شارك مصلّون في قدّاس أحد الشعانين في كنيسة العائلة المقدّسة للاتين، الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في مدينة غزة، حيث صلّوا "من أجل السلام".

وتجمّع عشرات الأشخاص من أطفال وبالغين وراهبات في أحد الشعانين الذي ينطلق معه أسبوع الآلام، في قطاع غزة الذي دمّرته الحرب.

 شارك المصلون في الطواف التقليدي حول الكنيسة في حي الزيتون وازدانت باحة الكنيسة  بسعف النخيل، ورنّم المصلون حاملين أغصان الزيتون وسط قرع الأجراس  وتحت أشعة الشمس الربيعية.

 

وقال الأب يوسف أسعد، الكاهن المساعد بالكنيسة:  "احتفالنا بأحد الشعانين هو لحظة رجاء من أجل الخير والسلام لنا وللعالم أجمع"، وشدّد على أنها مناسبة "لتنقية قولبنا وملئها بالمحبة والكرم والسلام".

وفي الصف الأمامي وقف خدّام المذبح بزيّهم الأحمر والأبيض. ومن خلفهم مصلّون بملامح حزينة.

وقالت الراهبة نبيلة صالح "في هذا العيد لا نحس بالأجواء. صحيح أننا زيّننا لأن لدينا شجر نخيل لكننا لا نحس بالأجواء كما كل سنة". وأضافت "كلنا في مركب واحد ونعاني من الصعوبات نفسها وويلات الحرب نفسها ونتمنى أن تحمل السنة المقبلة الخير والسلام لوطننا الغالي فلسطين بكل ربوعه".

يذكر أن مبنى الكنيسة التي يضم مجمّعها مدرسة، لا يزال صامدًا على الرغم من أنه لم يسلم من الحرب ولجأت عائلات مسيحية كثيرة في غزة إلى مجمّع الكنيسة هربًا من ويلات الحرب.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط

إقرأ أيضاً:

نهضت من رماد القيود

فى أعماق بعض النساء قوة تنتظر اللحظة المناسبة لتظهر، قد تكون الحياة مليئة بالقيود والصعوبات، وقد تفرض الظروف علينا أدواراً تجعلها تخفى أحلامنا ورغباتنا، ولكن أحياناً كثيرة يريد الله عزوجل لبعض من عباده التغير والقدرة على تحسين أحوالهم بكل ما كانوا يحلموا به.

ولدت طفلة بريئة براءة لم توصف، كباقى أقرانها، تربت وكان طبعها السلام، الطيبة المتناهية، الرومانسية، نشأت وكبرت فى عالم ملئ بالصراعات والأحلام المؤجلة، تعلمت الخجل والحياء بشدة وبعنف حتى أصبحت تخشى الدفاع عن أحلامها وقرارتها وحياتها وأفكارها، لم تدرك يوماً أنها تتنازل عن أهم إحساس فى الحياة وهى حرية عقلها وأفكارها، إستسلمت لكل من حولها خشية وظناً منها أنها بهذا السلوك تكون البنت الجميلة المطيعة، مر بها العمر، تزوجت وأنجبت وكرست حياتها كلها لزوجها وبيتها وعشق تراب أسرتها، وكانت تفعل هذا بحب وعن إقتناع ولم تخشى الندم، وبالتأكيد لم ولن تندم على إعتنائها بأولادها وزوجها، ولكن مع مرور الزمن وفى وسط معاناة الحياة والإهتمام والرعاية لبيتها وأسرتها كان كل من حولها ينظر إليها كأنها ملكاً لهم ملكية خاصة ماعدا أسرتها الصغيرة، هم من ظلوا وراء حلمها، على يقين تام أنها تستحق أن تفعل كل ما تمنته وأجلته لأسباب خارجة عن إرادتها، ظلوا الداعم الأول والرئيسى لها، كانت تحارب من كل من حولها ولكن تقوى وتنهض مرة أخرى من أجل رضاء أسرتها أولاً قبل نفسها، فكانوا سبب أخذها قرار النهوض والبحث عن أحلامها المؤجلة، لأنها كانت إمرأة مليئة بالأصل والتقدير قدرت أسرتها وأحلامهم فيها، فنهضت وعملت ودافعت عن أحلامها بكل قوة.

كانت دائماً تنظر فى السماء وترفع يديها وتشكر ربها عزوجل أنه رزقها بزوج أحبها بصدق، لم ير فيها مجرد زوجة وأم، بل رأى أنها إمرأة تستحق أن تعيش وتحقق أحلامها، كانت حياتهم مليئة بالبساطة والرضا، ومع مرور السنوات كبر الأبناء وأدركوا كم كانت والدتهم عظيمة لكن مقيدة أجتمعوا مع والدهم بدون إتفاق مسبق وقرروا أن يمنحوها الحياة والقوة الداخلية التى تستحقها، شجعوها أن تبدأ من جديد تخرج للعالم بكل شجاعة، بدأت التغيير الفعلى من داخلها أحبت نفسها وبيتها وعائلتها أكثر وبإختلاف، حب ينبع من إكتفائها بربها ونفسها وعائلتها الصغيرة، كانت دائماً على صواب أنهم الأجدر بالإهتمام، حتى نظرت إليهم على أنها يجب أن تكون القدوة الحسنة لهم وتترك لهم ذكرى طيبة عند رحيلها.

أصبحت ترى فى زوجها السند بعد الله عزوجل حتى أصبح يرى فيها الحب والدفئ والسكن الحقيقى، لم يعدوا ينظروا إلى الحياة نظرة ضيقة بل أصبح لديهم الحكمة والرزانة ورجاحة العقل.

طورت نفسها وذاتها، كل يوم فى تحدى وإقتناع أن الله عزوجل يدافع عن عباده الصالحين اللذين يعملوا بشرف وجهد.

كان عندها إبتلاء فى حياتها ولكن كان سبب نجاتها لأنه من الله عزوجل، تعلمت أن تجعل هذا الإبتلاء درساً تيقنت منه أن الله إذا أحب عبد إبتلاه، كانت متسلحة بالرضا والإستسلام لأوامر الله عزوجل، مرة تسقط وكثيراً كانت تنهض وتقوى، لم تعد تخشى الصعاب بل باتت تواجهها بإبتسامة وثقة.

كانت علاقتها بربها السر الأكبر فى كل خطوة نجاح، كلما إقتربت منه وتحدثت معه شعرت بقوة وسلام داخلى، لم يعد يفرق معها النجاح الدنيوى بل أيقنت أنها رحلة لتحقيق الرضا الإلهى والشعور بالسعادة الحقيقية.

ولذلك فعلمت أبنائها عبارات جميلة هى 1) حب الله عزوجل ورضاه قبل كل شئ، 2) الدفاع عن أحلامهم وحياتهم وعقلهم ضد أى هيمنه، 3) إذا قرروا الزواج لابد أن يتفهموا معنى التضحية والتنازل لكى يعيشوا ويعطوا بحب ورضاء ودون ملل أوكلل، 4) أن الإنسان القوى قوته الحقيقية فى سنده للضعيف، 5) أن الحياة تعطى الأشخاص اللذين لديهم القدرة على العمل بجد وكفاءة.

هذه المرأة ليست قصة من نسج الخيال، بل مثال واقعى لكل إمراة قوية عندها ضمير وأصل، يغمر قلبها الطيبة والحنان والمسئولية

قررت أن تحب نفسها وتضع حياتها بيديها، أجمل ماكان فيها أنها كانت دائماً على يقين أنها ولدت فى تلك الحياة ليست لمحاولة إرضاء الآخريين بل لهدف آخر وهو إرضاء الله عزوجل، وهذا هو مفتاح إنتصارها.

تلك المرأة التى إختارت أن تعيش تلك الحياة بقلبها وإحساسها وعقلها، فلنكن هكذا نحب حياتنا ونعتز بذاتنا ونسير بخطوات واثقة نحو مستقبل نصنعه بأيدينا.

مقالات مشابهة

  • نهضت من رماد القيود
  • سارة تبدع فى الرسم وتحلم بالعالمية 
  • الدقهلية .. العثور على جثة متحللة بأحد المنازل بالمنصورة
  • أرقام صادمة: آلاف النازحين اللبنانيين بين الدمار والخدمات المعطلة
  • محمد عمارة: بيرسي تاو من أفضل اللاعبين في الأهلي.. وأتمنى استمراره
  • قصص عائدون إلى حلب، وتحديات العودة بعد الدمار
  • السلام على الأرض ومحبة تتجاوز الحدود .. الكنائس تحتفل بذكرى ميلاد السيد المسيح.. صلوات وقداسات في فلسطين وسوريا لوقف نزيف الحرب
  • محمد الجندي: إشراقات النبي بعد البعثة أنارت للإنسانية طريقها للعفو والهداية والسلام
  • الكنيسة الأسقفية تحتفل بعيد الميلاد المجيد بكاتدرائية القديس مرقس بالإسكندرية
  • بريطاني شارك في الحرب العالمية الثانية يحتفل بـ "ربيعه" ال 110.. فما سرّ هذا العمر الطويل؟