نشرت صحيفة تايمز البريطانية مقالا يدعو الوزراء البريطانيين إلى التوقف عن الشكوى من المهاجرين في الوقت الذي انخفض فيه معدل الخصوبة بالبلاد، وبدأت الحكومة في التخطيط لزيادة معدل الهجرة.

وذكر كاتب المقال تريفور فيليبس أن زيادة عدد المهاجرين ضروري في الوقت الراهن للمساعدة في إنقاذ الاقتصاد البريطاني المتعثر.

وأشار فيليبس إلى أن المحور الخطابي للحملة الانتخابية لحزب المحافظين الحاكم سيكون تعهدا بالحد من الهجرة والتخلص من التوجهات اليسارية المناصرة للمهاجرين، في الوقت الذي تقتضي فيه الضرورات الاقتصادية الحفاظ على هدف متجدد بعدد أعلى من المهاجرين من أي وقت مضى في تاريخ بريطانيا.

الأرقام تشير لحاجة ماسة

وأوضح أن خطاب الميزانية لحكومة المحافظين الحالية أكد أنه يعتمد على توقعات "مكتب مسؤولية الميزانية" التي تشير إلى أن صافي الهجرة السنوية المطلوبة سيتجاوز 35 ألفا في معظم السنوات القادمة.

وأضاف أن هذا الرقم هو ضعف الرقم المعتاد خلال سنوات فترة حكم رئيس الوزراء اليساري توني بلير (1997-2007). وقال إنه في عام 2022، كان صافي الهجرة المطلوبة أكثر من 745 ألفا، أي ثلاثة أضعاف العدد الذي كان عليه عندما تولى المحافظون الحكم في عام 2010.

وأضاف الكاتب أنه ومنذ عام 2010، انخفض معدل الخصوبة في بريطانيا إلى ما دون معدل الإحلال البالغ 2.1 طفل لكل امرأة، وبلغ حاليا 1.49 وسينخفض إلى ما دون 1.4 بحلول منتصف القرن الحالي.

القبول بالتنوع

وأكد فيليبس أن الأرقام المذكورة تقتضي أن يستمر قبول المهاجرين، لكن مصدر هؤلاء المهاجرين في المستقبل سيثير قلق حزب المحافظين المعارض لبرامج التنوع في مكان العمل، نظرا لأن المهاجرين سيكونون أكثر اختلافا من البريطانيين في الثقافة، وسيكونون أكثر سوادا في بشرتهم وأغلبهم مسلمون.

وأشار إلى أن معظم قادة الأعمال أدركوا أن برامج التنوع ليست ترفا، لسببين أساسيين؛ الأول هو أنه في الأسواق العالمية، يمكن أن يكون الفشل في فهم الثقافات الأخرى مسألة حياة أو موت لمنتجاتك.

والثاني هو أنه لا مناص من قبول الهجرة من غرب أفريقيا والهند ومصادر أخرى من خارج الاتحاد الأوروبي بعد استنزاف المصدر الأوروبية.

وختم فيليبس مقاله بالدعوة إلى السماح لأصحاب العمل بالاستمرار في استجلاب العمال من الخارج، وبدعوة الحكومة للتوقف عن التذمر بشأن عدد الأجانب الذين يصلون إلى الشواطئ البريطانية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات

إقرأ أيضاً:

مقال رأي بالجارديان: يتعين أن يكون الشعب السوري حرا في رسم مساره الخاص

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ذكر الكاتب الصحفي البريطاني سايمون تيسدال، أن روسيا وإيران وتركيا والولايات المتحدة ــوهم اللاعبون الخارجيون الرئيسيون في الدراما السورية المستمرة منذ فترة طويلة ــ اتفقوا جميعا على أن "سيادة البلاد ووحدتها وسلامة أراضيها" لابد وأن تُحترم وتصان، وأعلنت ذلك كل دولة منهم على حدة الأسبوع الماضي بعد انهيار نظام بشار الأسد المفاجئ.
وقال تيسدال وهو محرر الشئون الخارجية الخارجية بصحيفة الجارديان -في مقال للرأي نشرته الصحيفة- إنه حتى إسرائيل -التي تقصف سوريا بتهور في أكبر عملية عسكرية تشنها على الإطلاق- أنكرت تدخلها في الشؤون الداخلية للبلاد، مضيفا أن مثل هذا الأمر الباعث على السخرية يثير الدهشة أيضا. 
وأضاف أن القوى الأجنبية التي وصفها ب"المزعجة" لديها أيضا هذا القاسم المشترك: فهي لا تستطيع على ما يبدو أن تتحمل فكرة قيام الشعب السوري برسم مستقبله بشكل مستقل، مشيرا إلى أن جماعة هيئة تحرير الشام ليست الخيار المثالي لقيادة البلاد. 
ولكن بعد 13 عاما من الإخفاقات في سوريا، لم يُطلَب رأي المجتمع الدولي. وأدت التدخلات الخارجية الأنانية وما وصفه الكاتب ب"التهرب الغربي " إلى تقويض أو المساعدة على هزيمة القوى المؤيدة للديمقراطية. 
وأشار الكاتب إلى أنه يتعين على القوى الأجنبية -التي كان تدخلها سببا كبيرا في دفع الحرب الأهلية الطويلة في سوريا- أن تتجنب تكرار الخطأ. ولكن في الوقت الحالي لا يوجد خيار سوى العمل مع السلطات الجديدة، كما تقول مجموعة الأزمات الدولية.
وأوضح الكاتب أن إسرائيل لم تكن منزعجة من الأسد. والآن -وبشكل مفاجيء- زعمت أنه ثمة تهديد وجودي لها لتصبح هذه هي الذريعة التي تبرر بها الاستيلاء غير القانوني على الأراضي الحدودية داخل سوريا، والتي أدانتها الأمم المتحدة باعتبارها مزعزعة للاستقرار، فضلا عن مئات الهجمات على "أهداف استراتيجية ".
واستشهد الكاتب بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي أعرب فيها عن قلقه قائلا: "إذا هاجمتنا (هيئة تحرير الشام)، فسنرد بقوة"، مشيرا إلى أنه ليس من المستغرب أنه لا يسعد نتنياهو بما يحدث في سوريا، قائلا "كما يعلم العالم أجمع، فإن السلام ليس من شأن نتنياهو".
ولكن من خلال مهاجمة سوريا غير المحمية بشكل انتهازي والاستيلاء على أجزاء من الأراضي، فإن نتنياهو يدعو إلى النتيجة التي أراد تجنبها بشدة وهي: العداء طويل الأمد بين إسرائيل وسوريا. وقال الكاتب إنه "ربما لا يريد تجنب ذلك. وكما يعلم العالم كله، فإن نتنياهو يحب الحرب".
وكان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قد هدد في الماضي بسحب القوات الأمريكية من سوريا. لكن ماركو روبيو، الذي اختاره لمنصب وزير الخارجية، يزعم أن هذه القوات يجب أن تبقى لمنع عودة ما وصفه ب"التهديد الإرهابي". ولكن حتى الآن، تصدر قيادة هيئة تحرير الشام أصواتا إيجابية بشأن الانتقال السياسي السلمي وترتيبات أمنية جديدة، وحماية الأسلحة الكيميائية واحترام الأقليات، بحسب المقال. 
واختتم الكاتب البريطاني مقاله قائلا إنه ينبغي تقديم المساعدات الإنسانية إلى سوريا دون قيد أو شرط، مشيرا إلى أنه من شأن تخفيف العقوبات أن يساعد في هذا. ولكن "كم سيكون من الجيد لو تم الوثوق ولو لمرة واحدة في شعب تحرر حديثا برسم طريقه الخاص نحو الديمقراطية والعدالة والمصالحة وإعادة الإعمار، بعيدا عن التدخل الخارجي" ولهذا "فليقرر السوريون ما يحتاجون إليه، وما هو نوع المستقبل الذي يريدونه" مؤكدا أنه لحين تحقيق ذلك "يتعين أن تتراجع القوى الأجنبية وتتوقف عن التدخل".

مقالات مشابهة

  • زعيم حزب المحافظين الكندي: ترودو فقد السيطرة على حكومته
  • مقبرة المتوسط تكشف يوميات إنقاذ المهاجرين في أخطر طرق الهجرة
  • مقال في بلومبيرغ: 5 سيناريوهات محتملة لتعامل ترامب مع العالم
  • الجارديان: استقالة زعيم الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية تعكس انقساما داخل حركة المحافظين
  • 6 أسرار عن الأطفال حديثي الولادة.. تعرف عليها
  • بريطانيا: وصول أكثر من 35 ألف مهاجر غير قانوني إلى البلاد خلال 2024
  • مقال رأي بالجارديان: يتعين أن يكون الشعب السوري حرا في رسم مساره الخاص
  • أوبزرفر: مستوى قياسى لترحيل المهاجرين من بريطانيا منذ تولي ستارمر الحكم
  • مدينة أمريكية تطلب من سكانها التوقف عن وضع عيون بلاستيكية على تماثيلها
  • سأكتب إخلاء مسئولية أسفل أي بوست أو مقال حول التفاوض مع المليشيا