مندور: "قناة السويس" أول جامعة يوجد بها 3 مصادر لتعلم اللغة الصينية على مستوى العالم
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
أجرى الدكتور ناصر مندور رئيس جامعة قناة السويس- الأحد الموافق 24 مارس- لقاءا مع وكالة أنباء شينخوا - وكالة الأنباء الصينية الرسمية لجمهورية الصين الشعبية- دار الحوار حول أهمية قناة السويس ودورها الاستراتيجي في المنطقة قديماً وحديثاً.
ثم تطرق الحوار للمشروعات التنموية الكبرى التي تتم داخل مصر بشراكة صينية، متناولا مستقبل العلاقات المصرية الصينية في ظل العصر الذهبي العلاقات المثمرة بين البلدين، وصولاً إلى خطة التعاون بين جامعة قناة السويس والجانب الصيني، خاصة وأن جامعة قناة السويس لديها حجم الشراكة الأكبر بين الجامعات المصرية مع الجانب الصيني.
نسق للحوار الدكتور حسن رجب المدير التنفيذي المصري لمعهد كونفوشيوس، وجانج تينج هونج المدير التنفيذي الصيني للمعهد.
وفي البداية- قدم المحاور الشكر للدكتور ناصر مندور على حسن الاستقبال والضيافة، واصفا رئيس الجامعة بأنه سفير الثقافة الصينية في مصر، لكونه أول باحث مصري يدرس الدكتوراه في الصين ويصل إلى منصب رئيس جامعة، مؤكد أن الجانب الصيني يعتز كثيراً بذلك .
و أعرب الدكتور ناصر مندور عن بالغ سعادته بهذا الحوار، معبراً عن شغفه باللغة الصينية وثقافتها التي تتقارب كثيرا مع الثقافة المصرية، مؤكداً أن التعاون بين البلدين يشهد تطورا كبيرا في ظل قيادة الرئيس السيسي رئيس جمهورية مصر العربية ونظيره الصيني.
وتابع "مندور" جامعة قناة السويس تمثل نموذجًا ورمزًا مضيئًا في سماء التعاون العلمي والثقافي بين مصر والصين، حيث أنها أول جامعة مصرية تؤسس للعلاقات العلمية والثقافية مع الجامعات الصينية، وهي أكبر جامعة تترجم هذا التعاون على أرض الواقع من خلال توقيع العديد من اتفاقيات التعاون، والتي أثمرت عن:
إنشاء معهد كونفوشيوس 2008 , ومعهد الاستزراع السمكي وتكنولوجيا الأسماك 2013 , والكلية المصرية الصينية للتكنولوجيا التطبيقية 2018.
وأضاف أن جامعة قناة السويس هي الوحيدة على مستوى العالم التي يوجد بها 3 مصادر لتعلم اللغة الصينية تتمثل في ...وجود قسمين للغة الصينية بكليتي الألسن و الآداب، إضافة إلى معهد كونفوشيوس.
وأردف "مندور" أن جامعة قناة السويس تساهم بشكل كبير من خلال هذه المشروعات العلمية والثقافية المشتركة مع الصين في دعم العديد من المشروعات الاستثمارية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بإقليم قناة السويس، من خلال دعم توطين التكنولوجيا الصينية، وإعداد الكوادر البشرية الفنية المدربة على أعلى مستوى، لدفع عجلة التنمية الشاملة بالمنطقة، انطلاقًا من أساس أن الجامعة هي قاطرة التنمية للمجتمع، وإيمانًا بدورها في خدمة الوطن.
وتابع : "في إطار دور جامعة قناة السويس الرائد لتعزيز العلاقات الثنائية الثقافية والعلمية بين مصر والصين- فقد أثمرت عن إنشاء الكلية المصرية الصينية للتكنولوجيا التطبيقية عام 2018، بالتعاون بين الجامعة وجامعة بكين للتكنولوجيا ومؤسسة مصر الخير، وتشرفت بأن أكون العميد المؤسس لها، وهي أول كلية يتم إنشاؤها في مصر لإعداد خريج فني متميز يطابق المواصفات العالمية، وخدمة المشروعات الاستثمارية الصينية في مصر، خصوصًا في محور قناة السويس أحد المحطات الهامة في مبادرة الحزام والطريق وهذا النشاط الهائل لجامعة قناة السويس في دعم الملف العلمي والثقافي مع جمهورية الصين الشعبية يعمل على خدمة أهداف التنمية الشاملة بمنطقة قناة السويس بشكل خاص، ومصر على وجه العموم.
فيما أوضح الدكتور حسن رجب أن وكالة شينخوا تُعتبر أكبر هيئة إعلامية في الصين، وواحدة من أكبر الوكالات الإخبارية في العالم، وهى مؤسَّسة على مستوى الوزارة تابعة لمجلس الدولة في الصين، وهي أعلى هيئة إعلاميَّة حكومية في البلاد إلى جانب صحيفة الشعب اليومية.
وفي نهاية الحوار قدم الدكتور ناصر مندور الشكر لوفد وكالة شينخوا مـُرحبا بهم في رحاب جامعة قناة السويس.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: التعاون بين البلدين الثقافة المصرية الدكتور ناصر مندور الرئيس السيس الرئيس الس جامعة قناة السویس ناصر مندور على مستوى
إقرأ أيضاً:
قناة السويس وطريق الحرير والهيمنة الأمريكية
صرّح الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، مؤخرًا بأن السفن الأمريكية، سواء التجارية أو العسكرية، يجب أن تمر مجانًا من قناة السويس وقناة بنما. هذا التصريح لا ينبغي قراءته كتهديد مباشر لمصر أو انتهاك فوري للقانون الدولي، بل يعكس رؤية استراتيجية أعمق ضمن صراع عالمي محتدم على الممرات الحيوية. إنه دليل على اضطراب في موازين القوى الاقتصادية ومحاولة أمريكية للتمسك بمفاتيح النفوذ، في مواجهة صعود قوى أخرى.
قناة السويس، منذ افتتاحها منتصف القرن التاسع عشر، تُعدّ أحد أهم الشرايين التجارية التي تربط آسيا بأوروبا. وقد نصّت اتفاقية القسطنطينية لعام 1888 على بقاء القناة مفتوحة للجميع دون تمييز، مع تأكيد سيادة مصر الكاملة عليها، وفقًا للقانون الدولي.
التصريح الأمريكي جاء متزامنًا مع تعاظم النفوذ الصيني من خلال مشروع «الحزام والطريق»، الذي يهدف لربط الصين بالعالم عبر مسارات برية وبحرية. وتُعدّ قناة السويس نقطة ارتكاز مركزية في المسار البحري لهذا المشروع، حيث تختصر آلاف الكيلومترات من طرق الشحن، ما يجعلها لا غنى عنها لنجاح المبادرة الصينية. ولهذا ضخّت بكين استثمارات كبرى في المنطقة الاقتصادية المحيطة بالقناة، لضمان نفوذ دائم وفعّال.
في ذات الاتجاه، أعلنت إيطاليا مؤخرًا عن مبادرة «طريق القطن» الأوروبية، التي تسعى للربط بين أوروبا وأفريقيا وآسيا خارج النفوذ الصيني، وقد اعتبرت مصر محورًا لا يمكن تجاوزه في هذه الخطة. وهو ما يعكس حجم التنافس الدولي على الموقع الجغرافي المصري، واعتراف الغرب بأهمية القاهرة في صياغة خريطة التجارة العالمية الجديدة.
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن ترامب طلب من الرئيس عبد الفتاح السيسي السماح بمرور السفن الأمريكية مجانًا من قناة السويس دعمًا للعمليات العسكرية في البحر الأحمر، لكن مصر رفضت الطلب، مؤكدة أن أي تحرك يبدأ بوقف الحرب على غزة لا بتجاوز السيادة المصرية. هذا الموقف يعكس صلابة الدولة المصرية وقدرتها على حماية مصالحها دون الدخول في مواجهة مباشرة.
وفي سياق آخر، دعمت الولايات المتحدة وإسرائيل مشروع «قناة بن غوريون» عبر قطاع غزة، الذي سعى لخلق بديل استراتيجي لقناة السويس. المشروع بُني على مخطط لتهجير سكان القطاع قسرًا لشق ممر مائي من البحر الأحمر إلى المتوسط، يُمكّن تل أبيب من التحكم في ممر تجاري عالمي. إلا أن صمود الدولة المصرية أفشل هذا المخطط، وحافظ على مكانة قناة السويس كمسار لا بديل عنه في حركة التجارة بين الشرق والغرب.
اليوم، تفرض الجغرافيا من جديد كلمتها: لا ممر تجاري آمن ومستدام بين آسيا وأوروبا دون قناة السويس. سواء عبر مشروع الحزام والطريق الصيني أو طريق القطن الأوروبي، ظلت القناة نقطة الربط الحاسمة، وهو ما أعاد لمصر زخمها الدولي ورسّخ دورها كقوة جيوسياسية فاعلة.
القوانين الدولية تكفل لمصر إدارة القناة بسيادتها، مع التزامها بحرية الملاحة. كما تؤكد اجتهادات محكمة العدل الدولية أن السيادة على الممرات الدولية تُمارس وفقًا لمبادئ العدل والإنصاف.
وما صرّح به ترامب قد يدخل ضمن مظاهر اليأس الأمريكي، بعد أن استطاعت مصر، بحكمة وهدوء، حصار وتركيع قلب مشروع الشرق الأوسط الجديد دون صدام مباشر. وها هي، رويدًا رويدًا، تكشف عن قوتها الحقيقية، وخصوصًا العسكرية، التي أربكت واضعي المخطط وأدخلتهم في ارتباك جنوني أمام صعود مصري متزن يعيد رسم معادلات النفوذ في المنطقة.
اقرأ أيضاً«وكيل دفاع النواب»: تصريحات ترامب حول قناة السويس عدوان على السيادة المصرية
بكري: قناة السويس ليست إرثا لأجداد ترامب.. ومصر دولة عفية لا تفرط في سيادتها
خبيرا قانون: مطالب ترامب عودة للعقلية الاستعمارية.. والسيادة المصرية على قناة السويس لا تقبل المساومة