حزب الله يثبت المعادلات.. والمحور يصعّد دفعة واحدة
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
عدة احداث عسكرية حصلت في الساعات الماضية تزامنت مع تراجع الايجابية في المفاوضات الحاصلة في الدوحة بين حركة "حماس" من جهة وبين اسرائيل من جهة اخرى، اذ اراد المحور المتحالف مع الحركة تأكيد استعداده الدائم للتصعيد والذهاب بعيدا في دعم قطاع غزة في حال ارادت تل ابيب اكمال عملياتها العسكرية الى مدى غير محسوب، وهذا ما اعاد تسخين الجبهات بشكل متسارع بعد ان كان الستاتيكو يسيطر عليها.
قام الحوثيون بأكثر من عملية عسكرية في البحر الاحمر واستهدفوا سفينة متجهة الى اسرائيل، وفي الوقت نفسه حصلت اكثر من عملية في الضفة الغربية ادت الى مقتل جنود اسرائيليين بالتزامن مع اعلان الفصائل المسلحة العراقية استهداف وزارة الدفاع الاسرائيلية بطائرات مسيّرة. وبغض النظر عن اصابة هذه العمليات لاهدافها بشكل فعال الا ان مجرد حصولها في وقت متزامن تقريبا، يشكل رسالة ميدانية لها طابع سياسي مرتبط بالهدنة والتفاوض حولها.
حتى ان "حزب الله" نفذ عملية جوية استهدف فيها القبة الحديدية في تطور للرد رد على التصعيد الاسرائيلي، لذلك قامت تل ابيب بإستهداف بعلبك للرد على "استهداف" منصات القبة الحديدة وحرصت على تسريب هذه العبارة في وسائل الاعلام حرصا على عدم تدهور الامر، واللافت ان الاستهداف كان قرب منزل القيادي في "حزب الله" حسان اللقيس الذي اغتالته اسرائيل قبل سنوات وكان مسؤولا عن تطوير طائرات التجسس.
هذا التصعيد دفع الحزب الى اعادة تثبيت المعادلات وتحديدا معادلة بعلبك في مقابل الجولان، فاستهدف قاعدة جوية في الجولان السوري المحتل بأكثر من ٦٠ صاروخا بعد دقائق من الغارة على بعلبك وهذا بحد ذاته ايحاء واضح بالاستعدادات الميدانية والعملاتية للحزب وانه مستعد لكل الاحتمالات الامر الذي لا يمكن قراءته من زاوية ارتباط الجبهة اللبنانية بجبهة غزة ومفاوضاتها مع الجانب الاسرائيلي.
عادت الجبهات الى سخونتها، وعادت اسرائيل لتنفذ غارات واستهدافات على بعض السيارات في مناطق لبنانية في محاولة لاغتيال كوادر في "حزب الله" او حماس، وهذا يعني ان الكباش العسكري واظهار القوة سيكون سيد الموقف في ظل استمرار التواصل للوصول الى تسوية في غزة، لكن على ما يبدو فان حلفاء حماس وعلى رأسهم "الحزب" سيتعاملون بجدية مع اي خطوة اسرائيلية تهدف الى توجيه ضربة قاضية ل"المقاومة" في غزة.
كل ما يحصل قد يكون مفيدا للاميركيين الراغبين بالضغط على اسرائيل والحكومة اليمينية فيها من اجل الوصول الى هدنة شاملة ونهائية، فهل تنجح الضغوط العسكرية في دفع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الى التراجع ام التصعيد سيؤدي الى تصعيد مضاد وبالتالي تدحرج المعركة الى حرب شاملة يحاول الجميع الهروب منها. يبدو ان الكرة اليوم في ملعب اسرائيل ونتنياهو والايام المقبلة ستظهر التوجه الجديد في تل ابيب، هل ستستمر في التصعيد ام ستتجاوب في المفاوضات؟
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
الحاج حسن خلال توزيع بطاقات السجل الزراعي في بعلبك: هذا المشروع النموذجي الناجح اعتمدته الفاو
أطلق وزير الزراعة عباس الحاج حسن، من مصلحة الزراعة في بعلبك، تسليم بطاقات السجل الزراعي لعدد من المزارعين، على أن تستكمل عملية تسليم البطاقات في المناطق اللبنانية كافة بعد عيدي الميلاد ورأس السنة.
وتوجه الوزير الحاج حسن بالشكر إلى مصلحة بعلبك الهرمل "لأن الأضرار التي لحقت بها، مثل أي نقطة من نقاطنا المدنية التابعة للدولة، قصفها العدو الاسرائيلي بكل رعونة وعنجهية، ولله الحمد أعيد بناءها وترميمها، وهذا يؤكد أننا مستمرون، والدولة ستبقى صامدة، وهذا البلد صامد وصابر ومنتصر بالارادة الوطنية وبالاجماع الذي رأيناه من خلال احتضان أهلنا النازحين في كل المناطق والقرى والدساكر، ويجب علينا مع كل إطلالة أن نشكر من احتضن، ومن ابتسم بوجه النازحين من اهلنا، والذي أكد من خلال هذا الإحتضان أننا شعب تجمعنا الأحزان والأفراح، الشكر الخاص لكل أهلنا في دير الأحمر وشليفا وبشوات وعيناتا وكل منطقة دير الأحمر، ولأهلنا في عرسال والفاكهة وعكار والضنية وكسروان، ولكل من احتضن من أحزاب وجمعيات، فمن هنا نبدأ، ومن هنا ينطلق مفهوم المواطنة، ولو لم يكن هذا الاحتضان كنا خسرنا ناسنا وأهلنا، وخسرنا الآخر الذي يشبهنا ونشبهه، لأنه لا يوجد أحد في هذا الوطن لا يشبه أخيه المواطن".
وأضاف: "الحرب كانت مستمرة، ونحن أيضا كنا مستمرين في عملنا، لم تقفل وزارة الزراعة أبوابها لحظة واحدة، ونحن اليوم كما وعدنا نطلق قبل نهاية السنة توزيع بطاقات السجل الزراعي لعدد من المزارعين، وآليت على نفسي أن تكون الإنطلاقة من بعلبك الهرمل لأنني أعي أن بعلبك الهرمل هي الخزان الزراعي، كما كانت خزان المقاومة، وهي الخزان الذي يرفد الجيش اللبناني، وهي حكما الخزان الذي سيرفد الوطن بالأمن الغذائي".
وتابع: "نطلق اليوم تسليم أولى البطاقات للمزارعين المسجلين في السجل الزراعي، على أن تستتبع في باقي المحافظات، وسيكون لنا إطلالات أيضا مع منظمة الفاو الشريك الأساسي في إطلاق هذا السجل الذي نجح نجاحا كبيرا. ونحن أطلقنا الاستبيان على المنصات لمسح الأضرار الزراعية في كل لبنان، ليصار بعد ذلك إلى أن ينطلق موظفو وزارة الزراعة وكوادرها إلى المسح الميداني الذي سيترافق مع تسجيل كل مزارعي لبنان، هناك الآن 45000 مزارع مسجلين، ولكن نحتاج إلى أن نصل إلى 210000 مزارع بحسب إحصاء عام 2010، وأنا اعتقد أن العدد أصبح أكبر. ولا بد من توجيه الشكر لفريق سجل المزارعين، لأنني أعلم مدى تعبهم، وأشكر أيضا فريق الفاو، وفريق WFP الذي ساعدنا أيضا، كما أشكر الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة الزراعة: غازي زعيتر وحسن اللقيس وعباس مرتضى، فقد كان لهؤلاء الوزراء رؤيتهم المباركة، وكان لهم خطواتهم الجبارة في سبيل ثبات الأمن الغذائي، ونحن أكملنا المسيرة، ونتمنى إن شاء الله أن تستكمل الخطوات في هذا الملف وباقي الملفات التي أطلقناها من قبل الوزراء القادمين الذين سيتولون مهام الوزارة من بعدي لأن الحكم استمرار".
وأشار إلى أنه "سيتم اليوم تسليم قسم من البطاقات لعدد من المزارعين والمزارعات، وسيكون هناك بعد عيدي الميلاد ورأس السنة إطلاقات في مناطق الهرمل والبقاع الغربي والبقاع الاوسط وعكار وجبل لبنان وكسروان والجنوب والنبطية، لأن هذا السجل هو من أكثر المشاريع التي استثمر فيها بشكل جيد، والشكر أيضا لمن يرعى ويوجه لدولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، والشكر لكبير هذا الوطن دولة الرئيس الأخ نبيه بري الذي دائما وفي كل تفصيل في وزارة الزراعة كان يقول: "بدون الزراعة والأمن الغذائي لا يمكن لنا الاستمرار".
وأوضح الوزير الحاج حسن أن "بطاقة المزارع عبارة عن رقم وطني للمزارع، تخول وزارة الزراعة استهداف المزارع في أي قطاع من القطاعات، حتى لا يحرم أي مواطن مزارع من أي هبة او مساعدة مادية أو عينية من قبل الهيئات المانحة أو الدول المانحة، وكذلك حتى لا يحصل استنسابية في توزيع المساعدات والهبات، فمن خلال هذه البطاقة اصبح كل المواطنين المزارعين مسجلين، وباستطاعتنا نحن في الوزارة استهدافهم والوصول إليهم بسهولة، وهذا المشروع النموذج اعتمدته الفاو كمشروع ناجح في لبنان، ونقلته إلى الأردن وباقي دول المنطقة. وآمل أن يكون لدينا مشاريع منتجة وناجحة أخرى، لان هذا البلد فيه من الطاقات الواعدة والجديرة والقادرة على أن تقول نحن نواة هذا الشرق، شاء من شاء، وأبى من أبى".
وكان قد استهل اللقاء رئيس مصلحة الزراعة في محافظة بعلبك الهرمل الدكتور عباس الديراني، مرحبا بالوزير وفريق العمل، مشيرا إلى أن "هذا اللقاء هو الأول بعد أن تم إصلاح الأضرار في المبنى، الناجمة عن العدوان الإسرائيلي، وبهمتكم ووجودكم وبتضافر جهود معالي الوزير الدكتور عباس الحاج حسن، نستطيع تقديم نموذج ناجح للمزارع والمواطن اللبناني، في لبنان الذي نحبه ونريده".