها 1155 مخطوطا، صدر الأول عن دائرة الأوقاف الإسلامية عام 1980، وأعيدت طباعته في 1983، وفي العام نفسه صدر الفهرس الثالث عن المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية، التابع لمؤسسة آل البيت في الأردن، في حين صدر الفهرس الرابع عن مؤسسة الفرقان في العاصمة البريطانية لندن.
إعلانوتشير الإحصاءات إلى أنَّ عدد الكتب المطبوعة الحديثة بلغ إلى حدود 2025 أكثر من 160 ألف كتاب بحسب الأمين السَّابق للمكتبة الشَّيخ حامد أبو طير.
كتب ومجلات نفيسةتحتوي مكتبة الأقصى على آلاف الكتب والمجلات المطبوعة في بداية القرن العشرين، وهي طبعات نفيسة، وفيها قسم باللغة التركية.
وتحتوي مكتبة المسجد الأقصى على مجموعة قيّمة من الصحف وأخرى من المجلات، التي كانت تصدر في فلسطين منذ أواخر العصر العثماني إلى نهاية الانتداب البريطاني، وقد بلغ عدد هذه الصحف المقتناة في المكتبة (22) صحيفة، يرجع تاريخ بعضها إلى عام 1923.
ومن هذه الصحف صحيفة فلسطين لصاحبها عيسى داود، وكانت تصدر في يافا، وتمتلك المكتبة منها مجموعة كاملة، ابتداء من العدد الأول الصادر في فبراير/شباط 1923م حتى العدد الأخير الصادر في مارس/آذار 1937م.
أمّا بالنسبة للمجلات فقد أفاد مدير المكتبة أنّ عددها غير معلومٍ على وجه اليقين، ولكنّه يدور حول 50 مجلة كلّها مجلات تراثية إسلامية وأدبية.