الكنيسة الكاثوليكية تحتفل بذكرى الطوباوي دييجو جوزيف
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية بذكرى الطوباوي دييجو جوزيف من كاديكس الكاهن البوشي، وبهذه المناسبة أطلق الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني نشرة تعريفية قال خلالها إنه ولد دييجو جوزيف في مدينة كاديكس في 30 مارس سنة 1743م، وقبل سر العماد باسم جوزيف كامانو. كان يقول في صغره:" لما أكبر سأصير راهبًا فرنسيسكانيًا كبوشيًا، وسأعظ وسأحمل مصلوبًا كبيرًا وسأُبكي الجميع".
حصل على كل المواهب الخارجية التي ستساعده في المستقبل على إكتساب النفوس: قامة جميلة، وجه ملائكي، فطنة، كرم أخلاق، الخ. أما الذكاء فلم يظهر فيه بعد، لكن سيظهر من بعد، سينمو في ساعته وسيدهش معلميه وسيفرح الفرنسيسكان الكبوشين الذين وثقوا به وقبلوه في الرهبنة نظرًا إلى تقواه وفضائله الغنية.
لما أتى يوم لبس الثوب الرهباني طارت نفس الفتى فرحًا بالله. وقد قال فيما بعد:" في ذلك النهار وفى يوم إبراز نذوري لو قدموا لي من جهة عرش إسبانيا ومن جهة أخري ثوب الكبوشي الفقير وقالوا:" أختر ما تريد" ولهجمت دون تردد على الثوب الفقير وعلى النذر الفرنسيسكاني الكبوشي. فالصولجان وكل عظمة الملوك هي في عيني كحفنة تراب حقيرة". رؤيته وحدها كافية ليحذروا قداسته المستقبلة.
الأبحاث الاهوتية
أن الأب فرنسوا من بيروز كان راهبًا قديس الحياة فقال يومًا لمعلم المبدئين:" أبذل كبير العناية لهذا المبتدئ الصغير، يخال لي أن لله عليه مقاصد خاصة ويظهر أيضًا أنه مدعو إلى أمور عظيمة".
بدى في دروسه ميالًا إلى على الأدب والبيان وإلى الشعر أكثر من اعتبارات اللاهوت المجردة ومن العلوم الكنسية، لكن إتقانه للغة الجميلة ولسياق الكلام سيهيئه حسنًا إلى رسالته المستقبلة. هوذا النور يسطع الآن وفى الأبحاث اللاهوتية عن صفات الله انفتح عقله بغتة لهذه الأفق الجليلة وبصفقة جناح بلغ كالنسر إلى هذه الأعالي وأقام فيها.
بعد هذا الاستعداد العجائبي، لأنه اقر أن الفضل في كل عارمه راجع إلى مريم البتول أكثر مما إلى دروسه. تقلد وظيفة رسول عن يد القديسين بطرس وبولس، سلمه أحدهما كتابًا والأخر عكاز سفر وقالا:" إذهب وعظ". ويسوع كلمه قبل أيام قائلًا:" أريد أن أحصيك في عدد رسلي وأمنحك أنعاماتهم وامتيازاتهم ". منذ أول عظاته نال إعجابًا كبيرًا وما عتم أن أتت العجائب تسند وعظة.
صارت الكنائس صغيرة جدًا بالنسبة إلى الجماهير الغفيرة، فالتزم الواعظ أن يلقى كلام الله خارجًا وفى أكبر الساحات على شرفة أو منبر. أنه طويل القامة ووجهه الهيوب يأخذ مجامع قلوب الجماهير قبل أن يباشر بالكلام، صوته جهوري يسمعونه من مسافات بعيدة، ينشط ويحتد ويدخل أعماق القلوب ويحركها وينهضها ويبقيها صاغية مدة ساعة وأكثر
كان لخاتمة كلامه قوة لا تقُاوم كان يختم دائمًا عظاته بفعل الندامة ارتجالي مختلف المعاني لكن بتعبير فائق الوصف، لما يمسك المصلوب بين يديه وينظر إليه ويبدأ معه حوارًا مؤثرًا للغاية. والشعب لا يضبط تأثيره فينحب ويتأوه ندامة ويعد بالأمانة لله وهكذا ينتهي المشهد.
يكفي أن يتلو فعل الندامة ليرد الخطأة إلى الله وكان الناس يتواعدون الاتقاء لسماع مواعظه. لما ينزل من المنبر ليتوجه إلى الدير المقيم فيه، كان يلزمه حرس يرافقه ليحميه من عدم رصانة الجمع. في نهاية رسالته تكلف قوات أمن خاصة لتسهر على أمانة الشوارع الفارغة أثناء الوعظ حيث اللصوص ينتهزون الفرصة ليسرقوا البيوت والحوانيت.
كان دييجو يعظ ثلاث أو أربع مرات في النهار دون تعب ظاهر. ورسالاته تدوم أربع أو ست أسابيع تسبقها دائمًا تمارين روحية يلقيها على الإكليروس ليساعده في رسالته إذ يجب حشد من الكهنة المعرفين ليكفي حاجات التائبين العديدين.
لم يكتف بالوعظ للجماهير بل قصد الأديرة أيضا، وفى آن واحد يدبر رياضات للجنود والمسجونين ولم يخف أن يلقى محاضرات خاصة للحكام أنفسهم يذكرهم فيها بواجباتهم بنوع رسولي.
ان الله كان يتكلم بفمه وفى مدينة مالاغا قدر أن يقول يومًا بألم عميق:" أيها الشعب التعيس! في اليوم الذى مضى ارتكبت بين جدرانك اثنا وعشرون ألف خطيئة مميتة وفيها ثلاثة خطايا جسيمة للغاية ". أمام هذا الكلام كانت المدن الشبيهة بنينوي وبابل تتوب بالغباء والرماد.
كان يهذب الأخلاق ويسهر بحرص على الإيمان ويقف كحاجز ممتنع في وجه الفلسفة التي اجتاحت بعض الشعوب في ذلك العصر وسببت خرابًا كبيرًا.
في عام 1772م حدثت مجاعة رهيبة وعمت إسبانيا بكاملها وصار قلب الأب دييجو الحنون يقطر دمًا لرؤية الكثيرين يتضورون جوعًا ولا يعرف إلى من يلتجي حتى يخفف بؤسهم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الكنيسة القبطية الكاثوليكية تحتفل کبیر ا
إقرأ أيضاً:
سجال ودي مع نقاد رواية “إعدام جوزيف” الاخير
الدكتور ضيو مطوك ديينق وول
شخص اخر، لم نتعرف عليه، بعد انتهاء التدشين باركني وقال: "بختكم يا جنوبيين جوزيفكم قتل وانفصلتوا، لكن ما يزال جوزيفنا يقتل" مثل هذه التصريحات تدعو للقلق علي مستقبل وحدة السودان وهي محل اهتمام الكل بمافيه كاتب رواية "إعدام جوزيف"واحد من النقاد الذين أثرت مقالاته الرأي العام السوداني هو الأستاذ الصادق علي حسن المحامي، وأجزم بإن انطلاقه كان لسببين اثنين.
السبب الأول هو خلفيته القانونية بحيث يمليه الواجب للتصدي للظلم والاضطهاد والتمييز العنصري اينما حل، سواء الفصل العنصري في جنوب افريقيا أو قتل وتشريد أطفال الفلسطين وهدم منازلهم او العدوان غير المبررعلي أوكرانيا او قتل وتجويع وتشريد الأبرياء في السودان.
لذلك اعتقد بان الصادق علي حسن ليس وحده الذي ينازل المعتدين، فكثير من مدافعي الحريات وحقوق الإنسان يجدون أنفسهم في الخندق معه ضد السلوك غير الإنساني و رواية "إعدام جوزيف" خرجت من هذا الرحم.
الأستاذ الصادق شعر بخطر قادم للسودان و قرر قرع الجرس لأن السكوت في مثل هذه القضايا يهدد وحدة البلاد التي يتطلب التصدي لها بصرامة من قبل المفكرين السودانيين حتي لا يخرج عليهم جنوب سودان آخر في الغرب او الشرق او حتي الشمال. فمطالبته بعدم الانشغال بمقالات تتناول قضية دولة اخري، تقدير خاطئ من الأستاذ جدو مقدم.
السبب الثاني-واتمني أن اكون خاطئًا فيه- هو ميول الاستاذ الصادق علي حسن الواضح لحزب الامة ومحاولاته العنيفة لمواجه كل ما يرد عن دور حزب الامة فيما يحدث في البلاد، من تدهور للعدالة. ظل الأستاذ الصادق يكرر في مقالاته أهمية تنفيذ ما يعرف بالقواعد التاسيسية للدولة السودانية، كمرجعية لوحدة السودان بعد خروج المستعمر الانجليزي-المصري وهي اربع قواعد، علي راسها "استحقاق الفيدرالية للمديرات الجنوبية الثلاث وإقرار لمبدا الحكم الفيدرالي في السودان تؤطر بواسطة الجمعية التاسيسية"، وهي قواعد تمت تجاهلها تماماً من قبل الاحزاب في السودان مقابل برنامج ضيق يخاطب مصالح فئة محددة في البلاد.
هذه القاعدة الرئيسية التي جعلت ابناء جنوب السودان يقبلون بالاستقلال داخل البرلمان، لم تحترم من قبل السياسيين الشماليين، بل وصفوا لاحقا المطالبة بها بالخيانة العظمي. إذن، أين موقف حزب الأمة الذي نال ثقة أهل السودان في اربع انتحابات عامة من هذا التخاذل؟
ما رأي حزب الأمة في اتفاقية اديس ابابا التي حاولت انقاذ وحدة السودان بتطبيق القاعدة الأولي من قواعد التاسيس- الحكم الاقليمي في جنوب السودان- خاصة بعد توقيع الصادق المهدي وثيقة المصالحة الوطنية مع جعفر محمد النميري عام 1977؟
عرف السياسيون السودانيون بعدم احترام المواثيق و عبر عن ذلك السياسي الجنوبي أبيل الير كوي المحامي في كتابه جنوب السودان: التمادي في نقض المواثيق والعهود. وابيل الير هذا تقلد ارفع المناصب الدستورية في عهد نظام مايو بقيادة المشير جعفر محمد نميري، بما في ذلك منصب نائب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومية الإقليمية في جوبا.
انفصال جنوب السودان لم يكن عابرا بحيث منح الجنوبيون اخواتهم الشماليين فرصة ستة عقود بعد الاستقلال لتصحيح أخطائهم لكن دون الجدوي.
لحزب الامة برئاسة إلامام الصادق دور اكبر في تآزم الاوضاع بجنوب السودان، وهناك امثلة كثيرة أقلها أحداث مدينة الضعين الذي قتل فيها حوالي مائتي مواطن جنوب سوداني حرقا داخل عربات السكك الحديد وعندما قام اثنان من أبناء السودان الشرفاء- الدكتور سلمان بلدو والدكتور عشاري احمد محمود بتوثيق هذا الحدث الشنيع تعرضا لمضايقات جعلتهما يخرجان من السودان باسرتيهما خوفا على أرواحهم، ولذلك لا اري مجالًا لتبرئة حزب الامة و الامام الحبيب الراحل الصادق المهدي من مأساة اهل جنوب السودان، ودفعهم للانفصال عن السودان.
الاستاذ الصادق علي حسن لم يتعرف علي حقيقة "المجاهدين" او "قوات الدفاع الشعبي" في عهد البشير. هذه القوات كانت موجودة قبل انقلاب الاسلاميين علي السلطة، لكن باسم اخر" المراحيل" خاصة في جنوب دارفور و غرب كردفان ولكن تم تطويرها بعقيدة قتالية جديدة تضع الجهاد في الصدارة في عهد الاسلاميين، وقد تناولنا هذا الامر في المشهد الثاني لرواية "إعدام جوزيف".
في الختام اشكر كل من قدم رأيه في هذه القضية الهامة واحترمه حتي ولو لم أقبل به.