معارض رمضان.. ملاذ الفقراء في اليمن
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
تبرز معارض شهر رمضان بصورة لافتة في عدد من المدن اليمنية لتوفير احتياجات ومستلزمات رمضان الغذائية والاستهلاكية بأسعار تنافسية تناسب مختلف شرائح المجتمع، خصوصاً محدودي الدخل، إذ يعيش اليمن على وقع حروب وأزمات اقتصادية ومعيشية طاحنة، وأزمة إنسانية هي الأكبر على مستوى العالم بحسب تصنيف الأمم المتحدة.
وتشارك في هذه المعارض مؤسسات حكومية، وشركات ومؤسسات تجارية تابعة للقطاع الخاص، وتم تدشين وافتتاح عدد منها في كل من صنعاء وعدن، ومحافظات أخرى مثل حضرموت وتعز.
يأتي ذلك في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من تبعات الأحداث الساخنة في البحر الأحمر وخليج عدن، في ظل استمرار الحوثيين باستهداف السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئها، إضافة إلى السفن الأميركية والبريطانية، مؤكدين على أنها لن تتوقف حتى يتم رفع الحصار والعدوان الإسرائيلي عن غزة.
الباحث الاقتصادي جمال راوح، يقول لـ"العربي الجديد"، إن المشكلة الحقيقية تتمثل في أزمة السيولة التي يعاني منها ما يزيد على 60% من اليمنيين، الأمر الذي دفع الكثير منهم إلى اتباع سياسة تقشف صارمة لتقنين الاستهلاك، مع التركيز على المستلزمات والاحتياجات الغذائية الضرورية، وفق نظام يومي يرتبط بعديد العوامل المؤثرة، منها مستوى الديون لدى البقالات ومتاجر بيع المواد الغذائية والاستهلاكية.
ويشدد عدد من المسؤولين القائمين على مثل هذه المعارض على اتباع معايير واشتراطات محددة تم بموجبها منح تصاريح إقامة المعارض التجارية، مثل أن تكون التخفيضات المقدمة حقيقية وليس فيها أي تحايل على المستهلك، إضافة إلى منح الأولوية للمنتجات المحلية، وتخصيص ما لا يقل عن 30% من مساحات المعارض لمنتجات الأسر المنتجة وصغار المنتجين.
يشير راوح إلى أن مثل هذه المعارض تمثل أهمية لنحو 30% من المواطنين، خصوصاً من سكان المدن التي يتوفر فيها أكثر من معرض، إلى جانب كونها وجهة لسكان المناطق الريفية.
من جانبه، يتطرق بائع في أحد المعارض الخاصة بمستلزمات رمضان الغذائية والاستهلاكية، أحمد النهاري، لـ"العربي الجديد"، إلى أهم هذه الخيارات التي توفرها هذه المعارض كهامش الربح المنخفض أو الذي قد يكون رمزيا، وفق حديثه، والذي يتيح توفير مختلف السلع والمنتجات بأسعار منخفضة تناسب معظم شرائح المجتمع من منخفضة إلى متوسطة الدخل.
كما شهدت مدينة عدن تدشين عدد من المعارض والخيام الرمضانية، منها التابعة للمؤسسة الاقتصادية الحكومية، إذ يؤكد مسؤولون محليون على أهمية مثل هذه المبادرات، للتخفيف من معاناة المواطنين جراء ارتفاع الأسعار وتدني قيمة العملة المحلية.
حسب المؤسسة الاقتصادية الحكومية، فقد بلغ عدد المشاركين بالخيمة الرمضانية التي تم تدشينها نهاية فبراير/ شباط الماضي وممتدة حتى نهاية رمضان، نحو 30 مؤسسة وشركة، في حين تراوحت التخفيضات في السلع الغذائية والمستلزمات والاحتياجات الضرورية بين 20% إلى 30%.
المواطن حمدي الدغار، من سكان مدينة عدن، يقول لـ"العربي الجديد"، إن مثل هذه الخيام والمعارض تشكل خياراً مهماً نسبياً لكثير من محدودي الدخل، لكنها تعاني من الازدحام الشديد الذي يؤثر على خيارات كثير من الأسر في التسوق وتوفير احتياجاتها الغذائية.
المختص في مجال التسويق وإدارة الأعمال هشام محمود، يؤكد لـ"العربي الجديد"، أن هذه المعارض توفر خيارات عديدة للفقراء من محدودي الدخل من حيث السلع والاحتياجات المتوفرة أو الأسعار، إضافة إلى أهميتها في أحد أهم المواسم التجارية لتشجيع الإنتاج المحلي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وكذلك المشاريع الأسرية الإنتاجية.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن معارض رمضان اقتصاد الفقراء العربی الجدید هذه المعارض مثل هذه عدد من
إقرأ أيضاً:
اقتصادي: الذهب يُعد ملاذًا آمنًا للمستثمرين
أكد الدكتور مدحت نافع، الخبير الاقتصادي، أن طبيعة الاستثمار تتباين بين الأفراد وفقًا لشهيتهم للمخاطر وغالبية الأشخاص الذين يودعون أموالهم في البنوك يميلون إلى الدخل الثابت نظرًا لانخفاض رغبتهم في المخاطرة.
الاستثمار في الذهب:وأكد “نافع”، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى، ببرنامج "الساعة 6" على "الحياة"، أن توجيه الأموال نحو القطاع المصرفي يساهم في تحويل المدخرات إلى استثمارات، مما يعزز الناتج المحلي الإجمالي، منوهًا بأن الذهب يُعد ملاذًا آمنًا للمستثمرين بينما يُفضل أصحاب المحافظ المالية الكبيرة الاستثمار في العقارات.
وشدد على أن أفضل الاستثمارات هي تلك التي تُوجه نحو الأنشطة الإنتاجية ذات الدورة الاستثمارية السريعة، لتجنب تآكل الأموال بفعل التضخم، مؤكدًا أن من استثمر في الذهب حقق أرباحًا أكبر من مستثمري العقارات في الفترة الأخيرة، موضحًا أن العقارات تواجه صعوبة في التسييل بسهولة.
الذهب والعملات الرقمية.. منافسة أم تكامل في عالم الاستثمار؟
مع توسع انتشار العملات الرقمية مثل "البيتكوين" و"الإيثيريوم"، تتزايد التساؤلات حول تأثير هذا الاتجاه على الاستثمار في الذهب، الذي لطالما اعتُبر من أهم أدوات الحفاظ على الثروات عبر التاريخ، وبينما يشهد العالم اهتمامًا متزايدًا بالعملات المشفرة، يظل الذهب الملاذ الآمن للكثيرين وسط التقلبات الاقتصادية العالمية.
العملات الرقمية والتحديات الثقافية
رغم الانتشار العالمي للعملات الرقمية، إلا أنها تواجه صعوبات في الانسجام مع الثقافة الاستثمارية التقليدية في العديد من الدول العربية، ومنها مصر، و يرى المواطنون أن التعامل مع العملات المشفرة ينطوي على مخاطرة كبيرة، مما يجعلهم يفضلون الذهب كخيار أكثر أمانًا واستقرارًا، ويرى خبراء الاقتصاد أن ثقافة الاستثمار في مصر تميل نحو الأصول الثابتة مثل الذهب، ما يُحدّ من الإقبال على العملات الرقمية، التي تُعتبر أكثر تقلبًا وغموضًا بالنسبة للمستثمر التقليدي.
الذهب في مواجهة العملات المشفرة
بالرغم من التطور الملحوظ في سوق العملات الرقمية، لا يزال الذهب يحافظ على مكانته كأداة استثمارية مفضلة، و إذ يتميز الذهب باستقراره النسبي مقارنةً بالعملات المشفرة التي تشهد تذبذبًا حادًا في قيمتها، ما يعزز الثقة به كملاذ آمن خلال فترات الأزمات الاقتصادية والسياسية.
مستقبل الذهب والعملات الرقمية
هناك رؤية متزايدة تدعو للتوازن بين الذهب والعملات الرقمية ضمن استراتيجيات الاستثمار. يمكن استخدام الذهب كأداة تحوط أثناء الأزمات، بينما تُستخدم العملات الرقمية لتنويع المحافظ الاستثمارية، وكذلك، ومن المتوقع أن تساهم تقنيات "البلوك تشين" المستخدمة في العملات الرقمية بتعزيز سوق الذهب عبر تحسين الشفافية في عمليات استخراج وتداول الذهب.
مدينة الذهب ومعرض نيبو
في خطوة تهدف لتعزيز مكانة الذهب في مصر، تعمل الحكومة على إنشاء "مدينة الذهب" في العاصمة الإدارية الجديدة، مما يُتوقع أن يدعم الصناعة ويوفر بيئة جاذبة للاستثمارات.
كما يشهد معرض نيبو للذهب 2024 مشاركة واسعة، حيث يعرض أكثر من 49 علامة تجارية مصرية ودولية، بما في ذلك أجنحة مخصصة لتركيا وإيطاليا، ويقدم المعرض تصاميم مبتكرة تجمع بين الطابع المصري الأصيل والتوجهات الحديثة، مع إقبال كبير من الزوار والمهتمين.
هل يتوازن الاستثمار بين الذهب والعملات الرقمية؟
رغم صعود العملات الرقمية، يبقى الذهب في صدارة الخيارات الاستثمارية بفضل استقراره ودوره التقليدي كأداة تحوط، و السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن أن يتحقق توازن بين الاستثمار في الذهب والعملات الرقمية مستقبلًا، أم أن كلًا منهما سيبقى في مساره الخاص؟