جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تأكيده التوجه نحو شن عملية برية في رفح جنوبي قطاع غزة، رغم التحذيرات الأميركية ومطالبة جهات مختلفة بتجنب تنفيذ العملية التي قد تسفر عن خسائر بشرية ضخمة.

وقال نتنياهو "سندخل رفح ونحقق النصر الشامل"، وتعهد بالقضاء على يحي السنوار رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة.

وأضاف -في كلمة له أمس الأحد أمام عدد من جنود الشرطة العسكرية بمناسبة الاحتفال بما يسمى عيد المساخر اليهودي- أنه "لا يمكن هزيمة الشر المطلق من خلال تركه وحده في رفح".

وفي أكثر من مناسبة، زعم نتنياهو أن رفح هي "المعقل الأخير" لحركة حماس في قطاع غزة، الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 سنة، وتشن عليه حربا مدمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وجاءت تصريحات نتنياهو رغم تحذيرات متزايدة أطلقتها الولايات المتحدة التي تقدم لإسرائيل أقوى دعم عسكري ومخابراتي ودبلوماسي منذ بداية الحرب.

وقالت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي "لا أستبعد أن تكون هناك عواقب أميركية على إسرائيل، في حال مضت في غزو رفح".

وأضافت أن "الولايات المتحدة أوضحت لإسرائيل بكل الطرق أن أي عملية عسكرية كبرى في رفح ستكون أمرا خاطئا، مشيرة إلى أنها درست الخرائط وتبين لها أنه لا يوجد مكان يذهب إليه مليون ونصف مليون إنسان".

ومنذ أسابيع، تتصاعد تحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات الاجتياح المحتمل لرفح، حيث يوجد نحو 1.4 مليون نازح أجبرهم الجيش الإسرائيلي على النزوح إلى المنطقة بزعم أنها آمنة.

كارثة إنسانية

وجاءت أحدث التحذيرات من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي تحدث خلال مؤتمر صحفي في مطار العريش المصري أمس، عن توافق دولي واضح على أن أي هجوم بري على مدينة رفح سيتسبب في كارثة إنسانية.

بدوره، صعّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لهجته تجاه نتنياهو، وأكد "معارضته الصارمة" لهجوم إسرائيلي على رفح، وحذر  أن "النقل القسري للسكان يشكل جريمة حرب".

وأبلغ ماكرون نتنياهو -خلال اتصال هاتفي- نيته تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي يدعو إلى "وقف فوري ومستدام لإطلاق النار"، مشددا على ضرورة أن تفتح إسرائيل "بدون تأخير وبدون شروط جميع المعابر البرية القائمة مع قطاع غزة".

في المقابل، اعتبرت حركة حماس أن إصرار نتنياهو على اجتياح مدينة رفح يمثل "تحديا" لكل التحذيرات الدولية.

وأوضحت الحركة -في بيان عبر منصة تلغرام- أن "نتنياهو يواصل استخدام خطاب ديني لتحقيق غاياته السياسية عبر تصعيد حرب الإبادة ضد شعبنا في قطاع غزة، وتأكيد نتنياهو عزمه تنفيذ جريمته برفح تحد لكل المواقف الدولية، التي تحذر من أي عملية عسكرية بالمدينة".

يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت عشرات آلاف الشهداء والجرحى المدنيين، أغلبهم نساء وأطفال، فضلا عن أزمة صحية وإنسانية غير مسبوقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست تكشف تفاصيل عن القنابل والتكتيك الإسرائيلي باغتيال نصر الله

تناولت صحف عالمية تفاصيل عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله مع تحليل للتطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، والتركيز على التصعيد الإسرائيلي ضد حزب الله وتداعياته الإقليمية.

وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" عن استخدام إسرائيل عشرات القنابل الأميركية الصنع خلال استهدافها نصر الله.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أن حجم الدمار يشير إلى "نوع من التتابع السريع للذخائر"، وهو تكتيك شائع لإسقاط المباني المحصنة.

وأضافت أن هذه القنابل الخارقة للتحصينات قادرة على اختراق ما يصل إلى ستة أقدام من الخرسانة المسلحة قبل تفجير شحنة هدم شديدة الانفجار.

وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة "فايننشال تايمز" إلى أن اغتيال نصر الله يضرب بقوة الإستراتيجية الإيرانية في المنطقة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إيراني قوله إن نصر الله كان يتمتع بثقة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وإن الأمر سيستغرق وقتا حتى تتجدد الثقة في قيادة جديدة لحزب الله، ومع ذلك أكد المسؤول أن هذا لا يعني نهاية حزب الله.

من جانبها، حذرت صحيفة "نيويورك تايمز" من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أصبح "لا يردع بسهولة" وأنه يتجاهل حلفاءه.

مخاطر صراع إقليمي

وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو لم يتشاور حتى مع الولايات المتحدة قبل استهداف نصر الله، مما يقوض التحذيرات من جانب الحلفاء والأعداء على حد سواء من أن التصعيد قد يؤدي إلى إشعال حرب إقليمية أوسع نطاقا تشمل إيران.

وفي تحليل شامل للوضع، ذكرت صحيفة "غارديان" أن إسرائيل توسع هجماتها على الجماعات المدعومة من إيران، بما في ذلك استهداف جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن.

وحذرت الصحيفة من أن التحركات الإسرائيلية في جميع أنحاء الشرق الأوسط تخاطر بتسريع الانجرار إلى صراع إقليمي متعدد الجبهات.

وعلى الصعيد الداخلي الإسرائيلي، كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن نتائج استطلاع للرأي يظهر انقسامات حادة في الرأي العام الإسرائيلي بشأن أداء الحكومة في إدارة شؤونها الإستراتيجية والخارجية.

ويشير الاستطلاع إلى وجود أغلبية "براغماتية" تفضل ترتيبات طويلة الأمد مع الفلسطينيين، بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية كجزء من صفقة شاملة، إضافة إلى تحالف دبلوماسي إقليمي لاحتواء إيران.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي: واشنطن أبلغتنا عن استهداف جوي قريب من إيران
  • عاجل | المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: واشنطن أبلغتنا عن استهداف جوي قريب من إيران
  • الدمرداش: النباتات الطبية والعطرية على رأس القطاعات التصديرية الواعدة.. وبلغت صادراتها خلال العام الماضي 282 مليون دولار
  • الصحة تنشر حصيلة شهداء غزة خلال العدوان الإسرائيلي
  • واشنطن بوست تكشف تفاصيل عن القنابل والتكتيك الإسرائيلي باغتيال نصر الله
  • عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة ينظمون مظاهرة احتجاجية أمام منزل نتنياهو
  • خطاب نتنياهو أمام الأمم المتحدة مثير للجدل وعنصري
  • الزمالك يجدد محاولات ضم أسامه جلال وبيكهام خارج الحسابات
  • الهلال يجدد عقد أبوعشرين لمدة عامين
  • مجهولة وغير مطابقة.. تفاصيل تحذيرات رسمية من أدوية بالسوق خلال سبتمبر