قواعد وتجارب وعمليات تعدين.. سباق لـحماية سطح القمر
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
تزداد المنافسة بين الدول الكبرى للهيمنة على مجال الفضاء، وخاصة فيما يتعلق بسطح القمر الغني بالمعادن والأسرار التي اكتُشف بعضها ولا يزال الآخر قيد البحث، مما دفع علماء إلى المسارعة في اتخاذ خطوات لـ"حماية سطح القمر"، وفق صحيفة "غارديان" البريطانية.
ووفق "غارديان"، فإنه في العقدين الماضيين، كشفت الأبحاث عن صور أكثر ثراء للقمر، تظهر حفرا قمرية مرتطبة بـ"أنابيب" لحمم بركانية، والتي تعد كبيرة بما يكفي لإيواء "قواعد" على القمر، محمية بشكل طبيعي من الإشعاع الفضائي.
وتحتوي الحفر العميقة في القطبين القمريين على رواسب جليدية، وهي مصدر للمياه الثمينة والأكسجين والهيدروجين.
كما أن بعضها محاط بتلال عالية تستقبل أشعة الشمس، وهو أمر بالغ الأهمية للطاقة الشمسية هناك على مدار السنة، فضلا عن وجود تربة وصخور وموارد قيمة أخرى، مثل التيتانيوم والألمنيوم والهيليوم 3 والمعادن الثمينة، حسب "غارديان".
وتقول الصحيفة إنه نتيجة إلى ذلك، "لا عجب بأن تقوم وكالات الفضاء والشركات الخاصة بالتخطيط لإنشاء قواعد وتجارب علمية وعمليات تعدين على القمر".
مصدر القلق؟ونظرا لحجم سطح القمر الأكبر بثلاث مرات تقريبا من القارة القطبية الجنوبية، فقد يبدو اكتظاظ القواعد والتجارب العلمية هناك مصدر قلق، وفق "غارديان"، التي تشير إلى "قلة عدد المواقع المناسبة على القمر". ومن المتوقع أن تستحوذ المواقع المثالية للتجارب العلمية على الزخم الأكبر.
وبالنسبة للباحثين الذين يرغبون في حماية المواقع ذات الأهمية العلمية غير العادية ( SESIs) على سطح القمر، فإن المهمة المباشرة هي "الاتفاق على المواقع التي تحتاج إلى الحماية".
وتقول أستاذة العلوم السياسية في جامعة ميسوري للعلوم والتكنولوجيا، ألانا كروليكوفسكي: "من الضروري أن يقوم العلماء بتقييم حقيقة أن هذه الأصول العلمية المحتملة معرضة للتهديد، وأنهم بحاجة إلى تحديد أنها تستحق الحماية".
وتضيف كروليكوفسكي، التي شاركت في تأليف دراسة حول المخاطر التي تتعرض لها "المواقع ذات الأهمية العلمية غير العادية"، التي نشرتها الجمعية الملكية البريطانية هذا الأسبوع: "نحن بحاجة إلى حماية المواقع في إطار زمني مدته نصف عقد أو نحو ذلك، لمنع أشكال مهمة من الضرر الذي لا يمكن إصلاحه".
وتتابع: "من المهم حقا الوصول إلى جميع البلدان، وليس فقط الدول التي ترتاد الفضاء، وذلك لبناء إجماع عالمي حقيقي".
وتدعو الدراسة إلى اتباع نهج متعدد الجوانب لحماية المواقع، من خلال قواعد مكتوبة للسياسات الفضائية، والتي من خلالها يمكن السماح بترخيص الأنشطة وتنظيمها واتباع أفضل الممارسات، خصوصا بالنسبة للبلدان التي لديها بعثات متجهة إلى القمر قريبا.
فقدان صاروخ "ستارشيب" العملاق خلال عودته للأرض أعلنت شركة "سبايس إكس"، الخميس، في بث مباشر عبر الإنترنت "فقدان" صاروخها العملاق "ستارشيب" خلال محاولة إعادته إلى الغلاف الجوي للأرض أثناء رحلته التجريبية الثالثة. جهود حماية سطح القمروتضيف الدراسة أن هناك جهدين دوليين رئيسيين جاريين لوضع قواعد للأنشطة القمرية، لكن لم يشدد أي منهما حتى الآن على حماية المواقع ذات الأهمية العلمية غير العادية.
ومن بين الجهود الدولية، اتفاقيات "أرتميس"، وهي اتفاقيات بين الولايات المتحدة والدول الشريكة في برنامج أرتميس الأميركي لاستكشاف القمر والمريخ، وتوسيع استكشاف الفضاء بشكل عام.
لكن هذه الجهود لا تذكر شيئا عن حماية المواقع ذات الأهمية العلمية. كما تسمح الاتفاقيات "أرتميس"، للشركات الخاصة باستخراج المواد لتحقيق الربح، وفق غارديان.
أما الجهد الثاني فيتمثل في لجنة الأمم المتحدة المعنية بالاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي "كوبوس"، إذ يدرس فريق العمل الجديد قواعد استخراج الموارد الطبيعية من الأجرام السماوية. وهناك آمال في أن تقوم المجموعة بتوسيع اختصاصاتها لتشمل المواقع ذات الأهمية العلمية غير العادية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: حمایة المواقع سطح القمر
إقرأ أيضاً:
وكيل الأزهر: الكليات العلمية بالأزهر تعيش نهضة حقيقية
قال وكيل الأزهر، إن التاريخ العريق لكليات الطب بجامعة الأزهر، بمستوى خريجيها وما حققوه من إنجازات وحصدوه من تكريمات على المستويين المحلي والعالمي؛ يثبت أن الأزهر مبدع في فهم رسالة الإسلام وتطبيقها؛ فلم يقف بها عند حد الدعوة النظرية، أو عند معالجة الروح والعقل فقط، بل تخطى ذلك كله حين نقلها إلى دعوة عملية تعالج القلب والروح والبدن في تكامل واضح يحقق مقاصد تلك الرسالة السامية.
وأوضح الضويني، خلال كلمته اليوم بحفل تخريج دفعتين جدد من طلاب وطالبات كليات طب الأزهر بدمياط، أن المجتمع كما يحتاج إلى عالم بالشريعة ينطق بالأحكام حلالا وحراما، فإنه يحتاج كذلك إلى طبيب ماهر ينطق بأحوال الإنسان صحة ومرضا، مؤكدا أنه إذا تسنى لعالم أن يجمع بين هذين العلمين علم الأديان وعلم الأبدان فتلك غاية غالية، وهذا هو الأزهر، وهؤلاء هم أبناؤه الذين يملكون من الكفاءة والمهارة ما يسجلون به أسماءهم في تاريخ العلم الديني والدنيوي معا.
وأكد وكيل الأزهر، أن الناظر بعين الإنصاف يدرك أن الكليات العلمية بالأزهر تعيش نهضة حقيقية، وتواكب كل التطورات والمستجدات العلمية في المجالات كافة، ملاحقة المتغيرات الواقع المتسارع، الذي لم يعد فيه مكان للمؤسسات النمطية والكيانات المتكاسلة؛ تحقيقا لرؤية الدولة المصرية ۲۰۳۰، وتنفيذا للتوجيهات المستمرة من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر - حفظه الله-بأهمية مواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي، وتحقيق أفضل المكتسبات منه؛ لتكون كليات الجامعة قادرة على مواكبة هذا التقدم، والتفاعل مع ما يحمله العصر من تحديات في المجالات كافة، وعدم توانيها في تقديم أفضل خدمة تعليمية لطلابها بما يجعلهم مشاركين وفاعلين في صياغة مستقبل أمتهم ووطنهم.
وشدد الدكتور الضويني، على أن الأزهر وقياداته وعلمائه ماضون -بحول الله وقوته- في طريق التطوير والتجديد والتميز والريادة، وكلنا أمل وتفاؤل أن تتحقق الرؤية، وتصل كليات طب الأزهر إلى الريادة محليا وإقليميا بتحقيق التميز في التعليم الطبي والبحث العلمي وخدمة جميع أطياف المجتمع.
ووجه وكيل الأزهر تهنئته وتحيته للخريجين والخريجات، قائلا لهم: «إنكم تجمعون بين الحسنين: الانتساب للأزهر الشريف بما يمثله من قيمة دينية وروحية وأخلاقية، باعتباره الهيئة الإسلامية الكبرى المنوط بها ذلك، والانتساب لمهنة عظيمة ذات شرف، تشكلون فيها على اختلاف تخصصاتكم حجر أساس في المنظومة الصحية لوطننا الحبيب مصر» متابعا: «أنا على يقين أنكم قادرون - بوعيكم الديني وحسكم العلمي على إدراك التحديات والمخاطر التي تحيط بوطننا وتحاك لنا، وتقف حجر عثرة في طريق تقدم هذا الوطن، وهذه التحديات تفرض علينا جميعا أن نقوم بواجبنا، وأن نتحمل الأمانة، وأن نكون صورة مشرقة ومشرفة للإسلام والمسلمين بطريق عملي، ولا أفضل ولا أقدر على نقل تلك الصورة منكم أطباء وطبيبات الأزهر الشريف».
وبين وكيل الأزهر، أن تحضر الإنسان وتقدمه مرتبط بالأخلاق، ولذلك عنيت الأديان والحضارات بها عناية بالغة منذ فجر الحضارات الأولى، وكان عماد الإسلام هذه المنظومة الأخلاقية التي تنقل الإنسان من الفوضى والعبثية إلى النظام والترقي، مؤكدا أننا ما أحوجنا إلى تلك الأخلاق والآداب والحدود التي يعمل الطبيب في إطارها، وضوابط العلاقة بين الطبيب والمريض، وما يجوز فيها وما لا يجوز.
وفي ختام كلمته، قال وكيل الأزهر: «نحن أمام حفل نجني فيه ثمرة التعب والسهر والأمال، وأثق تماما أن أبنائي الخريجين والخريجات وآباءهم وأمهاتهم لتمتلى قلوبهم اليوم فرحا وسعادة، ولكني أدعوكم إلى مزيد من الطموح والعمل والجد، وأوصيكم ألا تتوقف أحلامكم عند شهادة التخرج، وإنما أريدكم جميعا أن ترفعوا راية الأزهر فتكونوا إضافة جديدة في عالم الطب الأزهري»، وأن تسعوا للحصول على شهادة من الله - تعالى - بخدمة الناس ونفعهم، فتكونوا من خير الناس، مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الناس أنفعهم للناس»، كما أريدكم أن تحرصوا إلى جانب ذلك على دعوة الناس إلى الله تعالى، وتبثوا في قلوبهم الأمل والرجاء والتعاون».